مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-01-01

الفريق جون ميلر: نقدر فرصة العمل مع البحرية الإماراتية

يتمثل دورنا في المساهمة في الأمن والاستقرار البحري
 
 
الفريق البحري جون و. ميلر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، والأسطول الخامس الأمريكي/ القوات البحرية المشتركة، كان واحداً من عدد من كبار صناع القرار الذين حضروا ملتقى سفن الدورية البحرية في الشرق الأوسط 2013 الذي عقد في أبوظبي في ديسمبر الماضي.
 
وعلى هامش الملتقى كان لمجلة «درع الوطن» لقاء مع الفريق البحري جون و. ميلر تطرق فيه بالحديث حول مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك القرصنة البحرية والطرق التجارية الآمنة، وفي ما يلي نص اللقاء:
 
حوار: شاكا برامود
 
أنتم تأخذون موقعكم في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلباً، فما هي التحديات الرئيسية التي تواجهكم في هذه المهمة؟
يتمثل دورنا في المساهمة في الأمن والاستقرار البحري، تلك هي مهمتنا. ونحن نقوم بذلك من خلال قوة بحرية متحالفة تضم 30 دولة مختلفة. وذلك ما نفعله في كل يوم من خلال ثلاث قوى واجب: قوى الواجب 150 و151 و152. وبواسطة قوى الواجب الثلاث تلك نغطي الخليج، ونغطي مسرح العمليات بكامله من قناة السويس إلى الحدود الشرقية لباكستان، كما نغطي مهمة مكافحة القرصنة الراهنة.
 
بما أن الولايات المتحدة الأمريكية قد انسحبت من العراق وتخطط للانسحاب من أفغانستان، فما الذي سيكون موضع تركيز جديد لكم؟
لم يتغير موضع تركيزنا منذ 2001، فهو الأمن والاستقرار البحري، وضمان حرية تدفق التجارة. وهو يضمن لأية سفينة أن تبحر من أي مكان في العالم إلى المناطق الشمالية في الخليج وأن تعود إلى الوطن بأمان. ولم يتغير ذلك عندما ذهبت الولايات المتحدة والتحالف إلى أفغانستان، كما لم يتغير عندما ذهبوا إلى العراق، ولن يتغير لفترة طويلة في المستقبل، سوف نستمر في ضمان سلامة البيئة البحرية وأمنها.
 
من المتوقع أن تنشر الولايات المتحدة الأمريكية حاملة طائرات واحدة فحسب هنا على مدى سنوات قادمة. فهل سيتم تخفيض عملياتكم بالنظر إلى تعرض الحكومة الأمريكية مؤخراً لحالة جمود مالي غير مسبوقة؟
أنا مقتنع بوضع القوات لدى الولايات المتحدة حالياً، وقد أتيحت لي فرصة بمراجعة بنية القوات المقترحة والتي لم تتغير بصورة جوهرية عما لدينا اليوم. ولذلك فأنا مقتنع بأننا سيكون لدينا بنية قوات كافية لكي ننجز مهمتنا في المستقبل. كان الوزير هيجل واضحاً عندما تحدث في حوار المنامة حول الالتزام الأمريكي الدائم تجاه المنطقة. إن موقف قواتنا البحرية الحالي والمطروح للمستقبل يسمح لنا بالوفاء بالالتزامات التي أبداها الوزير.
 
كيف تقيّم التهديدات الأمنية الراهنة لدول الشرق الأوسط؟
سوف أتحدث عن التهديدات البحرية؛ لأن هذا هو السلك الذي أعمل فيه. توجد تهديدات محتملة للأمن البحري هنا في المنطقة، وهي معروفة تماماً. ولذلك فأنا لا أحتاج بالضرورة إلى ذكرها، ولكننا نفهمها. إننا نعمل في بيئة نبحر فيها كل يوم بين القطع البحرية لسلاح البحرية الإيرانية والحرس الثوري بشكل دائم، ولذا فنحن نفهمهم وهم يفهموننا. إنها بيئة معقدة، ولكنها بيئة نعرفها ونحن قادرون على العمل فيها والقيام بعملياتنا بكل راحة.
 
بما أن التهديدات في المنطقة تتناقص وتركيز الولايات المتحدة على ما يبدو يتحول إلى مناطق أخرى، فهل ثمة أية خطة لنقل قاعدتكم من البحرين؟
لدينا علاقة مثمرة وطويلة الأمد مع البحرينيين؛ ذلك أن لدينا قوات في البحرين منذ عام 1948. ولدينا بنية تحتية ضخمة هناك. وتعتبر البحرين شريك كبير لنا، وقد كانت كذلك دائماً، وأنا أتوقع أن تبقى شريك لنا في المستقبل المنظور. وأعتقد أن خير مثال لالتزامنا المستمر بقاعدتنا في البحرين هو أن لدينا ما قيمته نصف مليار دولار من الاستثمارات في البنية التحتية الجارية على مدى عدة أعوام قادمة ستتيح لنا استبدال سفننا وكاسحات الألغام وزوارق الدورية هناك والاستعاضة عنها بسفن قتالية ساحلية وهي سفن المستقبل. إذن فاستثمارنا في البنية التحتية لمساندة تلك السفن يدل على نيتنا البقاء في البحرين في المستقبل المنظور.
 
ما مدى النجاح الذي حققته مؤتمرات مثل ملتقى سفن الدورية البحرية في مكافحة التهديد السائد المتمثل في انعدام الأمن البحري في المحيط الهندي؟
إننا نتحدث كثيراً عن الشراكات والقدرات والكفاءات في البناء. وأنا أرى أن الشراكة ليست عبارة عن مجرد زيادة قدرة شركائنا في التحالف، بل هي الحصول على مزيد من القدرات التي يمكن إدماجها في عملياتنا بحيث تتيح لنا فرصة التكامل والعمل معاً أو التمرين معاً. ومثل هذه المؤتمرات تساعدنا على معرفة بعضنا بعضاً، وعلى فهم احتياجات كل سلاح من أسلحة البحرية لكي نمضي قدماً معاً، وبحيث إن دعت الحاجة إلى القيام بعمليات مشتركة فسنكون قادرين على فعل ذلك. وهذا على الأغلب يمنحنا الفرصة لفهم كيف يمكننا إجراء التمرينات معاً لكي نكون جاهزين عند الحاجة إلى القيام بعمليات معاً.
 
من المهام الرئيسية للبحرية الأمريكية ضمان سلامة عبور النفط من المنطقة، فهل ترى أن الدول الأوربية بحاجة إلى العمل بنشاط في هذا الجهد على اعتبار أن اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط قد انخفض عبر السنين؟
الأمر، أولاً، لا يتعلق بالنفط فحسب، بل بسلامة مرور كافة السفن بغض النظر عما تحمل. وثانياً، لا يسهم الأوربيون وحدهم بل هناك دول أخرى مشاركة في قواتنا المشتركة من أنحاء دول العالم، كاليابان التي انضمت في 8 ديسمبر إلى قوة الواجب 151، وهي قوة واجب لمكافحة القرصنة، ودول أخرى من أوروبا، وكندا وأستراليا، وبالتالي فهو جهد عالمي مستمر حالياً. وأثناء تمريننا الدولي لكسح الألغام في مايو 2013، شاركت فيه 40 دولة من كل قارة على وجه البسيطة، ولذلك فإن الجهود الرامية للحفاظ على الأمن والاستقرار  في هذه المنطقة هي جهود عالمية.
 
أحياناً قد تواجه عدواً مستعداً لإطلاق النار، فكيف تتصرف للسيطرة على الوضع بحيث لا يؤدي الاستفزاز إلى مواجهة خطيرة؟
إننا نقدم توجيهاً وإرشاداً محدداً جداً لقادتنا حول الحاجة إلى الحيلولة دون حصول خطأ في الحسابات، ونحن هنا لكي نحافظ على الأمن، وليس لإحداث مواجهات.
 
ما هو تأثير الاعتماد الأمريكي على النفط في القوات المسلحة الأمريكية والوجود البحري في الشرق الأوسط؟
يعتبر النفط سلعة عالمية، فاليابان تحصل على نسبة تفوق 80 % من نفطها من الخليج، وتحصل الصين على نحو نسبة 70 % من الخليج أيضاً. فإذا ما تم إعاقة تدفق النفط من الخليج فسيكون له أثر مباشر على الاقتصاد العالمي، وهذا سيء على الجميع، وبالتالي فلم يعد بإمكان أي دولة الاعتماد على النفط. وبما أنها سلعة عالمية فإننا نشعر بالقلق حول إمدادات النفط، وبالتالي فهي مهمة على الصعيد العالمي، سواء كانت هنا أو على الساحل الغربي لأفريقيا أو من الولايات المتحدة أو أمريكا الشمالية.
 
تعتبر القرصنة تحدياً رئيسياً آخر، فما هو الدور الذي تراه لحلفاء جدد مثل الصين والهند في محاربة هذا التهديد؟
تقوم قواتنا البحرية المشتركة بإدارة مؤتمر ربع سنوي تحت عنوان «مؤتمر الوعي المشترك وإزالة الصراع»، وهو مؤتمر يركز على مكافحة القرصنة. وقد عقدنا ذلك المؤتمر  مؤخراً في مقراتنا بالبحرين. وما تعلمناه من المؤتمر هو أن الصينيين مهتمون بمزيد من التعاون مع الولايات المتحدة في مهمة مكافحة القرصنة، ولذا فأنا متفائل بأننا نحرز تقدماً كبيراً في إدارة مهام مكافحة القرصنة مع القوات البحرية بكلا الدولتين.
 
ما هي نصيحتك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول تعزيز دفاعاتها البحرية؟
إنا نعمل عن كثب مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ونساعدها على زيادة قدراتها وإمكاناتها وتعزيز شراكتنا معها. فنحن نجري نحو 25 تمريناً في السنة مع دول مجلس التعاون، والذي يبعثني على التفاؤل هو أننا نشهد مزيداً من التعاون بين قوات البحرية في دول مجلس التعاون نفسها، حيث تضم جهودها أكثر فأكثر للاستفادة من مجلس التعاون كله ككيان واحد، وأنا أرى أن هذا توجه طيب.
 
في رأيكم ما هي أفضل طريقة للإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية للعمل من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي؟
إننا نحتاج إلى الاستمرار في التعاون الجاري والبحث عن فرص موسعة كلما أمكننا ذلك لتحسين قدرتنا على التكامل سواء في التمارين أو في العمليات الفعلية، وسيبقى تبادل المعلومات أمراً مهماً بيننا.
 
لو تكرمتم بإخبارنا عن عملياتكم في وقت السلم، وعن مدى أهميتها للمحافظة على الاستقرار في أي منطقة؟
من الأمور التي نعرفها هي أنه من الأفضل دوماً أن تكون قادراً على العمل بشكل متقدم، وذلك هو ما يجعل قاعدتنا في البحرين مهمة جداً. وليس بإمكانك بناء الثقة ما لم تعمل للمستقبل، وهذا هو سبب أهمية وجودنا هنا. وهو يمكننا من حضور المؤتمرات وأن نكون معاً في البيئة البحرية يوماً بعد يوم لنعمل جنباً إلى جنب لتحقيق هدف مشترك هو الأمن البحري.
 
ما هي الرسالة التي تود تقديمها لقراء «درع الوطن»؟
عندما نتحدث عن الأمن البحري فغالباً ما نتجه للحديث عن عدد السفن، وحجمها، وعن الأسلحة التي تحملها. والذي نجد باستمرار أنه أهم جانب من جوانب النجاح في البيئة البحرية هو نوعية البحارة وجودتهم سواء كانوا أمريكيين أو إماراتيين، والذي نكتشفه مرة تلو المرة أننا كلما وضعنا بحارتنا معاً فإنهم يشكلون لحمة قوية. إننا نقدر دائماً إتاحة الفرصة للعمل مع البحرية الإماراتية، ونتطلع قدماً نحو أية فرصة في المستقبل. لقد أتيحت لي الفرصة لقراءة مجلتكم من قبل، ومن دواعي سعادتي أن أرى أن مجلة القوات المسلحة الإماراتية «درع الوطن» تقوم بتغطية متميزة، حيث تحضر فعاليات مثل ملتقى سفن الدورية البحرية، وتبني الوعي حول التهديدات للأمن البحري وحول حلولها.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره