في إطار الاهتمام العالمي المتزايد باستكشاف الفضاء، نشأ اقتصاد فضائي جديد، اكتسب زخمه من شركات الأعمال الخاصة، ومن المتوقع أن تتجاوز قيمته 634 مليار دولار بحلول عام 2026، وذلك وفقاً لمؤسسة الفضاء. وتتناول فعاليات الدورة الـ 18 من معرض دبي للطيران، والتي ستعقد في دبي خلال الفترة بين 13- 17 نوفمبر 2023، هذا المحور الرئيسي بدعم من وكالة الإمارات للفضاء في أعقاب توقيع مذكرة التفاهم بين معرض دبي للطيران ووكالة الإمارات للفضاء في دورة العام 2021 للمعرض، يعمل الجانبان خلال دورة العام الجاري على تعزيز محور الفضاء ضمن فعاليات المعرض، وتعزيز عروض هذا العام.
ويهدف التعاون إلى تعزيز النهج التعاوني على الصعيدين المحلي والدولي، من خلال تنمية شراكات رائدة ومشروعات مستقبلية.
نصيحة استراتيجية
يشارك من خلال المجلس الاستشاري لمعرض دبي للطيران سعادة إبراهيم القاسم نائب مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، وسعادة سالم حميد المري المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، لتقديم النصح الاستراتيجي وتبادل الآراء والرؤى حول المواضيع المتعلقة بالفضاء وجدول الأعمال العالمي للمعرض هذا العام.
وبهذا الصدد قال سعادة إبراهيم القاسم، نائب مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: «قطعت دولة الإمارات خطوات كبيرة في بناء القدرات الوطنية بمجال الفضاء، حيث برهنت على نجاحها في تدريب رواد الفضاء من الكفاءات الإماراتية وإرسالهم في مهام لاستكشاف القمر، وقريباً لاستكشاف حزام الكويكبات. ويعد تطوير الكفاءات في القطاع الخاص من العناصر الرئيسية التي سيتم التركيز عليها خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة، ونتطلع من خلال الدورة الـ18 من المعرض إلى توفير المزيد من الفرص لإنشاء الشركات الناشئة في دولة الإمارات، باعتباره منصة مثالية للشركات والمستثمرين في قطاع الفضاء، إذ تجاوز حجم الأعمال التجارية للمعرض في دورته الـ18، 3 ترليون درهم”.
يبقى قطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة قطاعاً حيوياً، ومصدر إلهام لأجيال المستقبل من رواد وعلماء الفضاء، وقد شملت الإنجازات التاريخية التي حققتها الدولة هذا العام، تنفيذ سلطان النيادي عملية السير في الفضاء ليصبح بذلك أول عربي يمشي في الفضاء، وانطلاق أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.
وقد أعلنت دولة الإمارات مؤخراً عن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، المشروع المبتكر والذي يمتد على مدار 13 عاماً تنقسم إلى 6 سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات للاستكشاف؛ مما يبشر بإعطاء دفعة جديدة لشركات الفضاء الإماراتية الناشئة وتدريب المواهب الإماراتية.
وفي إنجاز تاريخي آخر، حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً مشرفاً تمثل في إرسال أول رائدة فضاء سعودية إلى الفضاء.
نمو سريع
وعلى الصعيد العالمي، تكتشف الدول ووكالات الفضاء الخيارات المتاحة خارج كوكب الأرض. إذ ينمو السوق العالمي للسياحة الفضائية بوتيرة متسارعة، ومن المتوقع أن يصل إلى 12,690.6 مليون دولار بحلول عام 2031، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ %36.4 خلال الفترة منذ العام 2022 إلى عام 2031، حيث تواصل الشركات الرائدة مثل فيرجن غالاكتيك، وبلو أوريجين استكشاف فرص جديدة للرحلات التجارية إلى الفضاء.
كما أنه وفي ظل النمو المستمر الذي يشهده القطاع تتزايد أهمية مراقبة وتتبع الفضاء (SST)، والتي تعد خدمة حيوية لضمان سلامة وأمان البنية التحتية في الفضاء، إذ أنه وبحسب دراسة حديثة أجرتها “Frost & Sullivan” من المتوقع أن يصل سوق SST إلى 90 مليون دولار في عام 2023، وأن ينمو إلى 370 مليون دولار في عام 2031 بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 9.4% يتم توزيعه على المنتجات والخدمات.
ويمثل ذلك فرصة نمو كبيرة للدول واستثمارات الشركات لاستكشاف وتوسيع واستغلال قطاع الفضاء.
ويقام معرض دبي للطيران 2023 هذا العام في موقع المعرض بمركز دبي التجاري العالمي، ليوفر منصة للشركات والمستثمرين الراغبين في التعرف على أحدث التقنيات والحلول في هذا المجال والتي تقدمها نخبة من المؤسسات الرائدة في قطاع الفضاء، من خلال أكبر جناح للفضاء في تاريخها، لإبراز دورها في دفع عجلة الابتكار والاستدامة في قطاع الفضاء. وتشمل قائمة المشاركين في هذا الحدث الضخم معهد الابتكار التكنولوجي (TII)، وهو مؤسسة بحثية رائدة عالمياً تابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي (ATRC)، تهدف إلى توسيع آفاق المعرفة والبحوث العلمية المتقدمة، وذلك للمرة الأولى وبصفته الراعي المستضيف لمسرح Aerospace 2050 لهذا العام، الذي سيغطي مواضيع مختلفة أبرزها دفع عمليات الطيران المستدامة إلى استكشاف الفضاء والقوى العاملة في المستقبل.
ومن جانبه قال الدكتور غوستافو دوس سانتوس، باحث رئيسي في مركز بحوث أنظمة الدفع والفضاء (PSRC) في معهد الابتكار التكنولوجي (TII): “يشكل معرض دبي للطيران منصة استثنائية تجمع الجهات المعنية الرائدة في قطاع الطيران، ونتطلع من خلال مشاركتنا إلى تعزيز الوعي بأهمية هذا القطاع والذي يأتي ضمن الأولويات الرئيسية للدولة، وتحقيق قيمة مضافة من خلال مشاركتنا في المؤتمرات التي تناقش الفضاء، وتغير المناخ، والحد من استخدام الوقود الأحفوري، وتطوير رأس المال والبنية التحتية في قطاعي الطيران والفضاء».
يجمع هذا الحدث الكبير بين قادة ومسؤولين رفيعي المستوى يتناولون في جلساتهم موضوعات إمكانات الفضاء، والاستدامة، ومراقبة الأرض لإيجاد حلول لظاهرة التغير المناخي، بالإضافة إلى موضوعات التقدم التكنولوجي في قطاع الفضاء، والحد من تكاليف الإطلاق، والاستثمارات الخاصة، وتأثير السياحة الفضائية.
لا يوجد تعليقات