مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-09-02

أفغانستان والأسئلة المحيرة!

لفهم أزمة معينة، فإننا نحتاج الى مجموعة من الحقائق المهمة وتفاصيل تاريخية محددة تساعدنا على فهم وتفسير بدايات الأزمة، أسبابها، وتداعياتها المحتملة. بالنسبة لأفغانستان، ذهبت الكثير من التحليلات ان طالبان هي صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية لضرب الاتحاد السوفيتي في فترة القطبية الثنائية.
 
بعدها دخلت حركة طالبان أو حركة الطلاب الديني في مواجهات مع المجموعات الأخرى التي شاركتها في محاربة السوفييت انتهت بانتصار طالبان وتمكنها من الوصول الى حكم أفغانستان في عام 1996.  الا ان هذا الحكم واجه العديد من الصعوبات ورفض الاعتراف بنظام حكمها من قبل أغلب حكومات العالم الى ان تم الإطاحة بها عام 2011 بالدخول العسكري للولايات المتحدة الأمريكية بداعي ان حركة طالبان ترعى الإرهاب وتتستر على تنظيم القاعدة الإرهابي. ومع ذلك رفضت حركة طالبان الاستسلام وظلت تواجه القوات العسكرية الامريكية والقوات الحكومية الافغانستانية حتى استطاعت في أغسطس 2021 ان تسيطر على المدن المهمة دون مقاومة تذكر بل وباستسلام من أهالي تلك المدن و انهيار سريع للجيش الأفغاني المحبط ومغادرة الرئيس أشرف غني الدولة واعلانه انتصار حركة طالبان على حسابه على الفيسبوك!!
 
ما يحدث في أفغانستان فعليا- إحدى الدول الأشد فقرا في العالم والتي تعتمد على المساعدات الخارجية- وبحسب الاحصائيات الحديثة الصادرة من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ولجنة الإنقاذ الدولية سلسلة من الكوارث البشرية التي لم يسهم وجود او خروج القوات الأمريكية من أراضيها الا في تفاقم الأمر وتعقد الوضع الواضح في الزيادة المخيفة في كم ونوعية المخاطر الإنسانية في أفغانستان مثل الصراع المحتمل بين المدنيين والناشطون، زيادة نسب الزواج المبكر والعنف ضد المرأة، ارتفاع نسب الفقر، وانعدام الأمن الغذائي بسبب جائحة كورونا، وزيادة الكوارث الطبيعية الناتجة عن تغير المناخ. فالإحصائيات تشير الى ان 80 % من نحو ربع مليون أفغاني تقريبا أجبروا على الفرار من نهاية شهر مايو 2021، ما يزيد عن ال 2 مليون أفغاني نزحوا داخل البلاد نهاية 2020، 33 ولاية أفغانية من أصل 34 تحت الصراع حتى شهر أغسطس هذا العام، 400 ألف نازح مدني بحاجة الى المساعدات، فرار 30 ألف شخص يوميا خارج البلاد، تحتل أزمة أفغانستان المرتبة الثانية في قائمة الطوارئ لعام 2021. هذا بالإضافة الى التصاعد المخيف لأرقام فيروس كورونا “كوفيد-19” ما بين 151 ألف إصابة بالفيروس و7 آلاف حالة وفاة حتى الشهر الماضي.
 
هذا الغيض من فيض، يثير معه أسئلة محيرة؛ لماذا يحدث في أفغانستان ما يحدث الآن؟  بعد عشرين عام من سقوط طالبات كيف استطاعت السيطرة على كابول دون قتال؟ هل جو بايدن أعطى الصين هدية استراتيجية على طبق من الفضة بأول قرار سياسي دولي رئاسي له حسب ما ادعت مجلة “لوبوان” الفرنسية؟
 
خلاصة القول، خروج جنود الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان بعد ما يقارب عشرون عاما من دخولها، يفتح المجال ليس لإنهاء الحرب بل لوضع متأزم لا يخلو من التكهنات السياسية، وأسئلة محيرة وعديدة حول الأسباب والتوقيت!
 
السطر الأخير ...
اللهم آمنّا في أوطاننا وأدِم علينا نعمة الأمن والاستقرار وأحفظ ولاة أمورنا وسدد خطاهم 
 
 
 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره