2022-12-01
أيام إماراتية وطنية
هناك شعور بفرحة وطنية كبيرة تلف أنحاء دولة الإمارات خلال هذه الأيام، كما هو حال كل عام في هذا التوقيت. حيث يلمس الفرد فيها، المواطن والمقيم، روح التفاؤل لمستقبل هذه الدولة التي ما تزال تبهر العالم بتجربتها التنموية الممتدة لأكثر من 50 عاماً رغم كل ما يحدث في العالم.من حواليها من تغيرات وتطورات وتستمر في بث الآمال للإنسانية بأنه يمكن تحقيق المستحيل في حال تواجدت الإرادة فهي كل شيء، خاصة الإرادة السياسية.
مناسبتان وطنيتان تحملان رمزية كبيرة في تعظيم مكانة دولتنا في نفوس أبنائها هما السبب في الشعور بتلك الفرحة الوطنية الغامرة.
المناسبة الأولى: يوم الشهيد الإماراتي والذي يصادف 30 نوفمبر من كل عام، وهو تاريخ لم يتم اختياره صدفة وإنما له علاقة بحادثة وطنية خالدة حيث سقط في هذا اليوم من عام 1971 أول شهيد إماراتي وذلك قبل يومين فقط من إعلان دولتنا الإتحادية دفاعاً عن «علم دولة الإمارات» الذي نحتفل به في الـ3 من نوفمبر من كل عام، حيث رفض الجندي الإماراتي سالم بن سهيل عن إنزال علم الإمارات في جزيرة طنب الكبرى تحت تهديد السلاح من الجنود الإيرانيين.
المناسبة الثانية: فهي ليست بعيدة عن رمزية المناسبة الأولى ودلالاتها الوطنية وهو الثاني من ديسمبر حيث تم فيه إعلان قيام دولتنا الاتحادية في العام 1971 الذي نشعر فيه جميعنا بفخر الانتماء إليها وما تحقق من إنجازات خلال مراحلها التنموية الثلاثة. التي بدأت بمرحلة التأسيس في عهد المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ثم جاءت مرحلة التمكين والتي شارك فيها المواطن بقوة في رسم وتنفيذ الخطط التنموية وكان ذلك في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
نحن نعيش الآن في المرحلة الثالثة من تلك التجربة «الأنموذج» وهي مرحلة الصعود نحو المستقبل حيث يستكمل المسيرة التنموية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، من خلال الصعود الإماراتي في الملفات الاقتصادية والدبلوماسية على المستوى العالمي بطريقة ملفتة وتبث على الآمال كونها تنطلق من رؤية عالمية قاعدتها الأساسية خدمة الإنسانية.
يمكن أن تكون كل فعالية في أي دولة في العالم وفي أي مجتمع مشروع وطني وإنساني إذا خلقت فيها أفكار لتعزيز هذه الجوانب والتي أعتقد أنها باتت حاجة دولية نظراً لحجم التحديات التي تمر بها الدول والإنسان. ولأن دولة الإمارات تؤمن بالدولة الوطنية ووحدتها كمنطلق لخدمة الإنسانية كما تشهد به وقائع تجربتها التنموية من استضافتها لأكثر من 200 جنسية كلهم يبحثون عن الأمل والعيش المشترك فهي اليوم تحتفل بهاتين المناسبتين اللتين (يوم الشهيد واليوم الوطني) تعتبران ثوابت استقلال الأوطان وسيادتها في كل الأعراف السياسية والتاريخية.
الأيام الوطنية في دولة الإمارات ليست فقط لتذكر فضائل ما تم إنجازها في هذه الدولة، أو من أجل تذكر التاريخ النضالي للآباء المؤسسين لها رغم أنها أشياء مهمة، ولكنها كذلك هي بمثابة أيام «تحفيزية» للإنسان الإماراتي -المواطن والمقيم- على العطاء الوطني المستقبلي.
ارشيف الكاتب
لا يوجد تعليقات