مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-05-01

القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ...‬‭ ‬مدرسة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومصنع‭ ‬الرجال

تقدم‭ ‬صورة‭ ‬ناصعة‭ ‬البياض‭ ‬للعسكرية‭ ‬الإماراتية‭ ‬عير‭ ‬تضحيات‭ ‬أبنائها‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬مشاركاتها‭ ‬وأدوارها‭ ‬
 
 
تحظى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بمكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬ضمن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬ركيزة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الركائز‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬استندت‭ ‬إليها‭ ‬مسيرة‭ ‬دولة‭ ‬الاتحاد،‭ ‬ورمزاً‭ ‬من‭ ‬رموزه‭ ‬السيادية،‭ ‬وحصناً‭ ‬منيعاً‭ ‬يحمي‭ ‬مكتسبات‭ ‬الإمارات‭ ‬ومقدرات‭ ‬شعبها‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬وكما‭ ‬تعد‭ ‬رافداً‭ ‬رئيسياً‭ ‬من‭ ‬روافد‭ ‬إمداد‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬بالقادة‭ ‬والخبرات‭ ‬الوطنية‭ ‬الكفؤة،‭ ‬والكوادر‭ ‬المؤهلة‭ ‬تأهيلاً‭ ‬علمياً‭ ‬حديثاً،‭ ‬كما‭ ‬تحظى‭ ‬أيضاً‭ ‬برعاية‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬حيث‭ ‬يولي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬والمواقف‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬تسلط‭ ‬‮«‬درع‭ ‬الوطن‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬والمحطات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة،‭ ‬وذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬توحيدها‭ ‬السابعة‭ ‬والأربعين‭.‬
 
 
في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬عام‭ ‬1976،‭ ‬بدأ‭ ‬التاريخ‭ ‬المؤسسي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬بصدور‭ ‬القرار‭ ‬التاريخي‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬بتوحيد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬مركزية‭ ‬واحدة‭ ‬وشعار‭ ‬واحد‭ ‬وعلم‭ ‬واحد،‭ ‬واستهدف‭ ‬القائد‭ ‬المؤسس‭ ‬من‭ ‬قراره‭ ‬كان‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬قوات‭ ‬مسلحة‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تشهد‭ ‬تقلبات‭ ‬وتحديات‭ ‬عديدة،‭ ‬ووضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬لبناء‭ ‬جيـش‭ ‬قـادر‭ ‬عـلـى‭ ‬حماية‭ ‬الدولة‭ ‬الوليدة،‭ ‬وتجسيد‭ ‬معاني‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬والتضحية‭ ‬والفداء‮»‬‭. ‬وتتمثل‭ ‬رسالة‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وحماية‭ ‬مصالحها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فهم‭ ‬البيئة‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وتصميم‭ ‬سياسات‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬دفاع‭ ‬موجهة‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتطوير‭ ‬واستخدام‭ ‬القدرات‭ ‬الوطنية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الوطنية‭ ‬الأخرى‭ ‬والحلفاء‭ ‬الدوليين،‭ ‬برؤية‭ ‬نحو‭ ‬قوات‭ ‬مسلحة‭ ‬رائدة،‭ ‬وحامية‭ ‬للاتحاد‭ ‬ومكتسباته‭.‬
 
 
وبالفعل‭ ‬أصبحت‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬أهم‭ ‬ركائز‭ ‬دولة‭ ‬الاتحاد‭ ‬والحصن‭ ‬المنيع‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬كافة،‭ ‬وحظيت‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مراحل‭ ‬تطورها‭ ‬بدعم‭ ‬واهتمام‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة،‭ ‬التي‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬لها‭ ‬الامكانيات‭ ‬كافة،‭ ‬وفي‭ ‬صدارة‭ ‬ذلك‭ ‬يأتي‭ ‬تزويدها‭ ‬بأحدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬والعتاد‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وذلك‭ ‬دعماً‭ ‬لكفاءتها‭ ‬القتالية‭ ‬لتصبح‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الجيوش‭ ‬الحديثة‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬نقلات‭ ‬نوعية‭ ‬متلاحقة‭. ‬وقد‭ ‬استندت‭ ‬خطط‭ ‬تطوير‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرتكزات‭ ‬الاحترافية‭ ‬والمهنية‭ ‬والقيمية،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭:‬
 
 
الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭:‬
يمثل‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬محور‭ ‬عملية‭ ‬التحديث‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التأهيل‭ ‬العلمي‭ ‬أو‭ ‬التدريبي،‭ ‬حيث‭ ‬اتجهت‭ ‬الدولة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬المعاهد‭ ‬والمدارس‭ ‬والكليات‭ ‬والأكاديميات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬التي‭ ‬تضطلع‭ ‬بتدريب‭ ‬وتأهيل‭ ‬الشباب‭ ‬تأهيلاً‭ ‬عسكرياً‭ ‬يلائم‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر‭ ‬ويتماهى‭ ‬مع‭ ‬مسيرة‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬قطاعات‭ ‬التنمية‭ ‬بالدولة‭. ‬وتعد‭ ‬المعاهد‭ ‬والمدارس‭ ‬العسكرية‭ ‬والكليات‭ ‬بأنواعها‭ ‬المختلفة‭ ‬الرافد‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬تستمد‭ ‬منه‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬كوادرها‭ ‬العسكرية‭ ‬فعن‭ ‬طريقها‭ ‬يكون‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب،‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬تتبلور‭ ‬عملية‭ ‬التنشئة‭ ‬العسكرية‭ ‬بصورتها‭ ‬الصحيحة،‭ ‬وينشأ‭ ‬العسكري‭ ‬بعد‭ ‬انضمامه‭ ‬بهذه‭ ‬المعاهد،‭ ‬النشأة‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬تؤهله‭ ‬تأهيلاً‭ ‬تاماً‭ ‬للقيام‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤوليات،‭ ‬التي‭ ‬تلقى‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬حماية‭ ‬للوطن‭ ‬وحفظ‭ ‬لأمنه‭ ‬واستقراره‭.‬‭
 
 
‬وتعد‭ ‬“جامعة‭ ‬زايد‭ ‬العسكرية”،‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬أحدث‭ ‬أجيال‭ ‬التعليم‭ ‬الأكاديمي‭ ‬العسكري،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬وتدريب‭ ‬الجيل‭ ‬المقبل‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬السلك‭ ‬العسكري‭ ‬والأمني‭ ‬بالدولة،‭ ‬وتأكيداً‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬الإمارات‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري،‭ ‬لبلوغ‭ ‬أرقى‭ ‬معايير‭ ‬التدريب‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭. ‬وتسعى‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬جامعة‭ ‬رائدة‭ ‬عالمياً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التأهيل‭ ‬العسكري،‭ ‬وأن‭ ‬تستقطب‭ ‬أفضل‭ ‬الكفاءات‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن،‭ ‬وأن‭ ‬تطبق‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬لإعداد‭ ‬المرشحين‭ ‬وحصولهم‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬مستويات‭ ‬التعليم‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والعسكري‭.  ‬
 
 
وتمثل‭ ‬خطوة‭ ‬جديدة‭ ‬ونقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري،‭ ‬ضمن‭ ‬مساعي‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لتوفير‭ ‬مستوى‭ ‬تدريب‭ ‬عسكري‭ ‬فائق‭ ‬وإعداد‭ ‬وتجهيز‭ ‬قادة‭ ‬المستقبل،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مستوى‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬الانسجام‭ ‬بين‭ ‬ضباط‭ ‬السلك‭ ‬العسكري‭ ‬والأمني‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬وزارتي‭ ‬الدفاع‭ ‬والداخلية،‭ ‬وترسيخ‭ ‬العمل‭ ‬التكاملي‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بتبني‭ ‬رؤية‭ ‬واحدة‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬خدمة‭ ‬الوط،‭ ‬وتمثل‭ ‬جامعة‭ ‬زايد‭ ‬العسكرية‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬كبرى‭ ‬لمنظومة‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬والكليات‭ ‬والأكاديميات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬الذراع‭ ‬المعرفي‭ ‬والعلمي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬ومنها‭ ‬كلية‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان‭ ‬المشتركة،‭ ‬وكلية‭ ‬زايد‭ ‬الثاني‭ ‬العسكرية،‭ ‬والكلية‭ ‬البحرية،‭ ‬وكلية‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬الجوية،‭ ‬ومدرسة‭ ‬التمريض،‭ ‬وكلية‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني،‭ ‬ومدرسة‭ ‬خولة‭ ‬بنت‭ ‬الأزور‭ ‬العسكرية‭.  ‬هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬خطوات‭ ‬اخرى‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المورد‭ ‬البشري‭ ‬وتطويره،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تدشين‭ ‬مرحلة‭ ‬نوعية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬بالتحاق‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬بالخدمة‭ ‬الوطنية‭ ‬والاحتياطية‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2014،‭ ‬إذ‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬النوعية‭ ‬إنجازاً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة،‭ ‬بما‭ ‬عكست‭ ‬من‭ ‬تجذر‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لدى‭ ‬شباب‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات،‭ ‬الذين‭ ‬سارعوا‭ ‬للالتحاق‭ ‬بها‭ ‬ضاربين‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬تجسد‭ ‬القيم‭ ‬والمبادىء‭ ‬التي‭ ‬غرسها‭ ‬القائد‭ ‬المؤسس‭ ‬وقام‭ ‬عليها‭ ‬البناء‭ ‬الاتحادي‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭. ‬وقد‭ ‬نجح‭ ‬برنامج‭ ‬الخدمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬تطورات‭ ‬مستمرة،‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الروح‭ ‬الوطنية‭ ‬لدى‭ ‬منتسبيه،‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬وتطوير‭ ‬شخصية‭ ‬الشباب‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬الجمعي‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الشباب،‭ ‬وبناء‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬يمتلك‭ ‬مقومات‭ ‬القيادة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬ويمتلك‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬والإدراك‭ ‬المعرفي‭ ‬الكافي‭ ‬لما‭ ‬يحيط‭ ‬بالدولة‭ ‬من‭ ‬مستجدات‭ ‬وتطورات‭ ‬استراتيجية‭ ‬إقليمياً‭ ‬ودولياً‭.‬
 
 
دور‭ ‬محوري‭ ‬للمرأة‭ ‬الإماراتية‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭:‬
بدعم‭ ‬متواصل‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الشيخة‭ ‬فاطمة‭ ‬بنت‭ ‬مبارك‭ ‬رئيسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬النسائي‭ ‬العام‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للأمومة‭ ‬والطفولة‭ ‬الرئيسة‭ ‬الأعلى‭ ‬لمؤسسة‭ ‬التنمية‭ ‬الأسرية‭ ‬،‭ ‬اهتمت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بدور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬جدارتها‭ ‬بالانتماء‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬وأنها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المسؤولية‭ ‬عملا‭ ‬وإنجازاً‭ ‬وتفانياً‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الواجب‭ ‬وتحملاً‭ ‬للمسؤولية‭ ‬والاستعداد‭ ‬والتضحية‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬تراب‭ ‬الوطن‭ ‬وإنجــــازاته‭ ‬ومكتســـــباته‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬جاء‭ ‬إنشاء‭ ‬مدرسة‭ ‬خولة‭ ‬بنت‭ ‬الأزور‭ ‬العسكرية‭ ‬بهدف‭ ‬إعداد‭ ‬كادر‭ ‬وطني‭ ‬نسائي‭ ‬ذي‭ ‬كفاءة‭ ‬وخبرة‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬المدرسة‭ ‬رافداً‭ ‬من‭ ‬روافد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تزودها‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بالمجندات‭ ‬المواطنات‭ ‬المؤهلات‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬كأعمال‭ ‬السكرتارية‭ ‬والشؤون‭ ‬الإدارية‭ ‬والكمبيوتر‭ ‬والإعلام‭ ‬العسكري،‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ومساواتها‭ ‬بالرجل‭.‬
 
 
ترسيخ‭ ‬القيم‭ ‬والمبادىء‭:‬
تمثل‭ ‬القيم‭ ‬والمبادىء‭ ‬الانسانية‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬ضمن‭ ‬ركائز‭ ‬عمل‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة،‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة،‭ ‬خلال‭ ‬مشاركاتها‭ ‬الانسانية‭ ‬والاغاثية‭ ‬العديدة،‭ ‬على‭ ‬التضحية‭ ‬والعطاء‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للمحتاجين‭ ‬وإيواء‭ ‬اللاجئين‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬ومعالجة‭ ‬المصابين‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬وإعمار‭ ‬ما‭ ‬خلفته‭ ‬آلة‭ ‬الحروب‭ ‬وجعلها‭ ‬أرضية‭ ‬صالحة‭ ‬وبث‭ ‬الحياة‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جديد‭.  ‬وتتضمن‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والمبادىء‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بها‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬قيماً‭ ‬ومبادىء‭ ‬انسانية‭ ‬عديدة‭ ‬بعضها‭ ‬تتجسد‭ ‬في‭ ‬سلوكها‭ ‬تجاه‭ ‬الآخرين‭ ‬خلال‭ ‬مشاركاتها‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬انسانية‭ ‬واغاثية‭ ‬ودعماً‭ ‬للمظلومين،‭ ‬ويتجسد‭ ‬بعضها‭ ‬الآخر‭ ‬تجاه‭ ‬أفرادها‭ ‬وما‭ ‬يسود‭ ‬بين‭ ‬المؤسسة‭ ‬والمنتسبين‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬ومبادىء،‭ ‬أهمها‭ ‬الوفاء‭ ‬الذي‭ ‬غرسته‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬وتتمسك‭ ‬به‭ ‬بشكل‭ ‬قوي،‭ ‬ويمثل‭ ‬“يوم‭ ‬الشهيد”‭ ‬الذي‭ ‬تحتفل‭ ‬به‭ ‬دولتنا‭ ‬وشعبنا‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬سنوياً‭ ‬مناسبة‭ ‬وطنية‭ ‬مهمة‭ ‬تخليداً‭ ‬ووفاءً‭ ‬وعرفاناً‭ ‬بتضحيات‭ ‬وعطاء‭ ‬وبذل‭ ‬شهداء‭ ‬الوطن‭ ‬وأبنائه‭ ‬البررة،‭ ‬الذين‭ ‬وهبوا‭ ‬أرواحهم‭ ‬لتظل‭ ‬راية‭ ‬الإمارات‭ ‬خفاقة‭ ‬عالية،‭ ‬وتقام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬مراسم‭ ‬وفعاليات‭ ‬وطنية‭ ‬خاصة،‭ ‬تشترك‭ ‬فيها‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬كافة،‭ ‬وكل‭ ‬أبناء‭ ‬شعب‭ ‬الإمارات‭ ‬والمقيمين‭ ‬فيها،‭ ‬استذكاراً‭ ‬وافتخاراً‭ ‬بقيم‭ ‬التفاني‭ ‬والإخلاص‭ ‬والولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬المتجذّرة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبناء‭ ‬الإمارات،‭ ‬التي‭ ‬تحلّوا‭ ‬بها‭ ‬وهم‭ ‬يجودون‭ ‬بأرواحهم‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬البطولة‭ ‬والعطاء‭ ‬وميادين‭ ‬الواجب‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬المشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬اضطلعت‭ ‬بها‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬وضربت‭ ‬فيها‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬الانسانية‭ ‬المشاركة‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬والمشاركة‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬الردع‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬لتحرير‭ ‬الكويت،‭ ‬والانضمام‭ ‬لقوات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الأمل‭ ‬للصومال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬للمشردين‭ ‬والمحتاجين‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬كوسوفا،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬إزالة‭ ‬الألغام‭ ‬والقنابل‭ ‬العنقودية‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬العراق،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الكبرى‭ ‬للشعب‭ ‬الباكستاني‭ ‬خلال‭ ‬زلزال‭ ‬باكستان‭ ‬عام‭ ‬2005‭.‬
 
 
الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذات‭:‬
يمثل‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬أحد‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬التنموية‭ ‬الرائدة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬حيث‭ ‬قطعت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬صناعة‭ ‬دفاعية‭ ‬محلية‭ ‬قوية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬قواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬وبناء‭ ‬استقلاليتها‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬مع‭ ‬خفض‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬موردي‭ ‬السلاح‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التحوّل‭ ‬إلى‭ ‬مورِّد‭ ‬عالمي‭ ‬للأسلحة‭ ‬للأسواق‭ ‬الدولية‭. ‬وأصبحت‭ ‬الإمارات‭ ‬اليوم‭ ‬لاعباً‭ ‬مهماً‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬توريد‭ ‬الأنظمة‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بفضل‭ ‬جودة‭ ‬منتجها‭ ‬وتنافسية‭ ‬أسعارها‭ ‬وما‭ ‬تقدمه‭ ‬الشركات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬البيع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬امتلاك‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لرؤية‭ ‬واضحة‭ ‬لتطوير‭ ‬صناعاتها‭ ‬العسكرية‭.‬
 
 
التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬المستمر‭: ‬
تأتي‭ ‬التمارين‭ ‬العسكرية‭ ‬المشتركة‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة،‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الدولة‭ ‬وخارجها،‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬أواصر‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬العسكرية‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الكفاءة‭ ‬العملياتية‭ ‬والقتالية،‭ ‬وزيادة‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الصديقة‭.‬
 
 
دور‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬نموذجاً‭ ‬للفخر‭ ‬والأداء‭ ‬العسكري
جاءت‭ ‬مهمة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الشقيق،‭ ‬حيث‭ ‬ستبقى‭ ‬بطولات‭ ‬وتضحيات‭ ‬أبناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الوطن،‭ ‬فقد‭ ‬خاضت‭ ‬قواتنا‭ ‬المعارك‭ ‬والمواجهات‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وقدمت‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬دماء‭ ‬أبنائها،‭ ‬كما‭ ‬تصدت‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬للتنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والإرهابية،‭ ‬وأسهمت‭ ‬بدور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬المحررة‭. ‬ويمثل‭ ‬الأداء‭ ‬البطولي‭ ‬التي‭ ‬قدمته‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬الشقيق‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬عاصفة‭ ‬الحزم‭ ‬يمثل‭ ‬مبعث‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لشعب‭ ‬الإمارات،‭ ‬وإنما‭ ‬للشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬قاطبة،‭ ‬حيث‭ ‬أثبتت‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬أنها‭ ‬قوة‭ ‬احترافية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الأداء‭ ‬العسكري‭ ‬الاحترافي‭ ‬والقيم‭ ‬والمبادىء‭ ‬التي‭ ‬أهلتها‭ ‬للعب‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الانساني‭ ‬والاغاثي‭.‬
 
 
القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وعملية‭ ‬التنمية‭: ‬رؤية‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬وتطور‭ ‬الدور‭ ‬
بات‭ ‬الدور‭ ‬التنموي‭ ‬للمؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الوطنية‭ ‬محور‭ ‬اهتمام‭ ‬وتفكير‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬لما‭ ‬تمتلكه‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬من‭ ‬احترافية‭ ‬وكفاءة‭ ‬وانضباط‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬والتحرك‭ ‬الفعال‭ ‬خلال‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات،‭ ‬وقد‭ ‬برز‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬بفاعلية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬مهمة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬السيادة‭ ‬والمكتسبات‭ ‬وحماية‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬باتت‭ ‬تلعب‭ ‬أدوار‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ورفد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬بعوامل‭ ‬القوة‭ ‬والجاذبية‭ ‬للاستثمار،‭ ‬وبناء‭ ‬الكفاءات‭ ‬والقدرات‭ ‬المواطنة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تنافسية‭ ‬الدولة‭ ‬عالمياً‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬المختلفة،‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬مشاركة‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭. ‬
 
 
وتلعب‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬دوراً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لأنها‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬البيئة‭ ‬الآمنة‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬الدولة،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضاً‭ ‬لأنها‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬وإكسابه‭ ‬المهارات‭ ‬المتطورة،‭ ‬التي‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دخل‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬الوطنية‭ ‬والاحتياطية‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ،‭ ‬والذي‭ ‬أتاح‭ ‬للمؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬وتأهيل‭ ‬قاعدة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬وتعزيز‭ ‬مساهمتهم‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭.‬
 
 
ولأن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مرتكزات‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬باعتبارها‭ ‬حامي‭ ‬هذه‭ ‬التنمية‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وأحد‭ ‬أهم‭ ‬روافدها‭ ‬المهمة‭ ‬والأساسية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فقد‭ ‬شكّل‭ ‬بناء‭ ‬قوات‭ ‬مسلحة‭ ‬قوية‭ ‬عصرية‭ ‬أولوية‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬فكر‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭  ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬باعتبارها‭ ‬القلب‭ ‬الصلب‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬والسيادة‭ ‬على‭ ‬مواردها،‭ ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مقولته‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الحق‭ ‬والقوة‭ ‬هما‭ ‬جناحا‭ ‬طائر‭ ‬واحد،‭ ‬فلا‭ ‬القوة‭ ‬وحدها‭ ‬يكتب‭ ‬لها‭ ‬الحياة،‭ ‬ولا‭ ‬الحق‭ ‬وحده‭ ‬دون‭ ‬القوة‭ ‬يكتب‭ ‬له‭ ‬البقاء،‭ ‬إننا‭ ‬دولة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬السلام،‭ ‬وتحترم‭ ‬حق‭ ‬الجوار،‭ ‬وترعى‭ ‬الصديق،‭ ‬لكن‭ ‬حاجتنا‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬القوي‭ ‬القادر‭ ‬الذي‭ ‬يحمي‭ ‬البلاد‭ ‬تبقى‭ ‬قائمة‭ ‬ومستقرة،‭ ‬ونحن‭ ‬نبني‭ ‬الجيش‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬غزو‭ ‬أو‭ ‬قتال‭ ‬دولة‭ ‬أخرى،‭ ‬وليس‭ ‬استعداداً‭ ‬للتحرك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬بهدف‭ ‬التوسع‭ ‬وإنما‭ ‬نهدف‭ ‬إلى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسنا،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬العدوان‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الإمارات،‭ ‬خاصةً‭ ‬وأننا‭ ‬محاطون‭ ‬بأشقاء‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬عروقهم‭ ‬نفس‭ ‬الدماء،‭ ‬ويحملون‭ ‬نفس‭ ‬الآمال،‭ ‬ويواجهون‭ ‬نفس‭ ‬التحديات‮»‬‭. ‬
 
 
وتتبنى‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬رؤية‭ ‬عميقة‭ ‬لدور‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمبة‭ ‬الشاملة،‭ ‬ولهذا‭ ‬تولي‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بتحديثها‭ ‬وتطويرها‭ ‬ومنحها‭ ‬ما‭ ‬تستحقه‭ ‬من‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬مقولاته‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬هي‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬لصون‭ ‬منجزات‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وحماية‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وأن‭ ‬التجارب‭ ‬والأحداث‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة،‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة،‭ ‬علمتنا‭ ‬أخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬والاستعداد‭ ‬لكل‭ ‬الاحتمالات،‭ ‬والمرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬تتطلب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نواصل‭ ‬العمل،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬التفوق‭ ‬في‭ ‬الكفاءة‭ ‬والأداء‭ ‬وسرعة‭ ‬الاستجابة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المستجدات‭ ‬والتطورات‮»‬‭ .‬
 
 
وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬أنها‭ ‬بالفعل‭ ‬ركيزة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬والضامن‭ ‬للمكتسبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬وجعلت‭ ‬منها‭ ‬تجربة‭ ‬تنموية‭ ‬ناجحة‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬رافد‭ ‬رئيسي‭ ‬لعملية‭ ‬التنمية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انخراطها‭ ‬الناجح‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬بوضوح‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬التاسعة‭ ‬والثلاثين‭ ‬لتوحيد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬حينما‭ ‬قال‭ ‬سموه‭:‬‮»‬إنكم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دوركم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬ترابه‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيه‭ ‬تسهمون‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭..‬فأنتم‭ ‬الدرع‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬وتدافع‭ ‬عن‭ ‬مكتسباتها‭ ‬ومنجزاتها‭ ‬وتتصدى‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬النيل‭ ‬منها‭..‬كما‭ ‬أن‭ ‬خطط‭ ‬التحديث‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬أيضا‭ ‬إذ‭ ‬تساعد‭ ‬هذه‭ ‬الخطط‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصنيع‭ ‬أحدث‭ ‬المنظومات‭ ‬التسليحية‭ ‬وأفضل‭ ‬المعدات‭ ‬القتالية‭ ‬التي‭ ‬تواكب‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭.  ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬تأكيد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تمضي‭ ‬بخطى‭ ‬واثقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية،‭ ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬دعائم‭ ‬صناعتها‭ ‬الوطنية‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬العالمية‭ ‬وفي‭ ‬إكسابها‭ ‬قدرات‭ ‬تنافسية‭ ‬متنامية‭ ‬مع‭ ‬كبرى‭ ‬شركات‭ ‬التصنيع‭ ‬الدفاعي‭ ‬في‭ ‬العالم‭.
 
 
‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬المنتجات‭ ‬الصناعية‭ ‬الوطنية‭ ‬تطورا‭ ‬مشهودا‭ ‬أثار‭ ‬اهتمام‭ ‬العالم‭ ‬وإعجابه‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬كبير؛‭ ‬أهلها‭ ‬لأن‭ ‬تضاهي‭ ‬مثيلاتها‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العريقة‭ ‬المصنعة‭ ‬للسلاح،‭ ‬وأن‭ ‬تكتسب‭ ‬شهرة‭ ‬دولية،‭ ‬وثقة‭ ‬عالمية‭ ‬متنامية‭ ‬وقدرة‭ ‬تنافسية‭ ‬عالية‭.. ‬استطاعت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬اقتحام‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أيضا‮»‬‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬باتت‭ ‬إحدى‭ ‬محركات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة‭ ‬للمنتجات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬وفتح‭ ‬أبواب‭ ‬جديدة‭ ‬للصناعات‭ ‬اللوجستية‭ ‬المساندة‭ ‬للصناعات‭ ‬العسكرية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مشروعات‭ ‬صغيرة‭ ‬ومتوسطة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتكامل‭ ‬رأسياً‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات؛‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصناعية‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬الشركات‭ ‬الصناعية‭ ‬العسكرية‭ ‬الكبيرة‭ ‬بأنشطة‭ ‬مكملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬قطع‭ ‬الغيار،‭ ‬والمواد‭ ‬المعدنية،‭ ‬والكيميائية‭. ‬
 
 
ويجمع‭ ‬الخبراء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أهمية‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬كونها‭ ‬أحد‭ ‬مظاهر‭ ‬التقدم‭ ‬الصناعي‭ ‬والتقني‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تعد‭ ‬أيضاً‭ ‬ركيزة‭ ‬حيوية‭ ‬للسيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المطلوبة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬هامش‭ ‬مناورة‭ ‬مناسب‭ ‬لاستقلالية‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬والتخطيط‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬للدول،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مايمكن‭ ‬أن‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬لاقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬التصدير‭ ‬وبناء‭ ‬شبكات‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭. ‬
 
 
تتمتع‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والعسكرية‭ ‬الإماراتية‭ ‬بالكفاءة‭ ‬العالية،‭ ‬وباتت‭ ‬تنافس‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية،‭ ‬وتضع‭ ‬صوب‭ ‬أعينها‭ ‬أسواق‭ ‬أوروبا‭ ‬وآسيا‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬لتصدير‭ ‬منتجاتها‭ ‬إليها،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬إبرام‭ ‬صفقات‭ ‬عديدة‭ ‬تدر‭ ‬عوائد‭ ‬مجزية‭. ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المهمة،‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬كوادر‭ ‬وطنية،‭ ‬تتمتع‭ ‬بالكفاءة‭ ‬العالية‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التطوير‭ ‬والابتكار،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية،‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬الأساسية‭ ‬لصناعاتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬عموماً،‭ ‬ومن‭ ‬الروافد‭ ‬المهمة‭ ‬لاقتصادنا‭ ‬الوطني،‭ ‬وأحد‭ ‬الأدوات‭ ‬الحيوية‭ ‬لسياسة‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭.‬
 
 
وتنتج‭ ‬الشركات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الإماراتية‭ ‬اليوم‭ ‬منتجات‭ ‬متنوعة،‭ ‬تشمل‭ ‬طائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬وسفناً‭ ‬بحرية‭ ‬حربية‭ ‬وتجارية،‭ ‬وبنادق‭ ‬ومسدسات‭ ‬ورشاشات‭ ‬وصواريخ‭ ‬وآليات‭ ‬متعددة‭ ‬المهام،‭ ‬وآليات‭ ‬مشاة‭ ‬قتالية‭ ‬برمائية‭ ‬وذخائر،‭ ‬ووسائل‭ ‬تدريع‭ ‬وسترات‭ ‬واقية‭ ‬ومعدات‭ ‬وتجهيزات‭ ‬وملابس،‭ ‬وغالبية‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭ ‬إماراتية‭ ‬100‭% ‬وبعضها‭ ‬صناعات‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجها‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬عبر‭ ‬شراكات‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬الدفاعية‭ ‬العالمية‭. ‬كما‭ ‬حققت‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬البحرية‭ ‬الإماراتية‭ ‬إنجازات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عبر‭ ‬شركات‭ ‬وطنية‭ ‬عملاقة‭ ‬سدت‭ ‬جزءاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬والتجارية،‭ ‬كما‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬عشرات‭ ‬السفن‭ ‬والزوارق‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وشبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬وافريقيا‭ ‬الشمالية،‭ ‬وصيانة‭ ‬وتأهيل‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأساطيل‭ ‬العسكرية‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭.‬
 
 
وتستقطب‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الإماراتية‭ ‬اليوم‭ ‬رؤوس‭ ‬أموال‭ ‬ضخمة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬كما‭ ‬يجري‭ ‬حالياً‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬المدن‭ ‬الصناعية‭ ‬الدفاعية‭ ‬وتوفير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتميزة‭ ‬فيها‭ ‬وتدريب‭ ‬الكوادر‭ ‬المواطنة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬لتشكل‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬صمام‭ ‬أمن‭ ‬للإمارات،‭ ‬كما‭ ‬تسد‭ ‬جانباً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭. ‬
وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬دعامة‭ ‬متينة‭ ‬لقاعدة‭ ‬اقتصادنا‭ ‬الوطني،‭ ‬ولخطط‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬وأحد‭ ‬الأدوات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة‭ ‬للمنتجات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬وفتح‭ ‬أبواب‭ ‬جديدة‭ ‬للصناعات‭ ‬اللوجستية‭ ‬المساندة‭ ‬للصناعات‭ ‬العسكرية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مشروعات‭ ‬صغيرة‭ ‬ومتوسطة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتكامل‭ ‬رأسياً‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات؛‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصناعية‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬الشركات‭ ‬الصناعية‭ ‬العسكرية‭ ‬الكبيرة‭ ‬بأنشطة‭ ‬مكملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬قطع‭ ‬الغيار،‭ ‬والمواد‭ ‬المعدنية،‭ ‬والكيميائية‭. ‬
 
 
كما‭ ‬تسهم‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬الشركات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الوطنية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬عالمية‭ ‬شهيرة‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬من‭ ‬جذب‭ ‬رؤوس‭ ‬أموال‭ ‬جديدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬أحدث‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وتوطينها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬للإمارات‭. ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة‭ (‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والمدنية‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬ينفصل‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة‭ ‬الوطني‭ ‬بوجه‭ ‬عام،‭ ‬بل‭ ‬يمثل‭ ‬إصافة‭ ‬نوعية‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬الصناعات‭ ‬المدنية‭ ‬مثل‭ ‬صناعات‭ ‬صهر‭ ‬الحديد‭ ‬والألومنيوم‭ ‬والإلكترونيات‭ ‬والكابلات‭ ‬وتصنيع‭ ‬الرادات‭. ‬وليس‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬باتت‭ ‬أحد‭ ‬مظاهر‭ ‬التقدم‭ ‬الصناعي‭ ‬والتقني‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬الدولة‭.‬
 
 
كما‭ ‬أصبحت‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬مدخلاً‭ ‬لتعزيز‭ ‬شراكات‭ ‬الإمارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم،‭ ‬حيث‭ ‬أتاحت‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬فرصة‭ ‬للدولة‭ ‬كي‭ ‬تقيم‭ ‬شبكة‭ ‬علاقات‭ ‬تعاونية‭ ‬متميزة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬تربطها‭ ‬بدول‭ ‬أخرى‭ ‬متفوقة‭ ‬تكنولوجياً،‭ ‬وتمتلك‭ ‬أيضاً‭ ‬رصيداً‭ ‬جيداً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري،‭ ‬مثل‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬والهند‭ ‬وإسرائيل‭ ‬وغيرها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬فرص‭ ‬بناء‭ ‬شراكات‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬قائمة،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬فرص‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الوليد‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ويوفر‭ ‬له‭ ‬آفاق‭ ‬وفرص‭ ‬النجاح،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تتبنى‭ ‬سياسات‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الحيوي،‭ ‬كما‭ ‬توفر‭ ‬أيضاً‭ ‬غطاء‭ ‬دعم‭ ‬قوي‭ ‬للصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬الناشئة‭ ‬بالدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منحها‭ ‬أولوية‭ ‬تزويد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬باحتياجاتها‭ ‬من‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تصنيعها‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬داخل‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭.‬
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره