مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-03-01

البحث العلمي والتكنولوجيا العسكرية

يعرف البحث العلمي على انه اتباع من الإجراءات النظامية  ينتهجها باحث او مجموعة من الباحثين أو دولة للتعرف على جوانب محددة مرتبطة بموضوع معين او ظاهرة لتحقيق هدف أو مجموعة من الأهداف تختلف باختلاف نوع البحث وعمقه والقائمين عليه. وللبحث العلمي أهمية وأولويات أولها تطور المجتمع وتوفير حلول إبداعية ابتكارية لم يتم التطرق اليها من أجل تسهيل الكثير من الأمور المرتبطة بموضوع معين . وللبحث العلمي مجالات عديدة منها مجال التعليم العالي، المجال الاستراتيجي والتكنولوجي، وبالتأكيد في المجال العسكري. 
 
كان للتمويل العسكري للعلوم تأثير تحولي قوي على ممارسة وانتاج البحث العلمي منذ أوائل القرن العشرين. فمنذ الحرب العالمية الأولى كان يُنظر إلى التقنيات العلمية المتقدمة على أنها عناصر أساسية لجيش ناجح. ومن هنا ظهر مفهوم التكنولوجيا العسكرية التي تعتمد على البحث العلمي من أجل الوصول الى تكنولوجيا محددة لتطبيقها في الحرب العسكرية، ويمكن هذا التطور تاريخيا بدءاً من الاعتماد على الأدوات الحجرية في الحروب العسكرية، تكنولوجيا مابعد الكلاسيكية وهنا كانت بدايات الاعتماد على التكنولوجيا العسكرية المتطورة مقارنة بالمرحلة التاريخية التي سبقتها حيث تم الاعتماد في تلك الفترة على استراتيجيات عسكرية وإنتاج وتوظيف أسلحة متطورة لاستخدامها في الحرب العسكرية. تلت حقبة تكنولوجيا مابعد العسكرية ، حقبة التقنية الحديثة، حيث كانت تستخدم فيها العديد من الأسلحة النارية والمدافع والأسلحة الصغيرة وأسلحة كانت تعتبر مخترعة آنذاك كنتيجة لوجود فترة تصنيع أولي في تلك الفترة للأسلحة العسكرية والذي كان يشكل تطورا سريعا في مجال التكنولوجيا العسكرية والذي أثر بدوره على الجيوش والقوات البحرية ، وظهور نوعية جديدة من الأسلحة مثل المدفعية الصاروخية والصواريخ ومصانع انتاج الذخائر، والذي واكب أيضا نجاح بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا في تحسين الدعم اللوجستي والاتصالات للحرب البرية بشكل كبير باستخدام السكك الحديدية والتلغراف.
 
كل ذلك دفع الدول للاهتمام بشكل أكبر بالبحث والتطوير العلمي والهندسي واعطاءها الأولوية القصوى للتمهيد الى مرحلة ما بعد الحداثة للتكنولوجيا العسكرية والتي بدأت في الأربعينيات من القرن الماضي وامتدت الى القرن الحادي والعشرين، تميزت هذه الفترة بتطبيق عسكري للبحث العلمي المتقدم متعلق بالغواصات المتقدمة وحاملات الطائرات والأسلحة النووية والمحركات النفاثة والصواريخ الباليستية والموجهة والردار، بالإضافة الى الحرب البيولوجية واستخدام الإكلترونيات وأجهزة الكمبيوتر والبرامج. بعد ذلك، تجاوزت التكنولوجيا العسكرية حدود الأرض ومجالها الجوي لتصل التقنيات العسكرية ليس فقط الى مجال الفضاء واسخدام الجيوش لأقمار التجسس ، وتطوير أسلحة مضادة للأ قمار الصناعية لتعمية او تدمير الأقمار الصناعية لبعضها البعض، وانما أيضا الى انشاء صواريخ باليستية عابرة للقارات ، ومركبات عسكرية قتالية وأخرى ناقلة للقوات والأسلحة من أصولها الى الجبهة.
 
خلاصة القول ، ان التكنولوجيا العسكرية والتقنيات المتطورة التي تمتلكها بعض الدول حاليا لم تأتي الا من خلال مراكز بحثية ومشاريع أبحاث متقدمة مسؤولة عن تطوير تكنولوجيات حديثة جديدة للاستخدام من قبل الجيوش والتي من المتوقع ان تصل الى الاعتماد على الربوتات والمركبات المستقلة في النزاعات المستقبلية، والتركيز على إدارة الشبكات واسعة النطاق والوصول الى البيانات واسعة النطاق وذلك الاعتماد المتزايد على أجهزة الكمبيوتر، مما يجعل الحقبة الحالية والمستقبلية للتكنولوجيا العكسرية تشمل الاستراتيجيات الجديدة للحرب الالكترونية ، تحليل وسائل الاعلام وتحديد شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الالكترونية المختلفة ، فهم المنطقة السيبرانية ورسم خرائط لها بشكل أفضل.
 
السطر الأخير ...
«تحولت عبارة «صنع في الإمارات» إلى علامة فارقة في مجال الصناعات العسكرية الدفاعية على المستويين الإقليمي والعالمي.ويؤكد ذلك الحضور الفاعل للشركات الوطنية في معرضي “آيدكس” و”نافدكس” 2021،خاصة مع ما تشهده تلك الشركات من إقبال كبير ورغبة عارمة في التعاقد معها من قبل أكبر وأعرق المؤسسات العسكرية في العالم”  العين الاخبارية
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره