مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2024-01-01

مؤتمر كوب 28.. نجاح غير مسبوق في مجال العمل المناخي

الدبلوماسية الإماراتية تحقق اختراقاً نوعياً في بناء توافق دولي حول أحد أهم التحديات التي تواجه البشرية
 
في عصر يشهد تحولات هائلة في أزمة المناخ وتزايد التحديات البيئية، أصبحت قضايا البيئة والمناخ أحد أهم الأولويات التي تستدعي التدخل الفعّال من القادة العالميين. ويبرز في هذا السياق الدور الملموس والفعّال الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في دعم قضايا المناخ، سواء على المستوى الاقليمي أو الدولي، فضلاً عن تبني الإمارات استراتيجية مناخية تمثل نموذجاً يحتذى به. وفي هذا العدد تسلط «درع الوطن» الضوء على مخرجات المؤتمر بالغة الأهمية.
 
 
إعداد: هيئة التحرير
وقد استضافت دولة الإمارات هذا العام، وعلى مدار أكثر من أسبوعين وبتنظيم حظي بتقدير واحترام عالميين، مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون «كوب 28»، كمنصة حيوية لمناقشة وتبادل الأفكار حول كيفية التصدي لهذه التحديات العالمية المُلّحة،وتعزيز استراتيجيات الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، وتشجيع الابتكار في مجال الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الحفاظ على الموارد، وأتاح المؤتمر فرصة للدول والشركات للتعاون في تطوير حلول فعالة لتحقيق التحول الأخضر، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، الذي يُشكّل جوهر المؤتمر، إذ يكز على تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، وتبني ممارسات صديقة للبيئة في مختلف القطاعات، بدءًا من الطاقة وانتهاءً بالصناعة والنقل.
 
 
في مؤتمر هو الأكبر من نوعه حتى الآن، وبمشاركة ممثلي نحو مائتي دولة، وأكثر من 180 من القادة ورؤساء الدول والحكومات، وبنحو 70 الف ضيف من 198 دولة، وبعدد قياسي من أعداد الحضور التي وصلت إلى نحو 500 ألف مشارك في المنطقتين الزرقاء والخضراء للمؤتمر، وعدد كبير من ممثلي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين والإعلاميين والقطاع الخاص والشعوب الأصلية والشباب، عقدت خلال النصف الأول من ديسمبر 2023 فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 28)، حيث التقي هذا الحشد غير المسبوق من المتخصصين والمسؤولين والمهتمين بقضايا المناخ على أرض دولة الإمارات لمناقشة واحدة من أخطر وأهم التحديات التي تواجه مستقبل البشرية، وهي التغير المناخي المتسارع وسبل الحفاظ على الكوكب للأجيال المقبلة.
 
 
وقد اكتسب هذا المؤتمر أهميته في ضوء اعتبارات عدة أولها بالطبع تفاقم التحدي المناخي بشكل متسارع، حيث ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بالفعل بمقدار 1.2 درجة مئوية منذ عصور ما قبل الصناعة، مما يتسبب في جفاف واسع النطاق إلى جانب موجات الحر القاتلة المتكررة وحرائق الغابات والعواصف في جميع أنحاء العالم، وثاني هذه الاعتبارات حضور هذا الحشد الكبير من القادة والخبراء والمتخصصين، وثالث الاعتبارات أنها المرة الأولى التي تشهد نقاشات حول حدود تماس البشرية مع المسار الصحيح للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث ناقش المؤتمر مستوى التقدم الذي تم تحقيقه حتى الآن والاجراءات المطلوبة لوضع العالم على المسار الصحيح للتعاطي مع التغيرات المناخية المتسارعة، وصولاً إلى خطة مرتقبة يتوقع أن يتم بلورتها وحشد الجهود الدولية حولها في نهاية المؤتمر،  والاعتبار الرابع لأهمية هذا المؤتمر، برأينا، تكمن في انعقاده على أرض دولة الإمارات، التي اثبتت بالفعل أنها المكان الأنسب لبلورة توافق دولي حول تحدي المناخ، بالنظر إلى قدرة الدبلوماسية الإماراتية على بناء المشتركات من خلال شبكة علاقاتها المتطورة مع جميع دول العالم على حد سواء، فضلاً عن التزامها القوي المعلن بدعم الجهود الدولي في الحد من الانبعاثات حيث استثمرت الإمارات 100 مليار دولار في تمويل العمل المناخي والطاقة المتجددة والنظيفة، وتلتزم باستثمار 130 مليار دولار إضافية خلال السنوات السبع المقبلة، ناهيك عن خبرتها العريقة في استضافة الأحداث الدولية الكبرى، مثل إكسبو دبي، التي استطاعت الإمارات من خلاله إظهار القدرات التنظيمية الهائلة للبلاد.
 
 
وقد مثّل مؤتمر «كوب 28» فرصة لتحديد أهداف عالمية مُلزمة للدول، تهدف إلى تحقيق تقليل كبير في انبعاثات الكربون والحد من آثار التغير المناخي، كما سعى المؤتمر لضرورة توفير التمويل وإيجاد آليات تمويل فعّالة ومستدامة لمساعدة الدول النامية لمواجهة التغير المناخي، في مجالات مثل تكنولوجيا الطاقة المستدامة وتكييف البنية التحتية، وأيضًا يُعزز التزام الدول بحماية التنوع البيئي والحفاظ على النظم الإيكولوجية، من خلال اتخاذ إجراءات للحفاظ على الغابات، والمحيطات، والتربة الصالحة للزراعة.
 
 
وانطلق المؤتمر على خلفية تحذيرات حاسمة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بـ «أننا نعيش انهيارًا مناخيًا حقيقيًا، وأن عام 2023 كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق، وهو الأمر الذي يجب أن يكون بمثابة رسائل تحذيرية قوية لزعماء العالم»، وتلاها إنجاز نوعي كبير منح المؤتمر قوة دفع هائلة، حيث أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ـ حفظه الله في افتتاح القمة العالمية عن إنشاء صندوق خاص «للحلول المناخية»، وقال سموه من على منصة مؤتمر كوب28 «يسرني الاعلان عن انشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم والذي تم تصميمه لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، كذلك يهدف الصندوق إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030». وجاء في البيان أن هذا الصندوق سيعمل على تعزيز الجهود الدولية لتوفير تمويل أكثر عدالة للمناخ، مع التركيز على تحسين الوصول إلى التمويل في بلدان الجنوب. والإعلان هو بمثابة المبادرة الرئيسية من الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بينما يجري العمل على آليات وإصلاحات متعددة في جميع أنحاء العالم من أجل زيادة تمويل مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية. وتندرج هذه المبادرة ضمن الاستراتيجية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر كوب28 والتي تهدف إلى زيادة إشراك القطاع الخاص في المناقشات والحلول من خلال التزامات طوعية من دون قيود.
 
 
التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس 2015
يكتسب هذا المؤتمر أهمية قصوى نظرًا للتغيرات المناخية الأقسى على الإطلاق التي يشهدها العالم بالسنوات الأخيرة، حيث شهد المؤتمر تقييمًا دقيقًا للتقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس 2015 بالحفاظ على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى الطويل إلى 1.5 درجة مئوية، وقالت الأمم المتحدة إن عملية التقييم العالمي الأولى، التي بدأت في «كوب 26» الذي انعقد في جلاسكو، ستنتهي في دبي، بتحديد ما الذي يتعين القيام به، وتوجيه البلدان نحو خطط عمل مناخية أكثر طموحًا وتسريعًا، ومن ثميصبح القرار الذي تعتمده الأطراف في «كوب 28»، هو النتيجة الأكثر أهمية بعد مؤتمر باريس عام 2015، إذ تشير التقديرات الأخيرة إلى أن العالم يسير حاليًا نحو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.4 إلى 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100، وتقول الأمم المتحدة إن فرصة الحفاظ على حد 1.5 درجة مئوية في متناول اليد «تضيق بسرعة».
 
 
للمرة الأولى.. يومًا للتجارة على جدول الأعمال
شهدت أجندة «كوب 28» العديد من الأمور الاستثنائية التي حدثت لأول مرة، كإدراج موضوع التجارة، حيث خصص المؤتمر لأول مرة على الإطلاق يومًا للتجارة، التي تلعب دورًا محوريًا في التأثير على تغير المناخ، بحسب «الأونكتاد»، إذ يسهم الإنتاج والتوزيع العالمي للسلع والخدمات فيما يقرب من ربع إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، ويهدف المؤتمر لمناقشة مساهمتها في الانبعاثات الكربونية العالمية، وكيفية تعزيز دورها في التحول إلى الطاقة النظيفة، دون الإضرار في الوقت ذاته بالدول النامية التي تكون بطبيعة الحال أقل قدرة على الاستجابة للتغيرات والسياسات التجارية الخاصة بالتحول الأخضر.
 
 
ودعا المؤتمر منظمة «الأونكتاد»، وغرفة التجارة الدولية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، للمساعدة على بلورة المناقشات حول التجارة، لتكون هذه المنظمات مجتمعة هي التحالف الأول في سياق مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، لتعزيز استخدام الأدوات التجارية والاستثمارية، لتقديم الحلول للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وضمان إتاحة الوصول المنصِف للجميع إلى سلاسل التوريد العالمية، بما يدعم نمو المؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر في كافة البلدان.
 
 
ووصفت ريبيكا جرينسبان، الأمين العام لـ «الأونكتاد»، هذا الأمر بـ «الخطوة العملاقة من دولة الإمارات المستضيفة للمؤتمر لبحث سبل مساهمة التجارة الدولية في تخطي التحديات المناخية، ومعالجة التباينات الاقتصادية الرئيسية بين الدول المتقدمة والنامية المرتبطة بتغير المناخ»، واعتبر جون دينتون، الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، أن وضع التجارة على جدول أعمال مؤتمر «كوب 28» خطوة كبيرة إلى الأمام للاستفادة من التجارة الدولية بشكل أفضل لدعم أهداف المناخ العالمية، وتسريع انتشار التقنيات الخضراء على نطاق واسع، وتحفيز اعتماد الممارسات المستدامة في الاقتصاد. فيما أكد جيم هواي نيو، المدير الإداري لمركز الطبيعة والمناخ في المنتدى الاقتصادي العالمي، أن يوم التجارة بالمؤتمر هو فرصة مهمة لمجتمعات التجارة والتكنولوجيا والمناخ، حول العالم، لمزيد من التعاون في الجهود العالمية لتحقيق أهداف الاستدامة وتحقيق تسارع في تجارة التقنيات والخدمات الخضراء.
 
 
تفعيل الشراكات مع القطاع الخاص
شهدت فعاليات هذا الحدث الدولي الهام أكبر تمثيل للقطاع الخاص الذي أبدى انخراطه في مسار مواجهة العالم للتغير المناخي، وكذلك كان الأمر بالنسبة للقطاع المصرفي وممثلي المؤسسات العاملة في مجال التمويل حول العالم.ووفقًا لموقع «كوب 28» الرسمي، فإن رئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين ترى أن الحكومات والقطاع الخاص يجب أن يعملوا معًا بشكل وثيق لمعالجة تغير المناخ.
 
 
أبرز النتائج والقرارات والاتفاقات
شهدت فعاليات مؤتمر «كوب 28» قائمة طويلة من المشروعات والمبادرات التي أُطلقت خلال أيام القمة، ونشير إلى أبرزها فيما يلي:
 
 
·        صندوق الخسائر والأضرار
من أبرز القرارات التي أضفت أهمية قصوى ونجاحًا عالمياً استثنائيًا لـ «كوب 28»،متابعة صندوق الخسائر والأضرار، الذي كان القضية الختامية الأبرز في مؤتمر الأطراف الأخير «كوب 27» في مدينة شرم الشيخ المصرية،إذ كان هناك اتفاق عام على إنشاء برنامج رسمي للخسائر والأضرار (صندوق)، وتبنى مؤتمر الأطراف «كوب28» في يومه الأول، قرار تفعيل إنشاء الصندوق للتعويض على الدول الأكثر تضررًا من تغيّر المناخ، في خطوة تاريخية، إذ أنه عادة يتم إبرام مثل هذه الصفقات في اللحظات الأخيرة، وبعد أيام من المفاوضات، لكن الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا، رئيس المؤتمر، استطاع أن يُحدث مفاجأة من خلال طرح القرار، ووافق ممثلو الدول المشاركة بالمؤتمر على تنفيذ إنشاء صندوق طال انتظاره لثلاثة عقود، من شأنه توفير التمويل اللازم لمساعدة الدول النامية على مواجهة الأضرار الناجمة عن العواصف وموجات الجفاف جراء التغير المناخي. ويعد تبني القرار في اليوم الأول للمؤتمر، خطوة ذكية من قِبل دولة الإمارات بحسب تصريحات البروفيسور مايكل جاكوبس من جامعة شيفيلد والمراقب على هذه المحادثات، خاصة أن «هذا الملف كان مثار خلافات بين الدول، وكانت الولايات المتحدة قبل أسابيع غير سعيدة بالنص المتعلق بصندوق الخسائر والأضرار، إلا أنها وافقت عليه اليوم».
 
 
كما أعلنت الإمارات عن المساهمة بمبلغ 100 مليون دولار في الصندوق، كما تعهدت الولايات المتحدة بالمساهمة بمبلغ 17.5 مليون دولار، وستسهم بريطانيا بنحو 60 مليون جنيه إسترليني (76 مليون دولار)، واليابان بمبلغ 10 ملايين دولار، وألمانيا بمبلغ 100 مليون دولار. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الصندوق يمثل «وسيلة أساسية لتحقيق العدالة المناخية»، داعيًا القادة إلى تقديم مساهمات سخيّة من أجل أن ينطلق الصندوق ومؤتمر المناخ «كوب 28» على قواعد صلبة، كما أشاد سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار في قمة «كوب 28»، قائلًا: إن «خبر تفعيل الصندوق الذي كان بمثابة تحدي، بعد عام واحد فقط من القمة السابقة المنعقدة بمصر، يمنح كوب 28 انطلاقة جيدة، ويجب على الحكومات والمفاوضين أن يستغلوا هذا الزخم من أجل تقديم أشياء واعدة».
 
 
·        اتفاق تاريخي بالتخلي عن الوقود الأحفوري
في اتفاق تاريخي غير مسبوق وغير متوقع، نجحت دولة الإمارات، وعقب مفاوضات جادة ومتواصلة، بإدراج اتفاق التخلي عن الوقود الأحفوري بشكل تدريجي، الذي قوبل بتصفيق حار من الحاضرين، وموافقة حوالي مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر، وقال رئيس المؤتمر سلطان الجابر، إنه «قرار تاريخي لتسريع العمل المناخي.. يجب أن نكون فخورين بهذا الإنجاز».
ويعد هذا الاتفاق انتصارًا استراتيجياً مهمًا للغاية لقضية المناخ وللمؤتمر ولدبلوماسية الدولة المضيفة، بعد سنوات من الضغط من قِبل النشطاء المناخيين والعلماء، الذين حذّروا من أن استمرار استخدام الوقود الأحفوري سيؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ.
 
 
·        صندوق «ألتيرا» لتعزيز التمويل المناخي بـ 30 مليار دولار
أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، خلال افتتاح المؤتمر، عن إنشاء صندوق «ألتيرا» للحلول المناخية، بقيمة 30 مليار دولار، لسد فجوة التمويل المناخى وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، وتحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030، وسيخصص 75% منها للخطط المناخية الاستراتيجية، بينما تخصص الـ25% المتبقية لتحفيز تدفق الاستثمار إلى دول الجنوب، بحسب بيان رئاسة المؤتمر.
 
 
·        مبادرة «صفر نفايات»
أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية وشركة أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير»خلال المؤتمر عن الإطلاق الرسمي لمبادرة «صفر نفايات» الأولى من نوعها في العالم، في خطوة تاريخية من أجل توحيد الجهود عالميًا في مجال إزالة الكربون الناتج عن قطاع النفايات بما يتماشى مع اتفاق باريس،وتحويلها إلى طاقة، وإنشاء منصة للاقتصاد الدائري.
 
 
·        مبادرة الحد من انبعاثات المباني
أُطلقت المبادرة خلال المؤتمر بالشراكة مع 27 دولة، وتهدف للحد من انبعاثات المباني، إلى أن تصبح «المباني قليلة الانبعاثات والمرنة مناخيًا» هي نمط البناء المعتاد بحلول عام 2030، حيث تشير الدراسات إلى أن قطاع المباني وحده مسؤول عن نحو 40% من الانبعاثات الكربونية، وثلث النفايات العالمية.
 
 
·        مبادرة الحد من انبعاثات الأسمنت والخرسانة
أطلقت الإمارات وكندا مبادرة الحد من انبعاثات الأسمنت والخرسانة، التي تهدف إلى دعم إنتاج الأسمنت الأخضر وتعزيز انتشاره في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، ودعمت هذه المبادرة عدة دول منها ألمانيا واليابان وبريطانيا وأيرلندا.
 
 
·        تخصيص 10 مليارات دولار لدعم التحول للطاقة النظيفة
أعلنت مجموعة التنسيق العربية التي تضم عددًا من المؤسسات الإقليمية التنموية مثل صندوق النقد العربي والصندوق السعودي للتنمية، وصندوق أبوظبي للتنمية، بمشاركة برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، تخصيص 10 مليارات دولار لدعم التحول إلى الطاقة النظيفة في البلدان الفقيرة والنامية، ويشمل هذا الإعلان دعم الابتكار لزيادة كفاءة الطاقة وتخزينها، وتوظيف السندات الخضراء لحشد الموارد المالية.
 
 
·        مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030
خلال الأسبوع الأول من المؤتمر، تعهدت 118 دولة، بينهم 10 دول عربية على رأسهم الإمارات، بالعمل على مضاعفة استخدام الطاقة المتجددة بفارق 3 مرات بحلول 2030، ويأتي هذا الاتفاق متماشيًا مع توقعات تحولات الطاقة العالمية الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرنا» حول كيفية سد فجوة تحول الطاقة للبقاء على مسار 1.5 درجة مئوية.
 
 
·        175 مليون دولار لدعم البنية التحتية الخضراء في إفريقيا
في خطوة تاريخية، تعهدت المؤسسات الإفريقية والعالمية إلى جانب حكومات ألمانيا وفرنسا واليابان، خلال المؤتمر، بتقديم أكثر من 175 مليون دولار أمريكي لـ «التحالف من أجل البنية التحتية الخضراء في إفريقيا» وسيساعد ذلك على زيادة التمويل بسرعة لمشاريع البنية التحتية التحويلية المتوافقة مع المناخ في جميع أنحاء القارة الإفريقية.
 
 
·        تخصيص مليار دولار بشأن المناخ والصحة
شهد المؤتمر توقيع أكثر من 120 دولة لإعلان «كوب 28» بشأن المناخ والصحة، وهو الإعلان الأول من نوعه على مستوى العالم، شمل تخصيص مليار دولار أمريكي، لمواجهة الأزمة الصحية الناتجة عن تغير المناخ، ويتضمن إقرار الحكومات لأول مرة بضرورة حماية المجتمعات وإنشاء منظومات صحية للتصدي للتداعيات الصحية لتغير المناخ مثل ارتفاع درجات الحرارة وتلوث الهواء وتفشي الأمراض المعدية.
 
 
·        إطلاق خطة دولية لتطوير الاندماج النووي
خلال المؤتمر ، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ، جون كيري، إطلاق خطة دولية لتطوير الاندماج النووي تشمل 35 دولة، باعتبار أن التكنولوجيا الخالية من الانبعاثات وإنتاج كميات هائلة من الطاقة بدون نفايات مشعة طويلة الأمد يمكن أن تشكل جزءًا مهمًا لمستقبل الطاقة في العالم.
 
 
·        270 مليار دولار من الإمارات لدعم التمويل الأخضر
تعهدت دولة الإمارات خلال المؤتمر خلال المؤتمر، بتوفير تسهيلات ائتمانية قيمتها تريليون درهم (نحو 270 مليار دولار) حتى عام 2030 لدعم التمويل الأخضر، واتخذت العديد من بنوك التنمية خطوات جديدة لزيادة جهود التمويل، بما في ذلك من خلال الموافقة على وقف سداد الديون، وجاء ذلك بعد أيام من إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، كما استثمرت الدولة 100 مليار دولار في تمويل العمل المناخي والطاقة المتجددة والنظيفة، وتلتزم باستثمار 130 مليار دولار إضافية خلال السنوات السبع المقبلة.
 
 
·        مبادرة تحالف الشراكات
أطلقت رئاسة المؤتمر «التحالف من أجل الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح»، بهدف تلبية احتياجات المدن والمناطق خلال إعداد الالتزامات والاستراتيجيات المناخية الاتحادية والوطنية، بالتعاون مع منظمات مثل مؤسسة بلومبريغ الخيرية، لتحديد ودعم الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به المدن وقادتها في معالجة تغير المناخ.
 
 
·        تحالف دولي لخفض «الميثان»
من بين أبرز الاتفاقات المحورية بمؤتمر «كوب 28» إطلاق تحالف دولي جديد لخفض انبعاثات غاز الميثان، التي تعد أخطر من انبعاثات الكربون، وبحسب منظمة الأغذية والزراعة، توّلد الأنظمة الغذائية نحو 53% من انبعاثات غاز الميثان -الأقوى بنحو 20 ضعفًا من ثاني أُكسيد الكربون- حول العالم، وأعلن عدد من أكبر شركات منتجات الألبانفي العالم، الكشف قريبًا عن انبعاثات غاز الميثان بمزارعها، وتوفير دعم للمزارعين.
 
 
إعلانات وتعهدات دولية بـ «كوب 28»
مما سبق، يمكن تلخيص أبرز التعهدات التاريخية والاتفاقات بمؤتمر «كوب 28» على النحو التالي:
- اتفاق تاريخي لتفعيل صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، وتم تقديم تعهدات دولية لتمويله بقيمة 792 مليون دولار.
–    الإعلان عن تعهدات دولية بقيمة 3.5 مليار دولار لتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر.
–    الإعلان عن 134 مليون دولار لصندوق التكيّف.
–    الإعلان عن تقديم 129.3 مليون دولار لصندوق البلدان الأقل نموًا.
–    الإعلان عن تقديم 31 مليون دولار للصندوق الخاص لتغير المناخ.
–    أعلن البنك الدولي عن زيادة قدرها 9 مليار دولار سنويًا (للسنوات 2024 و2025) لتمويل المشروعات المتعلقة بالمناخ.
–    أعلنت بنوك التنمية متعددة الأطراف الأخرى عن زيادة إضافية في الدعم المقدم للعمل المناخي بقيمة تتجاوز 22.6 مليار دولار.
 
 
كما شهِد ميثاق «كوب 28» لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز –الذي كان مثار جدل- انضمام 52 شركة، تمثل 40% من إنتاج النفط العالمي.
وجاء أيضًا من ضمن التعهدات، إقرار إعلان «كوب 28» زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة من جانب 130 دولة، وإقرار إعلان «كوب 28» بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي من جانب 153 دولة، وإقرار «كوب 28» بشأن المناخ والصحة من جانب 141 دولة، وإقرار إعلان «كوب 28» بشأن التمويل المناخي من جانب 13 دولة، وإقرار تعهد التبريد العالمي من جانب 66 دولة، وإقرار إعلان «كوب 28» بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام من جانب 78 دولة و40 منظمة، كل ذلك، بالإضافة إلى العديد من التعهدات والمشاريع والمبادرات الأخرى.
 
 
إشادات دولية رسمية
على مدار أيام المؤتمر، الذي بدأت فعالياته نهاية نوفمبر الماضي واستمرت حتى نصف ديسمبر، أكد المشاركون أهميته في إعادة العالم إلى المسار الصحيح في تقييم التحديات البيئية وإيجاد الحلول، كما أكدوا أهمية المبادرات والإعلانات الاستثنائية التي شهدها، وتوالت الإشادات من قادة وزعماء دول العالم، بالإنجازات التي حققها المؤتمر والتنظيم الناجح من قبل دولة الإمارات، بخلاف الجهود الكبيرة التي بذلتها لتحقيق أهداف قمة المناخ وتوحيد الآراء في مواجهة تداعيات تغير المناخ من أجل مستقبل أكثر استدامة.
 
 
فخلال أول أيام المؤتمر، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتبني قرار تشغيل صندوق «الخسائر والأضرار» لتعويض الدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ، داعيًا القادة إلى تقديم مساهمات سخية لدعم هذا القرار»، كما اعتبر أن القرار التاريخي بالتحول التدريجي عن الوقود الأحفوري يجب أن يكون النهاية لعصر الوقود الأحفوري.
 
 
وأعربت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، عن سعادتها بالمشاركة في القمة العالمية بدبي، وكتبت في تغريدة على منصة «إكس»: «لقد كان شرفًا لي أن أشارك في مؤتمر كوب 28، وأنا متفائلة بأنه من خلال الطموح والعمل الجاد، سنواصل التصدي لأزمة المناخ وبناء عالم أنظف وأكثر صحة وازدهارًا». كما أشاد المبعوث الرئاسي الأمريكي للمناخ جون كيري، بإعلان البلدان والمؤسسات الخيرية والعاملين في مجال الصناعة خلال المؤتمر عن أكثر من مليار دولار أمريكي في شكل منح تمويلية لخفض انبعاثات غاز الميثان، باعتباره أمر سيحفز الجهود العالمية لخفض الانبعاثات بما يتماشى مع التعهد العالمي بشأن الميثان، خاصة في الدول النامية، كما أكد أن اتفاق التخلي عن الوقود الأحفوري بختام المؤتمر أمر يدعو للتفاؤل.
 
 
فيما أثنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في تغريدة عبر منصة «إكس» بالجهود التي بُذلت خلال المؤتمر من أجل بناء تحالف عالمي حقيقيمع الاقتصادات الصناعية الكبرى ومع الدول الجُزرية الصغيرة والدول النامية في مجال التحول إلى الطاقة النظيفة. وأشادت فرنسا بتبني «كوب 28» لقرار التحول التدريجي عن الوقود الأحفوري، باعتباره «انتصار للتعددية والدبلوماسية المناخية»، وأنه للمرة الأولى تتفق كافة الدول بشأن هذه النقطة الحاسمة.
 
 
ووصف سانغ هيوب كيم، الرئيس المشارك للجنة الرئاسية المعنية بحياد الكربون والنمو الأخضر في كوريا، مؤتمر «كوب 28» بـ «الهام والتاريخي»، لكونه يمثل أول تقييم عالمي يتم إجراؤه، كما أنه النسخة الوحيدة التي شهدت أكبر نسبة تركيز على قضية الصحة والمناخ، والأمن الغذائي والمناخ.
كما أشاد تحالف المنظمات الحقوقية الدولية بتنظيم دولة الإمارات لمؤتمر المناخ في دورته الثامنة والعشرين، وبالإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة على صعيد حماية المناخ وتحقيق العدالة المناخية.
بدوره هنأ تشاو ينج مين، رئيس الوفد الصيني، بالنتائج المهمة التي تحققت خلال النسخة الحالية من مؤتمر الأطراف بشأن الخسائر والأضرار، مؤكدًا تقدير بلاده بشدة بقيادة دولة الإمارات للمؤتمر في تعزيز التنمية الخضراء منخفضة الكربون، وتعزيز التعاون الدولي ومكافحة تغير المناخ بشكل مشترك، وتنضم الصين إلى جميع الأطراف لدعم الإمارات في أداء واجباتها كرئيسة لـ «كوب 28» بهدف بناء نظام للحوكمة العالمية لمكافحة تغير المناخ.
 
 
ردود فعل الإعلام الدولي
·         قدمت «كوب28» إشارة مهمة بشأن الدور الذي تلعبه مصادر الوقود الأحفوري في مستقبل الاقتصاد العالمي، ويقول دانييل سوين عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس»ماحدث في قمة دبي كان نجاحاً كبيراً»، حيث كان الحديث عن الوقود الأحفوري منذ سنوات طويلة موضوع حساس في محادثات المناخ ليحتفل المفاوضين أخيراً في دبي باتفاق التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، وقال ووبكي هوكسترا ممثل الاتحاد الأوروبي عن الانجاز قائلا: لقد فعلت الانسانية أخيراً ما طال انتظاره»، ويرى الخبراء أن ماحدث في «كوب 28» كان بمثابة رسالة قوية إلى قادة العالم والشركات والمجتمعات بشان مستقبل الوقود الأحفوري من خلال اتفاق طموح، وقد شهدت القمة أيضاً العديد من النقاط المضيئة، بما في تعزيز التمويل المناخي للأغذية والزراعة والزخم المتزايد لمعاهدة حظر انتشار الوقود الوقود الأحفوري. وتعد أكبر انجازات القمة هي موافقة المفاوضون على انشاء صندوق للخسائر والأضرار من شأنه أن يساعد الدول الضعيفة على مواجهة الخسائر المرتبطة بالمناخ بعد جهود استمرت على مدار ثلاث عقود.
 
 
·         نجحت قمة «كوب 28» في عقد اتفاق تاريخي لتسريع العمل المناخي من خلال الدعوة للتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، حيث وافقت 200 دولة في القمة على الاتفاق التاريخي الذي يصدر للمرة الأولى بعد أسبوعين من المفاوضات، وحظي بموافقة الدول الجزرية الصغيرة، وعكست المسودة النهائية وجهة نظر توافقية لما يقرب من 200 دولة تجمعت لمدة أسبوعين في دبي، ويشير أحد الباحثين المتخصصين إلى أن قمة دبي أرسلت إشارات قوية للعالم للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وأظهرت الإمارات أنه حتى أحد كبار منتجي النفط، يرون أنه يمكن التوجه لعالم خال من الوقود الأحفوري، حيث انخرط الدكتور سلطان أحمد الجابر رئيس قمة المناخ في جولة دبلوماسية مكوكية مكثفة وقعد اجتماعات فردية مع رؤساء الوفود للاتفاق على نص نهائي بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري...صحيفة «الجارديان» البريطانية
 
 
·         الاتفاق بشأن الوقود الأحفوري في «كوب 28» تاريخي بكل المقاييس وهو أهم خطوة منذ اتفاق باريس عام 2015.. «بي بي سي»
·        نجحت الإمارات في استضافة مؤتمر يتضمن مناقشة تدابير مهمة تتجاوز الدعوة الرئيسية للوقود الأحفوري، حيث توصل المؤتمر إلى اتفاق هو أفضل مما كان يخشى منه، وحققت نتائج إيجابية عديدة منها صندوق الخسائر والأضرار والتزام الدولة بمبلغ 30 مليار دولار لانشاء صندوق لتمويل المناخ وتعهدات تمويل بالمليارات. ..صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره