مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-02-01

كلـية القـيادة والأركـان وجامـعة أبوظبي تعاون للإرتقاء المنشود

كلية القيادة والأركان المشتركة إحدى كليات القوات المسلحة المختصة بتعليم فن الحرب عموماً والفن العملياتي على وجه الخصوص، حيث تجمع الكلية بين النظرية والتطبيق كأساس للمنهجية المعتمدة في سياسة الكلية التعليمية، والتي تهدف إلى تطوير الشخصية القيادية للضباط الدارسين من خلال برامج الدورة.
 
حوار: أمل سالم الحوسني                        
 
 
لذلك سعت كلية القيادة والأركان المشتركة نحو تطوير البرامج التعليمية العسكرية المعتمدة لديها  لتواكب في مناهجها وأساليبها أرقى ما توصلت إليه الأكاديميات العسـكريـة في العـالـم، وتوجـهت الكلية نحو جـامـعة أبو ظبي للتعاون معها في تحقيق الارتقاء المنشود، بوصفها جامعة وطنية معتمدة لدى هيئة الاعتماد الأكاديمي،  وقد تم توقيع اتفاقية التعاون بين القيادة العامة للقوات المسلحة  وجامعة أبوظبي في فبراير عام 2009.
حول هذا الموضوع قامت مجلة "درع الوطن" بإجراء مقابلة مع سعادة اللواء الركن طيار رشاد محمد سالم السعدي قائد كلية القيادة والأركان المشتركة وسعادة علي سعيد بن حرمل الظاهري رئيس مجلس جامعة أبوظبي التنفيذي عضو مجلس أمناء جامعة أبوظبي  للوقوف على آخر المستجدات حول هذا التعاون، 
 
وفيما يلي نص اللقاء مع قائد كلية القيادة والأركان المشتركة :
 
 ما أهمية التعاون بين كلية القيادة والأركان المشتركة وجامعة أبوظبي ؟
إن كلية القيادة والأركان المشتركة شأنها شأن مؤسسات التعليم العالي العالمية والمحلية تسعى للانفتاح على الجامعات، والمكتبات ومراكز الدراسات المتخصصة والمؤسسات الحكومية، وذلك لتقديم أفضل مستويات التعليم المتاحة التي تمكن الكلية من القيام بمهمتها على أكمل وجه، وتنفيذ الدور المطلوب منها ضمن القوات المسلحة وفق رؤى مؤسسية طموحة، وسياسة تعليم عسكري واضحة ومحددة المعالم، يتابعها ويدعمها المجلس الأعلى للكلية على أساس قرار يخول المجلس بذلك، ويعود إلى مادة وردت في مرسوم تأسيس الكلية حول منح خريجي دورة القيادة والأركان المؤهل الجامعي المستحق، ويأتي التعاون مع جامعة أبوظبي ليحقق أهدافاً عديدة ضمن هذا الإطار، وليجعل تنفيذ التعليم العسكري في الكلية يتم وفق معايير أكاديمية سليمة تنسجم مع متطلبات التعليم العالي في الدولة، لأن خريج كلية القيادة والأركان المشتركة هو مواطن يمتلك من الطموح والقدرات ما يؤهله لأن يكون قائداً ناجحاً، وعسكرياً متعلماً محترفاً يسعى إلى أن يفيد المجتمع والوطن على أكمل وجه، وذلك في كافة مراحل حياته أثناء الخدمة العسكرية وبعدها، لذلك يأتي التعاون مع جامعة أبوظبي ليمثل قيمة  مضافة، ونقلة نوعية للتعليم العسكري تعمل على مد جسور التعاون التي تمكن الكلية ومنتسبيها من الاستفادة من العلوم المختلفة ومصادرها وبما يساعد على إعداد قادة المستقبل وفق أرقى المستويات.
 
كيف تم التوفيق بين متطلبات الركن ومتطلبات التعليم الجامعي وفق معايير الاعتماد الأكاديمي من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ؟
إن مناهج الدورات في القوات المسلحة لدولة الإمارات بشكل عام مصممة بدقة وعناية، وتتم مراجعتها وتحديثها بصفة مستمرة لتتلاءم مع المعطيات الواقعية، ولكي تناسب خصائص العناصر المختلفة التي تؤثر وتتأثر بالمناهج، ولتحقق أفضل مخرجات ممكنة، لذلك فإن منهاج دورة القيادة والأركان المشتركة كان مهيئاً بدرجة كبيرة لاعتماده أكاديمياً، حيث يستمد مرجعيته من مناهج كليات عريقة تم اختيارها بدقة متناهية، وينفذ العملية التعليمية بالكلية كادر من الموجهين ذوي مستويات عالية من الخبرة والتأهيل، كما أن النظام الأساسي للدورة وشروط الالتحاق تضمن قبول طلاب مميزين بعد عملية فرز واختيار دقيقة، فالطالب الذي يتم اختياره لهذه الدورة هو العنصر المحوري في العملية التعليمية خلال الدراسة، لذلك فإن عملية التوافق والدمج تمت بسهولة ويسر، وما تم إنجازه خلال العام الماضي يدعونا للتفاؤل بتحقيق المزيد لقواتنا المسلحة.
 
كيف كان التوافق والانسجام بالبرنامج الجديد بشقيه العسكري والمدني ؟
إن العلوم العسكرية ما هي إلا شكل آخر من أشكال العلوم الأخرى وتلتقي معها في جوانب كثيرة، وعلى سبيل المثال فإن الإدارة العسكرية للموارد المتنوعة والوقت لا تختلف عنها في باقي المؤسسات العامة أو الخاصة كقاعدة عامة، ولكن توجد خصوصيات مميزة للمؤسسة العسكرية تتناول من خلالها الطروحات الموضوعية والمنطقية التي تركز على جوانب وديناميكيات قد تبدو مختلفة في شكلها إلى حد ما ولكنها تحمل ذات المضمون في جوهرها، وهذه الحقيقة لا تنفي وجود أنواع بل فروع من العلوم العسكرية البحتة التي تظل منفصلة عن الموضوعات الجامعية التي تم تدريسها لطلاب دورة القيادة والأركان المشتركة، وثمة نقطة جوهرية أخرى وهي أن القوات المسلحة الحديثة إضافة إلى عناصرها وتخصصاتها المتفردة فيها فهي تحوي كافة التخصصات التي توجد في المجتمع المدني، حيث نجد المحامي والمعلم والطبيب والمهندس والإداري والطيار والمالي والإعلامي وكافة التخصصات التي تخدم هذه المؤسسة الهامة.
لذلك فإن المزج وعملية التوفيق بين المساقات العسكرية والجامعية ما هو إلا إضافة أكاديمية أدت إلى إثراء وتنوع المنهاج، وهي ولله الحمد تساعد الطالب على الاستفادة بشكل أفضل مقارنة بالدورات السابقة .
 
ماذا عن خريجي الدورات السابقة  هل يمكنهم الالتحاق مرة أخرى بالكلية من أجل رغبتهم في الحصول على الشهادات المعتمدة ؟ وهل يمكنهم استكمال الدراسة لنيل درجة الماجستير ؟
لقد تم الاعتماد الأكاديمي لمنهاج دورة القيادة والأركان المشتركة ليتم تطبيقه على الدورة العشرين وما يليها، ولم يتم إغفال الدورات السابقة، وللتوضيح فإننا أثناء إعداد برنامج الاعتماد الأكاديمي قمنا بتقسيم ضباط القوات المسلحة في دولة الإمارات من خريجي دورات الأركان إلى ثلاث مجموعات: الأولى تشمل كافة خريجي دورات القيادة والأركان من خارج الدولة، وهذه المجموعة شملتها الدراسة الأولية ولكن لم يشملها برنامج المعادلة، كما لم يشملها برنامج الاعتماد الأكاديمي في الوقت الحاضر لعدة اعتبارات، وتم تأجيل ذلك للسنوات القادمة، أما المجموعة الثانية فتضم كافة منتسبي دورة القيادة والأركان المشتركة في دولة الإمارات العربية المتحدة محلياً في كلية القيادة والأركان المشتركة ممن تنطبق عليهم الشروط، وهي شروط دقيقة وعلمية تم تقييمها ومتابعتها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بواسطة فرق تقييم وخبراء تم استدعاؤهم من خارج الدولة لتقييم منهاج الدورة بكافة أبعاده، وتقييم مناهج دورات المرشحين في الكليات العسكرية الأساسية بالدولة، واستغرقت عملية التقييم بعض الوقت لضمان نجاح البرنامج وإرسائه على قواعد علمية وأكاديمية دقيقة كي نجني ثمار عمل سنوات مضت وللمستقبل، وقد تم التطبيق العملي للتعليم الجامعي في الكلية اعتباراً من دورة القيادة والأركان 20 المشتركة ، ولايزال مستمراً.
وهناك مجموعة ثالثة تضم الضباط خريجي كلية القيادة والأركان المشتركة في الدولة الذين ينقسمون بدورهم إلى فئتين: فئة الدورات من الأولى إلى الدورة السابعة، والفئة الثانية وهي الفئة الرئيسة التي يستهدفها البرنامج، وتم إعداده بصفة أساسية من أجلها وتشمل كافة خريجي الدورة الثامنة حتى الـدورة الـتـاسعة عـشرة، وبدأ تـنفيذه، وقد استكملت الدفـعة الأولى كافة متطلبات برنامج البكالوريوس العام الماضي، وانتظمت الدفعة الثانية ونأمل أن يجتهد الضباط أنفسهم لاغتنام هذه الفرصة الذهبية في الأعوام الثلاثة الـقـادمة تقريباً، لأن هناك المزيد من البرامج المستقبـلـية الطـموحة التي تتجاوز درجة البكـالـوريوس. ويـجـب ألا ننسى هنا حجم الدعم الـذي تـقـدمـه الـقـيادة العامة للقوات المسلحة لإدراك قادتنا بأهمية هذا الجانب الذي يصب في مصلحة قواتنا المسلحة والوطن.
 
هل من كلمة أخيرة تودون إضافتها؟
فـي الـنـهايـة لا بـد مـن كـلمة شكر وعـرفـان نوجـهـها لقيادتـنا الموقـرة على الرؤية السليمة ودعم التعليم بكافة مستوياته وأشكاله، والذي يشمل الضباط ومختلف الرتب، كما أشكر القيادة العامة للقوات المسلحة وعلى رأسها رئيس أركان القوات المسلحة على دعم كلية القيادة والأركان المشتركة.
جامعة أبوظبي
 
وللوقوف على حيثيات التعاون بين كلية القيادة والأركـان المـشـتـركة وجامـعة أبـوظـبي أجـرت مجلة "درع الوطن" حواراً مع سعادة علي سعيد بن حرمل الظاهري رئيس مجلس جامعة أبوظبي التنفيذي عضو مجلس أمناء جامعة أبوظبي 
 
وفيما يلي نص الحوار :
 
يسعدنا بدايةً أن تحدثنا عن التعاون الأكاديمي بين القيادة العامة للقوات المسلحة وبالأخص كلية القيادة ووالأركان وجامعة أبوظبي؟
تعتز جامعة أبوظبي بتعاونها الأكاديمي الرائد مع القيادة العامة للقوات المسلحة، هذه المؤسسة الوطنية التي نتشرف جميعاً بمنجزاتها الحضارية وما تقوم به من حماية مكتسبات الوطن ومنجزاته وترسيخ استقراره وإعلاء رايته خفاقة، برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله- وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشـد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ونحن نعلم أن هذا التعاون يعتبر واجباً وطنياً نشعر بسعادة غامرة ونحن نقوم به، كما أننا في جامعة أبوظبي نترجم من خلال هذا التعاون رسالة الجامعة وأهدافها الإستراتيجية التي حددها لها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس مجلس أمناء جامعة أبوظبي كجامعة وطنية تأخذ بأرقى الأساليب العلمية والتطبيقية في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
 
لكل تعاون مراحل تحضير ومشاورات، فهلا حدثتنا عن هذه المراحل وما أسفرت عنه من نتائج ؟
بالتأكيد كانت هناك استعدادات من الجانبين لطرح هذه البرامج، ووجدنا كل التعاون من قبل ممثلي القيادة العامة للقوات المسلحة الذين قدموا إسهامات كبيرة في تحديد الإطار العام لتلك البرامج، وأيضاً في رصد المتطلبات التعليمية للقيادة العامة للقوات المسلحة وكلية القيادة والأركان المشتركة، واسمحوا لي هنا أن أتوجه بالشكر أيضاً إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي نائب رئيس مجلس أمناء جامعة أبوظبي وهيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيث بذلت الهيئة جهوداً مشكورة مع الفريق العلمي من الجامعة والقيادة العامة للقوات المسلحة في وضع المعايير الخاصة بجودة هذه البرامج وما تحتاجه من بيئة تعليمية وتطبيقات متميزة.
وقد عمل أعضاء الفريق العملي من الجامعة والقيادة العامة للقوات المسلحة معاً وتعاونا في إدارة وتنفيذ البرامج التي تطرحها الجامعة لطلبة كلية القيادة والأركان المشتركة، حيث يدرّس معلمو الكلية المساقات والتدريبات العسكرية، وأساتذة الجامعة يدرّسون المساقات المدنـية. أمـا إدارة البرنامج فهي – بحق – نموذج للتعاون الجاد المخلص بين القطاعين العسكري والمدني، حيث التفاهم التام والتعاون الصادق بين رئيس شعبة التخطيط والتقييم بالكلية ومدير البرامج الأكاديمية للكليات العسكرية بالجامعة، مما مكّن إدارة البرنامج من التغلب على كل التحديات، وجعل العملية التعليمية تسير في يسر وسلاسة.
 
ما هي البرامج الذي تم اعتمادها ؟
البرامج المطروحة في كلية القيادة والأركان المشتركة تشمل بكالوريوس العلوم والإدارة العسكرية، بكالوريوس العلوم العسكرية والإدارة المتخصصة والماجستير في إدارة الموارد البشرية، واعتقد أنها مقدمة لبرامج أخرى سيتم طرحها خلال الفترة المقبلة ضمن إستراتيجية التعاون بين الجانبين.
 
نود من سعادتكم إطلاعنا على آخر التطورات والمستجدات القائمة بين القوات المسلحة وجامعة أبوظبي ؟
كما ذكرت فإننا نرتبط بتعاون وثيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة وهذا التعاون نعتبره مسؤولية وطنية في جامعة أبوظبي التي تزخر بنخبة من أعضاء هيئات التدريس المتخصصين والذين ينتمون إلى جامعات ومؤسسات أكاديمية عريقة، وبالطبع فإن لهذه الكوادر خبرة متنوعة في مجالات التخصص ونعتقد أنه من ضمن الركائز الأساسية لرسالة الجامعة وفلسفتها المجتمعية أن تتوجه هذه الخبرات لخدمة المجتمع والتفاعل مع مؤسساته المختلفة.
وفيما يتعلق بالتعاون مع كلية القيادة والأركان المختلفة ففي العام الأول لتنفيذ البرنامج مع طلاب دورة الركن 20 ، أعد الفريق المشترك بين الكلية والجامعة مقترحاً لتأهيل خريجي دورات الركن السابقة للحصول على درجة البكالوريوس، وقد اعتمدت هيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي المقترح. ونخطط الآن في إتاحة الفرصة لهم للالتحاق ببرنامج الماجستير في إدارة الموارد البشرية، كما نخطط - في الوقت نفسه - مع جامعة أبوظبى لإعداد برنامج ماجستير جديد في مجال العلاقات الدولية.
اسمحوا لي في النهاية أن أتوجه بخالص الشكر إلى أعضاء الفريق الأكاديمي المشرف على هذا البرنامج من الجامعة والقيادة العامة للقوات المسلحة، كما يسعدني تهنئة الخريجين الذي بذلوا جهوداً كبيرة في التحصيل الدراسي ونالوا هذه الدرجات العالية عن جدارة واستحقاق .
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره