2022-12-01
البيانات الضخمة والصناعة العسكرية
تمثل البيانات الضخمة مرحلة هامة من مراحل تطور النظم في مجال المعلومات والاتصالات، وفي مفهومها المبسط تعتبر البيانات الضخمة كم هائل من البيانات المعقدة التي يفوق حجمها قدرة البرمجيات وإمكانيات الحاسوب التقليدية على تخزينها ومعاجلتها وتوزيعها ، مما أدى الة وضع حلول بديلة ومبتكرة تعمل على التحكم في تدفقها والسيطرة عليها.
في السنوات الأخيرة وخلال أزمة كورنا شهد العالم تحولاً رقمياً ضخماً صاحبه كم هائل من البيانات المتاحة بسبب استخدام الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وكاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار الذي أوجد بطبيعة الحال مصادر عديدة للبيانات الضخمة يمكن الاستفادة منها في اتخاذ القرارات مثل المصادر الناشئة عن إدارة النظم والبرامج في مؤسسات القطاع الخاص والقطاع العام والتي يمكن تحليل البيانات الخاصة بهم من خلال الاعتماد على أدوات البيانات الضخمة مثل الحوسبة السحابية التي مكنت العديد من المؤسسات من تطوير الخدمات الحكومية ، رصد مدى رضا الموظفين والعملاء ، بالإضافة الى اتخاذ القرارات الاستراتيجية ، ووضع الحلول السريعة والمناسبة خلال الأزمات نظراً لما توفره هذه البيانات من صورة كاملة عن الوضع وتحليل متعدد الجوانب عن البيئة الداخلية للمؤسسة وكذلك السياق الخارجي الذي تنتمي له.
مجالات الاستفادة من البيانات الضخمة تمتد لتغطي مجال الصناعة العسكرية الذي أصبح من أكبر قطاعات الاستثمار في العديد من الدول المتقدمة ، على اعتبار ان تحليل البيانات الضخمة يوفر فرصاً عديدة للصناعة العسكرية من خلال الكشف عن دلالات تنفيذية تمكن أصحاب القرار من تطوير الشؤون العسكرية وتطوير قدرة الإستخبارات العسكرية ، وذلك لما لأنترنت الأشياء من دور في تعزيز النظام العسكري في ساحة المعارك على سبيل المثال والذي ساعد على جمع وتبادل المعلومات بوتيرة سريعة وعلى تحليلها بكفاءة عالية .
هذا يعني ان التطور في مجال الصناعة العسكرية يمكن أن يتحقق من خلال التعاطي بكفاءة مع البيانات الضخمة بما يسهم في تعزيز التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار ، وإدارة المخاطر ، بالإضافة إلى تخصيص الميزانيات لتوظيف البحث والتطوير في التقنيات الحالية والمستقبلية التي من شأنها أن تطورالتطبيقات والأجهزة والمعدات العسكرية، مثل التقنيات الخاصة بأنظمة المحاكاة لتطوير نماذج وميادين عسكرية افتراضية ، وأنظمة المراقبة التي تساعد على التحليل الجغرافي المكاني ، الأسلحة والذخيرة المطورة التي تحدد مستوى الأهداف في المعارك دون مشاركة بشرية ، والأمن السيبراني الذي يعتبر ميدان حرب رابع في العلوم العسكرية بعد ميادين البر والبحر والجو ولابد من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بأي تدخلات مشبوهة لحماية أنظمة الدولة ومعلوماتها.
خلاصة القول، أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصال توظف أدواتها المختلفة لتحليل ومعالجة البيانات الضخمة من خلال استرجاعها من الأنظمة المختلفة في العديد من المجالات ومنها المجال العسكري لتوفر فرص جيدة وحقيقية لتطوير المنتجات واتخاذ القرارات وإدارة الأزمات...ولا شك ان استخدام البيانات الضخمة في قطاع الدفاع يعد عنصرا من عناصر التفوق العسكري وتحدياً للدول التي تسعى لتوظيفها في قطاعاتها العسكرية لاستثمار المال والخبرة في هذا المجال.
السطر الأخير ...
تحتفل بلادي بيومها الوطني وذكرى جلوس جلالة الملك المعظم ،فكل عام ووطني حبيبي البحرين بكل خير وتقدم بقيادة جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله .
ارشيف الكاتب
لا يوجد تعليقات