مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2020-07-05

أين الصحافة الإستقصائية في الخليج؟!

قلت لصديقتي الكويتية وقت حضورنا لمؤتمر أريج في 2018 - ماذا لو أن لدينا مؤسسة إعلامية خليجية تهتم بالصحافة الإستقصائية مثل أريج؟!
 
كنّا في ذلك المؤتمر الصحفيتان الوحيدتان من منطقة الخليج بينما تجمّع الصحافيون من غرب العالم وشرقه .
 
صحافة الإستقصاء التي يعرّفها دليل اليونسكو للتحقيقات الصحفية بأنها: “ تكشف النقاب عن مسائل تهمّ العموم، تخفيها عن قصد جهة ذات سلطة، أو يحجبها دون قصد ركام فوضوي من المعلومات والظروف التي تؤدي إلى الالتباس، بالاعتماد على مصادر وسجلات سرية أو علنية”، ليست صحافة جديدة لكنها قليلة الممارسة في صحفنا الخليجية ،ومما لا شك فيها أن ضعف بعض مؤسسات المجتمع الصحافية المدنية وعجزها عن دعم هذه الصحافة أسهم في غيابها في صحافة الخليج أو لنقل ندرة حضورها في المشهد الصحافي.
 
مع أن العديد من الصحف الخليجية باتت مؤخراً تنشر الكثير من المقالات عن صحافة البيانات و صحافة الذكاء الاصطناعي، الا أن المؤسسات الصحافية ما زالت بعيدة عن تعزيز دور الأداة المهمة في العمل الصحفي وهي البحث والاستقصاء، ومازالت غالبية المؤسسات الصحافية تسير على نهج لا يتعلق بصناعة الصحافة بالتركيز على الموارد البشرية المؤهلة، بل بالركض خلف الأخبار السريعة وتطويع الوسائط المتعددة لها، والمنافسة في نشر هذه الوسائط حتى وإن غاب المحتوى.
 
لا أحد ينكر أن أزمة الصحافة عالمية ، وأن الجمهور فقد ثقته في الصحافة واتجه الى مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تقدم المعلوات له بطريقة سريعة لكن علينا الا ننسى ان مواقع التواصل الاجتماعي هي منصات لا نملكها وبالتالي يمكن لها في اي وقت ان توقف خدماتها المجانية او تختفي مثل ما حصل مع منصة «باث».
 
لذلك فلن تختفي مهنة الصحافة التي تطورت وانتقلت الى قالب رقمي لكن لابد من وجود معهد لتدريب الصحافيين على انواع الصحافة الحديثة كصحافة البيانات والصحافة الرقمية وصحافة الذكاء الاصطناعي ، فهذه الانواع لا تعتمد على السرعة بقدر اعتمادها على البحث والاستقصاء ومن ثم استعمال الوسائط المتعددة.
 
لقد كشف بحث علمي نُشرت نتائجه في عام 2016 وأجراه الباحث صلاح أبو حسن من قسم الإعلام في جامعة الخليل، أن 65% من الصحفيين الذين تلقوا تدريبات عملية ونظرية على أسس الصحافة الإستقصائية وجدوا أن منهجية (شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية -أريج-) هي الأفضل، المثير، أن البحث دلّ على أن غالبية الصحفيين ممن تلقي تدريب على أسس الصحافة الإستقصائية أحجموا عن تطبيقها بسبب قله الدعم المؤسساتي ووجود المعوقات القانونية مثل غياب قانون حق الحصول على المعلومات والخشية من الملاحقة القانونية ، مما يعني -في نظري- أهمية وعي المؤسسات الصحافية بدورها في دعم الصحافيين الممارسين للصحافة الإستقصائية.
 
ومما لا شك فيه أن المعوقات التي تواجه الصحافي الإستقصائي في البلاد العربية هي نفسها في الخليج ، لكن المؤسسات المدنيّة في العالم العربي لم تخضع لمناخ لا يدعم الحريات ، بل عملت باتجاه تطوير أدواة الصحفي لتمكينه للحق بركب التكنولوجيا الحديثة التي فتحت الآفاق لمرحلة جديدة في صناعة الصحافة بعد الثورة الصناعية الرابعة، فمن يعلق الجرس. 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره