مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-02-01

القدرة على التحدي والتصدي لمختلف التهديدات السايبرية ‏DIAMONDShield

تتدفق المعلومات بصورة غزيرة في مراكز العمليات الجوية أثناء الهجوم ضد قوات معادية تتمتع بإمكانيات هائلة مثل القدرة على شن الحروب السايبرية (تخريب المعلومات والشبكات الإلكترونية) واستخدام الطائرات وصواريخ كروز والطائرات والصواريخ الباليستية التكتيكية (التعبوية).
من السهل أن نتصور سيناريو يتسارع فيه حجم المعلومات الواردة من أنظمة الاستشعار بدرجة كبيرة في غضون دقائق قليلة. فعلى سبيل المثال: تقوم رادارات الدفاع الجوي برصد أسلحة جوية تحلق على ارتفاعات منخفضة تقترب من القواعد الجوية، بينما ترصد أنظمة رادار الإنذار المبكر إطلاق صواريخ باليستية مسرحية (عملياتية) من عدة مواقع متفرقة ضد أهداف متعددة، وفي الوقت نفسه، يتم تسليح الطائرات تسليحاً كاملاً انتظاراً لأمر التحرك، فيما تستعد أنظمة الدفاع الجوي لإطلاق النيران، وتضيء قوات الاتصال في عدة مراكز للقيادة.
وتقوم أنظمة استشعار الدفاع الصاروخي والأنظمة الأخرى بنقل معلومات مهمة إلى مراكز القيادة والتحكم لاستخدامها في معرفة أي الصواريخ الباليستية المسرحية (العملياتية) يرتبط بالمواقع العسكرية والتجمعات السكانية الحيوية في أقل من أربع دقائق، ثم فجأة يتوقف سيل المعلومات، ليبـادر الفنيون بمحاولة معرفة الأسباب، ولكن البرامج الخاصة بإدارة الشبكة لا تستجيب.
 
إعداد:بي. راج
 
وقد بدأ الهجوم لتوه، وتبدأ فرق الدفاع الجوي مواجهة عدداً لا يحصى من الخيارات، استناداً إلى ما يعرفونه وما لا يعرفونه، وقد نجح العدو في نشر أقوى سلاحين لديه- الإرباك والغموض- قبل أن تبدأ المعركة بالفعل.
حقيقة جديدة
بالنسبة إلى قادة العمليات الجوية، فإن الحقيقة هي أنه حتى مع وجود أحدث الدفاعات الجوية وأنظمة الدفاع الصاروخي، وارتباطها بأكثر الشبكات تطوراً فإن القادة ومساعديهم ربما وجدوا أنفسهم في حيرة شديدة بسبب تسارع المعلومات الواردة إلى أنظمتهم، وتزداد المشكلة تعقيداً في حالة التعرض لهجوم سايبري (تخريب المعلومات والأجهزة الإلكترونية) يمكن أن يقلل من كفاءة الشبكات الحيوية أو حتى تعطيلها تماماً.
 
التحدي الذي يواجهه القادة عند التعامل مع أنظمة الدفاع الجوي وأنظمة الدفاع الصاروخي لا يكمن في قلة المعلومات، بل في زيادة تدفقها، وقلة المعلومات المتكاملة وأساليب دعم القرار، وفي المسارح العملياتية الراهنة غالباً ما يعتمد مشغلو الأنظمة الجوية والأنظمة الدفاعية على الاتصالات الشفهية والمهارات التحليلية في تقييم المعلومات لتقديم المعلومات الخاصة بصناعة القرار، وتوفير الوعي الميداني لساحة القتال ككل في الوقت المناسب، ولكن عندما نصادف مسرحاً قتالياً يتسم بالسرعة الشديدة لا يستطيع الأفراد تجهيز المعلومات بسرعة كافية مهما بلغت مواهبهم أو مستوى تدريبهم.
 
تصف الوثيقة رقم 6 - القيادة والسيطرة- الخاصة بعقيدة سلاح الجو الأمريكي المشكلة بكل دقة ووضوح على النحو التالي: "يمكن لأنظمة المعلومات اليوم تجهيز كميات هائلة من المعلومات وبثها بصورة شبه فورية، وفي حالة الطوارئ لا يستطيع القائد عادة فرز كميات هائلة من المعلومات بسبب كثرتها وقلة الوقت المتاح لفرزها، ويتعين على الطاقم المساعد تحليل المعلومات وفرزها، ومن ثم عرضها على القائد لاتخاذ القرار المناسب، الأمر المثير للقلق هو أن القائد وطاقمه سيعانون من "كثرة المعلومات"، وحينئذ يمكن أن تفوتهم معلومات قيمة للغاية أثناء عملية الفرز".
ويكمن حل تلك المشكلة في أنظمة الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي الرقمية المدمجة التي تقوم بجمع المعلومات من عدة مصادر مختلفة، ومن ثم تحويلها إلى معلومات مقروءة ومفهومة، ويمكن لهذه الأنظمة المتطورة تزويد القادة وأطقمهم المساعدة بتقارير تحليلية وتخطيطية وتنفيذية للوفاء بوعودهم بتطوير الوعي الميداني وتحقيق السيطرة على المعلومات.
 
‏DIAMONDShield C2 
للتعامل مع عناصر هذه المشكلة بطريقة فعالة استخدمت القوات المسلحة الأمريكية "النظام الجوهري لإدارة المعارك في مسرح العمليات" Theater Battle Management Core System: TBMCS الذي طورته شركة لوكهيد مارتن وجرى نشره في عام 2000 لأول مرة، ويتم تركيب هذا النظام في خمس قيادات للعمليات الجوية وأكثر من 20 مركز قيادة مشترك وسفينة بحرية على مستوى العالم، وجرى تطويره بصورة مستمرة بما يسمح بدمج أنظمة جديدة وإضافة إمكانيات جديدة، ومن بين الأنظمة الأمريكية الأخرى التي تلبي الحاجة إلى معلومات ووعي ميداني بصورة شبه فورية "نظام القيادة والتحكم وإدارة المعارك والاتصالات" C2BMC وهو نظام الدفاع الصاروخي الباليسيتي الأمريكي الذي طوره فريق شركة لوكهيد مارتن، ويقوم هذا النظام المتزامن وقريب المدى بدمج أنظمة الدفاع الصاروخي المنصوبة عالمياً وإقليمياً.
وبفضل المعلومات التي يتم الحصول عليها من "النظام الرئيسي لإدارة المعارك العملياتية" TBMCS ونظام القيادة والتحكم وإدارة المعارك والاتصالات C2BMC، بالإضافة إلى نظام القيادة والسيطرة الفضائي المدمج Integrated Space Command and Control (ISC2) system (نظام الدفاع الجوي المسؤول عن دعم الدفاع الجوي في أمريكا الشمالية والقيادة الشمالية الأمريكية والقيادة الإستراتيجية الأمريكية)، أصبحت شركة لوكهيد مارتن قادرة تماماً على فهم متطلبات قادة ومشغلي قيادة العمليات الجوية، وأصبح لديها خبرة كافية لإنتاج وتأمين أنظمة القيادة والسيطرة.
 
وقد استغلت شركة لوكهيد مارتن خبرتها في إنتاج نظام مدمج للقيادة والتحكم لتلبية احتياجات شركائها الدفاعيين على مستوى العالم، وهو نظام يقوم على استغلال الخبرة الفعلية التي اكتسبتها قوات الحلفاء من الأنظمة المستخدمة اليوم، مع ضمان ملاءمة الجيل التالي للأنظمة مع الأنظمة الحالية، وهذا النظام، الذي أطلق عليه اسم DIAMONDShield، عبارة عن مجموعة من الأنظمة المتكاملة التي تزود قوات الدفاع الجوي والقوات الجوية المساندة بأجهزة وبرامج لتخطيط وتنفيذ عمليات هجومية ودفاعية وعمليات مساندة، وينفذ النظام عدة مستويات للتحكم، بدءاً من توجيه القائد على المستوى العملياتي، وانتهاء بتوجيه عمليات الاشتباك التكتيكي للطائرات المقاتلة والدفاعات الأرضية المنصوبة على الأرض.
 
وبالإضافة إلى دعم عملية التنسيق بين الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والسايبرية، من المفترض أن يقوم الجيل التالي من نظام القيادة والتحكم بدعم عملية الملاءمة التشغيلية مع قوات التحالف، ويقوم تصميم نظام DIAMONDShield على برنامج مفتوح يمكن تفصيله تبعاً للاحتياجات التشغيلية لكل عميل، الأمر الذي يؤدي إلى قلة تكلفته بفضل انخفاض التكاليف الفنية الخاصة بصيانته طوال مدة تشغيله، وتكاليف التدريب عليه وتكاليف تحديثه، علاوة على التكاليف الخاصة باليد العاملة، ويعتبر هذا النظام المفتوح العمود الفقري لعملية ملاءمة النظام للعمل مع بقية الأنظمة الأمريكية وأنظمة قوات التحالف الأخرى.
وتسمح كفاءة فرد التشغيل الإضافية عن طريق الأدوات المؤتمتة ودمج المعلومات، تسمح لقادة العمليات الجوية بالعمل مع فرق أقل عدداً، ويقوم نظام DIAMONDShield بتقليل الحاجة إلى تدريب أفراد التشغيل، كما يقوم نظامه المفتوح بدعم عمليات الإضافة والتحديث بتكاليف أقل.
 
القدرات والتحمل والتلاؤم
يتميز نظام DIAMONDShield بقدرته على مساعدة قادة العمليات الجوية على تلبية متطلباتهم عن طريق توفير صورة مقروءة ودقيقة لساحة الفضاء، علاوة على الأدوات اللازمة لتخطيط وتنفيذ المهام بسرعة وبقدر كبير من الفعالية، ويوفر النظام عرضاً بصرياً لساحة القتال عن طريق الربط بين المعلومات الواردة من الأسلحة المشتركة وأجهزة الاستشعار وأجهزة الرادار غير العسكرية.
وتقوم القدرات الخاصة بتنفيذ المهام بالربط بين خطط الطيران وأوامر التشغيل الجوي بطريقة آلية بهدف رصد وتنفيذ مجموعة القواعد المحددة لأطقم التشغيل من أجل تحديد الهدف والتعرف عليه بصورة آلية، ويقوم النظام بعمل المسوحات بطريقة مستمرة لرصد أي أنشطة غير عادية أو خطيرة قد تنفذها أي مركبات جوية محمولة أو مركبات فضائية، ومن ثم إخطار أطقم التشغيل بطريقة آلية، وتقوم وسائل الاشتباك مع الأسلحة بتزويد أطقم الدفاع الجوي بتوصيات آلية حول الاشتباك استناداً إلى معايير محددة، ويمكن إعطاء أمر الاشتباك أو إلغاؤه عن طريق وصلات بيانات أحادية العمل، ويتم تقديم الخيارات الخاصة بالاشتباك التي تم التوصية بها بالنسبة للأهداف الحساسة عن طريق استخدام معلومات شبه فورية مثل الوقود والأسلحة والموقع بالنسبة للأهداف الأرضية والجوية.
 
وتقوم قوات الدفاع الجوي والقوات الجوية المساندة بوضع خطط التشغيل والمهام التكتيكية باستخدام رسم تخطيطي يقوم بربط أهداف القائد بالمهام وأوامر التشغيل، ويتم تقييم الخطط ومضاهاتها بملفات الأهداف المختلفة، ويمكن عمل مراجعة مسبقة للتنفيذ النهائي للخطة عن طريق استخدام آلة زمنية، ويتم تخطيط الفضاء الجوي باستخدام أدوات رسم ثلاثية الأبعاد تقوم بتقييم النزاعات المحتملة، ويتم نشر أوامر التشغيل الجوي وأوامر مراقبة الفضاء الجوي على شكل نشرات موحدة للقوات المشتركة وقوات التحالف.
ويوفر نظام DIAMONDShield دفاعاً متعدد المستويات يشمل الأمن الفعلي ورصد أي خروقات للشبكات وحماية أجهزة "السيرفر" والعملاء، ويتم مراقبة الشبكة وإدارتها من خلال مركز عمليات الشبكة المركزية حيث يتم تنبيه أطقم التشغيل بطريقة آلية لأي مشاكل، وتوجيههم حول كيفية حلها من أجل إعادة تشغيل الشبكة.
 
كما يوفر نظام DIAMONDShield أيضاً أساليب دفاعية سايبرية قوية (ضد تخريب المعلومات والشبكات الإلكترونية) واستراتيجيات الرد من أجل التعامل مع أي هجوم تتعرض له الشبكات السايبرية، وعادة ما تكون مراكز عمليات الشبكة مسؤولة عن دفاع الشبكات باستخدام مجموعة من الإمكانيات والقدرات التي توفرها الشركة البائعة، ولاستكمال مراكز عمليات الشبكة كانت لوكهيد مارتن شركة رائدة بتأسيس مركز استخباراتي لأمن المعلومات والشبكات السايبرية (الإلكترونية) بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية لمراقبة ورصد وردع الأسلحة المتطورة التي لا تستطيع مراكز عمليات الشبكة رصدها، وعن طريق تنفيذ الأساليب السايبرية والأساليب المتطورة الأخرى، مثل التحليل المتسلسل للتخلص من التهديدات السايبرية، يعمل مركز المعلومات الاستخباراتية على دعم مراكز عمليات الشبكة، ويعتبر شريكاً فعالاً لأي نظام أمني متعدد المستويات.
وتتلقى أطقم التشغيل تدريبها باستخدام برنامج DIAMONDShield أصلي يقوم بتشغيله نظام متكامل للتصميم والمحاكاة يعمل آلياً على وضع سيناريوهات تستند إلى خطط حقيقية وخطط تدريب، ويقوم المدربون بتدريب كل من الأفراد المسؤولين عن التخطيط والدفاع الجوي باستخدام نهاية طرفية واحدة، ويتم تسجيل كافة سيناريوهات التدريب بغرض الاستفادة منها في مرحلة لاحقة.
 
الاستعداد للمستقبل
ومثلما هو الحال غالباً بالنسبة إلى التكنولوجيا والتحسينات المتطورة يوماً بعد يوم في مجال الأنظمة الدفاعية، ورغم طرح قدرات متقدمة لحماية الدول وحدودها فإن تحديات جديدة تظهر يوماً بعد يوم أمام القادة المكلفين بتعظيم آليات الرد على الهجمات المعادية.
وعندما يتعرض قادة العمليات الجوية لسيل من المعلومات الواردة من مصادر متعددة تجد فعالية الأنظمة الدفاعية وأنظمة القيادة ككل معرضة للاهتزاز، ويعتبر نظام القيادة والتحكم الحل المناسب لعلاج هذه المشكلة، حيث لا يوفر صورة متكاملة عن ساحة القتال فحسب، وإنما يساهم أيضاً في مساعدة القادة عند اتخاذ قرارات مصيرية حساسة تتعلق بتخطيط وتنفيذ المعركة، سواء كسلاح دفاعي مستقل وقائم بذاته أو كسلاح يعمل بالتعاون والتنسيق مع شركاء التحالف•
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره