أظهرت أزمة كورونا حقيقة الدول، ومدى قدرة كل منها على التعاون الاستراتيجي والإنساني، وأثبتت التجربة أن دول كبرى وعظمى لم تتمكن من تقديم الحد الأدنى من المساعدات الصحية لدول أخرى منكوبة، بل ولم تقدر على مساعدة نفسها وتعرضت لصفعة كبيرة في قدرتها على التعامل مع الأزمة ومنها الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عليها الشمس، إنجلترا.
سفينة خليفة الإنسانية، هي سفينة الإنقاذ الإماراتية التي لا تختلف كثيرا في روحها وعطائها عن سفينة النبي نوح، وفي زمن قياسي منذ بدء أزمة فيروس كوفيد 19 بدأ تجهيزها بينما كان العالم يقبع تحت تأثير الصدمة والاضطراب، راحت تحسب الاحتياجات الداخلية لإجراءات السلامة وتأمين مجتمعها بكافة الوسائل التي تحمي من الإصابة والمرض، وانبرى خط دفاعها الأول، الذي وصف بأنه الأفضل فنيا، لحماية المجتمع الإماراتي الذي يضم عدد هائل من الجنسيات، بالمساواة والعدل والانصاف، ودون تفريق بين مواطن ومقيم وزائر.
القيادة الإماراتية الحكيمة، التي تعلمت في مدرسة زايد الخير والعطاء، كانت أول من فكر بتجهيز سفينة خليفة الإنسانية، بأعلى درجات التجهيز الطبية وتخطيط لرحلة تجوب العالم، تحط رحالها وتقدم مساعداتها الفورية لأكثر من 100 دولة حول العالم، توزعت بين دول موصوفة بالقوة ودول كبيرة وصغيرة، وأخرى صديقة وعدوة.
لم يكن هدف سفينة الإنقاذ الإماراتية التي كانت وما زالت تستقبل في كل مكان بالترحيب البالغ أن تحظى بمقابل أو تسجيل سبق أو تحقيق مصالح، كانت سفينة مليئة بالحب والعطاء والإنسانية، لا يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها، نقية السريرة وصادقة النيات، ساهمت بإنقاذ مئات الالاف من الأرواح حول العالم، فقدمت الدواء والعلاج والمستلزمات الطبية والدعم الطبي واللوجستي، وحققت ما لم تقدر دول عظمى على تحقيق بعض منه، فاستحقت بجدارة وسام العطاء والسلام.
حين ظهرت لقاحات كورونا الأول مرة، بأنواعها المختلفة، سارعت سفينة خليفة الإنسانية إلى تقديم الترياق الأفضل لمواطنيها ومقيميها فسجلت أعلى معدل على مستوى العالم، متجاوزة دول عملاقة، وأخرى كانت تتناطح في ريادتها في العلوم والقدرات الطبية الصحية، ولكنها ما زالت لغاية اليوم، غير قادرة على السيطرة على الفيروس الصغير، الذي تحول وتحور عدة مرات، ليظهر مدى ضعفهم الذي بدا مؤخرا، بمهاجمة الإمارات، غيرة وحقدا وحسدا.
تُرفع القبعات احتراما وتقديرا، لسفينة خليفة الإنسانية، ولربانها وللقيادة الحكيمة الرشيدة التي توجهها، لتصبح علامة فارقة في تاريخ الإنسانية، لا تُنسى أبدا.
لا يوجد تعليقات