مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-10-01

كيف تسهـم الحـروب في تطـــور الطــب العسكـري؟

كما تتطور العقائد القتالية، والتكنولوجيا القتالية بالاستفادة من الدروس المستخلصة من الحروب والتهديدات المتغيرة، بالدرجة ذاتها تتطور القطاعات اللوجستية المساندة للجيوش في عملياتها العسكرية، ومن أبرزها قطاع الطب العسكري.
تحدثت أدبيات إستراتيجية عديدة عن آثار عميقة للحربين اللتين خاضتهما القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان على تطور الطب العسكري في الجيش الأمريكي، ورغم أن الأدبيات العسكرية اهتمت بالحديث عن "الإصابات النفسية" باعتبارها أحد أهم إفرازات حربي العراق وأفغانستان، فإن الواقع يشير إلى وجود تطور نوعي فارق في معالجة الإصابات ذات الطبيعة الخاصة التي شهدتها ميادين العمليات الحربية في العراق وأفغانستان، حيث كانت إصابات أغلب الجرحى جراء تفجير عبوات بدائية الصنع، خصوصاً في العراق، ما دفع باتجاه تطوير على مستويين: أولهما تطوير وسائل معالجة هذه الإصابات الميدانية المؤثرة في كثير من الأحيان، وثانيهما: تطوير عربات نقل الجنود و"تصفيحها" بشكل أكثر متانة عن ذي قبل بحيث تتحمل التفجيرات المتزايدة التي تعرض لها الجنود الأمريكيون في الكثير من تنقلاتهم عبر الطرق الداخلية بين مدن وقرى العراق وأفغانستان.
 
إعداد: التحرير
 
بشكل عام، يعد طب الحروب أو الطب العسكري، أحد أهم أفرع طب الطوارئ الذي شهد بدوره تطوراً نوعياً فارقاً عقب حرب فيتنام والكوريتين، بعد أن اكتسب الأطباء الميدانيون من الطب الميداني خبرة طويلة، بعدها عادوا إلى بلادهم وأنشأوا هذا الطب الجديد بمفهومه الحديث "طب الطوارئ"، حيث يتعامل الطبيب مع الحالات الطارئة كالإصابات والجروح والحالات الطبية المفاجئة، ويتصف الطبيب العسكري بسمات خاصة منها ما يرتبط بسمات الجندية وحياة العسكرية بشكل عام وفي مختلف الأفرع والتخصصات مثل الانضباط والجاهزية والاستعداد النفسي، ومنها ما يتعلق بتخصصه الطبي حيث يفترض في الطبيب العسكري لاسيما في أوقات الأزمات والحروب، أن يكون على درجة عالية من الأهلية العلمية للتعامل الفوري مع حالات الكسور والجروح، والحالات الجراحية وتشخيصها تشخيصاً سريعاً وأيضاً التعامل مع الآثار الناتجة عن استخدام العديد من المعدات والأدوات القتالية، وبالتالي عليه أن يكون ملماً بطبيعة الأسلحة والذخيرة المستخدمة في الحروب الحديثة، وآثارها، وكيفية التعاطي مع هذه الآثار،  فضلاً عن ضرورة امتلاكه مقومات التعامل مع حالات الإصابة والجروح والصدمات النفسية والحالات الطبية كافة وسط بيئة عمل تتسم بقدر هائل من القلق والضغوط النفسية، وربما الارتباك ومحدودية الإمكانيات الطبية وأي ظروف طارئة قد تفرضها طبيعة مسرح العمليات، خصوصاً بالنسبة للمستشفيات الميدانية المتنقلة، حيث يتعامل الطبيب وطاقمه المساعد مع حالات حرجة في ظروف عمل حرجة. 
 
ومنذ سنوات عدة، حذر خبراء أمريكيون متخصصون، من بينهم رئيس المعهد الأمريكي للصحة النفسية "توماس إينسل" من أن تزايد حالات الانتحار والموت "لأسباب نفسية" بين الجنود الأمريكيين الذين خدموا في العراق وأفغانستان، يمكن أن ترفع الخسائر البشرية إذا لم تتم معالجة مشاكل هؤلاء الجنود النفسية، وكشف "اينسل" عن أن ما بين 18 و20 % من أصل 1.6 مليون جندي أمريكي خدموا في العراق وأفغانستان - أي نحو 300 ألف رجل- يعانون من حالات خلل تلي الصدمة والانهيار العصبي أو الأمرين معاً، وقدّر إينسل نسبة الجنود الذين لا يطلبون مساعدة وزارة الدفاع أو إدارة المحاربين القدامى بنحو 70 %، وتوقع "ألا يسعى معظم الجنود للخضوع لعلاج"، وحذّر من أن عدم معالجة الاضطرابات التالية للصدمات والانهيار العصبي يمكن أن يؤدي إلى "حالات انتحار أو الموت مما يفاقم الخسائر" في العراق وأفغانستان، وأوضح المسؤول أن عدم معالجة المشكلتين اللتين ذكرهما يمكن أن يؤدي إلى الإدمان على الكحول وأشكال أخرى من السلوك الذي يمكن أن يهدد حياة الأفراد، ودعا المعالجين النفسيين إلى التدقيق في عوارض الاضطرابات الناجمة عن العمل في منطقة حرب.
 
الحديث طبياً عن الآثار النفسية للحروب وصدمات ما بعد الحروب ليست وليدة حربي العراق وأفغانستان، فمن الوارد أن يتعرض الكثير من الجنود الذين يشاركون في عمليات قتالية في مناطق عدة من العالم إلى آثار نفسية بدرجة تقل أو تزيد حسب طبيعة العمليات القتالية، وأيضاً وفقاً لمستوى الإعداد والتأهيل النفسي والبدني للفرد المقاتل، ولكن الدراسات العلمية تشير إلى أن حربي العراق وأفغانستان على وجه التحديد تسببتا في إصابات نفسية بشكل مكثف لدى العديد من الجنود بغض النظر عن إدماج هذه الإصابات في التقديرات الرسمية للضحايا من عدمه. 
 حجم الخسائر البشرية الناجمة عن الحروب لا يتوقف عند حد الضحايا من القتلى والمصابين جسدياً في عمليات قتالية، بل يشمل أيضا الإصابات النفسية التي يدفع بعضها المرضى إلى الانتحار وبالتالي تفاقم الخسائر المباشرة، أو الإصابة بإعاقة نفسية تحول دون العودة إلى الدور الطبيعي في المجتمع، وكان وزير الدفاع الأمريكي السابق "روبرت جيتس" قد ذكر  في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الخسائر البشرية للحرب في العراق وأفغانستان جعلته حذراً ومتحفظاً جداً في إشراك القوات الأمريكية في حروب اختيارية، ونقل عن "جيتس" وقتذاك قوله وهو على مشارف الخروج من منصبه (عام 2011) "عندما توليت منصب وزير الدفاع كانت واشنطن متورطة في معركتين شديدتي الصعوبة والتكلفة، ورأيت أنه يتعين علينا إنهاء مهام معينه قبل البحث عن مهام أخرى"، وأبدى "جيتس" وجهة نظره في دواعي الحروب، وقال "إذا كنا على وشك التعرض لهجوم أو تعرضنا لهجوم حقيقي أو لدينا ما يهدد المصالح القومية لبلادنا كنت سأكون أول من يؤيد الحرب"، وأضاف "سأدافع عن خوض أي حرب في المستقبل تتسم بالضرورة، غير أنني أصبحت أكثر حذراً بشأن الحروب الاختيارية".
 
دروس حرب العراق
ذكرت صحيفة "يو إس أيه تودي" في تقرير لها أن الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق قد تسببت في إلحاق نوعيات بالغة الخطورة من الإصابات والجروح في صفوف جنود الجيش الأمريكي، لم تكن معروفة فيما سبق للقوات الأمريكية من نزاعات، وأشارت الصحيفة إلى أن الخدمات الصحية الملحقة بالجيش الأمريكي تعتبر أنه حتى الجنود الأمريكيين الذين أصيبوا خلال معارك في العراق أو بفعل هجمات الفصائل والتنظيمات العراقية وتم إنقاذ حياتهم سيظلون يعانون من فترة طويلة للغاية قبل أن تكون هناك فرصة لإعادة تأهيلهم مرة أخرى، وأكدت الصحيفة أن طبيعة الجراح والإصابات التي تلحق بجنود الاحتلال الأمريكي في العراق يومياً تثير الخوف والقلق لأنها تعتبر أعظم وأخطر من مثيلاتها التي كانت تلحق بالجنود الأمريكيين إبان حرب فيتنام أو حتى الحرب العالمية الثانية، وفي هذا الصدد نقلت يو إس أيه تودي عن توني برينسيبي مستشار لجنة شؤون المحاربين القدماء خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قوله: "الإصابات التي تلحق بجنودنا في العراق تتسم بالعمق والخطورة إلى أبعد حد، وصحيح أن العربات المدرّعة والستر الواقية يكون لها في بعض الأحيان دور في حماية الأعضاء والأماكن الحساسة في أجساد الجنود الأمريكيين؛ إلا أن الكمائن التفجيرية التي ينصبها المسلحون العراقيين والهجمات بالسيارات المفخخة تسفر في غالب الأحيان عن إصابات خطيرة تستدعي إجراء عمليات بتر لأعضاء هامة في أجساد الجنود، هذا فضلاً عن الصدمات الدماغية والأزمات النفسية".
 
ولمواجهة هذا التطور الميداني، كان لزاماً حدوث تطور نوعي هائل في الطب العسكري الأمريكي على وجه التحديد خلال حرب العراق، حيث وصفت بعض التقارير الإعلامية الطفرة التي حدثت في هذا الإطار باعتبارها "ثورة طبية" وتطوراً دراماتيكياً في عمليات معالجة الجرحى على أرض المعارك، حيث دفعت العبوات المحلية الصنع الجيش الأمريكي  إلى تعديل أصول معاجلة الجنود والالتزام بمبدأ أساسي قائم على أن "وقف النزيف ينقذ الحياة".
 
وتشير تقارير إلى عمليات الإسعاف الأولية للجرحى في ساحة المعركة قد شهدت ثورة فعلية خلال سنوات الحرب في العراق، وكان السبب المباشر في ذلك إن نحو 70 % من الجرحى والمصابين الذين قدرت أعدادهم بعشرات الآلاف تعود إصاباتهم إلى التعرض لتفجيرات من عبوات بدائية محلية الصنع تؤدي إلى إصابات بحروق وبتر الأطراف وتؤثر على الرئتين بشكل مباشر.
 
ومن المعروف أن الدرع الواقي العسكري التقليدي، والآليات العسكرية الحديثة مصممة للتصدي لخطر  العبوات الناسفة، ولكنها لم تكن توفر حماية مضادة كافية من العبوات البدائية، ولذا قام الجيش الأمريكي بتغيير مقاربته لكيفية التعامل مع الإصابات الناتجة عن هذه العبوات، مما أدى إلى أن الجنود الأمريكيون المصابون حصلوا على فرص أفضل  للبقاء على قيد الحياة أكثر من أي صراع عسكري آخر خاضته الولايات المتحدة، حيث عاد  نحو 90  % من المصابين إلى بلادهم في مقابل 76 % خلال حرب فيتنام،  وحصل التطور الطبي النوعي الأكثر تأثيراً عندما جرى استخدام الرباط الذي يوقف تدفق الدم نهائياً في جميع عروق الأطراف المتضررة ، وهي طريقة وجدت قبل حوالي 100عام، لكنها لم تستخدم بكثرة كونها كانت تؤدي إلى بتر الطرف المصاب، ويقول المقدم "روبرت مابري" الذي عالج جنوداً مصابين في معارك مقديشو عام 1993: عندما كنت مسعفاً، كنا ننظر إلى هذا الرباط على أنه الملاذ الأخير، وفي حروب سابقة، لم يكن يحمل المسعفون الأمريكيون هذا الرباط معهم، إلا أنه كان عليهم استخدام أشياء أخرى لوقف النزيف وقطع تدفق الدم، مثل العصي. وحمل المسعفون الأمريكيون والجنود معهم رباطاً صنع خصيصاً لهذه الغاية، فيما تعكس هذه الأداة الجديدة وجهة نظر أطباء الجيش الأمريكي الذي يرون أنه في الحالات الطارئة يمثل وقف النزيف أهمية أكبر من المحافظة على ضخ الأوكسجين، وتقول الكولونيل باتريسيا هاستينغز التي أدارت مهمات تدريب على الطب العسكري أن "هناك مهلة أربع دقائق لإيصال الأوكسجين إلى أحدهم حتى لا يبدأ دماغه بالموت،  لكن هناك فرصة لحركات ضغط قليلة على القلب قبل خسارة الكثير من الدم وفقدان الأمل بالحياة، وبحسب دراسة طبية أجريت في العراق، فإن 862 رباطاً جرى استخدامها على 459  إصابة، وقد نجا حوالي 87 % من الجنود فيما لم يواجه أي منهم عملية بتر لأحد أطرافه جراء استخدام الرباط، وبعد الإطلاع على الإصابات في حرب فيتنام، توصل عدد من الأطباء والمسعفين السابقين إلى أن مقاربة الجيش كانت تحكمها إلى حد كبير تعاليم الطب المدني بدلاً أن  تحكمها الحقائق على أرض المعركة.
 
ونقل تقرير صادر عن "وكالة الصحافة الفرنسية" عن أحد المتخصصين الذين لعبوا دوراً أساسياً في إعادة صياغة قوانين التعامل مع الإصابات في المعارك قوله أن "التعرض لكمين يختلف عن التعرض لحادث سير، إذ أن طبيعة الإصابة تكون  مغايرة" وإلى جانب الرباط، استخدم المسعفون أنواعا خاصة من الشاش، وإبراً كبيرة  وقسطرات تساعد على سحب الهواء من الجروح في الصدر، وقساطل صغيرة خاصة لفتح ممرات للهواء في الحلق أو الأنف ، كما خضع المسعفون الأمريكيون إلى عملية تدريب أكبر من تلك التي كانوا يخضعون لها في السابق، وباتت عمليات التدريب تشمل 16 أسبوعاً من التدريب وتلقي التعليمات،  وحتى في صحارى العراق، فإن المسعفين كانوا يركزون على إبقاء الجندي المصاب في  حالة من السخونة، كون انخفاض الحرارة يشكل خطراً كبيراً على حياة الشخص الذي خسر الكثير من الدماء، وتكرس يقين طبي بأن إبقاء المريض في حالة من السخونة هو أمر أساسي، ولم تعد مسألة حقن السوائل في الوريد، التي لطالما اعتبرها المسعفون المدنيون أمراً جوهرياً، وكانت تشكل أحد أبرز رموز حرب فيتنام، تمثل أولوية قصوى. ويقول أحد المتخصصين "كنت أحمل ستة ليترات من السوائل خلال عملي على الأرض، ثم أصبح المسعفون يحملون فقط لتراً أو لترين وذلك ضمن مهمات أطول أيضاً" وبالنسبة إلى الجنود الجرحى الذين توقف النزيف لديهم وخرجوا من حال الصدمة، فإنهم لا يحتاجون إلى حقن بالوريد، إذ أن هذه العملية قد تؤذي المصاب الذي خسر الكثير من الدماء، بحسب الأطباء، ووضع خبراء الجيش الأميركي في المستشفيات المتنقلة خلال حرب العراق الأسس أيضاً لتقنيات جديدة واستخدموا معدات حديثة، فيما عملوا على تحسين عملية الإخلاء الطبي الجوي، وهي دروس طبقت فيما بعد خلال الحرب في أفغانستان.
 
ويرى أطباء أن التحدي يكمن أيضاً في إيجاد علاج للإصابات في المعدة أو الرقبة حيث أنه لا يمكن استخدام الرباط في هذين المكانين، وقالوا أن من الضروري "التوصل إلى طريقة للتعامل مع الأماكن التي لا يمكن قطع الدماء عنها، ويعتبرون أن ذلك هو التحدي الطبي خلال المستقبل المنظور. 
 
العبوات الناسفة
برز خطر العبوات البدائية محلية الصنع كسلاح فعال ضد العربات المدرعة في حربي العراق وأفغانستان، فإلى جانب الإصابات المباشرة التي تلحقها هذه العبوات بالأفراد ، تتسبب أيضاً في وضع الجنود تحت ضغط نفسي هائل جراء بدائية هذه العبوات وسهولة صناعتها محلياً، ما يجعلها كثيفة الانتشار والاستخدام في أماكن متوقعة وغير متوقعة، وكثيراً ما تتسبب هذه العبوات في صدمات نفسية بجانب الإصابات الجسدية التقليدية، لاسيما أن هؤلاء الجنود يجهلون طبيعة المجتمعات واتجاهات السكان حيالهم، فضلاً عن الجهل بالجغرافيا وطبيعة الأراضي التي تتم فيها تلك العمليات.
 
وشكلت هذه العبوات التي وصفت بأنها "بسيطة وفعالة" كابوساً لمخططي الجيش الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان، حيث شكلت العبوات الناسفة وغيرها من الأسلحة اليدوية الصنع سلاح المتمردين الرئيسي في حربي العراق وأفغانستان، وأدت إلى مصرع وإصابة آلاف الجنود الأمريكيين والمدنيين، واعتبر مسؤولو الجيش الأمريكي إنّ مثل هذه المتفجرات هي "السلاح المفضّل" لدى المتمردين، لأنها في الغالب رخيصة وسهلة الصنع ولا يتطلب تفجيرها سوى كبسة زرّ بسيطة عن بعد، ولذا فقد كانت حماية الجنود من هذا النوع من الذخيرة والمتفجرات، الأولوية الرئيسية لدى البنتاغون، وتشير بعض التقارير الصحفية إلى أنه أنفق 14 مليار دولار لمواجهة هذه العمليات البدائية، حيث طوّرت الوكالات الدفاعية أجهزة صدّ إلكترونية ميدانية تمنع إشارة الضرب الإلكترونية البسيطة من الوصول إلى المتفجرات، كما تم أيضاً توفير مركبات مدرعة بشكل أفضل.
 
وأكدت مصادر طبية أمريكية أن الجنود العائدين من الخدمة العسكرية في العراق، كانوا يعانون من إصابات شديدة التعقيد في الرأس والدماغ جراء التفجيرات والعمليات العسكرية، وأكد عدد من الأطباء أن الإصابات التي تظهر لدى الجنود تختلف بشكل كبير عما اعتادت عليه الأطقم الطبية الأمريكية، التي كانت تعالج تاريخياً حالات ناجمة عن حوادث السير أو العمل، مما يشكل تحدياً كبيراً للنظام الصحي غير المؤهل للتعاطي مع هذه الحالات، واشتملت العوارض التي كان يعاني منها الجنود المرضى الصداع والدوار ومصاعب النوم والاكتئاب والارتباك وصعوبة التركيز والتوتر، إلى جانب مشاكل في النطق والنظر، وقد تدفع صعوبة تشخيص الإصابة إلى إرسال جنود مرضى إلى أرض المعركة مجدداً، ونقلت تقارير إعلامية عن الطبيبة ساندي شنايدر، مديرة معهد التأهيل الدماغي في جامعة فاندربلت قولها: "أنا أمارس العمل في هذا القطاع منذ أكثر من 20 عاماً، ولدي فريق طبي متخصص وواسع الخبرة، غير أنهم يقولون لي أنهم يشاهدون الآن ما لم يرونه من قبل"، ويلفت خبراء إلى أن علاج الإصابة يبقى أصعب من تشخيصها، إذ أن الطب الحديث يقف عاجزاً عن علاج أساس المشكلة ويكتفي بتقديم عقاقير مضادة للعوارض المرضية. 
 
 
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره