استطلاع الرأى
مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟
- ممتاز
- جيد جداً
- جيد
إن سرعة حل مشكلة الفراغ الرئاسي اللبناني الذي امتد لعامين وشهرين وبعدها تحوّل حال لبنان من دولة شبه فاشلة إلى صاحبة سيادة ولديها قرارها الذي يتفاعل مع القضايا الدولية دون عقبات من قوى داخلية اعتادت على عرقلة عمل الحكومة فيها كما حصل في حادثة تسليم عبدالرحمن يوسف القرضاوي إلى العدالة الإماراتية بعدما حرض في مقطع فيديو نشره على حسابه في منصة «إكس» بتهديد استقرارها؛ فكان هذا أحد تأكيدات على وجود سلطة وسيادة يمكن التفاهم معها دولياً.
فتح هذا التحول الفاعل الباب «للخيال السياسي» لإمكانية استنساخ ذلك النموذج والاستفادة منه لتطبيقه على باقي القضايا والأزمات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط والتي أغلبها بفعل قوى سياسية داخلية لديها امتدادات خارجية تعمل على تقويض دور الدولة الوطنية، بعض تلك الأزمات يزيد عمرها عن سبعة عقود مضت مثل: القضية الفلسطينية التي يستفيد منها ي كل المتاجرين السياسيين في العالم من إسلاميين وثوريين. وحتى تلك القضايا الجديدة مثل اليمن وليبيا والعراق، فهناك تشابه بين مسببات هذه الأزمات ومنها التدخلات الدولية وبعض القوى الإقليمية المستفيدة من تهديد استقرار المنطقة العربية.
الأغلب في الإقليم أشاد بالنتيجة التي خرج بها اللبنانيون في انتخاب الرئيس جوزيف عون، قائد الجيش سابقاً، رغم الحالة التي كانت تشير إلى أنها مجرد التفكير في الخروج من تلك الأزمة باتفاق على مرشح هو نوع من المستحيل بل أن تلك الإشادة شملت الخطاب السياسي للرئيس الجديد الذي رسم أمالاً كبيرة لمستقبل الدولة الوطنية اللبنانية بعدما تسبب ميليشيا حزب الله في إفشال عمل الدولة. ومع أن التفاؤل والأمل المعقود على الرئيس المنتخب يحتاج إلى وقت للتقييم، فإنه كذلك لا يعني أن الطريق ممهد ولكن ستبقى الأصوات الرافضة للاستقرار نشاز وغير مرغوبة. كما وصلت الإشادة إلى الحديث عن إمكانية أن نرى السلطات اللبنانية الثلاث (الرئاسة، ورئيس الحكومة والبرلمان) تتعاون لمصلحة اللبنانيين وتعمل وفق الدستور اللبناني، وأن الحديث عن اقصاء طرف سياسي لم يعد موجوداً فالكل شعب لبنان وتنوعهم قوة للبلد.
الفكرة هنا، أن هناك اعتقاد بأنه لو توفرت المتغيرات التي ساهمت في حلحلة أزمة لبنان ربما نجد سيناريو لبنان يتكرر في حل أزمات المنطقة. وهذه المتغيرات يمكن اختصارها في كلمة «الإرادة السياسية» ولكن تلك الإرادة يمكن تجزئتها إلى ثلاثة مستويات. المستوى الأولى: هي الإرادة الوطنية في الداخل اللبناني بعدما تم كسر شوكة «الثلث المعطل» والمتمثل في حزب الله الذي كان سلطة يفوق سلطة الدولة اللبنانية وكان يتفاخر بتعطيل انتخاب رئيس ليس على هواه ورغبته.
أما المستوى الثاني: الإرادة السياسية الإقليمية متمثلة في الدور العربي من الدول المؤثرة والداعمة لاستقرار لبنان وغيرها من الدول العربية وخاصة الدور السعودي في مقابل تغييب الدور الإيراني بفعل الضربات العسكرية الإسرائيلية لأذرعها الأمنية والعسكرية، وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. أما المستوى الثالث فهي الإرادة الدولية وخاصة الدور الأمريكي الذي له القدرة على التأثير على الحكومة الإسرائيلية وإلزامها بالتعاطي الإيجابي مع أفعال استقرار المنطقة.
بلا شك أن الإرادة السياسية بمستوياتها الثلاث رافقتها وجود تصميم على إجبار القوى السياسية اللبنانية على إنهاء الأزمة وهو دليل على أن مسار منطقة الشرق الأوسط حالياً يركز على إنهاء الميليشيات وتفعيل دور الدولة الوطنية وأن هذا المسار مدعوم إقليمياً ودولياً ولكنه في الوقت نفسه تصلح تلك المتغيرات بأن تكون خارطة الطريق لمعالجة أزمات المنطقة وهي في الوقت نفسه تؤكد أن الإرادة السياسية هي أساس لإنجاز أي مشروع أو عمل.
مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟
لا يوجد تعليقات