مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-03-01

الإمارات دولة عظمى

إيران تتفوق علينا عسكرياً، حقيقة واضحة لا مجال للنقاش فيها، لكن ليس في ذلك التفوق عبقرية، ولسنا مذنبين لأننا أقل منهم تعداداً، هكذا شاءت الأقدار، لكن هل التفوق السكاني وصرف ميزانيات الدولة بأكملها على التسلح في معظم سكانها فقراء، ميزتان تسمحان لكل كبير بانتهاك أراضي من هم أصغر منه ؟!
 
لو كانت معايير القوة، في العالم الحديث، تتركز في عدد السكان وعدد السلاح والعسكر، لاختفت جميع الدول الصغيرة والمتوسطة من العالم، ولما أصبحت هناك سوى 20 دولة أو أقل، وجميعها ستكون دولاً عظمى!
 
نحن أقل عدداً، وأقل مساحة، لكننا متفوقون في مجالات عدة، فإن كانت إيران تعتقد أنها دولة عظمى، اعتماداً على المنظور العسكري، فنحن نعتقد أننا دولة عظمى اقتصادياً وحضارياً وتقنياً، والأهم من ذلك دولة عظمى في احترامها للغير، والالتزام بالاتفاقيات، ومساعدة المحتاج، ودعم العمل الإنساني، وتكريس السلام والتعاون العالمي.
 
الإمارات دولة عظمى في خلق سمعة طيبة لمواطنيها عالمياً، ويكفينا فخراً ترحيب العالم بنا أينما حللنا. نحن دولة عظيمة سباقة إلى الخير، نغيث الملهوف، ونساعد الضعيف، وخير الإمارات في جميع بقاع العالم، وعلمها يرفرف سريعاً في كل كارثة، أو ولزال، أو فيضان، حتى إن كان في إيران، فنحن دولة عظمى في الفكر الإغاثي فلا تمييز عرقياً ولا دينياً، ولا مناطقياً، الخير للإنسان والإنسانية، أينما وجد هذا الإنسان.
 
ونحن دولة عظمى في احترام البشر، وعدم الاستعلاء عليهم، استقطبنا العالم من شرقه إلى غربه، وفتحنا أبواب التعايش الحضاري الراقي للجميع، وللناس هنا سواسية، لم نتعصب، ولم نر أننا أفضل من مشى على الأرض، ولم ننتهك حقوق الآخرين، ولم نستكبر أو نغتر على أحد، نعرف حجمنا، ونعطي للناس قدرهم.
 
والإمارات أيضاً دولة عظمى في التطور والرقي والبنية التحتية، واستخدام الأموال في بناء مدن لا مثيل لها في العالم أجمع، ويكفي أن مدن الإمارات تتقدم دائما في معايير ومقاييس الحضارة الإنسانية، فهي من أكثر المدن أمناً وأماناً وراحة وسعادة، وتنافسية، وتوفير حياة متطورة كريمة، ومن أكثر المدن استقطاباً للعيش والعمل فيها، ومن أشهر المدن السياحية، فهل سنكون وجهة للعالم لو لم نكن دولة عظمى؟!
 
ومع ذلك كله، وعلى الرغم مما ذكرت، وما لم أذكر من أمور تدل على تفوقنا في مجالات عدة، فالإمارات لم تنافس أحداً بسوء نية، ولم تنتهك القوانين الدولية، ولم تتدخل في شؤون الغير، فهي دولة راقية في الالتزام والتقيد بالاتفاقيات مهما كان نوعها، ودولة تعد نموذجاً في شكل الدولة الحديثة ومضمونها. 
 
هنيئاً لإيران ترسانتها العسكرية وسلاحها العتيد، اللذان لن يستطيعا بالتأكيد حل أي من مشكلاتها الداخلية أو الخارجية، وهنيئاً لنا تطورنا الفكري والحضاري والإنساني والتقني، فهو الحل لكل مشكلاتنا الداخلية أو الخارجية.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره