مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-12-04

أميركا ترامب...قلق وترقب حول العالم!

لم يصل مستوى عدم اليقين والتشكيك بتوجهات وبسياسات إدارة أميركية قادمة إلى البيت الأبيض-والمتمثلة بإدارة الرئيس دونالد ترامب-لهذا المستوى من عدم اليقين والتشكيك بمقارباتها وتعاطيها مع الأزمات والسياسة الخارجية والحروب التي تخوضها أميركا حول العالم.
 
خاصة منذ تدشين إدارة بوش الابن لحروب أميركا الثلاثة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة،والحرب على الإرهاب وما يتخللها من الحرب على أفغانستان والعراق-ولاحقاً توسيع إدارة الرئيس أوباما الحرب ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق-بعد إعلان الخلافة من الموصل في العراق. ووسّع الرئيس أوباما حروب وتدخلات أميركا بشن هجمات على التنظيمات الإرهابية بطائرات بدون طيار في اليمن وليبيا والصومال.
 
وهكذا وصل عدد الدول التي تستهدفها حرب أميركا على الإرهاب-لسبعة دول عربية وإسلامية-لتشمل حروب وتدخل أميركا:العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال بالإضافة لأفغانستان وباكستان.
 
مصدر عدم اليقين والتشكيك بمقاربات وما ستقوم به إدارة ترامب تجاه تلك الحروب والعمليات العسكرية وخاصة عملية"العزيمة الدائمة"حرب اميركا منذ أغسطس 2014 في العراق ولاحقا في سوريا معركة الموصل القائمة والرقة في سوريا التي يتم التحضير لها-هو عدم القدرة على التعرف على ما سيقوم أو ما لن يقوم به ترامب الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة. 
 
من يريد أن يحلل أو يفكك لغز وشيفرة ترامب ويتوقع سياساته-يعول على تصريحات ومواقف المرشح ترامب في حملته الانتخابية ومواقفه تجاه السياسة الخارجية والأمنية والحروب ورفضه أن تلعب الولايات المتحدة دورا في بناء الدول وتأهيلها بعد نهاية الحروب فيما يُعرف ب"".Nation Building وسبب عدم اليقين والتشكيك بسياسات ترامب هو أنه رجل يأتي من خلفية رجل الأعمال-ومن خارج المؤسسة السياسية ما يخالف خلفية جميع الرؤوساء الأميركيين في العقود الأخيرة. 
 
وبما أنه لم يتسلم أي منصب على مستوى الولاية أو المستوى الفيدرالي-ولم يتشكل لديه أي مواقف أو أراء معلنة حول القضايا الأمنية والخارجية والدفاعية-باستثناء ما سمعه منه الأميركيون والمراقبون وقادة الدول حول العالم في الحملة الانتخابية-ولذلك تبقى سياساته محل تساؤلات محقة. ما يثير القلق والترقب.
 
كان الرئيس بوش الابن الذي شن ثلاث حروب على الإرهاب وأفغانستان والعراق-يفاخر أنه"رئيس حرب."وورث الرئيس أوباما-وعلى مدى ثمانية أعوام حروب بوش الثلاثة،والمفارقة أن الرئيس أوباما الذي كان يكرر"انني اُنتخبت لإنهاء الحروب وليس لبدء حروب جديدة"،أضاف لحروب بوش حروب جديدة في سوريا واليمن وليبيا والصومال. وتوسع أكثر من أي رئيس آخر في استخدام الطائرات بدون طيار. واغتال بن لادن وقيادات القاعدة وطالبان.  واليوم هناك قوات أميركية مختلفة الأعداد أرسلها أوباما،تُقدر بالآلاف في العراق وبالمئات في سوريا. ولا يزال آلاف الجنود الأميركيين في أفغانستان.
 
والتساؤلات التي يطرحها الكثيرون-وببقاء أميركا في حالة حرب وحضور عسكري والانخراط في الحرب على الإرهاب التي تتوسع وتعهد ترامب في حملته الانتخابية بإلحاق هزيمة ساحقة بتنظيم داعش وإخفائه لخطط هزيمة التنظيم ومواجهة"التطرف الإرهابي الإسلامي."وبمشاركة القوات الأميركية بفريق كبير من المستشارين العسكريين في معركة الموصل. 
 
والحضور العسكري والاستعدادات لمعركة الرقة في سوريا-ما هي سياسات ومقاربات ترامب. كمرشح أعلن ترامب عن مواقف متشددة ضد تنظيم داعش بزيادة التصعيد العسكري. وأنه"يعلم كيف يتعامل مع داعش وهزيمة التنظيم أكثر من الجنرالات!"ورفض تقديم خطط هزيمة تنظيم داعش. وطالب بالتقارب والتنسيق أكثر مع روسيا وإقامة علاقة أوثق مع مصر. وعدم تقديم أسلحة نوعية للمعارضة السورية المسلحة. وربما يعلن بعد تسلمه الرئاسة عن رفض اسقاط نظام الأسد"الشريك في الحرب على الإرهاب!"
 
ولكن يبقى اللغز الأكبر في إدارة ترامب القادمة هو ومن خلال تعييناته في المناصب الأمنية والاستخبارية والعسكرية هو-ماذا عن الاتفاق النووي مع إيران؟خاصة وأن مستشار الأمن الوطني الجنرال المتقاعد مايكل فلين ومرشح ترامب لمنصب مدير الاستخبارات المركزية (CIA)مايكل بومبيو،من الصقور والمطالبين في أسوأ الأحوال بإلغاء الاتفاق النووي وفي أحسنها ادخال تعديلات والتشدد أكثر في تطبيق بنوده ووصف إيران بأنها"الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم."كما أن هناك تناقضا واضحا في إستراتيجية ومقاربة ترامب لإيران.
 
فمن جهة يتشدد ضد إيران ودعمها للإرهاب. ومن جهة ثانية يدعم المواقف الروسية ولا يمانع في التعاون مع الأسد في الحرب على داعش-وروسيا والأسد هما حليفا إيران التي تلعب دور حيوي ورئيسي في دعم الأسد وفيما ما تروجه وتسوقه كشريك أساسي في الحرب على تنظيم داعش ومحاربة الإرهاب في سوريا والعراق وفي أي مكان آخر توجد فيه منظمات إرهابية!
 
وما يعقد المشهد أكثر السؤال الكبير-هل سيختلف ترامب المرشح عن ترامب الرئيس؟سنتتابع ونرى!
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره