مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-12-01

الإمارات والبرلمان الأوروبي

بقلم : الرائد ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير

 
استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة وخلال الأربعة عقود الماضية بفضل قيادتها الرشيدة وعلى رأسها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله" أن تصنع ما عجزت عنه الكثير من الدول المتقدمة، وأن تتبوأ مكانة متميزة ومتفردة على الخارطة العالمية في مجال العمل الإنساني الدولي حتى أضحت عنواناً بارزاً للخير والعطاء، ونموذجاً يحظى بالإعجاب والتقدير على مختلف المستويات في التضامن والتكاتف واحترام الآخرين، فالإمارات في ظل هذه القيادة احتلت مكانة مرموقة بين دول العالم كافة، الأمر الذي جعلها مضرب المثل من قبل كل الجهات الحقوقية والتنظيمات الدولية في المحافظة على كرامة أبنائها والمقيمين على أرضها.
 
وقد عملت دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" على صون الحقوق الإنسانية لكل فئات المجتمع، كما كفلت كرامة الإنسان وحريته ووفرت عبر قوانينها بيئة آمنة لكل القاطنين على أرضها حتى بات الجميع ينعم بالمعاملة الحسنة وروح الأخوة والتعاون والاحترام، فهي مثال مشرق ونموذج يحتذى به على مستوى العالم حيث يتعايش على أرضها ما يزيد عن 200 جنسية بتسامح وسلام واستقرار يتمتعون بكافة الحقوق ويمارسون حرياتهم وشعائرهم الدينية بمنتهى البساطة.
 
تجاوز قرار البرلمان الأوروبي بشأن حقوق الإنسان في الإمارات الحقائق، فهو لا يعكس الواقع الحقيقي في الدولة سواء على صعيد التشريعات أو الممارسات، بل يعكس عدم وعيه بما يجري على أرض الواقع في الدولة، فهو هجوم بغرض الهجوم دون وجه حق ودون الاستناد على أي حقائق أو ممارسات على أرض الواقع، ودون الرجوع إلى الجهات الرسمية وغير الرسمية في الدولة، فهذا البرلمان كان ينبغي عليه الحيادية والموضوعية وعدم الألتفات إلى التقارير المغرضة التي تحمل الإدعاءات والمعلومات غير الدقيقة. 
 
فالمرأة في الإمارات حصلت على جميع حقوقها، وتبوأت جميع المناصب القيادية في الدولة، فهي لها حضور بارز في مجلس الوزراء والمجلس الوطني الاتحادي، كما تشغل منصب وكيل وزارة ووكيل مساعد، وهي عضو فعال ونشط في غرف التجارة والصناعة والمجالس الاستشارية في الإمارات، كما أن الدولة أفسحت لها المجال للعمل سفيرة وقاضية ووكيل نيابة، وفي السلك العسكري بمختلف مستوياته، وغير ذلك من المناصب التي لا يزال شغلها في العديد من الدول حكراً على الرجال، فالإمارات هي الدولة الأولى والوحيدة على مستوى المنطقة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تشغل فيها المرأة منصباً سياسياً قيادياً في البرلمان، كما أن الدولة وبحسب تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي احتلت المركز الأول عربياً وفقاً لمؤشر الفجوة بين الجنسين في عام 2012، وعليه فإن ما يشهده واقع المرأة في الإمارات من تقدم وتطور في كافة المجالات هو ترجمة حقيقية للفكر النير والتوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة في الدولة.
 
كما أن الإمارات انضمت إلى جميع الاتفاقيات الخاصة بحقوق الانسان، ولها مواقف ريادية وفعالة في ذلك، فهي أول دولة عربية تصدر قانون الاتجار بالبشر خلال العام 2006، وقد شكلت لجنة وطنية لمتابعة تطبيقه، كما أن نظام الأجور ونظام تنقل العمال بين المنشآت ونظام الشكوى والمدن العمالية الذي تعمل به الدولة أصبح نموذجاً يحتذى به عالمياً كأداة مبتكرة تضمن للعمال الحصول على حقوقهم وأجورهم في المواعيد المحددة، ويعكس اتساع خارطة المدارس والكليات والشركات والمستشفيات ودور العبادة التي تخص أبناء الجنسيات المختلفة حالة متفردة من التعايش في ظل العدالة والمساواة والقانون، كما أن هناك قوانين صارمة تعاقب كل من تسول له نفسه انتهاك الحريات، فبات لدينا في كثير من أفرع وزارة الداخلية في الدولة إدارات وأقسام خاصة بحقوق الإنسان، وهذا دليل على أهمية الحفاظ على حقوق الإنسان في الدولة.  كما تعد دولة الإمارات من الدول الرائدة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، فالبعثات الإغاثية والإنسانية التي تجوب مختلف دول العالم تحظى على عكس البعثات الأخرى بالإطمئنان والأمن والتجاوب الإيجابي في أكثر دول العالم توتراً، وهو ما يعكس حب وتقدير شعوب العالم للإمارات؛ نتيجة حسن المعاملة خلال وجودهم فيها ولما تقدمه الدولة من دعم للمحتاجين كافة حول العالم، والإمارات حريصة بشكل كامل على الوفاء بالتزاماتها الإنسانية، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حيث جعلتها جزءاً أساسياً من ثقافة المجتمع تعقد من أجله الندوات والمؤتمرات وتضمنها في مناهجها التعليمية ووسائل إعلامها المختلفة. ومن ناحية أخرى حصل إبن الإمارات على كافة الحقوق والامتيازات التي لم يحصل عليها الآخرون في كثير من الدول العالمية، وقيادتنا الرشيدة حتى حين يضل أحد أبنائها تتعامل معه معاملة أبوية حسنة لتقويم سلوكه وإعادته إلى جادة الصواب التي فطر عليها أبناء الإمارات.
 
نحن أبناء شعب الإمارات ندعو أعضاء البرلمان الأوروبي وغيرهم لزيارة الدولة والإطلاع على الواقع الإماراتي، ونحن على يقين بأنهم سيتخذون من هذا الواقع مثالاً وسيسعون لتطبيقه على سائر دول العالم، فأبواب الإمارات مشرعة لجميع من يريد أن يتأكد أن حقوق الإنسان مصانة، فشعب الإمارات بجميع مكوناته وتوجهاته يعرف القيادة الرشيدة ودورها الحكيم والمعتدل في السياسة الخارجية، ونظرتها الثاقبة في البناء والتطوير وتطبيق نظم الديمقراطية والعدالة والمساواة والتمكين، فهي أكبر مثال لدولة فتية وواعدة يحتذى بها في مجال الاهتمام بالإنسان والتنمية الحضارية، ونحن أبناء زايد الخير وبمختلف مستوياتنا ندين بالولاء والانتماء والإخلاص لقيادتنا الرشيدة، والتي كانت ولازالت وستظل تقدم لنا أفضل وأرقى أساليب الدعم والعيش الكريم.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره