مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-12-03

الإمارات والقضيــــــــة الفلسطينية....نهج راسخ وســــــــــياسات واقعـيــة ودعـم قـوي

منذ تأسيسس دولة الاتحاد على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لعبت دولة الإمارات دورًا رئيسياً بارزًا في دعم الشعب والقضية الفلسطينية، عبر سياسات واستراتيجيات مستمرة، مستندة إلى ثوابت سياسية وإنسانية راسخة بالسياسة الخارجية للدولة، لا تغيّرها مستجدات أو تحولات. وفي هذا العدد تسلط “درع الوطن” الضوء على مواقف دولة الإمارات التاريخية والمعاصرة تجاه الشعب الفلسطيني.
إعداد: هيئة التحرير
 
منذ قيام دولة الاتحاد، والإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، لا تتواني عن تقديم الدعم السياسي والمادي للشعب الفلسطيني الشقيق، انطلاقاً من مقولة مؤسسها وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه،  الذي أكد منذ تأسيس الدولة  أن «دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة»، لتصبح هذه الكلمات بمثابة ميثاق ونهج للإمارات وسياستها الثابتة بالالتزام الراسخ بدعم القضية الفلسطينية حتى اليوم.
 
هذا النهج الراسخ التزم به قادة الإمارات وينفذونه على الأرض بسياسات واقعية ودعم قوي للشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة بتقديم مساهمات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية لتمكين الفلسطينيين من الصمود على أرضهم حتى تتحقق دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وكان آخرها توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة 20 مليون دولار للفلسطينيين، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم القطاع، والتي اشتملت على إرسال مستشفى ميداني متكامل لمعالجة مصابي العمليات العسكرية من أبناء الشعب الفلسطيني.
 
ثوابت السياسة الخارجية الإماراتية
لدولة الإمارات سياسات وثوابت وضعها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تتسم بالحكمة والاعتدال وترتكز على قواعد استراتيجية في علاقاتها بدول العالم، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية التي تدعمها بمواقف ثابتة ومحددة وتاريخية، ففي الباب الأول من دستور الدولة، المادة (6) ينص على أن الاتحاد جزء من الوطن العربي الكبير، وتربطه به روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك؛ وشعب الاتحاد شعب واحد، وهو جزء من الأمة العربية، وتنص المادة (12) على أن سياسة الاتحاد الخارجية تستهدف نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب، على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأخلاق المثلى الدولية. كما ترتكز السياسة الخارجية للدولة على ثوابت سارت عليها منذ إنشاء الاتحاد، وهي الحرص على التزام مواثيق الأمم المتحدة، والقوانين الدولية كافة واحترامها، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والتزام حل النزاعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية، والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل، والإسهام في دعم الاستقرار والسلم الدوليين، وإعلاء قيم الإخاء الإنساني والدعوة إلى رفع المعاناة عن الإنسان بصرف النظر عن جنسه أو دينه.
 
وقد حققت دبلوماسية الإمارات على مدار عقود أحد أهم أسس سياسة الدولة الخارجية وهو الانفتاح على العالم الخارجي الذي أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية مع العديد من دول العالم في إطار المصالح المشتركة، بما عزز مكانتها إقليميًا ودوليًا. كما قامت بجهود مكثفة وتحرك نشط من أجل العمل على احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، ولم تتوقف عند الدور الدبلوماسي والسياسي فقط، بل سعت بشكل دؤوب لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية للعديد من الدول النامية خاصة تلك التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية، فضلًا عن مساهمات إعادة الإعمار في المناطق التي تشهد صراعات.
 
ثوابت راسخة تجاه فلسطين
بدأت العلاقات الإماراتية الفلسطينية الرسمية في عام 1968 بافتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في أبوظبي، وطيلة تلك الفترة، تميز موقف دولة الإمارات تجاه الفلسطينيين، بالدعم والمساندة والشعور بالمسئولية تجاه القضية والشعب، فعلى مدار نصف قرن من العلاقات لم يسجل التاريخ أن الإمارات حاولت التدخل في الشئون الداخلية للفلسطينيين، أو فرض الوصاية على القرار الفلسطيني، أو تحقيق مكانة إقليمية على حساب القضية، بل كان الخطاب الإماراتي يدعم القضية والشعب الفلسطيني بشكل قوي.
 
وفي أزمة غزة التي اندلعت إثر عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، جاء موقف الإمارات كعهده دوماً داعماً ومسانداً للمدنيين العزل داخل القطاع، حيث دعت الدولة إلى وقف إطلاق النار لإيصال المساعدات وخفض التصعيد العسكري، محذرة من سياسة العقاب الجماعي والتهجير الذي يعني تصفية القضية الفلسطينية. ودائماً ما تدعو الإمارات إلى ضرورة وجود أفق سياسي يُفضي لحل دائم، وذلك استنادًا إلى مبادئ سياستها الخارجية الخاصة بتكريس قيم التسامح ونشر ثقافة السلام، مع عدم إغفال ضرورة منع التصعيد الذي قد يهدد باندلاع حرب إقليمية.
 
كما طالبت الإمارات بضرورة إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية لإحياء مسار السلام العربي-الإسرائيلي، وحثّت المجتمع الدولي على دفع جهود تحقيق السلام الشامل والعادل، ودائمًا ما تؤيد الدولة في كافة المحافل الإقليمية والدولية بشكل مطلق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد صوّتت دولة الإمارات بمجلس الأمن ضد القرار الأمريكي الذي أغفل دعم المدنيين بغزة، بينما صوتت بالموافقة لصالح القرار الروسي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية، ويعكس هذا الموقف استقلالية الموقف الإماراتي وسياستها الخارجية المتزنة والمبنية وفق مبادئ واضحة لا تحيد عنها، حيث تُشكّل حماية الشعب الفلسطيني أهم أولويات السياسة الخارجية الإماراتية.
 
منطلقات دعم القضية والشعب الفلسطيني
البعد العربي
تُولي السياسة الإماراتية اهتمامًا خاصًا بالبعد العربي، منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي كان، ولا يزال، يحظى بشعبية بين المواطنين بوصفه الأب المؤسس، وعلى الصعيد العربي أيضًا، نظرًا للمواقف القوية المساندة للعديد من البلدان العربية، وعلى رأسها دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي، وكذا كلًا من مصر وسوريا، ولا ينسى الجميع أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هو صاحب القرار التاريخي بشـأن قطع إمدادات النفط عن الغرب أثناء حرب عام 1973 مؤكداً دعم بلاده لمصر، ووقوفه إلى جانبها بكل وضوح وحسم، ويذكر له التاريخ مقولته الشهيرة «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».
 
وأثناء الغزو العراقي للكويت، كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من أوائل القادة العرب الذين نادوا بالمصالحة. وحين اندلعت حرب أهلية في اليمن عام 1994، بذل جهودًا للوساطة بين الفرقاء، وقد مضى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، على درب دعم اليمن في مختلف المجالات وفي مقدمتها المشاريع الإنمائية التي استهدفت قطاعات المياه والكهرباء والتعليم والصحة والبنية التحتية، حيث قدمت الدولة نحو 22.97 مليار درهم خلال الفترة من عام 2015 وحتى عام 2021، بالإضافة إلى توفير وديعة بقيمة 300 مليون دولار لدعم العملة الوطنية.
وبعد عقود، لم تنقطع مسيرة الإمارات في الالتزام بالقضايا العربية على رأسها القضية الفلسطينية، والالتزام أيضًا بدعم ومساندة دول الجوار دون التدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلاد، كالدور الداعم في اليمن وليبيا والوساطة بين الفرقاء، بالإضافة للدور الإنساني والإغاثي عقب الكوارث، على سبيل المثال إطلاق الجسر الجوي الإماراتي إلى ليبيا عقب كارثة الفيضانات وإعصار دانيال، بحجم مساعدات إنسانية وإغاثية بلغ 622 طنًا.
 
مظاهر دعم الإمارات للقضية والشعب الفلسطيني
دعم دولة الإمارات للقضية الفلسطينية يرتكز على عدة محاور (سياسية – اقتصادية –إنسانية)، إذ تحرص الدبلوماسية الإماراتية على دعم القضية في كافة المحافل الدولية والإقليمية، كما تقدم السلطات الإماراتية الدعم لكافة القطاعات التنموية والحيوية المهمة، التي تتصل مباشرة بحياة الفلسطينيين، من أجل تحسين معيشتهم والنهوض بمستقبلهم، فعلى مدى سنوات وعقود قدمت الدولة المليارات لدعم القضية الفلسطينية وتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين، وما زالت يد الخير الإماراتية تغيث الفلسطينيين.
 
الدعم السياسي
الدعم السياسي من دولة الإمارات للفلسطينيين ليس وليد اللحظة، بل تمتد فصوله لنحو نصف قرن من الزمان، فكانت الإمارات أول دولة عربية تعترف بدولة فلسطين بعد إعلان استقلالها في عام 1988، ففي فبراير 1989 وضع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حجر الأساس لسفارة دولة فلسطين، والتي كانت سابقًا مقر مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، ثم امتدت العلاقة وتعززت الروابط وتدرجت إلى تمثيل دبلوماسي كامل، ثم اُفتتح في وقت لاحق قنصلية عامة لفلسطين في مدينة دبي، بجانب السفارة في أبوظبي.
وقد نددت الإمارات بقرار مجلس الشيوخ الأمريكي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في مايو 1999، وبذلت جهودًا حثيثة خلال رئاستها مجلس جامعة الدول العربية، من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن، يدين مصادرة الحكومة الإسرائيلية لمساحات واسعة من أراضي القدس الشرقية، لإقامة مستوطنات عليها، وهي ذات المسيرة التي استكملتها القيادة الرشيدة، فتزامنًا مع فوز حكومة نتنياهو اليمنية في 2021، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، رفضه لبرنامج الحكومة الجديدة آنذاك من خطط وإجراءات لضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
 
وفي العام الماضي، استدعت دولة الإمارات السفير الإسرائيلي أمير حايك، وأبلغته احتجاجها واستنكارها الشديدين على أحداث عنف واعتداءات على مدنيين شهدتها مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى الشريف. 
وعندما اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، باحات الحرم القدسي، ودعا إلى تقسيمه، قادت دولة الإمارات تحرك داخل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، مؤكدة ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه الحق الفلسطيني، والتصدي للأفعال الإسرائيلية، وهو ما تجلى في كلمة نائب مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة، السفير محمد بو شهاب، الذي أكد موقف بلاده الثابت من ضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف أي انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
 
ومع اندلاع الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، اتصالات مكثفة مع قادة عدة دول من بينها الولايات المتحدة ومصر وتركيا والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية وكندا والبرازيل وفرنسا وهولندا والنمسا وغيرها من الدول، مشددًا على أهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء التوتر ودفع الجهود المبذولة تجاه مسار السلام الشامل والعادل الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.
 
كما تحركت الدبلوماسية الإماراتية على عدة مناحي بتوجيهات من صاحب السمو رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ لبحث سبل وقف التصعيد وحماية المدنيين، حيث أجرى مسؤولو الدولة اتصالات ولقاءات واجتماعات مكثفة مع وزراء ومسؤولين أمميين ودوليين، خلال الأسابيع الماضية، في إطار حراك دبلوماسي وإنساني نشط ومتواصل لدعم الفلسطينيين.
لم يتوقف الدعم السياسي الإماراتي للشعب الفلسطيني في هذا الظرف الاستثنائي العصيب على ما سبق ذكره، بل اتسع لتحركات وجهود داخل أروقة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قاد حراك دبلوماسي إماراتي في مجلس الأمن لعقد اجتماع طارئ بعدما أعلنت إسرائيل توسيع نطاق عملياتها العسكرية في غزة، وأكدت الدولة أن الأولوية هي لإنهاء عمليات التصعيد العسكري والسماح بإيصال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل عاجل،كما أدانت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، العمليات البرية التي تقوم بها إسرائيل في القطاع وعبرت عن قلقها إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية، مؤكدة ضرورة وقف إطلاق النار.
كما دعت الدولة في وقت سابق بمجلس الأمن، المجتمع الدولي لضرورة وضع القضية الفلسطينية كملف ذي أولوية، عبر المساعدة في استئناف مفاوضات جادة وفعالة تدعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
 
الدعم الاقتصادي
الدعم الإماراتي للفلسطينيين لم يقتصر على الدور السياسي الفاعل في كافة المحافل الإقليمية والدولية، بل شمل كافة المناحي الحياتية الاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية، وتقديم يد العون للفلسطينيين من خلال المنح المالية والمساعدات الانسانية والاغاثية والمشاريع الخيرية المنتشرة على امتداد فلسطين وبخاصة قطاع غزة.
فكان القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أول مَن دعم الشعب الفلسطيني، حين تبرع بـ30 مليون درهم لإغاثة الفلسطينيين، وأصدر تعليماته بصرف 250 مليون دولار لبناء مدينة الشيخ زايد في شمال غزة، كما كلف الهلال الأحمر الإماراتي في عام 2004 بإعادة إعمار مئات المنازل المدمرة في رفح وحي الزيتون، بالإضافة لإعادة تأهيل المستشفيات، والمدارس، والمساجد، والمرافق الخدمية في غزة، وأعاد إعمار مخيم جنين بتكلفة بلغت 27 مليون دولار آنذاك، وأُطلق اسم المغفور له على عدة منشآت بعموم فلسطين أبرزها مدينة الشيخ زايد السكنية في شمال غزة، وجناح الشيخ زايد للطوارئ في مجمع فلسطين الطبي، ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
 
كما قدمت الإمارات للفلسطينين دعمًا تجاوز 840 مليون دولار أمريكي، في الفترة من 2013 وحتى عام2020، بحسب بيانات رسمية إماراتية، ومنحت الدولة وكالة الأونروا الإغاثية أكثر من 218 مليون دولار لدعم القطاعات الخدمية والتعليم في قطاع غزة والضفة الغربية.
ووفقًا لبيانات رسمية فلسطينية، جاءت الإمارات من بين أكبر خمس دول داعمة ماليًا لفلسطين ومانحة لوكالة «الأونروا الإغاثية»، كما قدمت الإمارات مساعدات بـ 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1993، خصصت جميعها لمشروعات البنى التحتية وتأهيل القطاعات الخدمية بحسب المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار «بكدار».
 
الدعم الإنساني
أكد صاحب السمو رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ في قمة القاهرة للسلام، أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة الحالية هي تقديم الدعم الإنساني للمدنيين في غزة وضمان ممرات إنسانية آمنة لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية. وفي سبيل ترجمة موقفها السياسي والاستراتيجي الداعم للشعب الفلسطيني على الصعيد التنفيذي، توظف دولة الإمارات الكثير من جهودها وطاقتها في مجال العمل الإنساني لدعم المدنيين الفلسطينيين والإسهام في تقديم الخدمات والاحتياجات الأساسية كالعلاج والغذاء، ومواصلة العمل مع الشركاء الدوليين ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية في هذا المجال، وهو مشوار ممتد منذ عقود، حيث وجهّ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتمويل إقامة عدد من المشاريع السكنية التي تحمل اسمه في مدينة القدس، وشمال وجنوب قطاع غزة، بخلاف ترميم عددًا من المباني، كما تكفل، طيب الله ثراه، بترميم سقف مسجد قبة الصخرة في الحرم القدسي الشريف على نفقته الخاصة بعد تضرر أجزاء منه جراء زلزال ضرب مدينة القدس عام 2004.كما كلف مؤسسة زايد للأعمال الخيرية وجمعية الهلال الأحمر في الإمارات بتلبية المتطلبات الطبية، والتعليمية، والاجتماعية، لسكان القدس.
 
وفي عام 2013، تأسست «اللجنة الوطنية والإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي - تكافل»، في قطاع غزة، والتي أطلقت منذ تأسيسها مشاريع إغاثية وإنسانية في القطاع بتمويل من الإمارات، أبرزها: إطلاق مشروع تقديم مساعدة مالية إلى كل عامل في القطاع بقيمة 55 دولار، وإطلاق مشروع دعم الحاجات الخاصة للمرضى، وإطلاق مشروع تحرير شهادات الخريجين الجامعيين، وتقديم عشرات آلاف القسائم الغذائية التي توزع على الأسر المحتاجة في القطاع، ومشروع دعم القطاع الصحي وتأمين أدوية للأمراض الخطيرة والمزمنة بتمويل من الهلال الأحمر الإماراتي.
كما لا يُنسىَ للإمارات الدعم الذي قدّمته من أجل إتمام المصالحة المجتمعية في قطاع غزة وتسوية ملفات ضحايا الانقسام الفلسطيني الداخلي، عبرمساعدات مالية لتعويض مَن فقدوا أبناءهم في أحداث الانقسام مقابل التنازل رسميًا وشرعيًا عن الدم وتوافق عائلات المتضررين بشكل علني.
 
وأثناء جائحة كورونا قدمت الإمارات العديد من المساعدات الطبية والغذائية، حيث أرسلت 3 طائرات إمدادات طبية بإجمالي 22 طن لقطاع غزة.
وفي يوليو الماضي، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، بفتح حساب مشترك والمساهمة بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات وكالة «أونروا» وتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية ودعم عمليات إعادة تأهيل مدينة جنين ومخيمها إثر اعتداءات، وجاء ذلك بعد فترة وجيزة من تقديم مبلغ 7.3 مليون درهم دعمًا لبلدية مدينة الخليل الفلسطينية، سبقه تقديم 3 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة، كما وقعت الدولة اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية، لدعم مستشفى المقاصد (أكبر مستشفى أهلي خيري) في القدس الشرقية بـ25 مليون دولار. فيما تشير بيانات رسمية إلى بلوغ إجمالي المساعدات الإماراتية لفلسطين خلال الفترة من 2010 حتى 2021، مبلغ 1.14 مليار دولار أمريكي.
 
ومؤخرًا، منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة بقطاع غزة، بذلت الإمارات جهودًاكبيرة لتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني للقطاع، حيث أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار، ووجه باستقبال ألف طفل مصاب برفقة عائلاتهم للعلاج داخل مستشفيات الدولة، كما أمر ببدء العملية الإنسانية «الفارس الشهم 3» لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فيما أُطلقت حملة «تراحم من أجل غزة» لإغاثة الفلسطينيين، شارك فيها جميع أطياف المجتمع الإماراتي، وأعدوا20 ألف حزمة إغاثية تزن 450 طنًا من المستلزمات الإغاثية العاجلة.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره