2023-11-07
بوينج توسع مجالات الاستدامة في عالم الطيران
تتواجد شركة بوينج موجودة في منطقة الشرق الأوسط منذ ما يقرب من ثمانية عقود، وتساهم في دعمها بالطائرات التجارية الأكثر تقدمًا والمنصات الدفاعية والأنظمة الفضائية والأمنية.
وخلال معرض دبي للطيران، يتطلع ممثلو بوينج إلى لقاء العملاء والشركاء والموردين والمساهمين الإقليميين والعالميين الآخرين، كما قال Kuljit Ghata-Aura، رئيس شركة بوينج الشرق الأوسط وتركيا وأفريقي، في مقابلة حصرية مع مجلة “درع الوطن”، سلط خلالها الضوء على أولويات بوينج القصوى في المنطقة، وخطط معرض دبي للطيران ومبادرات الاستدامة. فيما يلي مقتطفات من تلك المقابلة:
«درع الوطن»: بصفتك رئيسًا لشركة Boeing Middle East و Türkiye و Africa -META، ما هي أولوياتك القصوى للمنطقة ؟
في بوينج، نحن جميعًا ملتزمون بخدمة احتياجات عملائنا الإقليميين المهمين. ستكون هذه دائمًا على رأس أولوياتنا. تركز مجالات تركيزنا على الابتكار والاستدامة وتطوير الشراكات التي تفيد عملائنا والمساهمين والاقتصادات الوطنية.
وتُبدي شركة بوينج التزامًا طويل الأجل تجاه الشرق الأوسط من خلال دعمها لرؤى التنمية الوطنية، وتدعم بشدة التنويع الاقتصادي والنمو عن طريق إقامة شراكات من شأنها أن تعزز القدرات الصناعية وتدعم تطوير صناعة طيران على المستوى المحلي.
وفي القطاع التجاري، عززت شركات الطيران الشهيرة في الشرق الأوسط نفوذها وخطوطها على مدار الـ 25 عامًا الماضية، وحولت دبي والدوحة إلى مراكز عبور جوي دولية. واكتسب الطلب على السفر الجوي والبضائع زخما، مدفوعا بالنمو الاقتصادي الكبير وخطط التنمية الوطنية.
ويعد الشرق الأوسط سوقًا قويًا للدفاع، حيث تنفق العديد من الدول فوق المعدل العالمي لتزويد قواتها الدفاعية بأحدث الطائرات والمروحيات وأنظمة الطائرات بدون طيار والمزيد.
«درع الوطن»: تشارك بوينج بنشاط في جهود الاستدامة في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. هل يمكنك إخبارنا عن بعض المبادرات الرئيسية التي تقودها لجعل الطيران أكثر استدامة ؟
دخلت بوينج في شراكة مع المساهمين الرئيسيين في الشرق الأوسط لدفع مجموعة من مبادرات الاستدامة التي تتماشى مع التزام الصناعة بوصول صافي الانبعاثات إلى نقطة الصفر بحلول عام 2050.
دخلت بوينج والاتحاد شريكتين في تحالف استدامة استراتيجي يتمحور حول نموذج الطائرة بوينج 787 الصديق للبيئة منذ عام 2019. وتركز الشراكة على الابتكار والتحسين المستمر للكفاءة التشغيلية ووقود الطيران المستدام (SAF).
وفي يناير 2023، قامت طيران الإمارات، بالشراكة مع بوينج وجنرال إلكتريك وشركاء آخرين، بتشغيل أول رحلة تجريبية في المنطقة مدعومة بنسبة 100 % من وقود الطيران المستدام في أحد المحركين على متن طائرة بوينج 777-300ER.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت شركة بوينج اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة في دولة الإمارات بالتعاون مع شركة الاتحاد. وتعمل جامعة خليفة وشركاء آخرون على خارطة متعلقة بوقود الطيران المستدام بالتعاون مع وزارة الطاقة الإماراتية والمنتدى الاقتصادي العالمي.
في الآونة الأخيرة، في سبتمبر 2023، وقعت بوينج مذكرة تفاهم مع “مصدر”، شركة طاقة المستقبل في أبو ظبي PJSC، لدفع صناعة وقود الطيران المستدام (SAF) في الإمارات العربية المتحدة والعالم. ستستكشف الشركتان أيضًا المبادئ المحاسبية المتقدمة لوقود الطيران المستدام، والتي يمكن أن تمكن صناعة وقود الطيران المستدام من التغلب على الحواجز الجغرافية أثناء توسعها.
«درع الوطن»: ما هي خطط بوينج لمعرض دبي للطيران 2023، وما الذي تأمل في تحقيقه خلال المعرض ؟
يسعدنا رعاية مؤتمر Aerospace 2050 مرة أخرى وأن نثبت للعالم أن مستقبل الطيران سيكون أكثر استدامة. وقبل COP28 بشكل خاص، يعد معرض الطيران مناسبة مثالية لمزيد من التعاون الذي يعزز السفر المستدام.
كما هو الحال في معرض الطيران السابق، سنشارك بشكل كبير في مركز بدء تشغيل شركة Vista الناشئة. ولدي فريق Aerospace Xelerated - برنامج مسرع بدء التشغيل لشركة بوينج يعرض ويدعم الشركات التابعة لها في المعرض، مع دعم مجموعتهم الحالية من قبل شركة “توازن”.
«درع الوطن»: مع انعقاد COP28 في دولة الإمارات، ما هي توقعات بوينج وخططها لهذا الحدث الضخم ؟
نحن نتطلع بشدة إلى COP28 هنا في دولة الإمارات. ويمثل COP28 أهمية خاصة للنقاش المتعلق بالمناخ العالمي لأنه سيمثل اختتام أول عملية جرد عالمية Global Stocktake- التي تمثل تقييما شاملا للتقدم الذي تم إحرازه ضمن أهداف اتفاق باريس.
تتركز توقعات بوينج وخططها COP28 في الإمارات أيضًا حول التزامها بتسريع فرص التنمية للجيل القادم من القادة، لا سيما في سياق الاستدامة وتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقد أطلقنا برنامج الشباب «STEM for Sustainability» بالشراكة مع Amideast/UAE وبدعم من السفارة الأمريكية في الإمارات.
يهدف البرنامج المتعدد الأوجه ذو الثلاث سنوات إلى مواءمة تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) مع الاستدامة. ونحن نتفق مع هدف الإمارات العربية المتحدة المتمثل في إشراك الشباب لدفع أجندة موجهة نحو الحلول لمعالجة تغير المناخ والعمل من أجل مستقبل مستدام. وتدرك شركة بوينج مدى الضرورة الملحة لهذا التوافق، ونعتقد أن الاستثمار في الاستدامة يعني الاستثمار في الشباب.
«درع الوطن»: أجرت طيران الإمارات مؤخرًا رحلة تجريبية باستخدام الوقود الجوي المستدام بنسبة 100 % في طائرة بوينج 777-300. هل يمكنك تقديم رؤى حول دور بوينج في دعم العملاء مثل طيران الإمارات في تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بهم ؟
في أواخر يناير من العام الجاري، دخلنا في شراكة مع طيران الإمارات وجنرال إلكتريك إيروسبيس لاختبار مزيج وقود طيران مستدام بنسبة 100 % في دبي. واستخدمت رحلة طيران الإمارات التجريبية 18 طنًا من وقود الطائرات المستدام من زيت الطهي والدهون المستعملة في محرك واحد لطائرة بوينج 777-300ER - تم تزويد محرك واحد بوقود طيران مستدام بنسبة 100 % بينما عمل المحرك الثاني على وقود الطائرات التقليدي لمقارنة الانبعاثات. ستُستخدم نتائج الرحلة التجريبية والتحليلات للموافقة على معايير القوات المسلحة السودانية في المستقبل وستسمح بزيادة إنتاج وإمدادات القوات المسلحة السودانية. تهدف طيران الإمارات إلى شراء 50% من إمدادات الوقود من البدائل المستدامة والمصادر المتجددة بحلول عام 2030.
«درع الوطن»: لقد كان لديك مهنة متنوعة داخل بوينج، بدءًا من الأدوار القانونية إلى تطوير السوق. كيف شكلت خلفيتك وخبرتك نهجك في القيادة في دورك الحالي ؟
قبل انضمامي إلى شركة بوينج، كنت شريكًا في شركة تدريب خاصة، حيث كنت متخصصًا في عمليات الاندماج والاستحواذ والمشاريع المشتركة عبر الحدود، لذلك كنت دائمًا مهتمًا بكيفية عقد الصفقات. وتعلمت منذ سن مبكرة جدًا أنه إذا لم يتم فهم الاختلافات الثقافية واحترامها، فقد يؤدي ذلك إلى عدم المضي قدمًا في المعاملات المربحة. وبوصفي محاميًا، أدركت أنه يمكنني لعب دور مهم في مساعدة موكلي على سد هذه الفجوة.
وكنت أيضًا المستشار الإقليمي للشرق الأوسط والهند وأفريقيا لشركة بوينج التي نراها في المنطقة الآن. وبهده الصفة، تعرفت على العديد من المساهمين الذين أواصل المشاركة معهم في دوري الحالي، لذلك هناك شعور حقيقي بالاستمرارية، والتي أعتقد أنها مفيدة.
«درع الوطن»: تتطور صناعة الطيران بسرعة، ومع التطورات في التكنولوجيا والدفع الكهربائي والتنقل الجوي الحضري كيف تتعامل شركة بوينج مع هذه التغييرات التكنولوجية ؟
نحن نتعامل مع مستقبل الفضاء على أنه رقمي ومستدام ومستقل. ويشمل تركيزنا الرقمي دورة حياة المنتج بأكملها، كما يتضح من T-7A Red Hawk، الذي تم تصميمه وبنائه واختباره باستخدام الهندسة الرقمية F15EX، والذي يأتي مع تقنيات الجيل التالي التي توفر قدرة محسنة على البقاء عبر مجموعة واسعة من البيئات. بالإضافة إلى ذلك، نعمل بنشاط على تطوير قدرات مستقلة عبر منصات مختلفة، بما في ذلك المركبة الفضائية Starliner و MQ-25 Stingray و MQ-28 Ghost Bat و Integrator ER و ScanEagle ومركبات Orca تحت سطح البحر. ويمتد التزامنا إلى مجال التنقل الجوي الحضري مع المركبات الجوية ذاتية القيادة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، مثل التاكسي الطائر Wisk›s Generation 6.
«درع الوطن»: كيف تستعد بوينج لتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي في المنطقة ؟
في سوق ديناميكي يتميز بقوة الطلب والمنافسة الشرسة، نحن ملتزمون بتلبية استثمارات عملائنا الكبيرة من خلال تلبية الحاجة المتزايدة للطائرات والخدمات الجديدة. وبالنظر إلى المستقبل، تشير توقعات بوينج إلى وجود طلب عالمي يقدر ب 42,595 عملية تسليم طائرات جديدة بحلول عام 2042، وهو ما يمثل نموًا سنويًا ثابتًا بنسبة 2,8 % في الأسطول العالمي. ومن المتوقع أن يضاعف هذا النمو حجم الأسطول من 24,500 طائرة في عام 2022 إلى 48,600 بحلول عام 2042.
لا يوجد تعليقات