مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-10-01

شهداؤنا مصدر فخرنا

لا أحد يزايد على ذلك الحزن الذي عم كل منزل إماراتي ومقيم في دولة الإمارات في إثر استشهاد 52 شهيداً جندياً إماراتياً وكذلك الشهداء من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة. 
 
 
العين تدمع والقلب يعتصر. وفجأة تتجلى الآية القرآنية: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ).
 
 
ننظر الى قرآننا الكريم وإذا به يشحذ الهمم ويفجر الحماسة من جديد في القلب وكفى بالآية القرآنية الكريمة دليلاً: «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ...فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ» 
هل نبكي على شهدائنا إذاً؟ 
 
 
الفطرة الإنسانية تقول نعم، فالإنسان في نهاية المطاف مجموعة مشاعر وأحاسيس. يعطي الإيمان واليقين الرباني للعين والقلب فرصتهما، وبعدها...
 
 
نتوقف عن ذلك البكاء لترتسم على وجوهنا الفرحة والاعتزاز. فمن فارقنا و وُرِي الثرى، عند ربه حيٌ يرزق، ولم تكن الدنيا بما فيها وإن حازها تساوي عنده في القسطاس شيئاً. «وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ»
 
 
نضع الحزن والفرحة في كف ميزان، نتوهم في بداية الأمر أن كفة الحزن هي الراجحة، غير أنها لا تعدو عن محطة انتظار لا تطول حتى تٌثقل كفة ميزان الفرحة لتستمر باقية حاضراً ومستقبلاً في دنيانا وآخرتنا. 
«تعددت الأسباب والموت واحدُ»، وكفى بالموت شهيداً حُسن خاتمة. ينتقل الشهيد الى ربه حياً يرزق ويأبى رب العباد إلا أن يكُرمه في الدنيا والآخرة. فمن يبكي على فرقاه اليوم سيجده مستقبلاً له في الدار الآخرة ليشفع في سبعين من أهله. لا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب فمن هو شفاء للصدور يبشر بالفردوس الأعلى ليس للشهيد فحسب بل لأقاربه يقول المولى:»وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ».
 فيا فوز الفائزين.
 
فيه شفاء لما في الصدور...
 
 
نتمعن في الآيات وإذا بها تزيد من حماسة جنودنا البواسل المرابطين، فمن سبقهم الى الشهادة من عيال زايد وبقية الشهداء ينادونهم: «وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ». ترتسم الفرحة في وجوه جنودنا المرابطين في الثغور وما يزيد استشهاد اخوتهم من عيال زايد إلا إصراراً وعزيمة والسير حتى النهاية لتحقيق الهدف الذي عنه لن نحيد.
 
 
قرآننا يشفي مافي صدورنا، وولاة أمورنا أبوا إلا أن يشفوا ما في  صدورنا. صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الإمارات «ننعي جنود الامارات البواسل الذين استشهدوا اليوم فى مأرب باليمن دفاعا عن الحق والعدل ونصرة المظلوم أثناء اداء واجبهم المقدس ضمن قوات التحالف العربي في عملية اعادة الأمل باليمن». 
 
 
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة يعلنها: “لا تزيدنا هذه الأحداث إلا ثباتاً على الحق...ولا تزيدنا تضحيات أبنائنا إلا فخررً بهم..ولا تزيدنا الأيام إلا عزماً وقوة وإصراراً”.  
 
 
يعضد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقوله “نحن ما عودنا أهلنا أن ثأرنا يبات، أو ننساه. راحوا من الإمارات شهداء، وهذا لا يخذلنا بل يزيدنا إصرار وعزيمة وقوة...الحادث الأليم زاد العزيمة على تحرير وتطهير اليمن الذي نشعر بتاريخنا فيه ولن نتردد عن ما بدأناه، نحن مع اليمن حتى نهاية الطريق”. كلمات ستظل عالقة في الذاكرة الجمعية لشعب الإمارات. 
 
 
في بيتنا شهيد، ونستظل بقيادة عن الحق لن تحيد. 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره