مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2024-02-01

الإمارات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭..‬‭ ‬عامان‭ ‬من‭ ‬المساعي‭ ‬المكثفة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدوليين

خلال‭ ‬فترة‭ ‬عضويتها‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬سعت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬ترجمة‭ ‬المبادىء‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بها‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬الدولي‭ ‬المنوط‭ ‬به‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدوليين،‭ ‬حيث‭ ‬تركزت‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬ووحدة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات،‭ ‬وتكثيف‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الملفات‭ ‬المعقدة،‭ ‬ولذلك‭ ‬فقد‭ ‬عكست‭ ‬جهود‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬روح‭ ‬التضامن‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وبناء‭ ‬الجسور‭ ‬ومحاولة‭ ‬ترميم‭ ‬الانقسامات‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬تستعرض‭ ‬‮«‬درع‭ ‬الوطن‮»‬‭ ‬أبرز‭ ‬الانجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الإماراتية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬العضوية‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭.‬
 
 
إعداد‭:‬‭ ‬هيئة‭ ‬التحرير
تنطلق‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الاماراتية‭ ‬من‭ ‬مرتكزات‭ ‬صاغها‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬1971،‭ ‬القائد‭ ‬المؤسس‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬حريصاً‭ ‬على‭ ‬انتهاج‭ ‬دبلوماسية‭ ‬رشيدة‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تلتزم‭ ‬بالقوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭. ‬وهذا‭ ‬النهج‭ ‬الثابت‭ ‬لم‭ ‬يغب‭ ‬يوماً‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للدولة،‭ ‬وعلاقات‭ ‬الامارات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭.‬
 
 
ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬إيماناً‭ ‬راسخاً‭ ‬بأهداف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومبادئها‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬ميثاقها‭ ‬لحماية‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حل‭ ‬المنازعات‭ ‬الدولية‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية،‭ ‬واحترام‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول،‭ ‬وخلق‭ ‬مناخ‭ ‬ملائم‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التسامح‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬والاعتراف‭ ‬بالآخر،‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والشعوب‭.‬‮ ‬وتقف‭ ‬الامارات‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬بكل‭ ‬صوره‭ ‬وأياً‭ ‬كان‭ ‬مرتكبوه‭ ‬وعدم‭ ‬التسامح‭ ‬إطلاقاً‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬ينشر‭ ‬العنف‭ ‬والذعر‭ ‬والدمار‭ ‬بين‭ ‬الأبرياء،‭ ‬أو‭ ‬التهاون‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬يقدم‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والملاذ‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وتدعو‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعددية‭ ‬والاعتدال‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬
 
 
وتحظى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بمكانة‭ ‬واحترام‭ ‬وتقدير‭ ‬دوليين،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬دائماً،‭ ‬ومنذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬1971،‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بمسؤولياتها‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬كونها‭ ‬دولة‭ ‬ضمن‭ ‬مسؤولة‭ ‬ضمن‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التزامها‭ ‬الذاتي‭ ‬العميق‭ ‬بالسعي‭ ‬لضمان‭ ‬تحقق‭ ‬الأمن‭ ‬والاسقرار‭ ‬ونزع‭ ‬فتيل‭ ‬التوترات‭ ‬وتهدئة‭ ‬الصراعات‭ ‬وتقديم‭ ‬العون‭ ‬والمساعدات‭ ‬لضحايا‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬والكوارث‭ ‬والأزمات‭ ‬في‭ ‬مهتلف‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬بين‭ ‬لون‭ ‬وجنس‭ ‬وعرق‭. ‬‮ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬العضوية‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬2022‭ ‬ـ‭ ‬2023،‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لتوفر‭ ‬لها‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬لتكثيف‭ ‬جهودها‭ ‬وقناعاتها‭ ‬العميقة‭ ‬بأهمية‭ ‬وقيمة‭ ‬تحقق‭ ‬مبادىء‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬الدوليين،‭ ‬وكذلك‭ ‬التزامها‭ ‬بقيم‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬واتسمت‭ ‬عضوية‭ ‬الإمارات‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بتنوع‭ ‬الاهتمام‭ ‬بقضايا‭ ‬دولية‭. ‬يُشكّل‭ ‬ملف‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬مجالات‭ ‬التفاعل،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وتعتبر‭ ‬شريكًا‭ ‬فعّالًا‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتجفيف‭ ‬منابع‭ ‬التمويل‭ ‬الإرهابي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التزامها‭ ‬الراسخ‭ ‬بالعمل‭ ‬الدولي‭ ‬الجماعي‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭.‬
 
 
من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬برزت‭ ‬الإمارات‭ ‬بدورها‭ ‬الإنساني‭ ‬الفعّال‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬وقد‭ ‬أسهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للدول‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬والكوارث،‭ ‬وكانت‭ ‬إمارات‭ ‬العطاء‭ ‬نموذجًا‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬الطبية‭ ‬والإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لأهالي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬حيثأثبتت‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لضمان‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬دون‭ ‬عقبات،‭ ‬وعملت‭ ‬جاهدة‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الدعم‭ ‬للقطاع‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬والإغاثية،‭ ‬كما‭ ‬قدّمت‭ ‬مبادرات‭ ‬إغاثية‭ ‬متتالية‭ ‬بلورت‭ ‬حراكًا‭ ‬إنسانيًا‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬لدعم‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬يقوده‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬الذي‭ ‬وجّه‭ ‬العمليات‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬ببدء‭ ‬عملية‭ ‬“الفارس‭ ‬الشهم‭ ‬3”‭ ‬الإنسانية‭ ‬لدعم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬سموه‭ ‬باستضافة‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬فلسطيني‭ ‬برفقة‭ ‬عائلاتهم‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬غزة،‭ ‬لتقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬مستشفيات‭ ‬الدولة‭.‬
 
 
البداية‭.. ‬انتخاب‭ ‬الإمارات‭ ‬لعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن
في‭ ‬يونيو‭ ‬2021،‭ ‬انتخب‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ألبانيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬والغابون‭ ‬وغانا‭ ‬للفترة‭ ‬2022‭-‬2023‭. ‬وانضمت‭ ‬الإمارات‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1971‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة،‭ ‬وقد‭ ‬شغلت‭ ‬سابقًا‭ ‬مقعد‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬1986‭-‬1987‭.‬
ارتكزت‭ ‬حملة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬‮«‬التزامها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشمولية،‭ ‬والتحفيز‭ ‬على‭ ‬الابتكار،‭ ‬وبناء‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬وتأمين‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬بيان‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬وحصلت‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬تزكية‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬ومجموعة‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2020،‭ ‬لترشحها‭ ‬لعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭. ‬وأطلقت‭ ‬حملتها‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2020،‭ ‬وقدّمت‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الإحاطات‭ ‬الافتراضية‭ ‬للمجموعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وتم‭ ‬التأكيد‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المناقشات‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بالاستماع‭ ‬لشواغل‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والأخذ‭ ‬بوجهات‭ ‬نظرهم‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عضوية‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭.‬
 
 
رؤية‭ ‬الامارات‭ ‬لدورها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي
خلال‭ ‬الاعلان‭ ‬رسمياً‭ ‬عن‭ ‬ترشحها‭ ‬وانطلاق‭ ‬حملتها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬غير‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للفترة‭ ‬2022‭ ‬–‭ ‬2023،‭ ‬قال‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بيان‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬أمام‭ ‬المناقشة‭ ‬العامة‭ ‬للدورة‭ ‬الخامسة‭ ‬والسبعين‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭: ‬‮«‬ستواصل‭ ‬بلادي‭ ‬بنفس‭ ‬الخطى‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عليها‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬صون‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‮»‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬سموه‭ : ‬“‭ ‬أننا‭ ‬ندرك‭ ‬حجم‭ ‬المسؤولية‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬عضويتنا‭ ‬ومقدار‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المجلس‭ ‬ونؤكد‭ ‬أن‭ ‬بلادي‭ ‬ستعمل‭ ‬بعزم‭ ‬وإصرار‭ ‬لمعالجة‭ ‬القضايا‭ ‬الهامة‭ ‬للدول‭ ‬مسترشدين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بفهمنا‭ ‬للأزمات‭ ‬وبخبرتنا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وعلاقاتنا‭ ‬الوثيقة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬وستواصل‭ ‬بلادي‭ ‬الدعوة‭ ‬لإشراك‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬حلول‭ ‬دائمة‭ ‬للأزمات‭ ‬ونعتمد‭ ‬على‭ ‬دعمكم‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الغايات‮»‬‭.‬
 
 
من‭ ‬جانبها،‭ ‬قالت‭ ‬السفيرة‭ ‬لانا‭ ‬نسيبة،‭ ‬مساعدة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬للشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬والمندوبة‭ ‬الدائمة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭: ‬“إن‭ ‬دور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬إيماننا‭ ‬بأن‭ ‬قيمنا‭ ‬ومبادئنا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفنا‭ ‬المشترك،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين”‭. ‬وأضافت‭ ‬“خلال‭ ‬العامين‭ ‬اللذين‭ ‬سنخدم‭ ‬فيهما‭ ‬بالمجلس،‭ ‬سيسعى‭ ‬فريقنا‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬وأبوظبي‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬بناء‭ ‬مع‭ ‬زملائنا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الانقسامات،‭ ‬وإحراز‭ ‬تقدم‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أخطر‭ ‬التحديات،‭ ‬بداية‭ ‬ببناء‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬الأزمات‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية‭ ‬والأوبئة،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭. ‬وستلتزم‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬بروح‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭. ‬كما‭ ‬أهنئ‭ ‬ألبانيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬والجابون‭ ‬وغانا‭ ‬على‭ ‬انتخابها‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬اليوم،‭ ‬وأتطلع‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬معاً‭ ‬لبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬سلاماً‭ ‬وآمناً‭ ‬وشاملاً‭ ‬للجميع”‭.‬
 
 
وحول‭ ‬رؤيتها‭ ‬لدور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬أكدت‭ ‬سعادة‭ ‬لانا‭ ‬نسيبة‭ ‬أنه‭ ‬“رغم‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ستشغل‭ ‬مقعد‭ ‬مجموعة‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬وكذلك‭ ‬ستمثل‭ ‬الصوت‭ ‬العربي،‭ ‬فهي‭ ‬ملتزمة‭ ‬أيضا‭ ‬بالاستماع‭ ‬لشواغل‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والأخذ‭ ‬بوجهات‭ ‬نظرهم‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تتطلع‭ ‬لإدخال‭ ‬منظور‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬فهمها‭ ‬للأزمات‭ ‬المتعددة‭ ‬المدرجة‭ ‬بجدول‭ ‬أعمال‭ ‬المجلس‭ ‬وعلى‭ ‬تجربتها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وعلى‭ ‬إيمانها‭ ‬العميق‭ ‬بقوة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وتعكس‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬إدراك‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬للعقبات‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬الأزمات‭ ‬والقضايا‭ ‬الدولية‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬انقسام‭ ‬المواقف‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬حيال‭ ‬بعض‭ ‬القضايا،‭ ‬لذا‭ ‬ترى‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ملّحة‭ ‬لـ‭ ‬“تهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬بالتسوية‭ ‬وتوافق‭ ‬الآراء”،‭ ‬وصولاً‭ ‬لتبني‭ ‬المجلس‭ ‬قرارات‭ ‬دولية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬‮
 
وقد‭ ‬أشارت‭ ‬سعادة‭ ‬لانا‭ ‬نسيبة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الامارات‭ ‬تؤمن‭ ‬بشدة‭ ‬بالنظام‭ ‬التعددي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬لضمان‭ ‬حصول‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬متساوية‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وحماية‭ ‬الدول‭ ‬كافة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬إساءة‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬والهيمنة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البعض،‭ ‬وقد‭ ‬عبرّت‭ ‬سعادتها‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬أمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬قلق‭ ‬الامارات‭ ‬البالغ‭ ‬“إزاء‭ ‬تراجع‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وترى‭ ‬أن‭ ‬عالم‭ ‬بدون‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬هو‭ ‬عالم‭ ‬يسوده‭ ‬الفوضى‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وتنشط‭ ‬فيه‭ ‬العناصر‭ ‬المارقة‭ ‬التي‭ ‬تستهين‭ ‬بالقواعد‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬وتفلت‭ ‬من‭ ‬العقاب‭. ‬عالم‭ ‬تتعرض‭ ‬فيه‭ ‬العلاقات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬إلى‭ ‬الانهيار،‭ ‬وتُترك‭ ‬الفئات‭ ‬الأشد‭ ‬ضعفاً‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬للمعاناة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬فرص‭ ‬للجوء‭ ‬للعدالة”‭ ‬وتابعت‭ ‬قائلة‭ ‬“لا‭ ‬توجد‭ ‬منطقة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يتعرض‭ ‬فيها‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬للتحديات‭ ‬مثلما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط”‭. ‬وجاءت‭ ‬كلمتها‭ ‬بمثابة‭ ‬دليل‭ ‬ساطع‭ ‬على‭ ‬ثبات‭ ‬موقف‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬إزاء‭ ‬الحق‭ ‬والعدل‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ ‬سعادة‭ ‬لانا‭ ‬نسيبة‭ ‬“”تؤمن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬كلا‭ ‬الشعبين،‮ ‬الفلسطيني‭ ‬والأسرائيلي،‭ ‬إقامة‭ ‬دولة،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬تجاهل‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر،‭ ‬ويفقد‭ ‬أبرياء‭ ‬حياتهم‭ ‬بتهور‭ ‬وعنف،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اضعاف‭ ‬نسيج‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وتقويض‭ ‬الإطار‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تحويل‭ ‬هذا‭ ‬الأمل‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ممكن”‭.‬
 
 
حصاد‭ ‬مثمر‭ ‬لجهود‭ ‬عامين‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الذكية
على‭ ‬مدار‭ ‬عامين،‭ ‬شاركت‭ ‬الإمارات‭ ‬بصناعة‭ ‬وصياغة‭ ‬قرارات‭ ‬أممية‭ ‬هامة،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬دقيقة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي،‭ ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬هيمنت‭ ‬عليها‭ ‬الاستقطابات‭ ‬والانقسامات‭ ‬الدولية‭ ‬جراء‭ ‬الحربين‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬التنافس‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المحتدم‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬وتمكنت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الإماراتية‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬العضوية‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬هامة‭ ‬بتوجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وقيادة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬سعادة‭ ‬السفيرة‭ ‬لانا‭ ‬نسيبة،‭ ‬المندوبة‭ ‬الدائمة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المتميز‭ ‬بوفد‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬
 
 
رئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬مرتين
خلال‭ ‬فترة‭ ‬العضوية‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬ترأست‭ ‬الإمارات‭ ‬المجلس‭ ‬مرتين،‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭. ‬وفي‭ ‬أثناء‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأولى،‭ ‬اعتمد‭ ‬المجلس‭ ‬4‭ ‬قرارات‭ ‬وأصدر‭ ‬6‭ ‬بيانات‭ ‬صحفية،‭ ‬كما‭ ‬عقدت‭ ‬الإمارات‭ ‬بصفتها‭ ‬الرئاسية‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬3‭ ‬اجتماعات‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022،‭ ‬تناولت‭ ‬الإدماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمرأة،‭ ‬والتمويل‭ ‬المناخي‭ ‬لصون‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬
ووضعت‭ ‬خلال‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأولى‭ ‬أجندة‭ ‬واضحة‭ ‬لدعم‭ ‬المرأة‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭ ‬كأولوية‭ ‬قصوى،‭ ‬ومواجهة‭ ‬تغيّر‭ ‬المناخ‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬المُلّحة‭.‬
 
 
أول‭ ‬قرار‭ ‬حول‭ ‬التسامح‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف
خلال‭ ‬فترة‭ ‬الرئاسة‭ ‬الثانية،‭ ‬اعتمد‭ ‬المجلس14‭ ‬وثيقة‭ ‬ختامية،‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬7‭ ‬قرارات،‭ ‬و5‭ ‬بيانات‭ ‬صحفية،‭ ‬وورقتي‭ ‬معلومات‭ ‬للصحافة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عقد‭ ‬6‭ ‬اجتماعات‭ ‬بصفتها‭ ‬الرئاسية‭ ‬حول‭ ‬الأولويات،‭ ‬وفي‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬اعتمد‭ ‬المجلس‭ ‬بالإجماع‭ ‬قرارًا‭ ‬تاريخيًا،‭ ‬اشتركت‭ ‬الدولة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬صياغته،‭ ‬حول‭ ‬‮«‬التسامح‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬القرار‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬الذي‭ ‬يعترف‭ ‬بأن‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنصرية‭ ‬والتطرف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاعات،‭ ‬مشجعًا‭ ‬جميع‭ ‬الشركاء‭ ‬المعنيين‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إشعال‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬أو‭ ‬تفاقمها‭.‬
كما‭ ‬اعتمد‭ ‬المجلس‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬ذاته،‭ ‬قرارات‭ ‬بتجديد‭ ‬ولايات‭ ‬كلًا‭ ‬من‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المتكاملة‭ ‬لدعم‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬وبعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬الانتقالية‭ ‬في‭ ‬الصومال،‭ ‬وقوة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمراقبة‭ ‬فض‭ ‬الاشتباك،‭ ‬وقرارات‭ ‬لتجديد‭ ‬لجنة‭ ‬العقوبات‭ ‬المنشأة‭ ‬بموجب‭ ‬القرار‭ ‬1533‭ ‬بشأن‭ ‬جمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وأيضًا‭ ‬تمديد‭ ‬الإذن‭ ‬بتفتيش‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬البحار‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬ليبيا،‭ ‬بحسبما‭ ‬أفادت‭ ‬الوكالة‭ ‬الرسمية‭ ‬‮«‬وام‮»‬‭.‬
 
 
قرارات‭ ‬تدعم‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة
دعمت‭ ‬الإمارات‭ ‬خلال‭ ‬2023‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وبخاصة‭ ‬المرأة،‭ ‬ومكافحة‭ ‬انتشار‭ ‬جريمة‭ ‬العنف‭ ‬الجنساني‭ ‬ضد‭ ‬النساء،‭ ‬مطالبة‭ ‬بوضعه‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الأولويات،‭ ‬وفي‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬اعتمد‭ ‬المجلس‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬إماراتي‭ ‬–‭ ‬ياباني،‭ ‬يدين‭ ‬قرارات‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬طالبان»بحظر‭ ‬عمل‭ ‬النساء‭ ‬الأفغانيات‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،ويدعو‭ ‬الحركة‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬وضمان‭ ‬حصول‭ ‬المرأة‭ ‬الأفغانية‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬والعمل‭ ‬وكافة‭ ‬حقوقها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬شاركت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬28‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القرار‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭.‬
وفي‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬اعتمد‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬إماراتي‭ ‬بريطاني،‭ ‬حول‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬فتاة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭.‬
 
 
دعم‭ ‬قضايا‭ ‬المناخ
ساهمت‭ ‬الإمارات‭ ‬خلال‭ ‬عضويتهافي‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬المناخ،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بشأن‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬استضافة‭ ‬دبي‭ ‬لمؤتمر‭ ‬المناخ‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬،وفي‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬أعلنت‭ ‬مع‭ ‬مالطا‭ ‬وموزمبيق‭ ‬وسويسرا‭ ‬في‭ ‬المجلس،‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التعهدات‭ ‬للنهوض‭ ‬بنهج‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الاستجابة‭ ‬بشأن‭ ‬المناخ‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن،‭ ‬أعقبه‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬ترأس‭ ‬الدولة‭ ‬لمناقشة‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري‭ ‬بشأن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن،‭ ‬تركزت‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬المعقدة‭ ‬بين‭ ‬الهشاشة‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬والصراع‭ ‬المسلح،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬الحلول‭ ‬الشاملة‭ ‬لهذا‭ ‬التحدي‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭.‬
وفي‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬عضويتها‭ ‬بالمجلس،‭ ‬أكدت‭ ‬الدولة‭ ‬رعايتها‭ ‬لتعيين‭ ‬مستشار‭ ‬معني‭ ‬بمواضيع‭ ‬أمن‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬البعثة‭ ‬استجابةً‭ ‬لحالات‭ ‬الجفاف‭ ‬المستمرة‭ ‬والأوضاع‭ ‬الإنسانية‭ ‬الصعبة‭.‬
 
 
العمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الأزمات
خلال‭ ‬رئاستها‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬ركزت‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،وأعربمعالي‭ ‬خليفة‭ ‬شاهين‭ ‬المرر،‭ ‬وزير‭ ‬دولة،عن‭ ‬آمال‭ ‬بلاده‭ ‬بأن‭ ‬تستمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المبادرات‭ ‬والمساعي‭ ‬العربية‭ ‬نحو‭ ‬تأسيس‭ ‬نظام‭ ‬إقليمي‭ ‬متماسك‭ ‬ومتوازن،‭ ‬يحقق‭ ‬نهضة‭ ‬عربية‭ ‬شاملة‭ ‬ويضع‭ ‬حلولًا‭ ‬عملية‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الصراعات،‭ ‬بحسبما‭ ‬أشار‭ ‬بيان‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭.‬
 
 
وفي‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي،‭ ‬تقدمت‭ ‬الإمارات‭ ‬بإضافة‭ ‬لغة‭ ‬للقرار‭ ‬الذي‭ ‬اعتمده‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بشأن‭ ‬تجديد‭ ‬ولاية‭ ‬قوة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المؤقتة‭ ‬‮«‬يونيفيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬تعزز‭ ‬استقلالية‭ ‬عمل‭ ‬القوة‭ ‬الأممية‭ ‬وتيسير‭ ‬حركتها‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مناطق‭ ‬عملياتها‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬باعتبار‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبنانية،‭ ‬كما‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬إدراج‭ ‬إشارة‭ ‬محددة‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬وصول‭ ‬‮«‬يونيفيل‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬ميادين‭ ‬الرماية‭ ‬غير‭ ‬المصرح‭ ‬بها‭.‬
ولم‭ ‬تغب‭ ‬سوريا‭ ‬عن‭ ‬اهتمامات‭ ‬الإمارات‭ ‬بالمجلس،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬لمناقشة‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية،‭ ‬أهمية‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬سوريا‭ ‬كافة،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬استمرار‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬باستخدام‭ ‬جميع‭ ‬الطرق‭ ‬المتاحة‭.‬
 
 
وبشأن‭ ‬الصومال،‭ ‬صوّتت‭ ‬الإمارات‭ ‬لصالح‭ ‬قرار‭ ‬المجلس‭ ‬الذي‭ ‬يرفع‭ ‬نظام‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬الصومال‭ ‬الاتحادية،‭ ‬ودعت‭ ‬الحكومة‭ ‬الصومالية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬لتعطيل‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬لحركة‭ ‬الشباب،‭ ‬ومنعها‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخيرة‭ ‬والمعدات‭ ‬العسكرية‭.‬
 
 
كما‭ ‬كان‭ ‬الملف‭ ‬الليبي‭ ‬حاضرًا‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬الإمارات‭ ‬داخل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬دعمت‭ ‬عودة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬والحوار،‭ ‬وضرورة‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬وتثبيت‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وكذا‭ ‬مساعدة‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬الفيضانات‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬التعافي‭.‬
 
 
وفي‭ ‬السودان،‭ ‬دفعت‭ ‬الإمارات،‭ ‬المجلس‭ ‬لاعتماد‭ ‬قرار‭ ‬يضع‭ ‬إطارًا‭ ‬زمنيًا‭ ‬لتدابير‭ ‬نظام‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬السودان‭ ‬منذ‭ ‬2004،‭ ‬وأرسلت‭ ‬مساعدات‭ ‬إغاثية‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬أولوياتها،‭ ‬وعقب‭ ‬اندلاع‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬بالدولة‭ ‬الإفريقيةمنذ‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬دعت‭ ‬الإمارات‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬عبر‭ ‬بياناتها‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بوقف‭ ‬فوري‭ ‬ودائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭.‬
 
 
أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬أكدت‭ ‬الإمارات‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬التصعيد‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والحوار‭ ‬هي‭ ‬السبل‭ ‬الوحيدة‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية،مع‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬متسقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كافة‭ ‬أطراف‭ ‬الصراع،‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بنقل‭ ‬الأسلحة،‭ ‬ووقف‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والسعي‭ ‬الدؤوب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬سلام‭ ‬مستدام‭.‬
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره