مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-09-01

مصـر في قلوبنا

بقلم : الرائد ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير
 
أثلج صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مداخلته مع إحدى القنوات الفضائية منذ أيام قليلة صدورنا، حيث تحدث سموه عن مصر والمكانة التي تتبوؤها بين أشقائها العرب، ومحورية الدور الذي كانت مصر، وستظل، تؤديه، والذي من شأنه تدعيم الوحدة العربية والتعاون العربي المشترك. هذا الحديث الذي خرج من قلب صادق ومحب يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك إنسانية وتواضع حكام الإمارات وشعبها الطيّب، ويجسد حبهم جميعاً لمصر بلداً وشعباً.
 
لقد سارعت الإمارات حكومة وشعباً منذ اللحظة الأولى إلى أداء واجبها تجاه الشعب المصري؛ حتى يصل إلى بر الأمان في القريب العاجل، فقدمت أوجه الدعم والمساندة كافة للشقيقة الكبرى لكي تستطيع أن تجتاز هذه الفترة الحساسة بسلام. فقد أطلقت الإمارات بتوجيهات من سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله" حملة تحت عنوان "مصر في قلوبنا" لدعم الشعب المصري ومساندته في الظروف الاقتصادية التي يواجهها. وهذه الحملة أكدت عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وتجذرها، والتي غرسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" والذي كان حبه لمصر وشعبها كبيراً جداً. وكانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة لإرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو، ومن أوائل الدول التي قدمت حزمة مساعدات اقتصادية تقدر بـ 3 مليار دولار، كما أعربت الإمارات عن تأييدها ودعمها الكاملين لتصريح خادم الحرمين الشريفين حول ضرورة الوقوف إلى جانب مصر لتخرج من محنتها، ورأت أنه يأتي في لحظة محورية مهمة تستهدف وحدة مصر واستقرارها، وأنه ينبع من حرص خادم الحرمين على استقرار المنطقة كلّها. 
 
إن ما قدمته، وستقدمه، دولة الإمارات العربية المتحدة لمصر من مساعدات مادية وغيرها يعبر بصدق عن مدى العلاقة الكبيرة التي تربط هذين البلدين الشقيقين؛ فالإمارات كعادتها حريصة على مصر، فهذه وصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي قال: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر"، فقد كان رحمه الله سنداً وعوناً قوياً لمصر وأبنائها المخلصين، فالتاريخ يذكر لزايد الخير مواقفه الخالدة، إذ لا يمكن نسيان دعمه لمصر قبل حرب أكتوبر وخلالها وبعدها، وكذلك دوره العظيم بعد توقيع السادات لاتفاقية كامب ديفيد عندما قامت العديد من الدول العربية والإسلامية بقطع علاقتها مع مصر، غير أن موقف الشيخ زايد بن سلطان كان موقفاً مشرفاً عندما أكد أنه لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، وأن مصر لا يمكنها أن تستغني عن الأمة العربية، إضافة إلى أن الإمارات كانت، ولا تزال، من أكثر الدول الداعمة اقتصادياً لمصر في سبيل تحسين مستوى معيشة أبنائها، ولعل "مدينة الشيخ زايد"، وهي إحدى أكبر المدن في مصر والتي تم إنشاؤها في عام 1995 بمنحة من المغفور لها الشيخ زايد بن سلطان، خير شاهد على ذلك. وقد انتقلت هذه المحبة إلى قلب كل إماراتي حتى باتت مصر في قلوب الإماراتيين جميعاً. 
 
لم يبالغ الفريق صدقي صبحي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية عندما التقته مجلة "درع الوطن" في أثناء زيارته الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة في حديثه عن حبه للإمارات وشعبها، حيث أكد أن مصر والإمارات تربطهما علاقات تاريخية تضيء سماء الأمة بمواقف وطنية راسخة، لن تنساها مصر مهما تمرّ السنون، مؤكداً في الوقت ذاته أنه يحمل حباً غير عادي للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ومنوهاً بأن مصر لا تستغني عن الإمارات، وكذلك دولة الإمارات لا تستغني عن مصر.
 
وأخيراً، نقول إن الإمارات، قيادة وشعباً، تضع مصر "أم الدنيا" في قلبها وعيونها، وتتمنى لها ولأهلها مزيداً من الاستقرار، وأن تنجلي هذه الغمة عنها، حتى تعود كما كانت قوية ورائدة وحاضنة لكل العرب.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره