مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2024-02-01

وثيقة‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأمن‭ ‬الإنساني‭..‬الكوني

أحزان‭ ‬العالم‭ ‬المعاصر‭ ‬تكبر‭ ‬وتتمدد‭ ! ‬فكل‭ ‬إنجاز‭ ‬بشرى‭ ‬أصبح‭ ‬له‭ ‬وجهان،‭ ‬إيجابي‭ ‬وسلبي،‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ _ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ _‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬وغيرها‭..‬فإلى‭ ‬أين‭ ‬يسير‭ ‬بنا‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬؟‭! ‬ومن‭ ‬يحكمه‭ ‬؟‭! ‬من‭ ‬يحرك‭ ‬الأحجار‭ ‬على‭ ‬رقعة‭ ‬الشطرنج‭ ‬؟‭!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن‭ ‬دوائر‭ ‬التوتر‭ ‬والأزمات‭ ‬والحروب‭ ‬بأشكالها،‭ ‬متناثرة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬عليها‭.. ‬وهناك‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬يجري‭ ‬إعدادها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الانفجار‭ ‬وبتوقيتات‭ ‬محددة‭! ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬يحدث‭ ‬صدفة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السياسة‭ ‬وتقاطعاتها،‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمناخية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وحتى‭ ‬السينما‭!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
بقلم‭/‬‭ ‬عبدالله‭ ‬يسري‭ ‬
لذا‭ ‬فإن‭ ‬حدثا‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬م‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬جدير‭ ‬باستدعائه‭ ‬لدائرة‭ ‬الضوء‭ ‬الآن‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬الخطيرة‭ ‬والمنعطف‭ ‬الحاد‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‮…‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لقد‭ ‬كانت‭ ‬وثيقة‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬أكبر‭ ‬زعامتين‭ ‬روحيتين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬وحاضرة‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬تتويجاً‭ ‬لعمل‭ ‬حقيقي‭ ‬صادق‭ ‬يهدف‭ ‬لتحقيق‭ ‬جوهر‭ ‬الأمن‭ ‬الإنساني‭ ‬با‭ ‬الكوني‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬الحيوان‭ ‬والجماد‭ ‬مع‭ ‬الإنسان‭..‬وإليكموها‭ ‬نصا‭ ‬ولنا‭ ‬عود‭ .. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‭ ‬“باسمِ‭ ‬الله‭ ‬الَّذي‭ ‬خَلَقَ‭ ‬البَشَرَ‭ ‬جميعًا‭ ‬مُتَساوِين‭ ‬في‭ ‬الحُقُوقِ‭ ‬والواجباتِ‭ ‬والكَرامةِ،‭ ‬ودَعاهُم‭ ‬للعَيْشِ‭ ‬كإخوةٍ‭ ‬فيما‭ ‬بَيْنَهم‭ ‬ليُعَمِّروا‭ ‬الأرضَ،‭ ‬ويَنشُروا‭ ‬فيها‭ ‬قِيَمَ‭ ‬الخَيْرِ‭ ‬والمَحَبَّةِ‭ ‬والسَّلامِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
باسمِ‭ ‬النفسِ‭ ‬البَشَريَّةِ‭ ‬الطَّاهِرةِ‭ ‬التي‭ ‬حَرَّمَ‭ ‬اللهُ‭ ‬إزهاقَها،‭ ‬وأخبَرَ‭ ‬أنَّه‭ ‬مَن‭ ‬جَنَى‭ ‬على‭ ‬نَفْسٍ‭ ‬واحدةٍ‭ ‬فكأنَّه‭ ‬جَنَى‭ ‬على‭ ‬البَشَريَّةِ‭ ‬جَمْعاءَ،‭ ‬ومَنْ‭ ‬أَحْيَا‭ ‬نَفْسًا‭ ‬واحدةً‭ ‬فكَأنَّما‭ ‬أَحْيَا‭ ‬الناسَ‭ ‬جميعًا‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
باسمِ‭ ‬الفُقَراءِ‭ ‬والبُؤَساءِ‭ ‬والمَحرُومِينَ‭ ‬والمُهمَّشِينَ‭ ‬الَّذين‭ ‬أَمَرَ‭ ‬اللهُ‭ ‬بالإحسانِ‭ ‬إليهم‭ ‬ومَدِّ‭ ‬يَدِ‭ ‬العَوْنِ‭ ‬للتَّخفِيفِ‭ ‬عنهم،‭ ‬فرضًا‭ ‬على‭ ‬كُلِّ‭ ‬إنسانٍ‭ ‬لا‭ ‬سيَّما‭ ‬كُلِّ‭ ‬مُقتَدرٍ‭ ‬ومَيسُورٍ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
باسمِ‭ ‬الأيتامِ‭ ‬والأَرامِلِ،‭ ‬والمُهَجَّرينَ‭ ‬والنَّازِحِينَ‭ ‬من‭ ‬دِيارِهِم‭ ‬وأَوْطانِهم،‭ ‬وكُلِّ‭ ‬ضَحايا‭ ‬الحُرُوبِ‭ ‬والاضطِهادِ‭ ‬والظُّلْمِ،‭ ‬والمُستَضعَفِينَ‭ ‬والخائِفِينَ‭ ‬والأَسْرَى‭ ‬والمُعَذَّبِينَ‭ ‬في‭ ‬الأرضِ،‭ ‬دُونَ‭ ‬إقصاءٍ‭ ‬أو‭ ‬تمييزٍ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
باسمِ‭ ‬الشُّعُوبِ‭ ‬التي‭ ‬فقَدَتِ‭ ‬الأَمْنَ‭ ‬والسَّلامَ‭ ‬والتَّعايُشَ،‭ ‬وحَلَّ‭ ‬بها‭ ‬الدَّمارُ‭ ‬والخَرَابُ‭ ‬والتَّناحُر‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
باسمِ‭ ‬‮«‬الأُخُوَّةِ‭ ‬الإنسانيَّةِ‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تَجمَعُ‭ ‬البَشَرَ‭ ‬جميعًا،‭ ‬وتُوحِّدُهم‭ ‬وتُسوِّي‭ ‬بينَهم‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
باسم‭ ‬تلك‭ ‬الأُخُوَّةِ‭ ‬التي‭ ‬أرهَقَتْها‭ ‬سِياساتُ‭ ‬التَّعَصُّبِ‭ ‬والتَّفرِقةِ،‭ ‬التي‭ ‬تَعبَثُ‭ ‬بمَصائِرِ‭ ‬الشُّعُوبِ‭ ‬ومُقَدَّراتِهم،‭ ‬وأَنظِمةُ‭ ‬التَّرَبُّحِ‭ ‬الأَعْمَى،‭ ‬والتَّوَجُّهاتُ‭ ‬الأيدلوجيَّةِ‭ ‬البَغِيضةِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
باسمِ‭ ‬الحُرِّيَّةِ‭ ‬التي‭ ‬وَهَبَها‭ ‬اللهُ‭ ‬لكُلِّ‭ ‬البَشَرِ‭ ‬وفطَرَهُم‭ ‬عليها‭ ‬ومَيَّزَهُم‭ ‬بها‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
باسمِ‭ ‬العَدْلِ‭ ‬والرَّحمةِ،‭ ‬أساسِ‭ ‬المُلْكِ‭ ‬وجَوْهَرِ‭ ‬الصَّلاحِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬
باسمِ‭ ‬كُلِّ‭ ‬الأشخاصِ‭ ‬ذَوِي‭ ‬الإرادةِ‭ ‬الصالحةِ،‭ ‬في‭ ‬كلِّ‭ ‬بِقاعِ‭ ‬المَسكُونَةِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
باسمِ‭ ‬اللهِ‭ ‬وباسمِ‭ ‬كُلِّ‭ ‬ما‭ ‬سَبَقَ،‭ ‬يُعلِنُ‭ ‬الأزهَرُ‭ ‬الشريفُ‭ - ‬ومِن‭ ‬حَوْلِه‭ ‬المُسلِمُونَ‭ ‬في‭ ‬مَشارِقِ‭ ‬الأرضِ‭ ‬ومَغارِبِها‭ - ‬والكنيسةُ‭ ‬الكاثوليكيَّةُ‭ - ‬ومِن‭ ‬حولِها‭ ‬الكاثوليك‭ ‬من‭ ‬الشَّرقِ‭ ‬والغَرْبِ‭ - ‬تَبنِّي‭ ‬ثقافةِ‭ ‬الحوارِ‭ ‬دَرْبًا،‭ ‬والتعاوُنِ‭ ‬المُشتركِ‭ ‬سبيلًا،‭ ‬والتعارُفِ‭ ‬المُتَبادَلِ‭ ‬نَهْجًا‭ ‬وطَرِيقًا‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إنَّنا‭ ‬نحن‭ - ‬المُؤمِنين‭ ‬باللهِ‭ ‬وبلِقائِه‭ ‬وبحِسابِه‭ - ‬ومن‭ ‬مُنطَلَقِ‭ ‬مَسؤُوليَّتِنا‭ ‬الدِّينيَّةِ‭ ‬والأدَبيَّةِ،‭ ‬وعَبْرَ‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقةِ،‭ ‬نُطالِبُ‭ ‬أنفُسَنا‭ ‬وقادَةَ‭ ‬العالَمِ،‭ ‬وصُنَّاعَ‭ ‬السِّياساتِ‭ ‬الدَّولِيَّةِ‭ ‬والاقتصادِ‭ ‬العالَمِيِّ،‭ ‬بالعمَلِ‭ ‬جدِّيًّا‭ ‬على‭ ‬نَشْرِ‭ ‬ثقافةِ‭ ‬التَّسامُحِ‭ ‬والتعايُشِ‭ ‬والسَّلامِ،‭ ‬والتدخُّلِ‭ ‬فَوْرًا‭ ‬لإيقافِ‭ ‬سَيْلِ‭ ‬الدِّماءِ‭ ‬البَرِيئةِ،‭ ‬ووَقْفِ‭ ‬ما‭ ‬يَشهَدُه‭ ‬العالَمُ‭ ‬حاليًّا‭ ‬من‭ ‬حُرُوبٍ‭ ‬وصِراعاتٍ‭ ‬وتَراجُعٍ‭ ‬مناخِيٍّ‭ ‬وانحِدارٍ‭ ‬ثقافيٍّ‭ ‬وأخلاقيٍّ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ونَتَوجَّهُ‭ ‬للمُفكِّرينَ‭ ‬والفَلاسِفةِ‭ ‬ورِجالِ‭ ‬الدِّينِ‭ ‬والفَنَّانِينَ‭ ‬والإعلاميِّين‭ ‬والمُبدِعِينَ‭ ‬في‭ ‬كُلِّ‭ ‬مكانٍ‭ ‬ليُعِيدُوا‭ ‬اكتشافَ‭ ‬قِيَمِ‭ ‬السَّلامِ‭ ‬والعَدْلِ‭ ‬والخَيْرِ‭ ‬والجَمالِ‭ ‬والأُخُوَّةِ‭ ‬الإنسانيَّةِ‭ ‬والعَيْشِ‭ ‬المُشتَرَكِ،‭ ‬وليُؤكِّدوا‭ ‬أهميَّتَها‭ ‬كطَوْقِ‭ ‬نَجاةٍ‭ ‬للجَمِيعِ،‭ ‬وليَسعَوْا‭ ‬في‭ ‬نَشْرِ‭ ‬هذه‭ ‬القِيَمِ‭ ‬بينَ‭ ‬الناسِ‭ ‬في‭ ‬كلِّ‭ ‬مكان‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
إنَّ‭ ‬هذا‭ ‬الإعلانَ‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬انطِلاقًا‭ ‬من‭ ‬تَأمُّلٍ‭ ‬عَمِيقٍ‭ ‬لواقعِ‭ ‬عالَمِنا‭ ‬المُعاصِرِ‭ ‬وتقديرِ‭ ‬نجاحاتِه‭ ‬ومُعايَشةِ‭ ‬آلامِه‭ ‬ومَآسِيهِ‭ ‬وكَوارِثِه‭ - ‬لَيُؤمِنُ‭ ‬إيمانًا‭ ‬جازمًا‭ ‬بأنَّ‭ ‬أهمَّ‭ ‬أسبابِ‭ ‬أزمةِ‭ ‬العالمِ‭ ‬اليَوْمَ‭ ‬يَعُودُ‭ ‬إلى‭ ‬تَغيِيبِ‭ ‬الضميرِ‭ ‬الإنسانيِّ‭ ‬وإقصاءِ‭ ‬الأخلاقِ‭ ‬الدِّينيَّةِ،‭ ‬وكذلك‭ ‬استِدعاءُ‭ ‬النَّزْعَةِ‭ ‬الفرديَّةِ‭ ‬والفَلْسَفاتِ‭ ‬المادِّيَّةِ،‭ ‬التي‭ ‬تُؤَلِّهُ‭ ‬الإنسانَ،‭ ‬وتَضَعُ‭ ‬القِيَمَ‭ ‬المادِّيَّةَ‭ ‬الدُّنيويَّةَ‭ ‬مَوْضِعَ‭ ‬المَبادِئِ‭ ‬العُلْيَا‭ ‬والمُتسامِية‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إنَّنا،‭ ‬وإنْ‭ ‬كُنَّا‭ ‬نُقدِّرُ‭ ‬الجوانبَ‭ ‬الإيجابيَّةَ‭ ‬التي‭ ‬حقَّقَتْها‭ ‬حَضارَتُنا‭ ‬الحَدِيثةُ‭ ‬في‭ ‬مَجالِ‭ ‬العِلْمِ‭ ‬والتِّقنيةِ‭ ‬والطبِّ‭ ‬والصِّناعةِ‭ ‬والرَّفاهِيةِ،‭ ‬وبخاصَّةٍ‭ ‬في‭ ‬الدُّوَلِ‭ ‬المُتقدِّمةِ،‭ ‬فإنَّا‭ - ‬مع‭ ‬ذلك‭ - ‬نُسجِّلُ‭ ‬أنَّ‭ ‬هذه‭ ‬القَفزات‭ ‬التاريخيَّةَ‭ ‬الكُبرى‭ ‬والمَحمُودةَ‭ ‬تَراجَعَتْ‭ ‬معها‭ ‬الأخلاقُ‭ ‬الضَّابِطةُ‭ ‬للتصرُّفاتِ‭ ‬الدوليَّةِ،‭ ‬وتَراجَعَتِ‭ ‬القِيَمُ‭ ‬الرُّوحِيَّةُ‭ ‬والشُّعُورُ‭ ‬بالمَسؤُوليَّةِ؛‭ ‬ممَّا‭ ‬أسهَمَ‭ ‬في‭ ‬نَشْرِ‭ ‬شُعُورٍ‭ ‬عامٍّ‭ ‬بالإحباطِ‭ ‬والعُزْلَةِ‭ ‬واليَأْسِ،‭ ‬ودَفَعَ‭ ‬الكَثِيرينَ‭ ‬إلى‭ ‬الانخِراطِ‭ ‬إمَّا‭ ‬في‭ ‬دَوَّامةِ‭ ‬التَّطرُّفِ‭ ‬الإلحاديِّ‭ ‬واللادينيِّ،‭ ‬وإمَّا‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬التَّطرُّفِ‭ ‬الدِّينيِّ‭ ‬والتشدُّدِ‭ ‬والتَّعصُّبِ‭ ‬الأعمى،‭ ‬كما‭ ‬دَفَعَ‭ ‬البعضَ‭ ‬إلى‭ ‬تَبَنِّي‭ ‬أشكالٍ‭ ‬من‭ ‬الإدمانِ‭ ‬والتَّدمِيرِ‭ ‬الذاتيِّ‭ ‬والجَماعيِّ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
إنَّ‭ ‬التاريخَ‭ ‬يُؤكِّدُ‭ ‬أنَّ‭ ‬التطرُّفَ‭ ‬الدِّينيَّ‭ ‬والقوميَّ‭ ‬والتعصُّبَ‭ ‬قد‭ ‬أثمَرَ‭ ‬في‭ ‬العالَمِ،‭ ‬سواءٌ‭ ‬في‭ ‬الغَرْبِ‭ ‬أو‭ ‬الشَّرْقِ،‭ ‬ما‭ ‬يُمكِنُ‭ ‬أن‭ ‬نُطلِقَ‭ ‬عليه‭ ‬بَوادِر‭ ‬‮«‬حربٍ‭ ‬عالميَّةٍ‭ ‬ثالثةٍ‭ ‬على‭ ‬أجزاءٍ‮»‬،‭ ‬بدَأَتْ‭ ‬تَكشِفُ‭ ‬عن‭ ‬وَجهِها‭ ‬القبيحِ‭ ‬في‭ ‬كثيرٍ‭ ‬من‭ ‬الأماكنِ،‭ ‬وعن‭ ‬أوضاعٍ‭ ‬مَأساويَّةٍ‭ ‬لا‭ ‬يُعرَفُ‭ - ‬على‭ ‬وَجْهِ‭ ‬الدِّقَّةِ‭ - ‬عَدَدُ‭ ‬مَن‭ ‬خلَّفَتْهم‭ ‬من‭ ‬قَتْلَى‭ ‬وأرامِلَ‭ ‬وثَكالى‭ ‬وأيتامٍ،‭ ‬وهناك‭ ‬أماكنُ‭ ‬أُخرَى‭ ‬يَجرِي‭ ‬إعدادُها‭ ‬لمَزيدٍ‭ ‬من‭ ‬الانفجارِ‭ ‬وتكديسِ‭ ‬السِّلاح‭ ‬وجَلْبِ‭ ‬الذَّخائرِ،‭ ‬في‭ ‬وَضْعٍ‭ ‬عالَمِيٍّ‭ ‬تُسيطِرُ‭ ‬عليه‭ ‬الضَّبابيَّةُ‭ ‬وخَيْبَةُ‭ ‬الأملِ‭ ‬والخوفُ‭ ‬من‭ ‬المُستَقبَلِ،‭ ‬وتَتحكَّمُ‭ ‬فيه‭ ‬المَصالحُ‭ ‬الماديَّةُ‭ ‬الضيِّقة‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
ونُشدِّدُ‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬الأزماتِ‭ ‬السياسيَّةَ‭ ‬الطاحنةَ،‭ ‬والظُّلمَ‭ ‬وافتِقادَ‭ ‬عَدالةِ‭ ‬التوزيعِ‭ ‬للثرواتِ‭ ‬الطبيعيَّة‭ - ‬التي‭ ‬يَستَأثِرُ‭ ‬بها‭ ‬قِلَّةٌ‭ ‬من‭ ‬الأثرياءِ‭ ‬ويُحرَمُ‭ ‬منها‭ ‬السَّوادُ‭ ‬الأعظَمُ‭ ‬من‭ ‬شُعُوبِ‭ ‬الأرضِ‭ ‬–‭ ‬قد‭ ‬أَنْتَجَ‭ ‬ويُنْتِجُ‭ ‬أعدادًا‭ ‬هائلةً‭ ‬من‭ ‬المَرْضَى‭ ‬والمُعْوِزِين‭ ‬والمَوْتَى،‭ ‬وأزماتٍ‭ ‬قاتلةً‭ ‬تَشهَدُها‭ ‬كثيرٌ‭ ‬من‭ ‬الدُّوَلِ،‭ ‬برغمِ‭ ‬ما‭ ‬تَزخَرُ‭ ‬به‭ ‬تلك‭ ‬البلادُ‭ ‬من‭ ‬كُنوزٍ‭ ‬وثَرواتٍ،‭ ‬وما‭ ‬تَملِكُه‭ ‬من‭ ‬سَواعِدَ‭ ‬قَويَّةٍ‭ ‬وشبابٍ‭ ‬واعدٍ‭. ‬وأمامَ‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تجعَلُ‭ ‬مَلايينَ‭ ‬الأطفالِ‭ ‬يَمُوتُونَ‭ ‬جُوعًا،‭ ‬وتَتحَوَّلُ‭ ‬أجسادُهم‭ - ‬من‭ ‬شِدَّةِ‭ ‬الفقرِ‭ ‬والجوعِ‭ - ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يُشبِهُ‭ ‬الهَيَاكِلَ‭ ‬العَظميَّةَ‭ ‬الباليةَ،‭ ‬يَسُودُ‭ ‬صمتٌ‭ ‬عالميٌّ‭ ‬غيرُ‭ ‬مقبولٍ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وهنا‭ ‬تَظهَرُ‭ ‬ضرورةُ‭ ‬الأُسرَةِ‭ ‬كنواةٍ‭ ‬لا‭ ‬غِنى‭ ‬عنها‭ ‬للمُجتمعِ‭ ‬وللبشريَّةِ،‭ ‬لإنجابِ‭ ‬الأبناءِ‭ ‬وتَربيتِهم‭ ‬وتَعليمِهم‭ ‬وتَحصِينِهم‭ ‬بالأخلاقِ‭ ‬وبالرعايةِ‭ ‬الأُسريَّةِ،‭ ‬فمُهاجَمةُ‭ ‬المُؤسَّسةِ‭ ‬الأسريَّةِ‭ ‬والتَّقلِيلُ‭ ‬منها‭ ‬والتَّشكيكُ‭ ‬في‭ ‬أهميَّةِ‭ ‬دَوْرِها‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أخطَرِ‭ ‬أمراض‭ ‬عَصرِنا‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
إنَّنا‭ ‬نُؤكِّدُ‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬أهميَّةِ‭ ‬إيقاظِ‭ ‬الحِسِّ‭ ‬الدِّينيِّ‭ ‬والحاجةِ‭ ‬لبَعْثِه‭ ‬مُجدَّدًا‭ ‬في‭ ‬نُفُوسِ‭ ‬الأجيالِ‭ ‬الجديدةِ‭ ‬عن‭ ‬طريقِ‭ ‬التَّربيةِ‭ ‬الصَّحِيحةِ‭ ‬والتنشئةِ‭ ‬السَّليمةِ‭ ‬والتحلِّي‭ ‬بالأخلاقِ‭ ‬والتَّمسُّكِ‭ ‬بالتعاليمِ‭ ‬الدِّينيَّةِ‭ ‬القَوِيمةِ‭ ‬لمُواجَهةِ‭ ‬النَّزعاتِ‭ ‬الفرديَّةِ‭ ‬والأنانيَّةِ‭ ‬والصِّدامِيَّةِ،‭ ‬والتَّطرُّفِ‭ ‬والتعصُّبِ‭ ‬الأعمى‭ ‬بكُلِّ‭ ‬أشكالِه‭ ‬وصُوَرِه‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إنَّ‭ ‬هَدَفَ‭ ‬الأديانِ‭ ‬الأوَّلَ‭ ‬والأهمَّ‭ ‬هو‭ ‬الإيمانُ‭ ‬بالله‭ ‬وعبادتُه،‭ ‬وحَثُّ‭ ‬جميعِ‭ ‬البَشَرِ‭ ‬على‭ ‬الإيمانِ‭ ‬بأنَّ‭ ‬هذا‭ ‬الكونَ‭ ‬يَعتَمِدُ‭ ‬على‭ ‬إلهٍ‭ ‬يَحكُمُه،‭ ‬هو‭ ‬الخالقُ‭ ‬الذي‭ ‬أَوْجَدَنا‭ ‬بحِكمةٍ‭ ‬إلهيَّةٍ،‭ ‬وأَعْطَانَا‭ ‬هِبَةَ‭ ‬الحياةِ‭ ‬لنُحافِظَ‭ ‬عليها،‭ ‬هبةً‭ ‬لا‭ ‬يَحِقُّ‭ ‬لأيِّ‭ ‬إنسانٍ‭ ‬أن‭ ‬يَنزِعَها‭ ‬أو‭ ‬يُهَدِّدَها‭ ‬أو‭ ‬يَتَصرَّفَ‭ ‬بها‭ ‬كما‭ ‬يَشاءُ،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬الجميعِ‭ ‬المُحافَظةُ‭ ‬عليها‭ ‬منذُ‭ ‬بدايتِها‭ ‬وحتى‭ ‬نهايتِها‭ ‬الطبيعيَّةِ؛‭ ‬لذا‭ ‬نُدِينُ‭ ‬كُلَّ‭ ‬المُمارَسات‭ ‬التي‭ ‬تُهدِّدُ‭ ‬الحياةَ؛‭ ‬كالإبادةِ‭ ‬الجماعيَّةِ،‭ ‬والعَمَليَّاتِ‭ ‬الإرهابيَّة،‭ ‬والتهجيرِ‭ ‬القَسْرِيِّ،‭ ‬والمُتاجَرةِ‭ ‬بالأعضاءِ‭ ‬البشَرِيَّةِ،‭ ‬والإجهاضِ،‭ ‬وما‭ ‬يُطلَقُ‭ ‬عليه‭ ‬الموت‭ (‬اللا‭) ‬رَحِيم،‭ ‬والسياساتِ‭ ‬التي‭ ‬تُشجِّعُها‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
كما‭ ‬نُعلنُ‭ - ‬وبحَزمٍ‭ - ‬أنَّ‭ ‬الأديانَ‭ ‬لم‭ ‬تَكُنْ‭ ‬أبَدًا‭ ‬بَرِيدًا‭ ‬للحُرُوبِ‭ ‬أو‭ ‬باعثةً‭ ‬لمَشاعِرِ‭ ‬الكَراهِيةِ‭ ‬والعداءِ‭ ‬والتعصُّبِ،‭ ‬أو‭ ‬مُثِيرةً‭ ‬للعُنْفِ‭ ‬وإراقةِ‭ ‬الدِّماءِ،‭ ‬فهذه‭ ‬المَآسِي‭ ‬حَصِيلَةُ‭ ‬الانحِرافِ‭ ‬عن‭ ‬التعاليمِ‭ ‬الدِّينِيَّة،‭ ‬ونتيجةُ‭ ‬استِغلالِ‭ ‬الأديانِ‭ ‬في‭ ‬السِّياسَةِ،‭ ‬وكذا‭ ‬تأويلاتُ‭ ‬طائفةٍ‭ ‬من‭ ‬رِجالاتِ‭ ‬الدِّينِ‭ - ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مَراحِلِ‭ ‬التاريخِ‭ - ‬ممَّن‭ ‬وظَّف‭ ‬بعضُهم‭ ‬الشُّعُورَ‭ ‬الدِّينيَّ‭ ‬لدَفْعِ‭ ‬الناسِ‭ ‬للإتيانِ‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬علاقةَ‭ ‬له‭ ‬بصَحِيحِ‭ ‬الدِّينِ،‭ ‬من‭ ‬أجلِ‭ ‬تَحقِيقِ‭ ‬أهدافٍ‭ ‬سياسيَّةٍ‭ ‬واقتصاديَّةٍ‭ ‬دُنيويَّةٍ‭ ‬ضَيِّقةٍ؛‭ ‬لذا‭ ‬فنحنُ‭ ‬نُطالِبُ‭ ‬الجميعَ‭ ‬بوَقْفِ‭ ‬استخدامِ‭ ‬الأديانِ‭ ‬في‭ ‬تأجيجِ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬والعُنْفِ‭ ‬والتطرُّفِ‭ ‬والتعصُّبِ‭ ‬الأعمى،‭ ‬والكَفِّ‭ ‬عن‭ ‬استخدامِ‭ ‬اسمِ‭ ‬الله‭ ‬لتبريرِ‭ ‬أعمالِ‭ ‬القتلِ‭ ‬والتشريدِ‭ ‬والإرهابِ‭ ‬والبَطْشِ؛‭ ‬لإيمانِنا‭ ‬المُشتَرَكِ‭ ‬بأنَّ‭ ‬الله‭ ‬لم‭ ‬يَخْلُقِ‭ ‬الناسَ‭ ‬ليُقَتَّلوا‭ ‬أو‭ ‬ليَتَقاتَلُوا‭ ‬أو‭ ‬يُعذَّبُوا‭ ‬أو‭ ‬يُضيَّقَ‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬حَياتِهم‭ ‬ومَعاشِهم،‭ ‬وأنَّه‭ - ‬عَزَّ‭ ‬وجَلَّ‭ - ‬في‭ ‬غِنًى‭ ‬عمَّن‭ ‬يُدَافِعُ‭ ‬عنه‭ ‬أو‭ ‬يُرْهِبُ‭ ‬الآخَرِين‭ ‬باسمِه‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
إنَّ‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقةَ،‭ ‬إذ‭ ‬تَعتَمِدُ‭ ‬كُلَّ‭ ‬ما‭ ‬سبَقَها‭ ‬من‭ ‬وَثائِقَ‭ ‬عالَمِيَّةٍ‭ ‬نَبَّهَتْ‭ ‬إلى‭ ‬أهميَّةِ‭ ‬دَوْرِ‭ ‬الأديانِ‭ ‬في‭ ‬بِناءِ‭ ‬السَّلامِ‭ ‬العالميِّ،‭ ‬فإنَّها‭ ‬تُؤكِّدُ‭ ‬الآتي‭:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‭-‬القناعةُ‭ ‬الراسخةُ‭ ‬بأنَّ‭ ‬التعاليمَ‭ ‬الصحيحةَ‭ ‬للأديانِ‭ ‬تَدعُو‭ ‬إلى‭ ‬التمسُّك‭ ‬بقِيَمِ‭ ‬السلام‭ ‬وإعلاءِ‭ ‬قِيَمِ‭ ‬التعارُّفِ‭ ‬المُتبادَلِ‭ ‬والأُخُوَّةِ‭ ‬الإنسانيَّةِ‭ ‬والعَيْشِ‭ ‬المشترَكِ،‭ ‬وتكريس‭ ‬الحِكْمَةِ‭ ‬والعَدْلِ‭ ‬والإحسانِ،‭ ‬وإيقاظِ‭ ‬نَزْعَةِ‭ ‬التديُّن‭ ‬لدى‭ ‬النَّشْءِ‭ ‬والشبابِ؛‭ ‬لحمايةِ‭ ‬الأجيالِ‭ ‬الجديدةِ‭ ‬من‭ ‬سَيْطَرَةِ‭ ‬الفكرِ‭ ‬المادِّيِّ،‭ ‬ومن‭ ‬خَطَرِ‭ ‬سِياساتِ‭ ‬التربُّح‭ ‬الأعمى‭ ‬واللامُبالاةِ‭ ‬القائمةِ‭ ‬على‭ ‬قانونِ‭ ‬القُوَّةِ‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬قُوَّةِ‭ ‬القانونِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‭-‬أنَّ‭ ‬الحريَّةَ‭ ‬حَقٌّ‭ ‬لكُلِّ‭ ‬إنسانٍ‭: ‬اعتقادًا‭ ‬وفكرًا‭ ‬وتعبيرًا‭ ‬ومُمارَسةً،‭ ‬وأنَّ‭ ‬التَّعدُّدِيَّةَ‭ ‬والاختلافَ‭ ‬في‭ ‬الدِّينِ‭ ‬واللَّوْنِ‭ ‬والجِنسِ‭ ‬والعِرْقِ‭ ‬واللُّغةِ‭ ‬حِكمةٌ‭ ‬لمَشِيئةٍ‭ ‬إلهيَّةٍ،‭ ‬قد‭ ‬خَلَقَ‭ ‬اللهُ‭ ‬البشَرَ‭ ‬عليها،‭ ‬وجعَلَها‭ ‬أصلًا‭ ‬ثابتًا‭ ‬تَتَفرَّعُ‭ ‬عنه‭ ‬حُقُوقُ‭ ‬حُريَّةِ‭ ‬الاعتقادِ،‭ ‬وحريَّةِ‭ ‬الاختلافِ،‭ ‬وتجريمِ‭ ‬إكراهِ‭ ‬الناسِ‭ ‬على‭ ‬دِينٍ‭ ‬بعَيْنِه‭ ‬أو‭ ‬ثقافةٍ‭ ‬مُحدَّدةٍ،‭ ‬أو‭ ‬فَرْضِ‭ ‬أسلوبٍ‭ ‬حضاريٍّ‭ ‬لا‭ ‬يَقبَلُه‭ ‬الآخَر‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‭- ‬أنَّ‭ ‬العدلَ‭ ‬القائمَ‭ ‬على‭ ‬الرحمةِ‭ ‬هو‭ ‬السبيلُ‭ ‬الواجبُ‭ ‬اتِّباعُه‭ ‬للوُصولِ‭ ‬إلى‭ ‬حياةٍ‭ ‬كريمةٍ،‭ ‬يحقُّ‭ ‬لكُلِّ‭ ‬إنسانٍ‭ ‬أن‭ ‬يَحْيَا‭ ‬في‭ ‬كَنَفِه‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‭- ‬أنَّ‭ ‬الحوارَ‭ ‬والتفاهُمَ‭ ‬ونشرَ‭ ‬ثقافةِ‭ ‬التسامُحِ‭ ‬وقَبُولِ‭ ‬الآخَرِ‭ ‬والتعايُشِ‭ ‬بين‭ ‬الناسِ،‭ ‬من‭ ‬شأنِه‭ ‬أن‭ ‬يُسهِمَ‭ ‬في‭ ‬احتواءِ‭ ‬كثيرٍ‭ ‬من‭ ‬المشكلاتِ‭ ‬الاجتماعيَّة‭ ‬والسياسيَّة‭ ‬والاقتصاديَّة‭ ‬والبيئيَّة‭ ‬التي‭ ‬تُحاصِرُ‭ ‬جُزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬البَشَرِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
‭- ‬أنَّ‭ ‬الحوارَ‭ ‬بين‭ ‬المُؤمِنين‭ ‬يَعنِي‭ ‬التلاقيَ‭ ‬في‭ ‬المساحةِ‭ ‬الهائلةِ‭ ‬للقِيَمِ‭ ‬الرُّوحيَّةِ‭ ‬والإنسانيَّةِ‭ ‬والاجتماعيَّةِ‭ ‬المُشترَكةِ،‭ ‬واستثمارَ‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬نَشْرِ‭ ‬الأخلاقِ‭ ‬والفَضائلِ‭ ‬العُلْيَا‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إليها‭ ‬الأديانُ،‭ ‬وتَجنُّبَ‭ ‬الجَدَلِ‭ ‬العَقِيمِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‭-‬أنَّ‭ ‬حمايةَ‭ ‬دُورِ‭ ‬العبادةِ،‭ ‬من‭ ‬مَعابِدَ‭ ‬وكَنائِسَ‭ ‬ومَساجِدَ،‭ ‬واجبٌ‭ ‬تَكفُلُه‭ ‬كُلُّ‭ ‬الأديانِ‭ ‬والقِيَمِ‭ ‬الإنسانيَّةِ‭ ‬والمَوَاثيقِ‭ ‬والأعرافِ‭ ‬الدوليَّةِ،‭ ‬وكلُّ‭ ‬محاولةٍ‭ ‬للتعرُّضِ‭ ‬لِدُورِ‭ ‬العبادةِ،‭ ‬واستهدافِها‭ ‬بالاعتداءِ‭ ‬أو‭ ‬التفجيرِ‭ ‬أو‭ ‬التهديمِ،‭ ‬هي‭ ‬خُروجٌ‭ ‬صَرِيحٌ‭ ‬عن‭ ‬تعاليمِ‭ ‬الأديانِ،‭ ‬وانتهاكٌ‭ ‬واضحٌ‭ ‬للقوانينِ‭ ‬الدوليَّةِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
‭-   ‬أنَّ‭ ‬الإرهابَ‭ ‬البَغِيضَ‭ ‬الذي‭ ‬يُهدِّدُ‭ ‬أمنَ‭ ‬الناسِ،‭ ‬سَواءٌ‭ ‬في‭ ‬الشَّرْقِ‭ ‬أو‭ ‬الغَرْبِ،‭ ‬وفي‭ ‬الشَّمالِ‭ ‬والجَنوبِ،‭ ‬ويُلاحِقُهم‭ ‬بالفَزَعِ‭ ‬والرُّعْبِ‭ ‬وتَرَقُّبِ‭ ‬الأَسْوَأِ،‭ ‬ليس‭ ‬نِتاجًا‭ ‬للدِّين‭ - ‬حتى‭ ‬وإنْ‭ ‬رَفَعَ‭ ‬الإرهابيُّون‭ ‬لافتاتِه‭ ‬ولَبِسُوا‭ ‬شاراتِه‭ - ‬بل‭ ‬هو‭ ‬نتيجةٌ‭ ‬لتَراكُمات‭ ‬الفُهُومِ‭ ‬الخاطئةِ‭ ‬لنُصُوصِ‭ ‬الأديانِ‭ ‬وسِياساتِ‭ ‬الجُوعِ‭ ‬والفَقْرِ‭ ‬والظُّلْمِ‭ ‬والبَطْشِ‭ ‬والتَّعالِي؛‭ ‬لذا‭ ‬يجبُ‭ ‬وَقْفُ‭ ‬دَعْمِ‭ ‬الحَرَكاتِ‭ ‬الإرهابيَّةِ‭ ‬بالمالِ‭ ‬أو‭ ‬بالسلاحِ‭ ‬أو‭ ‬التخطيطِ‭ ‬أو‭ ‬التبريرِ،‭ ‬أو‭ ‬بتوفيرِ‭ ‬الغِطاءِ‭ ‬الإعلاميِّ‭ ‬لها،‭ ‬واعتبارُ‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الجَرائِمِ‭ ‬الدوليَّةِ‭ ‬التي‭ ‬تُهدِّدُ‭ ‬الأَمْنَ‭ ‬والسِّلْمَ‭ ‬العالميَّين،‭ ‬ويجب‭ ‬إدانةُ‭ ‬ذلك‭ ‬التَّطرُّفِ‭ ‬بكُلِّ‭ ‬أشكالِه‭ ‬وصُوَرِه‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
‭- ‬أنَّ‭ ‬مفهومَ‭ ‬المواطنةِ‭ ‬يقومُ‭ ‬على‭ ‬المُساواةِ‭ ‬في‭ ‬الواجباتِ‭ ‬والحُقوقِ‭ ‬التي‭ ‬يَنعَمُ‭ ‬في‭ ‬ظِلالِها‭ ‬الجميعُ‭ ‬بالعدلِ؛‭ ‬لذا‭ ‬يَجِبُ‭ ‬العملُ‭ ‬على‭ ‬ترسيخِ‭ ‬مفهومِ‭ ‬المواطنةِ‭ ‬الكاملةِ‭ ‬في‭ ‬مُجتَمَعاتِنا،‭ ‬والتخلِّي‭ ‬عن‭ ‬الاستخدام‭ ‬الإقصائيِّ‭ ‬لمصطلح‭ ‬‮«‬الأقليَّاتِ‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يَحمِلُ‭ ‬في‭ ‬طيَّاتِه‭ ‬الإحساسَ‭ ‬بالعُزْلَةِ‭ ‬والدُّونيَّة،‭ ‬ويُمهِّدُ‭ ‬لِبُذُورِ‭ ‬الفِتَنِ‭ ‬والشِّقاقِ،‭ ‬ويُصادِرُ‭ ‬على‭ ‬استحقاقاتِ‭ ‬وحُقُوقِ‭ ‬بعض‭ ‬المُواطِنين‭ ‬الدِّينيَّةِ‭ ‬والمَدَنيَّةِ،‭ ‬ويُؤدِّي‭ ‬إلى‭ ‬مُمارسةِ‭ ‬التمييز‭ ‬ضِدَّهُم‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‭- ‬أنَّ‭ ‬العلاقةَ‭ ‬بينَ‭ ‬الشَّرْقِ‭ ‬والغَرْبِ‭ ‬هي‭ ‬ضَرُورةٌ‭ ‬قُصوَى‭ ‬لكِلَيْهما،‭ ‬لا‭ ‬يُمكِنُ‭ ‬الاستعاضةُ‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬تَجاهُلُها،‭ ‬ليَغتَنِيَ‭ ‬كلاهما‭ ‬من‭ ‬الحَضارةِ‭ ‬الأُخرى‭ ‬عَبْرَ‭ ‬التَّبادُلِ‭ ‬وحوارِ‭ ‬الثقافاتِ؛‭ ‬فبإمكانِ‭ ‬الغَرْبِ‭ ‬أن‭ ‬يَجِدَ‭ ‬في‭ ‬حَضارةِ‭ ‬الشرقِ‭ ‬ما‭ ‬يُعالِجُ‭ ‬به‭ ‬بعضَ‭ ‬أمراضِه‭ ‬الرُّوحيَّةِ‭ ‬والدِّينيَّةِ‭ ‬التي‭ ‬نتَجَتْ‭ ‬عن‭ ‬طُغيانِ‭ ‬الجانبِ‭ ‬الماديِّ،‭ ‬كما‭ ‬بإمكانِ‭ ‬الشرق‭ ‬أن‭ ‬يَجِدَ‭ ‬في‭ ‬حضارةِ‭ ‬الغربِ‭ ‬كثيرًا‭ ‬ممَّا‭ ‬يُساعِدُ‭ ‬على‭ ‬انتِشالِه‭ ‬من‭ ‬حالاتِ‭ ‬الضعفِ‭ ‬والفُرقةِ‭ ‬والصِّراعِ‭ ‬والتَّراجُعِ‭ ‬العلميِّ‭ ‬والتقنيِّ‭ ‬والثقافيِّ‭. ‬ومن‭ ‬المهمِّ‭ ‬التأكيدُ‭ ‬على‭ ‬ضَرُورةِ‭ ‬الانتباهِ‭ ‬للفَوَارقِ‭ ‬الدِّينيَّةِ‭ ‬والثقافيَّةِ‭ ‬والتاريخيَّةِ‭ ‬التي‭ ‬تَدخُلُ‭ ‬عُنْصرًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬في‭ ‬تكوينِ‭ ‬شخصيَّةِ‭ ‬الإنسانِ‭ ‬الشرقيِّ،‭ ‬وثقافتِه‭ ‬وحضارتِه،‭ ‬والتأكيدُ‭ ‬على‭ ‬أهميَّةِ‭ ‬العمَلِ‭ ‬على‭ ‬تَرسِيخِ‭ ‬الحقوقِ‭ ‬الإنسانيَّةِ‭ ‬العامَّةِ‭ ‬المُشترَكةِ،‭ ‬بما‭ ‬يُسهِمُ‭ ‬في‭ ‬ضَمانِ‭ ‬حياةٍ‭ ‬كريمةٍ‭ ‬لجميعِ‭ ‬البَشَرِ‭ ‬في‭ ‬الشَّرْقِ‭ ‬والغَرْبِ‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬سياسةِ‭ ‬الكَيْلِ‭ ‬بمِكيالَيْنِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
‭- ‬أنَّ‭ ‬الاعترافَ‭ ‬بحَقِّ‭ ‬المرأةِ‭ ‬في‭ ‬التعليمِ‭ ‬والعملِ‭ ‬ومُمارَسةِ‭ ‬حُقُوقِها‭ ‬السياسيَّةِ‭ ‬هو‭ ‬ضَرُورةٌ‭ ‬مُلِحَّةٌ،‭ ‬وكذلك‭ ‬وجوبُ‭ ‬العملِ‭ ‬على‭ ‬تحريرِها‭ ‬من‭ ‬الضُّغُوطِ‭ ‬التاريخيَّةِ‭ ‬والاجتماعيَّةِ‭ ‬المُنافِيةِ‭ ‬لثَوابِتِ‭ ‬عَقيدتِها‭ ‬وكَرامتِها،‭ ‬ويَجِبُ‭ ‬حِمايتُها‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬الاستغلالِ‭ ‬الجنسيِّ‭ ‬ومن‭ ‬مُعامَلتِها‭ ‬كسِلعةٍ‭ ‬أو‭ ‬كأداةٍ‭ ‬للتمتُّعِ‭ ‬والتربُّحِ؛‭ ‬لذا‭ ‬يجبُ‭ ‬وقفُ‭ ‬كل‭ ‬المُمارَساتِ‭ ‬اللاإنسانية‭ ‬والعادات‭ ‬المُبتذِلة‭ ‬لكَرامةِ‭ ‬المرأةِ،‭ ‬والعمَلُ‭ ‬على‭ ‬تعديلِ‭ ‬التشريعاتِ‭ ‬التي‭ ‬تَحُولُ‭ ‬دُونَ‭ ‬حُصُولِ‭ ‬النساءِ‭ ‬على‭ ‬كامِلِ‭ ‬حُقوقِهنَّ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
‭- ‬أنَّ‭ ‬حُقوقَ‭ ‬الأطفالِ‭ ‬الأساسيَّةَ‭ ‬في‭ ‬التنشئةِ‭ ‬الأسريَّةِ،‭ ‬والتغذيةِ‭ ‬والتعليمِ‭ ‬والرعايةِ،‭ ‬واجبٌ‭ ‬على‭ ‬الأسرةِ‭ ‬والمجتمعِ،‭ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬تُوفَّرَ‭ ‬وأن‭ ‬يُدافَعَ‭ ‬عنها،‭ ‬وألَّا‭ ‬يُحرَمَ‭ ‬منها‭ ‬أيُّ‭ ‬طفلٍ‭ ‬في‭ ‬أيِّ‭ ‬مكانٍ،‭ ‬وأن‭ ‬تُدانَ‭ ‬أيَّةُ‭ ‬مُمارسةٍ‭ ‬تَنالُ‭ ‬من‭ ‬كَرامتِهم‭ ‬أو‭ ‬تُخِلُّ‭ ‬بحُقُوقِهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬ضرورةُ‭ ‬الانتباهِ‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يَتعرَّضُون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مَخاطِرَ‭ - ‬خاصَّةً‭ ‬في‭ ‬البيئةِ‭ ‬الرقميَّة‭ - ‬وتجريمِ‭ ‬المُتاجرةِ‭ ‬بطفولتهم‭ ‬البريئةِ،‭ ‬أو‭ ‬انتهاكها‭ ‬بأيِّ‭ ‬صُورةٍ‭ ‬من‭ ‬الصُّوَرِ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‭- ‬أنَّ‭ ‬حمايةَ‭ ‬حُقوقِ‭ ‬المُسنِّين‭ ‬والضُّعفَاءِ‭ ‬وذَوِي‭ ‬الاحتياجاتِ‭ ‬الخاصَّةِ‭ ‬والمُستَضعَفِينَ‭ ‬ضرورةٌ‭ ‬دِينيَّةٌ‭ ‬ومُجتمعيَّةٌ‭ ‬يَجِبُ‭ ‬العمَلُ‭ ‬على‭ ‬تَوفيرِها‭ ‬وحِمايتِها‭ ‬بتشريعاتٍ‭ ‬حازمةٍ‭ ‬وبتطبيقِ‭ ‬المواثيقِ‭ ‬الدوليَّة‭ ‬الخاصَّةِ‭ ‬بهم‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وفي‭ ‬سبيلِ‭ ‬ذلك،‭ ‬ومن‭ ‬خلالِ‭ ‬التعاون‭ ‬المُشترَكِ‭ ‬بين‭ ‬الكنيسةِ‭ ‬الكاثوليكيَّةِ‭ ‬والأزهرِ‭ ‬الشريفِ،‭ ‬نُعلِنُ‭ ‬ونَتَعهَّدُ‭ ‬أنَّنا‭ ‬سنعملُ‭ ‬على‭ ‬إيصالِ‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقةِ‭ ‬إلى‭ ‬صُنَّاعِ‭ ‬القرارِ‭ ‬العالميِّ،‭ ‬والقياداتِ‭ ‬المؤثِّرةِ‭ ‬ورجالِ‭ ‬الدِّين‭ ‬في‭ ‬العالمِ،‭ ‬والمُنظَّماتِ‭ ‬الإقليميَّةِ‭ ‬والدوليَّةِ‭ ‬المَعنِيَّةِ،‭ ‬ومُنظَّماتِ‭ ‬المُجتَمَعِ‭ ‬المدنيِّ،‭ ‬والمؤسساتِ‭ ‬الدينيَّة‭ ‬وقادَةِ‭ ‬الفِكْرِ‭ ‬والرَّأيِ،‭ ‬وأن‭ ‬نَسْعَى‭ ‬لنشرِ‭ ‬ما‭ ‬جاءَ‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مَبادِئَ‭ ‬على‭ ‬كافَّةِ‭ ‬المُستوياتِ‭ ‬الإقليميَّةِ‭ ‬والدوليَّةِ،‭ ‬وأن‭ ‬نَدعُوَ‭ ‬إلى‭ ‬تَرجمتِها‭ ‬إلى‭ ‬سِياساتٍ‭ ‬وقَراراتٍ‭ ‬ونُصوصٍ‭ ‬تشريعيَّةٍ،‭ ‬ومَناهجَ‭ ‬تعليميَّةٍ‭ ‬ومَوادَّ‭ ‬إعلاميَّةٍ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
كما‭ ‬نُطالِبُ‭ ‬بأن‭ ‬تُصبِحَ‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقةُ‭ ‬مَوضِعَ‭ ‬بحثٍ‭ ‬وتأمُّلٍ‭ ‬في‭ ‬جميعِ‭ ‬المَدارسِ‭ ‬والجامعاتِ‭ ‬والمَعاهدِ‭ ‬التعليميَّةِ‭ ‬طوالتربويَّةِ؛‭ ‬لتُساعِدَ‭ ‬على‭ ‬خَلْقِ‭ ‬أجيالٍ‭ ‬جديدةٍ‭ ‬تحملُ‭ ‬الخَيْرَ‭ ‬والسَّلامَ،‭ ‬وتُدافِعُ‭ ‬عن‭ ‬حقِّ‭ ‬المَقهُورِين‭ ‬والمَظلُومِين‭ ‬والبُؤَساءِ‭ ‬في‭ ‬كُلِّ‭ ‬مكانٍ‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
ختامًا‭:‬‬
لتكن‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقةُ‭ ‬دعوةً‭ ‬للمُصالَحة‭ ‬والتَّآخِي‭ ‬بين‭ ‬جميعِ‭ ‬المُؤمِنين‭ ‬بالأديانِ،‭ ‬بل‭ ‬بين‭ ‬المُؤمِنين‭ ‬وغيرِ‭ ‬المُؤمِنين،‭ ‬وكلِّ‭ ‬الأشخاصِ‭ ‬ذَوِي‭ ‬الإرادةِ‭ ‬الصالحةِ؛‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لتَكُنْ‭ ‬وثيقتُنا‭ ‬نِداءً‭ ‬لكلِّ‭ ‬ضَمِيرٍ‭ ‬حيٍّ‭ ‬يَنبذُ‭ ‬العُنْفَ‭ ‬البَغِيضَ‭ ‬والتطرُّفَ‭ ‬الأعمى،‭ ‬ولِكُلِّ‭ ‬مُحِبٍّ‭ ‬لمَبادئِ‭ ‬التسامُحِ‭ ‬والإخاءِ‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬لها‭ ‬الأديانُ‭ ‬وتُشجِّعُ‭ ‬عليها؛‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لتكن‭ ‬وثيقتُنا‭ ‬شِهادةً‭ ‬لعَظَمةِ‭ ‬الإيمانِ‭ ‬باللهِ‭ ‬الذي‭ ‬يُوحِّدُ‭ ‬القُلوبَ‭ ‬المُتفرِّقةَ‭ ‬ويَسمُو‭ ‬بالإنسانِ؛‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لتكن‭ ‬رمزًا‭ ‬للعِناقِ‭ ‬بين‭ ‬الشَّرْقِ‭ ‬والغَرْبِ،‭ ‬والشمالِ‭ ‬والجنوبِ،‭ ‬وبين‭ ‬كُلِّ‭ ‬مَن‭ ‬يُؤمِنُ‭ ‬بأنَّ‭ ‬الله‭ ‬خَلَقَنا‭ ‬لنَتعارَفَ‭ ‬ونَتعاوَنَ‭ ‬ونَتَعايَشَ‭ ‬كإخوةٍ‭ ‬مُتَحابِّين‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هذا‭ ‬ما‭ ‬نَأمُلُه‭ ‬ونسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقِه؛‭ ‬بُغيةَ‭ ‬الوُصولِ‭ ‬إلى‭ ‬سلامٍ‭ ‬عالميٍّ‭ ‬يَنعمُ‭ ‬به‭ ‬الجميعُ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياةِ‭ ‬“‭ .‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وعليه‭ ‬فقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قرار‭ ‬بالإجماع‭ ‬بأن‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬يوم‭ ‬دولي‭ ‬للأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرة،‭ ‬قدمتها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬ومصر‭ ‬والبحرين‭ ‬والسعودية‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن‭ ‬ماجاء‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬التاريخية‭ ‬يحتاج‭ ‬لأن‭ ‬نفرد‭ ‬له‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬وجوائز‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬بل‭ ‬وحقائب‭ ‬وزارية‭ ‬في‭ ‬حكوماتنا‭ !!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن‭ ‬ماتشهده‭ ‬الإنسانية‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مآسي‭ ‬بلغت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬بنوك‭ ‬للجلود‭ ‬البشرية‭ ‬وللأعضاء‭ ‬البشرية‭ ‬وجزر‭ ‬بالكامل‭ ‬تقدم‭ ‬أطفال‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والتي‭ ‬بها‭ ‬حروب،‭ ‬تقدم‭ ‬دماءهم‭ ‬ليشربها‭ ‬بعض‭ ‬أثرياء‭ ‬العالم‭ ‬وبعض‭ ‬اصحاب‭ ‬القرار‭ ‬وليمارسو‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬بدعوى‭ ‬عودة‭ ‬أجسادهم‭ ‬لنضارة‭ ‬الشباب‭! ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إنه‭ ‬قمة‭ ‬الإنحراف‭ ‬السلوكي‭ ‬والبشري‭ ‬،،‭ ‬لذا‭ ‬وجبت‭ ‬التذكرة‭ ‬بصرخة‭ ‬صادقة‭ ‬أطلقت‭ ‬بنية‭ ‬صادقة‭ ‬وفكر‭ ‬واع‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬وسيحدث،‭ ‬فلن‭ ‬يعود‭ ‬عصر‭ ‬الأنبياء‭ ‬والرسل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.. ‬وليس‭ ‬لنا‭  ‬الآن‭ ‬إلا‭ ‬هذه‭ ‬الصرخات‭ ‬العاقلة‭ ‬الراشدة‭ .‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره