مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-03-05

العلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬ـ‭ ‬المصرية‭: ‬قوة‭ ‬النموذج‭ ‬

تقارب‭ ‬الرؤى‭ ‬والمصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وتفاهم‭ ‬قيادتي‭ ‬البلدين‭ ‬والإرث‭ ‬التاريخي
 
يعكس‭ ‬التطور‭ ‬المتنامي‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬والأخوة‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬قوة‭ ‬الركائز‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬إليها‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات،‭ ‬التي‭ ‬اثبتت‭ ‬امتلاكها‭ ‬روافد‭ ‬عميقة‭ ‬الجذور‭ ‬تضمن‭ ‬لها‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والتوسع‭ ‬وفق‭ ‬أطر‭ ‬مؤسسية‭ ‬تحقق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬للبلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬تسلط‭ ‬‮«‬درع‭ ‬الوطن‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬العلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬ـ‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬نوعي‭ ‬يراكم‭ ‬عناصر‭ ‬القوة‭ ‬للشراكة‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬ويجعل‭ ‬لنموذج‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬سمات‭ ‬وخصائص‭ ‬متفردة‭.‬
 
قام‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬بزيارة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬وفد‭ ‬مصري‭ ‬كبير‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بمصر‭ ‬كضيف‭ ‬شرف‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للحكومات‭ ‬2023،‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬15‭-‬13‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬عقدت‭ ‬دورتها‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬استشراف‭ ‬مستقبل‭ ‬الحكومات‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬تحت‭ ‬مظلتها‭  ‬29‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬وحكومة،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬وزيراً،‭ ‬و10‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الحكوميين،‭ ‬بجانب‭ ‬ممثلي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬منظمة‭ ‬عالمية،‭ ‬ونخبة‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الفكر‭ ‬والمختصين‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والمعارف‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬
 
وقد‭ ‬استقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬الرئاسية‭ ‬بأبوظبي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬حيث‭ ‬تبادل‭ ‬الرئيسان‭ ‬في‭ ‬استراحة‭ ‬قصيرة‭ ‬ـ‭ ‬بقصر‭ ‬الشاطىء‭ ‬ـ‭ ‬الأحاديث‭ ‬الودية‭ ‬حول‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬الراسخة‭ ‬وجوانب‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬وخلال‭ ‬فعاليات‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للحكومات‭ ‬أجرى‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬حواراً‭ ‬استعرض‭ ‬خلاله‭ ‬أهم‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬والأولويات‭ ‬الحكومية‭.‬
 
وقد‭ ‬كانت‭ ‬مشاركة‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القمة،‭ ‬هي‭ ‬الأكبر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الدورات‭ ‬الماضية،‭ ‬تأكيداً‭ ‬على‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الممتدة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬عاماً،‭ ‬حيث‭ ‬يضم‭ ‬الوفد‭ ‬المصري‭ ‬وزراء‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬القطاعين‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬جلسات‭ ‬ومنتديات‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للحكومات‭. ‬وتميز‭ ‬الحضور‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للحكومات‭ ‬بمشاركة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ووزراء‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين،‭ ‬ما‭ ‬مثل‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬وإثراءً‭ ‬للمحاور‭ ‬والنقاشات‭ .‬وشهدت‭ ‬المشاركات‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬القمة‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬ومذكرات‭ ‬تفاهم‭ ‬عدة‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التحديث‭ ‬الحكومي،‭ ‬والجوانب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والرياضية‭.‬
 
ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتطوير‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬استراتيجية‭ ‬مصر‭ ‬2030،‭ ‬حيث‭ ‬تشمل‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬الأداء‭ ‬والتميز‭ ‬الحكومي‭ ‬والقدرات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخدمات‭ ‬الذكية‭ ‬والمسرّعات‭ ‬الحكومية‭. ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتطوير‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي،‭ ‬أطلقت‭ ‬حكومة‭ ‬مصر،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬البرنامج‭ ‬القيادي‭ ‬لتطوير‭ ‬وتسريع‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تطويره‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬حكومة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.  ‬
 
وقد‭ ‬استهل‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬زيارته‭ ‬للإمارات‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬بلقاء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬حيث‭ ‬اتسم‭ ‬اللقاء‭ ‬بالتفاهم‭ ‬وتقارب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬لقاء‭ ‬الرئيسين،‭ ‬حيث‭ ‬يسهم‭ ‬هذا‭ ‬التقارب‭ ‬والتفاهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬الجانبان‭ ‬على‭ ‬خصوصية‭ ‬العلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬ـ‭ ‬المصرية،‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬عل‭ ‬التنسيق‭ ‬المستمر‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وقد‭ ‬أوضح‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الرئاسة‭ ‬المصرية‭ ‬،‭ ‬أحمد‭ ‬فهمي‭ ‬أن‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر‭ ‬يجري‭ ‬بشأن‭ ‬قضايا‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬حيث‭ ‬ترأست‭ ‬مصر‭ ‬مؤتمر‭ ‬المناخ‭ ‬“كوب‭ ‬27”‭ ‬فيما‭ ‬تستعد‭ ‬الإمارات‭ ‬لاستضافة‭ ‬مؤتمر‭ ‬“كوب‭ ‬28”‭.‬
 
مشاركة‭ ‬مصرية‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬الحكومية
كان‭ ‬الحضور‭ ‬المصري‭ ‬خلال‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للحكومات‭ ‬2023،‭ ‬والتي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬مصر‭ ‬كضيف‭ ‬شرف‭ ‬رئيسي،‭ ‬كان‭ ‬حضوراً‭ ‬قوياً‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬وحظي‭ ‬باهتمام‭ ‬إعلامي‭ ‬وسياسي‭ ‬إقليمي‭ ‬ودولي‭ ‬كبير،‭ ‬حيث‭ ‬تحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬جلسات‭ ‬القمة‭ ‬مشيداً‭ ‬بالدور‭ ‬الإماراتي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬بلاده‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتنسيق‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬القاهرة‭ ‬ودعم‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تواجهها‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭. ‬وقال‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬إن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬حضر‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بما‭ ‬تحتاجه‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يبلغه‭ ‬أحد‭ ‬بذلك‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تسقط‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬لها‭ ‬قائمة‭ ‬أبداً‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬فوضى‭ ‬2011‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬مصر‭ ‬كلّفت‭ ‬البلاد‭ ‬ثمناً‭ ‬هائلاً‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬450‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬أنفقت‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬تريليوني‭ ‬جنيه‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المتفاقمة‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬الطاقة،‭ ‬وأن‭ ‬شبكة‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تطويرها‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬
 
وقد‭ ‬التقى‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬اجتماعات‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للحكومات‭. ‬وقال‭ ‬السيسي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬تقدم‭ ‬وازدهار‭ ‬إمارة‭ ‬دبي‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬يشكلان‭ ‬تجربة‭ ‬تنموية‭ ‬ملهمة‭ ‬لكل‭ ‬المنطقة‭.‬بدوره‭ ‬“ثمن”‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬“الرائد”‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬العربية،‭ ‬وأشاد‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬بـ”مواقف‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬المصرية‭ ‬وسياستها‭ ‬الحكيمة‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الداخلي‭ ‬والدولي”‭.‬
 
وقال‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬إن‭ ‬“مشاركة‭ ‬بلاده‭ ‬بوفد‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬يعكس‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬المميزة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬أساساً‭ ‬مهماً‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والمصالح‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المنطقة”‭.‬
وقال‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬حوارية‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للحكومات‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬الإثنين،‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تضيع‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬الدول،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬نجا‭ ‬إلا‭ ‬مصر‭. ‬وشدد‭ ‬السيسي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أول‭ ‬نقطة‭ ‬مضيئة‭ ‬لبناء‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬هي‭ ‬دعم‭ ‬الأشقاء‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬السيسي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬لا‭ ‬تنهض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ومصر‭ ‬نهضت‭ ‬بإرادة‭ ‬رب‭ ‬العالمين‮»‬،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التجربة‭ ‬المصرية‭ ‬تحكى‭ ‬للناس،‭ ‬والدولة‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد‮»‬‭. ‬
 
معالم‭ ‬قوة‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬الإماراتية‭ ‬المصرية
التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمصالح‭ ‬المتبادلة‭: ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬ثمار‭ ‬العلاقات‭ ‬المتميزة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬السياسي‭ ‬والشعبي،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬الإمارات‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬شريك‭ ‬تجاري‭ ‬لمصر‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي،‭ ‬فيما‭ ‬تعد‭ ‬مصر‭ ‬خامس‭ ‬أكبر‭ ‬شريك‭ ‬تجاري‭ ‬عربي‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬أكبر‭ ‬مستثمر‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي،‭ ‬برصيد‭ ‬استثمارات‭ ‬تراكمي‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬16‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وقد‭ ‬كشفت‭ ‬بيانات‭ ‬حديثة،‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬إجمالي‭ ‬قيمة‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬بين‮ ‬الإمارات‭ ‬ومصر ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬22‭ ‬عاما‭ ‬الماضية‭ ( ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬2022‭) ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬247‭.‬68‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬‮«‬أي‭ ‬ما‭ ‬يُعادل‭ ‬67‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‮»‬‭ ‬بنسبة‭ ‬نمو‭ ‬بنهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2021‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬3635‭%. ‬وبحسب‭ ‬بيانات‭ ‬المركز‭ ‬الاتحادي‭ ‬للتنافسية‭ ‬والاحصاء،‭ ‬فقد‭ ‬ارتفع‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬744‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2000‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬27‭.‬79‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2022؛‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬14‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬13‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بنمو‭ ‬6‭.‬4‭%.. ‬وتوزعت‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬“2000‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2022”‭ ‬بين‭ ‬واردات‭ ‬بقيمة‭ ‬83‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬وصادرات‭ ‬بقيمة‭ ‬61‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬وإعادة‭ ‬تصدير‭ ‬بقيمة‭ ‬102‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أظهرت‭ ‬الأرقام‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬المطرد‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭.‬45‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬وقفزت‭ ‬إلى‭ ‬20‭.‬14‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وفقا‭ ‬لوكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الإماراتية‭ ‬“وام‮»‬‭.‬
وتضمنت‭ ‬قائمة‭ ‬أبرز‭ ‬3‭ ‬سلع‭ ‬“واردات”‭ ‬للتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬“ذهب‭ ‬خام‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬39‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬وطوابع‭ ‬بريدية‭ ‬ومالية‭ ‬وما‭ ‬يماثلها‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬23‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬و‭ ‬شاشات‭ ‬عرض‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬01‭ ‬مليار‭ ‬درهم”،‭ ‬فيما‭ ‬تضمنت‭ ‬قائمة‭ ‬أبرز‭ ‬3‭ ‬سلع‭ ‬تم‭ ‬تصديرها‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬“ذهب‭ ‬خام‭ ‬بقيمة‭ ‬2‭.‬83‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬و‭ ‬بوليمرات‭ ‬الإيثلين‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬و‭ ‬بوليمرات‭ ‬البروبلين‭ ‬بقيمة‭ ‬822‭ ‬مليون‭ ‬درهم‮»‬‭.‬وشملت‭ ‬قائمة‭ ‬أبرز‭ ‬3‭ ‬سلع‭ ‬تم‭ ‬إعادة‭ ‬تصديرها‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬“أجهزة‭ ‬اتصالات‭ ‬بقيمة‭ ‬4‭.‬03‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬و‭ ‬آلات‭ ‬للمعالجة‭ ‬الذاتية‭ ‬للمعلومات‭ ‬وحدها‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬96‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬و‭ ‬زيوت‭ ‬نفط‭ ‬وزيوت‭ ‬متحصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬معدنية‭ ‬قارية‭ ‬غير‭ ‬الزيوت‭ ‬الخام‭ ‬بقيمة‭ ‬450‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬‮«‬‭.‬وتقدر‭ ‬قيمة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2003‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬بحوالي‭ ‬110‭ ‬مليارات‭ ‬درهم‭ ‬؛‭ ‬فيما‭ ‬تتصدر‭ ‬الإمارات‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عالمياً‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬بنحو‭ ‬1250‭ ‬شركة‭ ‬برؤوس‭ ‬أموال‭ ‬قدرها‭ ‬17‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬وتعد‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬أكبر‭ ‬مستثمر‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي،‭ ‬برصيد‭ ‬استثمارات‭ ‬تراكمي‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬55‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬وتعمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1250‭ ‬شركة‭ ‬إماراتية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬واستثمارات‭ ‬تشمل‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬الجملة‭ ‬والتجزئة،‭ ‬والنقل‭ ‬والتخزين‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والقطاع‭ ‬المالي‭ ‬وأنشطة‭ ‬التأمين،‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬والعقارات‭ ‬والبناء،‭ ‬والسياحة،‭ ‬والزراعة‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وغيرها‭.‬
 
وتستثمر‭ ‬الشركات‭ ‬المصرية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬أبرزها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العقاري‭ ‬والمالي‭ ‬والإنشاءات‭ ‬وتجارة‭ ‬الجملة‭ ‬والتجزئة‭.‬وتم‭ ‬الإعلان‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022‭ ‬عن‭ ‬الشراكة‭ ‬الصناعية‭ ‬التكاملية‭ ‬لتنمية‭ ‬اقتصادية‭ ‬مستدامة‭ ‬تجمع‭ ‬الدولتين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬وتخصيص‭ ‬صندوق‭ ‬استثماري‭ ‬بقيمة‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬المنبثقة‭ ‬عنها‭.‬وشهد‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬إطلاق‭ ‬منصة‭ ‬استثمارية‭ ‬استراتيجية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر،‭ ‬بقيمة‭ ‬20‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬فيما‭ ‬أعلن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الإماراتية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬عن‭ ‬مشاريع‭ ‬استثمارية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬وأعلنت‭ ‬شركة‭ ‬سكاي‭ ‬أبوظبي‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬سعيها‭ ‬لاستثمار‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬عقارية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬عامين‭. ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬شركة‭ ‬موانئ‭ ‬دبي‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021‭ ‬نيتها‭ ‬استثمار‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬25‭ ‬و35‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬العين‭ ‬السخنة‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬إلى‭ ‬الثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬المقبلة‭ ‬ليصبح‭ ‬مجموع‭ ‬استثمارات‭ ‬موانئ‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬1‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.
 
‬وأعلنت‭ ‬مجموعة‭ ‬الفطيم‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬عن‭ ‬نيتها‭ ‬ضخ‭ ‬استثمارات‭ ‬قيمتها‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬إلى‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬المقبلة‭ ‬وشملت‭ ‬استثمارات‭ ‬لشركة‭ ‬أبوظبي‭ ‬القابضة‭ ‬ADQ‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬حصصًا‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬التجاري‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬CIB‮»‬‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬البنوك‭ ‬المصرية،‭ ‬ومنصة‭ ‬“فوري”‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬التحوّل‭ ‬الرقمي‭ ‬والمدفوعات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وشركة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬لتداول‭ ‬الحاويات‭ ‬والبضائع،‭ ‬وشركتي‭ ‬“مصر‭ ‬لإنتاج‭ ‬الأسمدة”‭ ‬“موبكو”‭ ‬و”أبو‭ ‬قير‭ ‬للأسمدة‭ ‬والصناعات‭ ‬الكيماوية”‭.‬وخلال‭ ‬احتفالية‭ ‬السفارة‭ ‬الإماراتية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬بـاليوم‭ ‬الوطني‭ ‬ألـ‭ ‬51،‭ ‬قالت‭ ‬سعادة‭ ‬مريم‭ ‬الكعبي‭ ‬سفيرة‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬مصر‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر‭ ‬قد‭ ‬تمكنتا‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬اقتصادية‭ ‬قوية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬محورين‭ ‬رئيسيين‭ ‬هما‭ ‬“التعاون‭ ‬التنموي‭ ‬والتعاون‭ ‬التجاري‭ ‬والاستثماري،‭ ‬وتطوير‭ ‬شراكات‭ ‬ناجحة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الحكومي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص”‭.
 
  ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات تقاربًا‭ ‬وتعاونًا‭ ‬ودعمًا‭ ‬واستثمارًا‭ ‬بعد‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2013وسقوط‭ ‬حكم‭ ‬تنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬الارهابي؛‭ ‬فالإمارات‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬أيدت‭ ‬الموقف‭ ‬الشعبي‭ ‬المصري،‭ ‬وبادرت‭ ‬بدعم‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حزمة‭ ‬مساعدات‭ ‬خليجية‭ ‬،‭ ‬في‮ ‬21‭ ‬أبريل‭ ‬2016‭ ‬أمر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬بتقديم‭ ‬مبلغ‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬دعماً‭ ‬لمصر،‭ ‬ملياران‭ ‬منها‭ ‬توجه‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وملياران‭ ‬وديعة‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬المصري‭ ‬لدعم‭ ‬الاحتياطي‭ ‬النقدي‭ ‬المصرى‮ ‬‭.‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬الإمارات‭ ‬حزمًا‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬العينية‭ ‬والمادية‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة،‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬تبلورت‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والبروتوكولات‭ ‬التى‭ ‬تجاوز‭ ‬عددها‭ ‬نحو‭ ‬العشرين‭ ‬اتفاقية‭. ‬ويعتبر‭ ‬صندوق‭ ‬أبوظبى‭ ‬للتنمية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬شركاء‭ ‬التنمية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬منصة‭ ‬استثمارية‭ ‬مشتركة‭ ‬بقيمة‭ ‬20‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬عبر‭ ‬شركة‭ ‬أبوظبى‭ ‬التنموية‭ ‬القابضة‭ ‬وصندوق‭ ‬مصر‭ ‬السيادى‭.‬‮ ‬كما‭ ‬تقدر‭ ‬تحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬العاملين‭ ‬بالإمارات‭ ‬بنحو‭ ‬3.4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المالي‭ ‬2019‭-‬2020‭ ‬مقابل‭ ‬3‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المالي‭ ‬2018‭-‬2019‭ ‬بنسبة‭ ‬ارتفاع‭ ‬قدرها‭ ‬9‭.‬5‭. ‬وتعكس‭ ‬الصفقات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬مؤسسات‭ ‬اماراتية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬المصري‭ ‬حرص‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬مصر‭ ‬ودعم‭ ‬اقتصادها‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬يعكس‭ ‬توقيت‭ ‬هذه‭ ‬الصفقات‭ ‬دور‭ ‬الإمارات‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬العملة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬ومواصلة‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الداعمة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬امتداداً‭ ‬للعلاقة‭ ‬التاريخية‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬شعبين‭ ‬البلدين،‭ ‬والتي‭ ‬أرساها،‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬ويدعمها‭ ‬بقوة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭.‬
 
تقارب‭ ‬المواقف‭ ‬ووحدة‭ ‬الرؤى‭ ‬والتصورات‭ ‬حيال‭ ‬القضايا‭ ‬الاقليمية‭ ‬والدولية‭:‬رغم‭ ‬أن‭ ‬التعقيدات‭ ‬والتشابكات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬والاقليمية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬قد‭ ‬جعلت‭ ‬وقوف‭ ‬أي‭ ‬دولتين‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬مشتركة‭ ‬تعكس‭ ‬تطابق‭ ‬وجهات‭ ‬النظر،‭ ‬مسألة‭ ‬مستبعدة‭ ‬للغاية،‭ ‬فإن‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر‭ ‬تمتلكان‭ ‬من‭ ‬الإصرار‭ ‬والعزيمة‭ ‬والإرادة‭ ‬المشتركة‭ ‬ما‭ ‬يجعلهما‭ ‬تتمسكان‭ ‬بتجاوز‭ ‬أي‭ ‬متغيرات‭ ‬سلبية‭ ‬طارئة‭ ‬أو‭ ‬عقبات‭ ‬قد‭ ‬تضع‭ ‬مصالح‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬على‭ ‬طرفي‭ ‬نقيض‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬امتلاك‭ ‬العلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬ـ‭ ‬المصرية‭ ‬المرونة‭ ‬الكافية‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬المناورة‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬هو‭ ‬الرغبة‭ ‬والحرص‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬والاصطفاف‭ ‬ووحدة‭ ‬المواقف‭ ‬والتصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬والتهديدات،‭ ‬حيث‭ ‬تتفق‭ ‬القاهرة‭ ‬وأبوظبي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وإرساء‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬المشترك‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬وحل‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬بالطرق‭ ‬السياسية‭ ‬والسلمية‭ ‬وطاولة‭ ‬الحوار،‭ ‬كما‭ ‬يؤمن‭ ‬البلدان‭ ‬بأهمية‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاقليمي‭ ‬واستعادة‭ ‬زخم‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لتغول‭ ‬القوى‭ ‬الاقليمية‭ ‬الطامعة،‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬الفوضي‭ ‬والاضطرابات‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬والسعي‭ ‬بقوة‭ ‬لدعم‭ ‬واستعادة‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬العربية‭ ‬والجيوش‭ ‬الوطنية‭ ‬باعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬للتصدي‭ ‬للتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬ومنع‭ ‬تنظيمات‭ ‬الفوضى‭ ‬والارهاب‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬الفراغ‭ ‬الأمني‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬انهيار‭ ‬الدول‭. ‬وماسبق‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ثوابت‭ ‬استراتيجية‭ ‬أساسية‭ ‬حاكمة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬المصرية،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الثوابت‭ ‬تفوق‭ ‬في‭ ‬قيمتها‭ ‬وأهميتها‭ ‬المكاسب‭ ‬العابرة،‭ ‬وإن‭ ‬كبرت،‭ ‬لأنها‭ ‬تتعلق‭ ‬بمصير‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬وليس‭ ‬بمواقف‭ ‬تكتيكية‭. ‬وقد‭ ‬أسهم‭ ‬التوافق‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬والتحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬الكبرى،‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬وترسيخ‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬رصيداً‭ ‬لكل‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬ضد‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعكسه‭ ‬تصريحات‭ ‬ومواقف‭ ‬قيادتي‭ ‬البلدين‭.‬
 
تنوع‭ ‬قاعدة‭ ‬التعاون‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭: ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬الاعلامي‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬المصرية‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬الشقين‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬فإن‭ ‬عمق‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬ورسوخها‭ ‬يرتبط‭ ‬أساساً‭ ‬بتنوعها‭ ‬وتعدد‭ ‬روافدها‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اتساع‭ ‬قاعدة‭ ‬الارتكاز‭ ‬على‭ ‬تتكىء‭ ‬عليها‭ ‬العلاقات‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬للبلدين‭ ‬الشقيقين‭. ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬الاشارة‭ ‬إلى‭ ‬تعدد‭ ‬ركائز‭ ‬العلاقات‭ ‬وتعدد‭ ‬روافدها‭ ‬ومصادرها،‭ ‬فهناك‭ ‬تقارب‭ ‬وصلات‭ ‬قوية‭ ‬وثيقة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والشعبي‭ ‬والانساني،‭ ‬وأخرى‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭ ‬والرياضي،‭ ‬وثالثة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العسكري،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تعاون‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر،‭ ‬حيث‭ ‬تشارك‭ ‬قوات‭ ‬البلدين‭ ‬البحرية‭ ‬والجوية‭ ‬والبرية،‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬وممنهج،‭ ‬بشكل‭ ‬يناسب‭ ‬قوة‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون،‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التدريبات‭ ‬العسكرية‭ ‬المشتركة‭.‬‏‭
 
‬ولا‭ ‬ينعكس‭ ‬التوافق‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر‭ ‬تجاه‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬والتحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬في‭ ‬التمارين‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تعدى‭ ‬ذلك‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مناورات‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬وبينها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬تدريبات‭ ‬ومناورات‭ ‬“تحية‭ ‬النسر”‭ ‬وكذلك‭ ‬“النجم‭ ‬الساطع”‭ ‬وعربياً‭ ‬في‭ ‬“درع‭ ‬العرب”‭.‬وبجانب‭ ‬ماسبق،‭ ‬تتعدد‭ ‬التدريبات‭ ‬والمناورات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬تفيد‭ ‬التقارير‭ ‬والبيانات‭ ‬الرسمية‭. ‬ويجسد‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬قناعة‭ ‬مصر‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬تتردد‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬والمسؤولين‭ ‬العسكريين‭ ‬والسياسيين‭ ‬والبيانات‭ ‬والمواقف‭ ‬الرسمية‭ ‬المصرية،‭ ‬وتنطلق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومي‭ ‬مرتبط‭ ‬بأمن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عامة‭ ‬وبدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬خاصة‭. ‬وقد‭ ‬أسهمت‭ ‬المناورات‭ ‬والتدريبات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬برًا‭ ‬وبحرًا‭ ‬وجوًا‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬التعاون‭ ‬العسكرى‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬وقد‭ ‬عكست‭ ‬مشاركة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬قاعدتي‭ ‬“محمد‭ ‬نجيب‭ ‬العسكرية”‭ (‬شمال‭ ‬مصر‭) ‬في‭ ‬يوليه‭ ‬2017‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وقاعدة‭ ‬“برنيس”‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2020،‭ ‬عمق‭ ‬علاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وقوة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والعسكرية‭ ‬بينهما‭.‬
 
ولعل‭ ‬أهم‭ ‬مؤشرات‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬التدريبات‭ ‬المشتركة،‭ ‬خاصة‭ ‬التدريبات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬المتوسط‭ ‬والأحمر،‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬والمصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التوتر‭ ‬الذي‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وتهديدات‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬واحتجاز‭ ‬السفن،‭ ‬والتدريبات‭ ‬الجوية‭ ‬والبرية‭ ‬للقوات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬والتي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وسعي‭ ‬التنظيمات‭ ‬الارهابية‭ ‬الموالية‭ ‬للخارج‭ ‬للتأثير‭ ‬سلباً‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الاقليمي‭ ‬وتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬واستهداف‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬والملاحة‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الاقليمية‭ ‬العربية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬أو‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭. ‬كما‭ ‬يتجلى‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬المتنامي‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬لقاءات‭ ‬قيادات‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬للوفود‭ ‬العسكرية،‭ ‬الإماراتية‭ ‬والمصرية،‭ ‬حيث‭ ‬يجري‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حرص‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬مناقشة‭ ‬المستجدات‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وسبل‭ ‬دعم‭ ‬وتعزيز‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬العسكرى‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬العسكرية‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‭. ‬ويلاحظ‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والأخوية‭ ‬تنعكس‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬ومنها‭ ‬المجال‭ ‬العسكري،‭ ‬حيث‭ ‬يجري‭ ‬التنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الوطنية‭ ‬الإماراتية‭ ‬والمصرية‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬المتراكمة‭ ‬والشراكات‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬الجانبين،‭ ‬وزارة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحربي‭ ‬ومجلس‭ ‬الإمارات‭ ‬للشركات‭ ‬الدفاعية‭. ‬
 
وبجانب‭ ‬ماسبق‭ ‬هناك‭ ‬ترابط‭ ‬قوي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬الرياضية،‭ ‬حيث‭ ‬حرصت‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬مباريات‭ ‬السوبر‭ ‬المصري‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة‭. ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬الشقيقتين،‭ ‬محطة‭ ‬مهمة‭ ‬أخرى‭ ‬يتجلى‭ ‬فيها‭ ‬الجانب‭ ‬الإنساني،‭ ‬وهي‭ ‬ماراثون‭ ‬زايد‭ ‬الخيري،‭ ‬والذي‭ ‬يقام‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بإحدى‭ ‬المحافظات‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬والذي‭ ‬تخصص‭ ‬عوائده‭ ‬للمشروعات‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭ ‬علاقات‭ ‬قوية‭ ‬مميزة‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يتم‭ ‬سنويًا‭ ‬تنظيم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفاعليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬المصرية‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الفرق‭ ‬الفنية‭ ‬أو‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬الكتب،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تبادل‭ ‬الزيارات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الثقافي‭.‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬الروابط‭ ‬التعليمية‭ ‬والدينية‭ ‬والثقافية،‭ ‬يحظى‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬بتقدير‭ ‬المسئولين‭ ‬والمواطنين‭ ‬الإماراتيين‭ ‬باعتباره‭ ‬مرجعًا‭ ‬دينيًّا‭ ‬معتدلًا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬الأزهر‭ ‬وجامعته‭ ‬ووزارتي‭ ‬الأوقاف‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭ ‬لإصدار‭ ‬الكتب‭ ‬الدينية‭ ‬والمطبوعات‭ ‬للأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الإماراتي‭. ‬ويتولى‭ ‬فضيلة‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬ومقره‭ ‬أبوظبي‭ ‬والذي‭ ‬يضم‭ ‬نخبة‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬العالم‭ ‬الاسلامي،‭ ‬ويقوم‭ ‬بدور‭ ‬عالمي‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬التسامح‭ ‬والاعتدال‭ ‬ومواجهة‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭. ‬
 
وتعزيزًا‭ ‬للعلاقة‭ ‬الأخوية‭ ‬المميزة‭ ‬بين‭ ‬القيادتين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر،‭ ‬قام‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬بافتتاح‭ ‬فرع‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬والذي‭ ‬يٌعد‭ ‬أول‭ ‬فرع‭ ‬للجامعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭. ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬الجامعة‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬العين،‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬2016،‭ ‬بثلاثة‭ ‬تخصصات‭ ‬هي‭: ‬الدعوة‭ ‬والإعلام،‭ ‬والتربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬باللغات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬توسعًا‭ ‬مستقبليًا‭ ‬حسب‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع‭ ‬الإماراتي‭ ‬وسوق‭ ‬العمل‭.‬كما‭ ‬قامت‭ ‬مؤسسة‭ ‬زايد‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬بإقامة‭ ‬مركز‭ ‬ثقافي‭ ‬إسلامي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬“مركـز‭ ‬زايد‭ ‬للثقافـة‭ ‬والتكنولوجيـا”‭ ‬تابـع‭ ‬لجامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬بخلاف‭ ‬موافقة‭ ‬المؤسسة‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬ترميم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المعاهد‭ ‬الأزهرية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬ـ‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬بتمويل‭ ‬مشروع‭ ‬إنشاء‭ ‬مكتبة‭ ‬للأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬يتم‭ ‬بثها‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وترميم‭ ‬وحفظ‭ ‬المخطوطات‭ ‬الإسلامية‭ ‬القديمة‭ ‬الموجودة‭ ‬بجامعة‭ ‬الأزهر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قيام‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬سلطان‭ ‬القاسمي‭ ‬حاكم‭ ‬الشارقة‭ ‬بتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬البحثية‭ ‬والعلمية‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬منها‭: ‬مبنى‭ ‬دار‭ ‬الوثائق‭ ‬المصرية‭ ‬والمركز‭ ‬العلمي‭ ‬ومكتبة‭ ‬كلية‭ ‬الزراعة‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭.‬
 
نمذجة‭ ‬العلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬ـ‭ ‬المصرية
بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ماسبق،‭ ‬فإن‭ ‬تنامي‭ ‬وتطور‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬والأخوة‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر،‭  ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬نموذجاً‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬وإنما‭ ‬يمثل‭ ‬نتاجاًلمجموعة‭ ‬متشاركة‭ ‬ومتشابكة‭ ‬من‭ ‬العوامل،‭ ‬التاريخية‭ ‬والشعبية‭ ‬والسياسية‭ ‬والثفافية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬نموذجاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬وأهم‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭:‬
 
إرث‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬قيادتي‭ ‬الدولتين،‭ ‬والذي‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬1971‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بقيادة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬وكانت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬دعمت‭ ‬الدولة‭ ‬الوليدة‭ ‬آنذاك،‭ ‬وأيَّدت‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬دولة‭ ‬الاتحاد،‭ ‬ودعمتها‭ ‬دولياً‭ ‬وإقليمياً‭ ‬كركيزة‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬واعتبرتها‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬جديدة‭ ‬لقوة‭ ‬العرب‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬التاريخ‭ ‬يسجل‭ ‬بأحرف‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬القائد‭ ‬المؤسس‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيدة‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬زعماء‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬طالبوا‭ ‬العرب‭ ‬بضرورة‭ ‬الوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬معركتها‭ ‬المصيرية‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المعركة‭ ‬هي‭ ‬معركة‭ ‬الوجود‭ ‬العربي‭ ‬كله‭ ‬ومعركة‭ ‬أجيال‭ ‬كثيرة‭ ‬قادمة‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نورثها‭ ‬العزة‭ ‬والكرامة‮»‬‭. ‬
 
ومنذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى،‭ ‬التي‭ ‬بدء‭ ‬فيها‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬والجولان،‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تقف‭ ‬بكل‭ ‬إمكاناتها‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬وسوريا،‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الشرف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬الأرض‭ ‬المغتصبة‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ ‬وصية‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬الخاصة‭ ‬بمصر،‭ ‬والتي‭ ‬قال‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬نهضة‭ ‬مصر‭ ‬نهضة‭ ‬للعرب‭ ‬كلهم‭.. ‬وأوصيت‭ ‬أبنائى‭ ‬بأن‭ ‬يكونوا‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصر‭.. ‬وهذه‭ ‬وصيتى،‭ ‬أكررها‭ ‬لهم‭ ‬أمامكم،‭ ‬بأن‭ ‬يكونوا‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصر،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬العزة‭ ‬للعرب‭ ‬كلهم‭.. ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعرب‭ ‬هى‭ ‬القلب،‭ ‬وإذا‭ ‬توقف‭ ‬القلب‭ ‬فلن‭ ‬تكتب‭ ‬للعرب‭ ‬الحياة‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬الوصية‭ ‬تفسر‭ ‬المكانة‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬مصر‭ ‬لدى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬قيادة‭ ‬وشعباً،‭ ‬وتترجم‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬ـ‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬ـ‭ ‬الإمارات‭ ‬لمصر‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬والذي‭ ‬يحظى‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬بامتنان‭ ‬وعرفان‭ ‬كبيرين‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬وقيادتها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬بقوله‭:‬”إن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وعلى‭ ‬خطى‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬وقفت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬المواقف،‭ ‬والشعب‭ ‬المصري‭ ‬لن‭ ‬ينسى‭ ‬أبدا‭ ‬وقفة‭ ‬الإمارات‭ ‬خلال‭ ‬أحداث‭ ‬2013،‭ ‬هذه‭ ‬الوقفة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬صمود‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الصعبة‭ ‬فكل‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭ ‬والامتنان‭ ‬للأشقاء‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭.‬‮»‬
 
توافق‭ ‬الرؤى‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر‭: ‬ترتكز‭ ‬العلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬تبني‭ ‬الدولتين‭ ‬لرؤية‭ ‬موحدة‭ ‬تجاه‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬وتنطلق‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬من‭ ‬أهمية‭  ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الفوضى،‭ ‬والتسوية‭ ‬السياسية‭ ‬للأزمات‭ ‬الإقليمة؛‭ ‬حقنا‭ ‬لدماء‭ ‬الأبرياء‭ ‬وحفاظًا‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬وصونًا‭ ‬للسلامة‭ ‬الإقليمية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدتها‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها‭. ‬كما‭ ‬تقود‭ ‬الدولتان‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬التصدي‭ ‬بقوة‭ ‬وحزم‭ ‬لظاهرة‭ ‬التطرف‭ ‬والارهاب‭ ‬وتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬المشترك‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذه‭ ‬الآفة‭ ‬الخطيرة،‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬كما‭ ‬تعملان‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬وتنسيق‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لمواصلة‭ ‬التصدي‭ ‬للتنظيمات‭ ‬الارهابية‭ ‬الاجرامية‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬تفشي‭ ‬الفوضى‭ ‬والاضطرابات‭ ‬بدول‭ ‬عربية‭ ‬عدة،‭ ‬والتصدي‭ ‬كذلك‭ ‬للدول‭ ‬والأطراف‭ ‬الداعمة‭ ‬لهذه‭ ‬التنظيمات‭. ‬وترفض‭ ‬الدولتان‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وتؤكدان‭ ‬دوماً‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التصدي‭ ‬الحاسم‭ ‬لها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬انهيار‭ ‬الأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭. ‬وقد‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بوضوح‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬حينما‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬“التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المنطقة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬التوترات‭ ‬وتستنزف‭ ‬الجهود‭ ‬والمقدرات”‭..‬داعياً‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬الإسهام‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬طموحات‭ ‬شعوبها‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬والبناء‭. ‬كما‭ ‬تتبنى‭ ‬الدولتان‭ ‬رؤية‭ ‬موحدة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي،‭ ‬والتصدي‭ ‬لأي‭ ‬تهديدات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭.‬
 
الإدراك‭ ‬المشترك‭ ‬لأهمية‭ ‬العلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬المصرية‭ ‬وحتمية‭ ‬تطويرها،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬وعيا‭ ‬وفهما‭ ‬لدى‭ ‬الدولتين‭ ‬بطبيعة‭ ‬المتغيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأهمية‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بسياسات‭ ‬ومواقف‭ ‬متسقة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬ترسخ‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربى‭ ‬والإقليمى،‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬التنمية‭ ‬فى‭ ‬دولها،‭ ‬وهذا‭ ‬الإدراك‭ ‬جسدته‭ ‬بوضوح‭ ‬الكلمات‭ ‬المعبرة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬خلال‭ ‬حضور‭ ‬افتتاح‭ ‬قاعدة‭ ‬برنيس‭ ‬ومناورة‭ ‬قادر‭ ‬2020‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬قال‭ ‬فيها‭:‬‮»‬إن‭ ‬قوة‭ ‬مصر‭ ‬هي‭ ‬قوة‭ ‬لكل‭ ‬العالم‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬وتأكيد‭ ‬سموه‭ ‬على‭: ‬‮«‬‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬أخوية‭ ‬واستراتيجية،‭ ‬وتتسم‭ ‬بعمقها‭ ‬وتجذرها‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرؤى‭ ‬المتسقة‭ ‬بين‭ ‬قيادتيهما‭ ‬والحرص‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬التشاور‭ ‬المستمر‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬والتحديات‭ ‬في‭ ‬البيئتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والإيمان‭ ‬بوحدة‭ ‬الهدف‭ ‬والمصير‮»‬‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬تدرك‭ ‬محورية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬بهدف‭ ‬دعم‭ ‬أواصر‭ ‬التضامن‭ ‬العربي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬تصريحاته،‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المكانة‭ ‬الغالية‭ ‬والرفيعة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الشعب‭ ‬المصري،‭ ‬كما‭ ‬حرص‭ ‬ويحرص‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬باعتبارها‭ ‬نموذجاً‭ ‬للتعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وتأكيد‭ ‬اهتمامه‭ ‬بتطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬جميع‭ ‬أطر‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر‭.‬
 
الروابط‭ ‬المؤسسية‭ ‬الناظمة‭ ‬للعلاقات‭: ‬تعد‭ ‬مأسسة‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتفاقات‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬وعلاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬والأطر‭ ‬التنظيمية‭ ‬المتنوعة‭ ‬أحد‭ ‬الروافع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬النموذج‭ ‬الإماراتي‭ ‬المصري،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬وتطوير‭ ‬آليات‭ ‬العلاقة‭ ‬بما‭ ‬يسمح‭ ‬باستمرارها‭. ‬وهذا‭ ‬التنسيق‭ ‬يترجم‭ ‬في‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬قيادتي‭ ‬الدولتين،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭  ‬التواصل‭ ‬الدائم‭ ‬بينهما‭ ‬للتشاور‭ ‬العاجل‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬دبلوماسية‭ ‬الهاتف‮»‬،والتي‭ ‬تتيح‭ ‬لهما‭ ‬تبادل‭ ‬الرؤى‭ ‬والتشاور‭ ‬السريع‭ ‬حول‭ ‬أية‭ ‬مستجدات‭ ‬ترتبط‭ ‬بأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭. ‬كما‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬زيارات‭ ‬الوزراء‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬واجتماعات‭ ‬اللجان‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره