مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-11-02

من‭ ‬‮‬مصر‮‬‭ ‬إلى‭ ‬‮‬الإمارات‮: ‬التكامل‭ ‬وترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬لتجاوز‭ ‬أزمات‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية

تشهد‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إنعقاد‭ ‬دورتى‭ ‬الـ‭ ‬‮«‬‭ ‬27،‭ ‬28‭ ‬“‭ ‬لأحد‭ ‬أهم‭ ‬الأحداث‭ ‬الرامية‭ ‬لمواجهه‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬غير‭ ‬التقليدية،‭ ‬والتى‭ ‬تنصرف‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬أولويات‭ ‬مجابهه‭ ‬خطر‭ ‬“التغيرات‭ ‬المناخية”‭.  ‬
 
 
وتأتى‭ ‬رئاسة‭ ‬القاهرة‭ ‬للقمة‭ ‬“COP27”،‭ ‬فى‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022‭ ‬بمدينة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ،‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬حرص‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬على‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬أجندة‭ ‬“العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي”‭ ‬وإحراز‭ ‬تقدم‭ ‬متوازن‭ ‬حول‭ ‬كافة‭ ‬الجوانب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بقضية‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭. ‬والإنتقال‭ ‬المرن‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التفاوض‭ ‬ومناقشة‭ ‬أطرر‭ ‬التحرك‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التنفيذ‭ ‬الفعلي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬وذلك‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬جُملة‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬القائمة،‭ ‬فى‭ ‬مقدمتها‭: ‬التراخى‭ ‬فى‭ ‬إجراءات‭ ‬تعافى‭ ‬الإقتصاد‭ ‬العالمى‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬التوترات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬على‭ ‬أثر‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬–‭ ‬الاوكرانية،‭ ‬وإنعكاساتها‭ ‬المتباينة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الأمنية،‭ ‬أبرزها‭: ‬ملف‭ ‬الطاقة،‭ ‬وملف‭ ‬الغذاء،‭ ‬وملف‭ ‬اللاجئين‭.  ‬
 
بقلم‭: ‬د‭. ‬إيمان‭ ‬زهران‭ ‬
 
الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬رئاسة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬والإمارات‭ ‬للقمتين‭ ‬المتتاليين‭ ‬COP27،‭ ‬و‭ ‬COP28،‭ ‬تأتى‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬تمثيل‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬لمركزية‭ ‬أقاليمهم‭ ‬الفرعية‭ ‬الإفريقية‭ ‬والأسيوية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تكامل‭ ‬الرؤي‭ ‬والتفاهمات‭ ‬الثنائية‭ ‬والتى‭ ‬إنعكست‭ ‬على‭ ‬سعى‭ ‬كلا‭ ‬الدولتين‭ ‬لإنجاز‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التحركات‭ ‬الناجعة‭ ‬فى‭ ‬الملفات‭ ‬الحيوية‭ ‬ذات‭ ‬الثقل‭ ‬النوعي،‭ ‬والتى‭ ‬فى‭ ‬مقدمتها‭ ‬ملف‭ ‬“التغيرات‭ ‬المناخية”‭ ‬وآليات‭ ‬التكيف‭ ‬وسُبل‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولى‭ ‬لتجاوز‭ ‬تداعيات‭ ‬التهديد‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬والانسانية‭ ‬والغذائية‭ ‬والصحية‭ ‬و‭..‬إلخ‭.‬
 
 
الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الـ‭ ‬COP27‭: ‬
ثمة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التى‭ ‬أنجزتها‭ ‬القاهرة‭ ‬كخارطة‭ ‬طريق‭ ‬وطنية،‭ ‬ونهج‭ ‬إسترشادى‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬فى‭ ‬التناول‭ ‬الحيوى‭ ‬لملف‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬بمختلف‭ ‬مجالاته،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يلى‭:  ‬
 
 
التحول‭ ‬إلى‭ ‬الإقتصاد‭ ‬الأخضر‭: ‬ فثمة‭ ‬تحول‭ ‬نوعى‭ ‬نحو‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأخضر‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬دعائم‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬حيث‭ ‬استهدفت‭ ‬استراتيجية‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬و”رؤية‭ ‬مصر‭ ‬2030”،‭ ‬والتى‭ ‬تتوافق‭ ‬فنيا‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬الدولية،‭ ‬البعد‭ ‬البيئي‭ ‬كمحور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬التنموية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬حيث‭ ‬تسريع‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬مع‭ ‬تقليل‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وضمان‭ ‬التوزيع‭ ‬العادل‭ ‬للثروة‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬وعدم‭ ‬انتقال‭ ‬المشاكل‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬فمن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يركز‭ ‬الـ‭ ‬COP27‭ ‬على‭ ‬التمويل‭ ‬وفرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬والنمو‭ ‬الأخضر‭.‬
 
 
تعديل‭ ‬الإطار‭ ‬التشريعي‭ : ‬فقد‭ ‬أجرت‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الهيكلية‭ ‬والتشريعية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المتباينة‭ ‬الصديقة‭ ‬للبيئة،‭ ‬ووضع‭ ‬قوانين‭ ‬جديدة‭ ‬لخلق‭ ‬آفاق‭ ‬تشغيلية‭ ‬بقطاعات‭ ‬حيوية‭ ‬كان‭ ‬يتعذر‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬سابقًا،‭ ‬مثل‭ ‬شبكة‭ ‬الكهرباء‭ ‬الوطنية‭ ‬وإدارة‭ ‬النفايات،‭ ‬كما‭ ‬أصبحت‭ ‬جميع‭ ‬المشروعات‭ ‬الحكومية‭ ‬ذات‭ ‬بُعد‭ ‬بيئي‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تحركات‭ ‬القاهرة‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬ميزانيتها‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬بنسبة‭ ‬100٪‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬رؤيتها‭ ‬الوطنية‭ ‬للإستدامة‭ ‬التنموية‭.‬
 
 
توجية‭ ‬الإستثمار‭ ‬الأجنبى‭ ‬المباشر‭: ‬ حيث‭ ‬أصدرت‭ ‬القاهرة‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬بـ‭ ‬“السندات‭ ‬الخضراء”‭ ‬بقيمة‭ ‬750‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬لتمويل‭ ‬المشروعات‭ ‬الخضراء،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النقل‭ ‬النظيف،‭ ‬وتقديم‭ ‬تمويل‭ ‬جديد‭ ‬ومبتكر‭ ‬للمشروعات‭ ‬الخضراء‭ ‬وإدارة‭ ‬النفايات‭ ‬والنقل‭ ‬الأخضر‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬كما‭ ‬أصبح‭ ‬لدى‭ ‬البنوك‭ ‬المحلية‭ ‬إدارات‭ ‬متخصصة‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬التمويل‭ ‬الصديق‭ ‬للبيئة‭. ‬وكذلك‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬دليل‭ ‬معايير‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لمشاركة‭ ‬الصندوق‭ ‬السيادي‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬استثمارية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر،‭ ‬وإدارة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬بما‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬مبادرة‭ ‬صناديق‭ ‬الثروة‭ ‬السيادية‭ ‬“الكوكب‭ ‬الواحد”،‭ ‬وكذلك‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬وزارية‭ ‬لصياغة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬“الحوافز‭ ‬الاقتصادية”‭ ‬لتعزيز‭ ‬التحول‭ ‬الأخضر‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬
 
 
إطلاق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للتغير‭ ‬المناخى‭: ‬ أطلقت‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬مايو‭ ‬2022‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬2050،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التصدي‭ ‬لتداعيات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬“رؤية‭ ‬مصر‭ ‬2030”،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والنظم‭ ‬البيئية،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬ريادة‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭. ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬تتضمنة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬أهداف‭ ‬رئيسية‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭: ‬تحقيق‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادي‭ ‬مستدام‭ ‬وتنمية‭ ‬منخفضة‭ ‬الانبعاثات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬وبناء‭ ‬المرونة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬وتخفيف‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وتحسين‭ ‬حوكمة‭ ‬وإدارة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وتحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬ونقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وإدارة‭ ‬المعرفة‭.‬
 
 
إطلاق‭ ‬المبادرات‭ ‬التكاملية‭: ‬ تسعي‭ ‬القاهرة‭ ‬عبر‭ ‬رئاستها‭ ‬لمؤتمر‭ ‬المناخ‭ ‬COP27‭ ‬لاطلاق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬ذات‭ ‬الأبعاد‭ ‬التكاملية‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا،‭ ‬مثل‭: ‬المبادرات‭ ‬ذات‭ ‬الإهتمام‭ ‬بموضوعات‭ ‬التمويل‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتحول‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والتنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تبني‭ ‬اجتماع‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الحلول‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الطبيعة،‭ ‬وإطلاق‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬للتنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬2050‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬COP15،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مبادرات‭ ‬المياه‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬نوعية‭ ‬الحياه‭.‬
 
 
تأثير‭ ‬‮«‬الدومينو‭ ‬المناخى‮»‬‭:  ‬
يعى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬والإمارات‭ ‬أن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يعج‭ ‬بجُملة‭ ‬من‭ ‬الإضطرابات‭ ‬النوعية،‭ ‬والتى‭ ‬قد‭ ‬تحفزها‭ ‬إشكالية‭ ‬“التغيرات‭ ‬المناخية”،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيتم‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭ ‬بالقمتين‭ ‬COP27‭ ‬و‭ ‬COP28،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التخوفات‭ ‬التالية‭:  ‬
 
 
تنامى‭ ‬ظاهرة‭ ‬‮«‬اللجوء‭ ‬المناخى» ‬‭: ‬تسهم‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬تزايد‭ ‬“التصداعات‭ ‬الإجتماعية‮»‬‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭  ‬الدول،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬أقر‭ ‬الميثاق‭ ‬العالمي‭ ‬للاجئين،‭ ‬الذي‭ ‬تبنته‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2018،‭ ‬بأن‭ ‬العوامل‭ ‬المناخية‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭ ‬حركات‭ ‬اللجوء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬“الهندسة‭ ‬المجتمعية”‭ ‬وإنعكاسها‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬تصدع‭ ‬الاستقرار‭ ‬الداخلى‭ ‬للدول‭ ‬المُصدرة‭ ‬والمستقبلة‭ ‬لموجات‭ ‬الهجرات‭.  ‬
 
 
تزايد‭ ‬«الشح‭ ‬المائى»‭: ‬ تعاني‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الندرة‭ ‬المائية،‭ ‬ويزداد‭ ‬الأمر‭ ‬سوءا‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬خطر‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬المباشرة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬“المياه”‭ ‬وتحركات‭ ‬الأطراف‭ ‬المتعددة‭ ‬للصراع‭ ‬بالدول‭ ‬المأزومة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬بنمط‭ ‬“عسكرة‭ ‬المياه”،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤشر‭ ‬لمخاطر‭ ‬متباينة‭ -‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭- ‬الإنعكاسات‭ ‬السلبية‭ ‬المباشرة‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬معدلات‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار،‭ ‬ومعدلات‭ ‬البخر،‭ ‬ومناسيب‭ ‬مياه‭ ‬الأنهار،‭ ‬ومدى‭ ‬ثبات‭ ‬حجم‭ ‬وجودة‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬بالمنطقة‭.  ‬
 
 
إرتفاع‭ ‬وتيرة‭ ‬«الصراعات‭ ‬المسلحة»‮‬‭: ‬ تؤثر‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الأساسية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الغذاء‭ ‬والماء،‭ ‬وتساهم‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬هشاشة‭ ‬الدولة‭ ‬ومشكلات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تناول‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬والصراع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وندرة‭ ‬الموارد‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الندرة‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬وانعكاسات‭ ‬متباينة‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬إتجاهات‭ ‬رئيسية،‭ ‬حيث‭: ‬تنامى‭ ‬العنف‭ ‬الداخلى‭ ‬والصراعات‭ ‬الأهلية،‭ ‬خلق‭ ‬بيئات‭ ‬حاضنه‭ ‬للإرهاب،‭ ‬تزايد‭ ‬مخاطر‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭.‬
 
نحو‭ ‬إنجاز‭ ‬‮«‬العدالة‭ ‬المناخية»‮‬‭: ‬ حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬اتفاق‭ ‬دولي‭ ‬ينص‭ ‬أو‭ ‬يحدد‭ ‬كيفية‭ ‬توزيع‭ ‬المنافع‭ ‬والأعباء‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ‭ ‬بطريقة‭ ‬منصفة‭ ‬وعادلة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بالعديد‭ -‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭- ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بأن‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬المناخ‭ ‬“COP27”‭ ‬قمة‭ ‬العدالة‭ ‬المناخية،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لصياغة‭ ‬قضية‭ ‬بيئية،‭ ‬وحقوقية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬وبحث‭ ‬التصورات‭ ‬والاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬المرجو‭ ‬منها،‭ ‬كأن‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬طرح‭ ‬رؤى‭ ‬تتعلق‭ ‬بتمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬التكيف‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬المناخية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الفوارق‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬واللاعدالة‭ ‬التى‭ ‬تتسبب‭ ‬فيها‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬كما‭ ‬تهدف‭ ‬العدالة‭ ‬المناخية‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬تمتع‭ ‬الجميع‭ ‬بالحقوق‭ ‬الأساسية،‭ ‬والإنصاف‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬فى‭ ‬التمكين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التكيف‭ ‬ضد‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭. ‬ويتطلب‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬المناخية‭ ‬إعادة‭ ‬توزيع‭ ‬الموارد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إشراك‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬تضرراً‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬فى‭ ‬اقتراح‭ ‬وصياغة‭ ‬الحلول‭ ‬واعتبارهم‭ ‬عنصراً‭ ‬أساسياً‭ ‬فى‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭.‬
 
 
ومن‭ ‬ثم،‭ ‬فإنطلاقا‭ ‬من‭ ‬القاهرة،‭ ‬وإدراكًا‭ ‬لحجم‭ ‬المسئولية‭ ‬بكوننا‭ ‬مركزاُ‭ ‬يتقاطع‭ ‬عبرة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الآقاليم‭ ‬الفرعية‭ ‬بالعالم‭ ‬سواء‭ ‬العربية،‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية،‭ ‬أو‭ ‬الإفريقية،‭ ‬او‭ ‬الأورومتوسطية،‭ ‬فثمة‭ ‬حشداً‭ ‬للإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬لتشجيع‭ ‬كافة‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عملية‭ ‬وطموحة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬توظيف‭ ‬القاهرة‭ ‬لثقلها‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لربط‭ ‬العمل‭ ‬المناخى‭ ‬بالأولويات‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التنموية‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الدول‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬لتوافقات‭ ‬حول‭ ‬كافة‭ ‬جوانب‭ ‬العملية‭ ‬التفاوضية،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬الوصول‭ ‬لمخرجات‭ ‬عملية‭ ‬ملموسة‭ ‬تمثل‭ ‬إسهامًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬فى‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬للدول‭ ‬النامية،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‭ ‬من‭ ‬آلية‭ ‬“العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي”‭ ‬لخلق‭ ‬فرص‭ ‬التنمية‭ ‬العادلة‭ ‬والمتكافئة‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬وبما‭ ‬يمكن‭ ‬التأسيس‭ ‬له‭ ‬والبناء‭ ‬علي‭ ‬مخرجاته‭ ‬عبر‭ ‬القمة‭ ‬القادمة‭ ‬بالإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة ‬“COP28”‭‭. ‬
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره