استطلاع الرأى
مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟
- ممتاز
- جيد جداً
- جيد
تمر منطقة الشرق الأوسط بمستجدات وبتطورات وأحداث متلاحقة، تجعلها مرشحة لمزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار، بل وربما الانتقال إلى مرحلة خطيرة من الفوضى والصراع. وذلك على خلفية التوتر المتزايد بين بعض الدول الإقليمية، وبصفة خاصة بين إيران وإسرائيل. فضلاً عن وجود تهديدات سابقة على ذلك التوتر مثل الإرهاب والتطرف والأزمات الداخلية في بعض دول المنطقة. ومما يزيد هذا الوضع خطورة، وجود الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية التي لا تتواجد أو تنمو إلا في ظل الاضطراب وعدم الاستقرار.
واللافت في المستجدات الأخيرة بالمنطقة، وخصوصاً ما يتعلق بالتصعيد بين إيران وإسرائيل، أن أسباب ودواعي التوتر بينهما ليست حيوية ولا تمس الأمن القومي أو المصالح العليا لأي من البلدين. فكما هو معروف لإيران مواقف ثابتة تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، لكنها دائماً كانت مواقف إعلامية أكثر منها سياسية أو فعلية. وفي المقابل، تعتبر تل أبيب أن ثمة مشروعاً إيرانياً يمثل خطراً مباشراً على أمن إسرائيل، وبشكل خاص امتلاك إيران قدرات نووية. غير أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لم تقم بتحرك فعلي أو تتخذ موقف عملي مؤثر لمنع أو تعطيل البرنامج النووي الإيراني الذي تجاوز عمره ثلاثة عقود منذ دشنت طهران توجهاتها النووية باتفاق إيراني روسي عام 1992. حيث اكتفت إسرائيل خلال تلك الفترة الزمنية الطويلة، بمتابعة ازدياد الخطر الإيراني واتساع نطاقه. سواء بالبرنامج النووي الذي صار متقدماً ووصل إلى «الحافة النووية» ثم تنامي الدور وتنويع النشاطات وتعدد حلفاء طهران في المنطقة وداخل بعض دولها. وقد اضطلعت الولايات المتحدة الأمريكية بمهمة التعامل مع الصعود الإيراني الإقليمي. وفيما نجحت واشنطن بالفعل في تأمين إسرائيل، وقع المردود السلبي لتحركات وأدوار إيران على استقرار وهدوء منطقة الشرق ككل وتماسك وتنمية بعض دولها.
وعلى الرغم من أن التوتر الحاصل بين إيران وإسرائيل لا يزال أقل من مواجهة شاملة أو حرب مفتوحة، إلا أن الحرب الإعلامية والتصعيد السياسي والإشارات العسكرية المتبادلة منذ اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس فوق الأراضي الإيرانية، وقبله اغتيال فؤاد شكر القيادي بحزب الله اللبناني الموالي لإيران، تسببت في تضرر بعض اقتصادات المنطقة واضطراب أسواق المال والأعمال، فضلاً عن حالة استنفار سياسي وعسكري في عدد من دول المنطقة.
وحيث أن الارتباط بين تطورات الشرق الأوسط وتداعياتها الإقليمية، سمة أساسية في هذه المنطقة، فإن مردود أي توتر إقليمي، سواء بين إيران وإسرائيل أو بين أي دولتين في المنطقة، من شأنه إحداث تأثيرات سلبية وربما تداعيات واسعة على مختلف دول الإقليم، سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى العلاقات والروابط الإقليمية.
وفي هذا السياق تضطلع الدول الكبيرة والحريصة على الاستقرار الإقليمي بالدور الأكبر والمهام الأصعب في نزع فتيل التوتر والسعي إلى الخروج من الأزمات. وفي منطقة الشرق الأوسط، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها إحدى الدول المحورية، تقوم بمسؤولياتها وتلعب أدواراً نشطة في اتجاه إرساء السلام وتطويق الأزمات. وذلك بالتعاون والتنسيق مع الدول العربية والعالمية المعنية باستقرار المنطقة وتنمية شعوبها. وحيث تضطلع تلك الدول، ومن بينها الإمارات، بما يجب من مهام وأدوار إيجابية من أجل أمن المنطقة وأمانها، فإن على الأطراف الأصلية في حالة التوتر الإقليمي والاضطراب تحمل واجباتها في تجنيب المنطقة مخاطر الحروب والنزاعات المسلحة. وهي مسؤولية أصيلة تقع سواء على إيران أو إسرائيل أو أي طرف يتسبب في تعكير أجواء المنطقة وإثارة القلاقل والاضطرابات. وكما سبق لإيران تجاوز عمليات اغتيال تعرض لها قادة ومسؤولون كبار، وكما تجاوزت إسرائيل عن أدوار وتحركات طهران وغضت الطرف عن أنشطتها النووية، على كل منهما إعلاء اعتبارات الأمن الإقليمي وتغليب استقرار المنطقة على ما عداها من دوافع جزئية قصيرة المدى.
مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟
لا يوجد تعليقات