مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-02-01

روسيا والغرب .. نارٌ تحت الرّماد

نارٌ تحت الرماد ما إن تحرك تشتعل معها الخلافات والصراعات القديمة الجديدة، فروح الصراع بين الاتحاد السوفييتي الذي تفكك في القرن الماضي وبين الغرب بقيادة الولايات المتحدة لايزال قائماً إلى اليوم حتى وإن اختلفت صيغ وأماكن وأشكال هذه المواجهة.
 
 
ولايمكن فصل مايحدث في كازاخستان من احتجاجات وفوضى دموية عما يحدث من تصعيد على الحدود بين روسيا وأوكرانيا وتحريض للناتو ضد موسكو لم تشفع له المحادثات الدبلوماسية المتعثرة في ظل مواقف الغرب وذهابه لبناء جدران من العقوبات على روسيا التي توعدت بالرد عليها. 
 
 
الصراع الروسي مع الغرب بقيادة أمريكا حول أوكرانيا يشبه التوترات والحروب القديمة الباردة التي قامت بالوكالة بين التكتلات الغربية والشرقية، كما يمكن تقييم هذه الظروف على أنها بداية لحرب باردة جديدة مع معايير مختلفة، حيث أنه وفي الوقت نفسه يتحرك النظام الدولي نحو عالم متعدد الأقطاب، وبإتباع مواجهة واضحة وحادة مع الغرب، أدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البلاد حقبة جديدة من العلاقات الدولية والتي لم يسبق لها مثيل في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
 
 
بدء الأزمة الأوكرانية وانضمام جزيرة القرم لروسيا عززالخلافات بين الغرب بقيادة أمريكا من ناحية، وروسيا من الناحية الأخرى، وأدخل العلاقات بين الجانبين في منافسة قوية وتوتر حاد، ورغم ما لحق بروسيا من أذى، تأكد للجميع بأنها موجودة على الساحة الدولية كفاعِل رئيسي وليس كما ظنت أميركا أن بإمكانها تحريك حلفائها في أوروبا لخدمة الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه حين قرّرت إدخال أوكرانيا في لعبة الفوضى  بواسطة مَن هم موجّهون منها منذ بداية الأزمة، وتجدر الإشارة بهذا السياق إلى توسع ظاهرة “الروس فوبيا” التي بدأت في كازاخستان عملياً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مباشرة.
 
 
ومع ذلك، يمكن الاعتقاد بأن كازاخستان، في حال تكرار السيناريو الأوكراني فيها، ستكون مضطرة للمناورة. فمن جهة تتمتع بعلاقات مميزة مع تركيا الخصم القوي لروسيا في آسيا الوسطى، كما أن رؤوس أموالها موجودة بالبنوك الأوروبية. ومن جهة ثانية، تبقى كازاخستان لاعتبارات سياسية واقتصادية وتاريخية موضوعية في أمس الحاجة لروسيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
 
 
يوجه بوتين كذلك أصابع الاتهام للغرب ويقول إن الناتو “خدع بوقاحة” روسيا بموجات متعاقبة من التوسع منذ الحرب الباردة، وقال إن موسكو بحاجة إلى إجابة عاجلة لوقف زحف الحلف نحو حدوده.
هناك بالفعل نار تحت الرماد وفيما يبدو فإن أمريكا غير مرتاحة لتمدد النفوذ الروسى كمنهجية سياسية جديدة للرئيس بوتين الذى يبيع السلاح لتركيا ويقيم جسور التعاون مع إيران المغضوب عليها أمريكيا ويسعى لتثبيت قواعده فى سوريا بأطر قانونية مع تنشيط ملحوظ لجهود بناء شراكة استراتيجية مع الصين والهند.
 
 
أن معظم عواصم العالم تعكف حالياً على دراسة هذا المتغير الهام بعد مرور ثلاثة عقود على نهاية الحرب الباردة التى واكبت انهيار الاتحاد السوفيتى مطلع التسعينيات من القرن الماضى وانهيار حلف وارسو الذى كان لقرابة نصف قرن موالياً لروسيا فى مواجهة حلف الأطلسي .
 
 
ترى هل نحن على بداية الطريق نحو حرب باردة جديدة أم نحن الآن في وسطها؟
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره