مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2017-01-03

هل لابد أن يخشى الخليج العربي ترامب ؟

قراءتنا للعلاقة الأمريكية-الخليجية في عهد الرئيس ترامب تنطلق من مرتكز أساسي هو أن المصالح المشتركة بين الطرفين كبيرة للغاية، وأن نجاحات الرئيس ترامب في سياساته الخارجية تجاه بعض أهم الملفات بالنسبة له ترتبط بقوة ومتانة علاقته بدول الخليج العربي. ترامب ركز في توجهاته الخارجية على ملفين رئيسيين مرتبطين بشكل كبير بالمنطقة وهما: ملف الإرهاب وملف إيران. فبالنسبة لملف الإرهاب يدرك الرئيس ترامب بأن الإرهاب هو العدو الرئيس الذي يجب على إدارته أن توليه الأهمية القصوى بهدف مواجهته والحد من خطورته. والإرهاب حسب تعريف الإدارة الأمريكية مرتبط بشكل مباشر بحركات العنف الإسلامي لاسيما داعش التي تمثل تهديداً للمصالح الأمريكية في المنطقة. أما عن الملف الإيراني فالرئيس ترامب مقتنع بأن إيران طرف يدعم الإرهاب عبر تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى وأنها تطور برنامجاً نووياً تسعى من خلاله لإمتلاك القدرة النووية، وأن الإتفاق النووي مع إيران ليس بالكفاءة التي يمكن أن تمنع إيران من أن تتجه نحو امتلاك القدرة النووية العسكرية. فإذا ما استمر الرئيس ترامب في قناعاته هذه حول هذين الملفين فإنه لا خشية على العلاقة الأمريكية الخليجية.   
 
هذان الملفان الرئيسيان لإدارة الرئيس ترامب تجعل من تعاونه مع دول الخليج العربي ضرورة قصوى. فهو إذا ما أراد النجاح في التعامل مع تلك الملفات فإنه لا يستطيع ان يهمش التعاون الذي لابد أن يحصل عليه من الدول الخليجية. فالحرب على الإرهاب والضغط على إيران كلها أمور تحتاج إلى الدعم السياسي والإقتصادي والعسكري الخليجي لكي تنجح. لايمكن للولايات المتحدة أن تسير في خططها للتعامل مع تلك الملفات بمعزل عن الحصول على دعم خليجي. 
 
قد يكون الرئيس ترامب قد صرح ببعض التصريحات التي لا تتناسب مع من يفترض أن يكونوا حلفاء له في الخليج بشكل خاص والعالم بشكل عام، ولكن علينا ان ندرك بأن تلك التصريحات جاءت في فترة الحملات الإنتخابية وهي فترة يكون الهدف من تلك التصريحات كسب ود الناخب الأمريكي. ولقد شهدنا تراجع الرئيس ترامب عن بعض التصريحات المتشددة وقبوله بوجهة النظر الأخرى بسبب إدراكه بحيثيات العمل السياسي التي لم يكن مطلعاً عليها قبل ذلك، فهو شخص من خارج الموسسة السياسية حيث لم يشغل في حياته منصباً سياسياً يقربه من فكر وعمل الحكومة. 
 
ترامب في وجهة نظرنا سيدرك سريعاً أهمية دول الخليج العربي بالنسبة لإدارته. فالرجل يريد النجاح وليس الفشل، ولعل نجاحه في ملفات السياسة الخارجية في المنطقة تحتم عليه التعاون مع حلفائة من دول الخليج العربي الذين تلعب مساهمتهم دوراً في تعزيز المكانة الأمريكية.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره