مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-10-02

رؤية استشرافية إماراتية

 
 
 
 
 
 
 
 
 
إذا كانت الأدبيات السياسية قد استفاضت في مناقشة حدود التغير الهيكلي المرتقب في النظام العالمي القائم في ضوء تداعيات تفشي وباء «كورونا» ثم اندلاع أزمة أوكرانيا، التي تعجل بحدوث هذا التغيير، فإن قراءة أبعاد اتفاق إبراهيم للسلام في ضوء هذه التحولات ينبىء بدقة الرؤية الاستشرافية الاماراتية التي ادركت مبكراً توجهات السياسة الخارجية الأمريكية وما طرأ عليها من تحولات تجاه الشرق الأوسط، وما يمكن أن يترتب على هذه التحولات من آثار استراتيجية بعيدة المدى، وكذلك بروز تحديات جديدة إقليمياً ودولياً، تضاف إلى ما هو قائم من تحديات مثل الاضطرابات والفوضى التي جعلت من بعض دول المنطقة بؤر للإرهاب وغياب الاستقرار الاقليمي، ما يدفع باتجاه ضرورة البحث عن رؤية وأدوات وآليات جديدة للتعامل مع التغيرات الحاصلة إقليمياً ودولياً.
 
وقد اثبتت الأحداث على مدار العامين الماضيين صحة موقف دولة الامارات العربية المتحدة، الذي عبر عنه البيان الثلاثي المشترك الصادر في الثالث عشر من أغسطس 2020،  والذي ورد فيه أن الرئيس الأمريكي (السابق) دونالد ترامب وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي (السابق)، اتفقوا على اقامة علاقات رسمية بين الإمارات وإسرائيل، الأمر الذي يمثل تحولاً نوعياً استراتيجياً كبيراً في العلاقات العربية - الاسرائيلية، وأفاد البيان المشترك أنه «من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة».
 
لقد أثبتت الأحداث أيضاً عدم حدوث أي تغير في موقف دولة الامارات الداعم للشعب الفلسطيني، حيث أبقت الامارات على ثوابتها التاريخية التي لم تتبدل منذ تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ حيث كانت، ولا تزال، في صدارة الدول العربية الداعمة للشعب الفلسطيني، حيث تبقي دولة الامارات القضية الفلسطينية في صدارة اهتماماتها انطلاقاً من التزامها بواجباتها القومية تجاه أمن ومصالح الأشقاء العرب، وتضطلع الدولة بدورها تجاه هذه المسؤوليات من دون تردد، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن أمن الامارات جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ما أكد للجميع أن اتفاق السلام مع إسرائيل لا يعني تغيراً في الثوابت، بل يتعلق بالتعاطي مع معطيات البيئة الاستراتيجية، وإحداث تغيير في الأدوات والتكتيكات الاماراتية لمواجهة تحديات البيئة الأمنية الاقليمية الجديدة التي أصبحت تموج بالتهديدات والتحديات المتزامنة. 
 
بعد مرور عامين على اتفاق إبراهيم للسلام بين دولة الامارات وإسرائيل، تبدو منطقة الشرق الأوسط أكثر أمنا واستقراراً، وباتت آفاق السلام أكثر وضوحاً رغم عدم التوصل لتسوية سلمية نهائية للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي حتى الآن، حيث تحتاج هذه العلاقة الصراعية إلى المزيد من الوقت والتفكير للتوصل إلى بدائل مبتكرة ترضي الطرفين وتحقق السلام العادل، الذي يكمل العوائد الاستراتيجية لاتفاقات السلام الموقعة حتى الآن بين دول عربية عدة وإسرائيل.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره