مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-11-03

حروب غير تقليدية

خلص مؤتمر "القادة لحروب المستقبل" الذي نظمته وزارة الدفاع مؤخراً، بمجموعة من الحقائق والاستنتاجات لها علاقة بطبيعة حروب المستقبل، التي هي حديث الساعة لدى المحللين والباحثين في دلالة بأن هناك محاولات جادة لتفكيك مفاهيمها استعداداً لها، ليس فقط لمواجهتها، ولكن لتقليل حجم آثارها المدمرة، وأن الواقعية في التعامل مع هذه التحديات تؤكد أن مستقبل الأوطان لا يمكن أن ترهن مصيرها على المجهول أو للصدفة.
 
فالنخبة التي استضافتها فعاليات المؤتمر – من العلماء والباحثين - الذي استمر ليومين تحدثوا عن طبيعة تلك الحروب، بينوا  للحضور من الإعلاميين والمهتميين أن المسافات والجغرافيا لم تعد مشكلة يمكن أن يعاني منها الذين يخططون شراً على الدول، لأن مثل هذه الحروب تغلبت عليها من خلال خلق أعداء في العالم الافتراضي، ومن داخل الدولة نفسها، وما مر على المنطقة العربية من "أزمات" وكوارث يؤكد أن هذا الكلام ليس من وحي الخيال العلمي أو ليس له واقع، فما حدث حتى الآن هو جزء من ذلك النوع من الحروب تبدو لنا إلى الآن في بدايتها مثل: ما كان يسمى بالربيع العربي أو ما يواجه العالم من أعداء هم أصغر من الدولة مثل الميليشيات والجماعات الإرهابية.
 
الخبرة التاريخية أعطت لنا مثالاً بسيطاً من خلال إرسال فيروسات في محاولة لتعطيل البرنامج النووي الإيراني وهو "فيروس ستوكنست" والمثال الآخر التنظيمات الإرهابية استطاعت من تخطي الحدود الجغرافية لتكون لها انتماءات فكرية عابرة للحدود يمكن أن تدار عن بعد من خلال أشخاص يحملون أيديولوجيات أصغر من الدولة الوطنية ولكن انتماءها فكري مثل الإخوان المسلمين.
 
من ضمن الأفكار التي طرحت في المؤتمر أن العالم اليوم عبارة عن قرية صغيرة وكل شيء فيه متعولم، وبالتالي ينبغي التخلي عن مسألة عدم الاعتراف بتلك الحروب أو تجاهلها، بل ينبغي الاستعداد وكأننا نعيشها لأننا أمام واقع عسكري جديد حقيقي، وبالتالي البحث عن أدوات غير تقليدية لمواجهتها لأن الأضرار على الدولة الوطنية ستكون كارثية فالعدو الداخلي يعرف أغلب تفاصيل الدولة.
 
استعرضت بعض الأوراق استعدادات بعص الدول المتقدمة لصد مثل هذه الحروب وأشارت أن هذه الاستعدادات لا تخرج أن تكون فنية أو الكترونية والأهم من ذلك العمل على زرع الروح الوطنية لدى المواطنين لأنه الأبقى والأقوى، أما الحديث عن أنشاء كتائب سواء تقليدية أو حتى الكترونية لمتابعة أنشطة الأعداء أمر يبدو تقليدي أو نمطي.
 
المثير في الحضور العسكري والإعلامي والبحثي أنه يعبر عن رؤية بعيدة المدى للمنظمين على اعتبار أن الموضوع يهم جميع شرائح المجتمع وبالتالي فمسئوليته الحفاظ على الأوطان مسؤولية مشتركة، وبالتالي فالموضوع يحتاج إلى وضعه في أعلى أولويات اهتمامات الدول لأن عهد الاعتماد على المؤسسات الأمنية والتركيز عليها فقط هو نوع من المغامرة، فالدول الأقل ضرراً من آثار هذا النوع من الحروب هم الذين يحاولون استشراف مستقبل تهديداتها، وتعزيز الحس الوطني البعد الوحيد الذي أثبت أنه طوق نجاة من أي نوع من أنواع الحروب. 
 
حروب المستقبل يستحق حواراً واسعاً وعميقاً والمؤتمر الذي عقد قبل شهر كان بمثابة تمهيداً للمحللين العسكريين والمراكز البحثية كي يناقشوا مثل هذا النوع من الحروب بشكل أوسع!!.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره