مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-11-01

قائد قوة دفاع نيوزلندا: العلاقات النيوزيلندية الإماراتية ستلقى مزيدا من التعزيز والترسيخ

ثمن سعادة الفريق ريتشارد ريس جونز، رئيس قوة الدفاع النيوزيلندية في حديث خاص لمجلة «درع الوطن» العلاقة المتميزة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة ونيوزيلندا، مؤكداً أن هناك كثيراً من الأمور المشتركة والصلات الوثيقة بين الإمارات ونيوزيلندا، ولاسيما في الشؤون العسكرية، كما أكد أن الإمارات تحظى باحترام وتقدير عظيمين في جميع أنحاء العالم من خلال ما تقدمه من المساعدات الإنسانية والإغاثة في مختلف بقاع العالم. كما أشاد قائد قوة دفاع نيوزيلندا بمعرضَي «آيدكس» و«دبي للطيران» باعتبارهما حدثين عالميين بكل المقاييس، يستحقان الحضور والمشاركة، كما أنهما يوفران بيئة ممتازة لتطوير العلاقات الدولية بين البلدان باعتبارهما ملتقى للعارضين ووفود الدفاع.
 
حوار: الرائد الركن/ يوسف جمعة الحداد
وأكد سعادته أهمية وسائل الإعلام العسكري لما تؤديه من دور مهم في حياة العسكريين بمختلف مواقعهم ومسؤولياتهم. وفيما يلي نص الحوار:
 
ما الهدف من زيارتكم الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة؟
كان هناك تعاون بين قوات الدفاع النيوزيلندية والقوات المسلحة الإماراتية لوقت ليس بالقليل تدعيماً لجهود البلدين في أفغانستان، وقد أسهم ذلك في إيجاد صلات طيبة بين القوات المسلحة في البلدين. كما أنه، وعلى مدى العامين أو الأعوام الثلاثة الماضية، كنا نعمل برويّة لتحديد المجالات التي يمكننا إقامة تعاون إيجابي فيها، حيث يستطيع أحد الطرفين إضافة مهارات يمكن مشاركة الطرف الآخر فيها، وذلك لتحسين القدرة على العمل معاً، وكذلك العمل ضمن تحالف.
 وتُعدّ هذه الزيارة فرصة أخرى لتوثيق العلاقات وترسيخها، وكذلك لإجراء بعض المناقشات حول أمور يمكننا أن نتعاون فيها فيما بيننا. وخلال هذه الزيارة زرت "شركة أبو ظبي لبناء السفن"؛ للاطلاع على أعمال الصيانة في البحرية، كما زرت عدداً من الأماكن الخاصة بالقوات المسلحة، وكانت فرصة لمشاهدة القوات المسلحة الإماراتية عن قرب.
 
كيف تنظرون إلى التطور الذي طرأ على التعاون العسكري بين دولة الإمارات ونيوزيلندا في السنوات الأخيرة؟ وهل هناك خطط لتعزيز هذا التعاون في المرحلة المقبلة؟
ما نزال في المراحل الأولى من العمل المشترك، وقد عملنا جيداً في الماضي على مساعدة بعضنا بعضاً في مناطق أخرى في العالم، ولكننا الآن في بداية التفكير في آلية تعاوننا وكيفيته في هذه المنطقة. وقد قمنا باستقصاء أولي للطرق التي يمكننا التعاون فيها، وقد أرسلت فرقاً إلى دولة الإمارات لبدء المحادثات بصورة مباشرة على مستوى الوحدات. ويتم الآن دراسة هذه التوصيات من قبل حكومتينا، ونأمل أن يتم في القريب العاجل التوقيع على مذكرة تفاهم أو اتفاق بين البلدين تحدد ما يمكننا فعله، وسوف يسمح لنا ذلك بتطوير الخيارات المتاحة.
 
كيف يؤدي التعاون العسكري بين بلدينا إلى تعزيز العلاقات والمصالح المشتركة؟
لدى كل منا رؤية تجاه العالم، كيف ننظر للقضايا في منطقة الخليج، وقضايا في الشرق الأوسط وكذلك في آسيا الوسطى، إضافة لعدم الاستقرار الذي تشهده بعض أجزاء من أفريقيا.
لقد اكتشفنا خلال العقد الأخير أن لكل منا نظرة إستراتيجية تماثلية بالنظر لبعض الأمور، وكلانا يعترف بضرورة العمل مع الآخرين من أجل حل مشاكل العالم العالقة، وهذا يضعنا سياسياً في نفس المسار، ومن خلال عملنا معاً، أو بقوات قادرة على العمل معاً يتيح لنا هذا أن نتقدم خطوات لنتمكن من القيام بالمساعدة في نطاق عملنا معاً.
 
تؤدي دولة الإمارات دوراً محورياً في تقديم المساعدات الإنسانية على المستوى العالمي، ما تقييمكم لهذا الدور؟ 
تحظى المساعي التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة في دول أخرى، ولاسيما في أفغانستان وغيرها، باحترام وتقدير عظيمين في جميع أنحاء العالم. وهذا هو أحد الأسباب التي وحّدت الرؤى بين الإمارات ونيوزيلندا حيال مسؤولياتنا. فكما أنكم تقومون بتقديم كثير من المساعدات، وتبعثون بفرق الإغاثة، أو تركزون على العمل على حل بعض القضايا الاجتماعية في الأماكن التي تذهبون إليها، فكذلك الأمر بالنسبة إلى نيوزيلندا. ونحن بالتأكيد ننظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة نظرة تقدير وإكبار لما تقوم به من مساعٍ طيبة؛ فالقوات المسلحة ليست هناك لكي تقاتل، بل لحل القضايا وتقديم العون الذي يمكنها تقديمه.
 
تُعدُّ دولة الإمارات العربية المتحدة لاعباً أساسياً في مجال المعارض الدولية، فقبل شهور قليلة نظمت الدولة معرض "آيدكس 2013"، وبعد أيام قليلة ستقيم الدولة "معرض دبي للطيران"، كيف تقيّمون هذه المعارض، وما الذي يميزها عن غيرها من المعارض العالمية؟ وما هو حجم مشاركتكم فيها؟  
أرسلت نيوزيلندا أشخاصاً إلى "آيدكس" و"معرض دبي للطيران" لبعض الوقت، كما حضر رئيس القوات الجوية النيوزيلندية مؤخراً عرض الطيران لهذا العام في "آيدكس 2013". ويُعد هذا مثالاً جيداً على تعزيز دور دولة الإمارات العربية المتحدة كأحد رواد القدرات أو الصناعة أو التجارة في العالم.
 إن القدرة على استضافة واجتذاب اللاعبين الصناعيين، الذين يعرفون أن الفعاليات جديرة بالمشاركة، يدل على الاحترام الذي يحظى به بلدكم أيضاً؛ فأنتم تمتلكون مقدرة متميزة في تنظيم مثل هذه المعارض الدولية. ولو لم ينظر إليها على أنها معارض مميزة، لما أقبلَت تلك الشركات التجارية العالمية وشاركت فيها. وإن حضور هذا العدد الكبير من الشركات العالمية يُعَدُّ دلالة كبرى على ذلك. إضافة إلى ذلك كله تمثل هذه المعارض بيئة ممتازة لتطوير العلاقات الدولية بين البلدان باعتبارها ملتقى للعارضين ووفود الدفاع.
 
هل ثمة أي نوع من التعاون بين شركات الدفاع الوطنية في كلا الدولتين، وإن كان الأمر كذلك، فما النتائج المتوقعة لهذا التعاون؟
تعتمد صناعات الدفاع لدى الدولتين في الواقع على التعاون بين اللاعبين الدوليين، مثل بابكوك Babcock وبريتيش إيروسبيس British Aerospace ولوكهيد مارتن  Lockheed Martin، وبالتالي فالدولتان تعوّدتا العمل مع تلك المؤسسات الكبرى من أجل مساندة قواتهما، سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو نيوزيلندا. ويتم جانب كبير من المشاركة فيما بيننا من خلال تلك الشركات الكبرى التي تعمل فيها فرقنا معاً. وهناك بعض الحالات المباشرة التي كان فيها تعاون صناعي فيما بيننا؛ فالمحركات النفاثة النيوزيلندية تُستخدم لتزويد بعض سفن الجمارك لديكم، وهو مثال على مجال قيام الصناعات النيوزيلندية الصغيرة التي تصنّع منتجات صغيرة مخصوصة بمشاركة مؤسسة كبرى لتقديم الدعم.
 
كيف يمكن لدولة الإمارات أن تتعاون مع نيوزيلندا في تكريس الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي؟
على الصعيد الدولي، أرى أنه من المهم بالنسبة إلى الدول التي يتعين عليها العمل معاً، ألا تحل المشكلات بمفردها، بل أن تثق بالقوات المسلحة لدى الدولة الأخرى بحيث تعرف كيف تعمل الدولة الأخرى، وتثق بالمهارات التي تملكها، وتفهم الطريقة التي يتم بها استغلال تلك المهارات. وهذا يسمح لنا بالدخول في أي بيئة، سواء في الخليج أو في أي منطقة أخرى ضمن عملية نشر الاستقرار، سواء في إفريقيا أو آسيا الوسطى أو أجزاء أخرى من الشرق الأوسط. كما أنه من المهم أن تشعر الدول بأن بإمكانها المساهمة بعملٍ ما أيضاً، وأن مساهماتها تلقى التقدير. وثمة أمر تحسن دولة الإمارات العربية المتحدة تحقيقه؛ وهو أنها تحافظ على مستويات عالية جداً في معايير التدريب، ومما له صلة في صميم هذا الموضوع "الكلية الجوية" التي تطبق المعايير التي ترقى إلى مستويات قدرات منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وهي مثال جيد على المجال الذي قد تكون فيه لدولنا مساهمات صغيرة فحسب، ولكنها مع ذلك تبدو مناسبة وتؤدي عملياتها على أرقى المستويات، وتعمل مع دول أخرى مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وتلقى تقديراً حقيقياً لما تستطيع القيام به. قد لا تكون مساهماتنا كبيرة، ولكنها تبقى جيدة جداً، وأنا أعتقد أن السمعة الطيبة لهذه المنجزات جديرة بأن تكون موضع فخر واعتزاز لدولة الإمارات العربية المتحدة ولنيوزيلندا على حد سواء. 
 
أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة حديثاً كلية الدفاع الوطني، فإلى أي حد يمكن أن يساعد هذا على تحقيق الأمن والاستقرار الوطني؟ وهل ثمة أي إمكانية للتعاون بين بلدينا بشأن الكلية؟
تُعدّ الأسس والمعايير التي يتم وفقها دخول الأشخاص إلى أيّ كلية دفاع وطني في أي دولة من الأمور المهمة في تعليم ضباط الرتب العليا؛ لأن هذه الأسس تسهم بعد ذلك في بناء الثقة والتفاهم بين هؤلاء الأشخاص، كما تتم إشاعة الاستقرار من خلال التفاهم، وكذلك بإقامة مجموعات متناظرة من شبكات الاتصال التي تتيح الفرصة للعسكريين، وخاصة في المنطقة، بالتحدث إلى بعضهم بعضاً، والتعرف على محدثيهم، فقد يكون هذا الشخص ضابطاً رفيع المستوى أو شخصية رئيسية من صناع السياسات في تلك الدولة. ففي أوقات التوترات الشديدة عندما تغدو الأمور غير واضحة، تصبح القدرة على التحدث إلى شخص يعرفونه في دولة أخرى أمراً في غاية الأهمية. وإلى جانب ما يتم تدريسه في الكليات، ثمة أمر مهم، هو أنك تجمع بين أشخاص على هيئة مجموعة يبحثون قضايا تحظى بالفهم على الصعيد العالمي، وكذلك تجمع وكالات وجهات مختلفة أيضاً، قد تتمثل في قوات الدفاع أو في جهاز الشرطة أو في جهات أخرى، حيث يمكنهم الحديث مثلاً عن وجهة نظر الشرطة، أو قوات الدفاع، أو عن رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة حول وضع من الأوضاع، وهذه من المواقف التي تعزز الأمن من خلال التفاهم وبناء شبكات التواصل.
 
هل ترى أن بلدكم يعتزم القيام بدور عسكري في الشرق الأوسط مستقبلاً؟
كانت نيوزيلندا تقوم بدور عسكري في منطقة الشرق الأوسط على مدى الأعوام المئة الماضية. فالشرق الأوسط مهم بالنسبة إلى نيوزيلندا من أجل تجارتنا. فقد كنا هنا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وبعد ذلك في القضية الفلسطينية. وليس ذلك لأننا نحل المشكلات أو أننا نعرف الحلول، بل لأن الأمر يتعلق بالمساهمات الصغيرة للأمم. وكل الذي يمكنني قوله هو أن الشرق الأوسط يكتسب أهمية كبرى لنيوزيلندا، فنحن لنا تاريخ في المجيء إلى هنا ومساعدة دول في المنطقة، وأنا على ثقة بأن ذلك سوف يستمر.
 
هل تعتبرون حرب المعلومات تمثل تحدياً إضافياً للقوات المسلحة بصورة عامة؟
أجل، بعض عامة الناس يتوقعون أن يعرفوا كثيراً من الأمور عمّا تفعله القوات العسكرية؛ لأن ذلك من الممكنات في رأيهم، غير أن هؤلاء يجب أن يعلموا أن كثيراً مما تفعله المؤسسة العسكرية ينبغي أن يظل سراً تحتفظ به المؤسسة لنفسها. إننا لا نريد أن يعرف أفراد قد نحاربهم في المستقبل – مثل المتمردين أو الإرهابيين– شيئاً عن تكتيكاتنا. هناك صراع دائماً بين وسائل الإعلام التي تريد أن تعرف المزيد وعامة الجمهور الذين يرغبون في معرفة المزيد أيضاً من جهة، وبين المؤسسة العسكرية التي تحتاج إلى حماية سريتها أو أمنها من جهة أخرى؛ لأن هذه أمور تتعلق بالعمليات. وهناك مزيد من التدقيق والتمحيص من جانب وسائل الإعلام حول موقع المؤسسة العسكرية من السياسة أيضاً، ومن شأنها أن تصنع ملامح ومؤشرات للشعب لكي يحتج حول ما تفعله المؤسسة العسكرية. وسوف أستعير مثالاً من نيوزيلندا، حيث كنا في أفغانستان وكنا نصنع أموراً طيبة هناك. وكان لدينا فريق لإعادة إعمار الأرياف، وكنا ندرب وحدة لمكافحة الإرهاب على تعلُّم نشر حكم القانون وإشاعته، وكيف يكونون رجال شرطة وليس جنوداً في تنفيذ عمليات، وكيف يبتعدون عن إساءة معاملة الأسرى. ولذلك فإننا كنا نفعل أموراً جيدة، وكنا واثقين بذلك، ولكننا لم نستطع أن نتحدث عن تفاصيل تكتيكاتنا. ولكن باعتبار أنه كان ثمة شعور بأننا لم نكن نشارك عامة الشعب في المعلومات، فقد قال عدد من  الأشخاص في قطاع الإعلام لدينا: "إنه من الواضح أننا نخفي شيئاً، ولا بد من أننا نرتكب أشياء خاطئة". وقد سبب هذا مشكلات أخلاقية بين جنودنا الذين كانوا يقومون بأمور طيبة، ومع ذلك فلم يكونوا يلقون الدعم. وقد جعل ذلك بعض الجماهير تبدي ملاحظات وتعليقات، وأدى هذا الأمر إلى صدور تعليقات سياسية من أحزاب المعارضة حول ما نقوم بعمله. أود أن أقول إنها تصورات أكثر مما هي حقائق، فالمؤسسة العسكرية ستبقى تقوم بأشياء، ولكنها بحاجة إلى أن تقوم بها بتؤدة؛ لأنه قد تكون هناك معارضة من جانب السياسيين بسبب إسقاطات وسائل الإعلام، وقد تكون هناك بعض القضايا الحقيقية؛ لأن المؤسسة العسكرية لا تستطيع الرد دائماً بالصراحة التي ترغب فيها وسائل الإعلام، أو لا تستطيع الإجابة عن التساؤلات. وهناك قضايا لا بد من تجنبها. ولا أظن أن هناك أي مؤسسة عسكرية قد حلت هذه الإشكالية؛ لأننا لا نزال نريد أن نحافظ على السرية والأمن، بينما ترغب وسائل الإعلام في الحصول على قصص لها.
 
في اعتقادنا أن هناك طلبة من جميع أنحاء العالم يدرسون في بلدكم، فإلى أي درجة يستفيدون، وهل من المرجح أن يواجه الطلبة العسكريون الوافدون أيّ صعوبات هناك؟
إن من دواعي الاعتزاز والفخر لنيوزيلندا أنها قادرة على اجتذاب طلبة من جميع أنحاء العالم. فقد أقبل الطلاب من منطقة الشرق الأوسط على الدراسة والتعلم في نيوزيلندا منذ أمد بعيد، بما في ذلك الطلبة العسكريون، في جامعاتنا للحصول على درجات أكاديمية مدنية، بالإضافة إلى دعوتهم للدوام في كلية الأركان لدينا. ولذا فإن نيوزيلندا تود بالفعل أن تعتقد أن بإمكانها إيجاد البيئة التي يستطيع الناس من دول أو ثقافات أخرى القدوم والإحساس فيها بالقبول والاحترام لثقافاتهم، ولكنها تقوم في الوقت نفسه بإيجاد البيئة التي يشعرون فيها بأنهم يحملون رؤى مختلفة أيضاً. ولو أن النيوزيلنديين وحدهم كانوا يدرسون لكانت هناك رؤية واحدة، ولكن بما أنه قد يكون لدينا طلاب صينيون أو من أمريكا الشمالية أو الشرق الأوسط أو هنود أو أوروبيون، فإن معنى ذلك أن لديهم رؤية أوسع كثيراً. وفي رأيي أن الدول التي يوجد لديها عدد كبير من الطلبة الأجانب، ولاسيما من خارج المنطقة، تكسب العديد من المنافع. ومن المؤكد أن أي عسكري إماراتي يدرس في نيوزيلندا سيجد أنه على الرغم من أن حجم الدراسة قد يكون صغيراً فإن جانباً كبيراً من الدراسة والدارسين سيكون من دول أخرى، كما يدور جزء كبير من النقاش حول تلك الرؤى والمناظير المختلفة. إن مبدأ التعليم الهادف إلى اكتساب رؤية واسعة بقدر الإمكان لا يتعلق بموافقة الجميع أو اتفاقهم، بل بالرؤى المختلفة وتفهّم الجميع وجود هذه الرؤى المختلفة. أعتقد أن هذه بيئة تعلم إيجابية لأي شخص قادم إلى بلد آخر، وأرى أن هذا أمر قد أحسنت نيوزيلندا فيه صنعاً.
 
برأيك، ما مدى أهمية الإعلام العسكري بالنسبة إلى القوات المسلحة في مختلف دول العالم؟
كما هو الأمر لديكم في دولة الإمارات العربية المتحدة، توجد لدى نيوزيلندا خلية دفاع إعلامية قوية نشيطة تماماً، ولديها دور مهم تؤديه؛ فهي تقدم النصح، أو توفر منبراً نعلن من خلاله رسائلنا لشعبنا، وهذا أمر مهم؛ لأننا نريد أن يكون أفراد القوات العسكرية البرية والبحرية والجوية على وعي بما يحدث في البيئة الدفاعية، مقارنة بالصورة التي تنشرها وسائل الإعلام التجارية.
 ولذلك بما أن جنودنا وبحارتنا وطيارينا موجودون في المجتمع وضمن جماعاتهم ويتم نشر أشياء عنهم من خلال شاشات التلفاز، فإن جماهير شعبنا يمكنهم القول: "حسناً، ليس ذلك صحيحاً تماماً، وهذه هي القصة الصحيحة وراء ذلك". وهذا يعني أنهم يصبحون الوسيلة الحقيقية لنقل الرسالة إلى المجتمع، كما أن جماهيرنا تحسن الفهم، فهم سيتحدثون في الغالب عن قضايا عسكرية أو تقنية محددة. كما يعني ذلك أيضاً أن هناك مجموعة تتمتع بقدر أكبر من الفهم للبيئة الإعلامية التجارية، ما يجعلهم يستطيعون تفسير ما نقول، ويقدمون النصح والمشورة بشأن أفضل الطرق لنشر تلك الرسالة. هناك توازن، وبالتالي فإن وسائل الإعلام العسكرية تعتبر ضرورية لما نفعله.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره