مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-05-09

قواتنا المسلحة في اليمن.. لماذا؟!

يعتقد الكثيرون أن المشاركة الإماراتية بعدد من قواتها المسلحة في التحالف العربي، هي أول جهد عسكري إماراتي خارجي، وهذا بطبيعة الحال خطأ تام، فلطالما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في ميادينعدة، داعمة للشرعية الدولية، ولطالما شاركنا في جهود الأمم المتحدة لحفظ الأمن والاستقرار، في عدة بلاد من العالم، وبطبيعة الحال ساهمت قواتنا أيضاًعلى الدوام في الوقوف مع الأشقاء ورفع الظلم والجور الذي يحيق بأي شعب شقيق، لأن العقيدة العسكرية الإماراتية تم تأسيسها وقامت على مبدأ نصر الضعيف ونصرة المظلوم، فعلى سبيل المثال لم تتردد قواتنا المسلحة في الدخول مع قوات التحالف الدولي لخوض معارك ضارية بهدف تحرير دولة الكويت الشقيقة، من اعتداء واحتلال قوات صدام حسين في عام 1991م حيث وقفنا مع شعب الكويت الشقيق حتى رفعت الغمة وعادة الكويت حرة أبية.
 
هذا مبدأ واضح لا يقبل التشكيك أو حتى النسيان، فقواتنا داعمة للاستقرار ونصرة الشعوب ضد البغي والعدوان، هذا العمل والجهد يتماشى دوماً مع القانون الدولي وما يصدر من مجلس الأمن الدولي من قرارات، خاصة تلك التي تكون تحت البند السابع والتي تخول استخدام القوة العسكرية لإعادة الحقوق لأهلها.
 
المشهد تكرر، قبل نحو العام، عندما خرج الشعب اليمني، في شوارع صنعاء وعدن وعدة مدن يمنية أخرى، يطالبون بخلع علي عبدالله صالح، الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود، والنتيجة تعثر تنموي تام في المرافق الحياتية كافة، فالمدارس مهلهلة ولا تتوفر على أدنى معايير ومتطلبات التعليم للأطفال، أما المستشفيات فحدث ولا حرج، ويكفي أن تعلم بأن أفضل مستشفى هو ذلك الذي يدار من منظمات خيرية دولية، في الوقت نفسه انعدم الأمن، فالجميع يحمل السلاح، وسيطرة القاعدة على عدة أجزاء من البلد، والنتيجة النهائية، هذا الرجل قاد بلاده نحو الهاوية بفوضويته وفئويته العشائرية وسيطرته على أموال الناس.
 
قرر الشعب اليمني اختيار التغيير، لأنهم جربوا طوال عقود، ولم يروى أي نتيجة على أرض الواقع، برغم أن المساعدات الخليجية لم تتوقف، لكنه وحكومته كان يسرق هذه المساعدات أو يتم توزيعها على المقربين، ولا تصل للمحتاجين.. وأمام الضغط الشعبي، ولمنع انزلاق البلاد لأتون حرب أهلية قاتلة، وضعت المبادرة الخليجية، والتي وجدت دعماً دولياً وتأييداً كاملاً من مختلف دول العالم، ورتبت البيت اليمني بتسليم علي عبدالله صالح السلطة للرئيس المنتخب الجديد. وهذا ما تم، ولم يكتب لهذه الحكومة أن تبدأ أعمالها، إلا وتدخلت مليشيات الحوثي، وانقضت على العاصمة صنعاء، وعملت على محاولة السيطرة التامة على البلاد، ثم اتضح المخطط رويداً رويداً أن هناك تحالف بين المخلوع وهذه المليشيات للسيطرة على مقاليد الأمور.
 
الرئيس المنتخب والذي يملك الشرعية وجه نداء دولياً وإلى دول التحالف بالتدخل والمساعدة لمنع الانقلاب، وصدر قرار من مجلس الأمن يعطي الضوء الأخضر لاستخدام الوسائل كافة لعودة الشرعية اليمنية التي وصلت للحكم بالانتخابات الحرة النزيهة، كما صدر قرار جامعة الدول العربية وكان هناك إجماع شبه تام من دول العالم الإسلامي على التدخل لإنقاذ اليمن.
 
ودون الدخول في تفاصيل ما يتلقاه الحوثي من دعم وتأييد من إيران وميليشياتها الإرهابية مثل حزب الله، كان من الصعب تجاهل كل هذه المؤشرات الواضحة ومحاولة تهديد الأمن العربي، فضلاً عن تهديد المملكة، بل تهديد سيادتها واستباحتها بصواريخ الكاتيوشا، لهذا كله لم تتردد قواتنا، وبمجرد أن تلقت الضوء الأخضر من القيادة الحكيمة، في التوجه لدعم الشعب اليمني والعمل مع الأشقاء السعوديين لحماية الحدود الجنوبية، وهو ما تم وما يحدث اليوم على أرض الواقع.
 
نحن في اليمن، لأننا نريد يمناً سعيداً، يمناً ناجحاً، دولة غير فاشلة، نريد يمناً يشاركنا البناء الحضاري والنهوض نحو المستقبل المشرق، نريد لشعب اليمن السعادة التي يستحقها.
 
 نحن في اليمن، من أجل الأخوة ومن أجل الإنسان، ومبررنا قرآننا الكريم، الذي يحض على حماية المستضعفين وإرجاء الحقوق للضعفاء، ثم معنا قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والإسلامي ووفق استدعاء ونداء الرئيسي المنتخب.. نحن في اليمن وفق القانون، ولا نريد إلا يمناً قوياً عزيزاً مستقلاً مقتدراً.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره