مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-04-01

فيصل القاسمي: قواتنا المسلحة مسيرة مـن الإنجاز

في ذاكرة الأيام، رجال تركوا بصماتهم حيث عملوا وأنجزوا، فبذلوا جهدهم من أجل الوطن، وكانوا نموذجاً يحتذى به، عاصروا تأسيس القوات المسلحة وبداية قيام الاتحاد وتأسيس الدولة، وعملوا على تنفيذ توجيهات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فوضعوا ولاء الوطن راية نصب أعينهم، ولم يألو جهداً في خدمة بلادهم من خلال العمل في قواتنا المسلحة حتى أصبحت من أحدث الجيوش بين نظيراتها من الجيوش المتقدمة.
 
حوار: أحمد جمعة الكعبي
وها نحن نعود بالذاكرة إلى القادة الذين كان لهم قدم السبق في أداء الواجب لقواتنا المسلحة وكانوا رمزاً للوفاء والإخلاص، لنستعيد معهم ثمرة سنوات طوال مـــن العمل والإنجـــاز، وفي هذا العدد كانت لنا وقفة تاريخية مع اللواء الركن (م) سمو الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي رئيس الأركان الأسبق، وفيما يلي نص اللقاء وحديث الذكريات:
 
بما أنكم أحد أقدم العسكريين الذين التحقوا بالقوات المسلحة لدولة الإمارات، هل يمكن أن تحدثنا عن البدايات وكيف أتت فكرة الالتحاق بالقوات المسلحة؟
كانت بدايتي في قوة الساحل المتصالح، وهي القوة التي تشكلت في عام 1951، وكانت تضم عدداً من الضباط البريطانيين الذين ساهموا في تأسيس هذه القوة، ففي عام 1956 التحقت بدورة بالكلية العسكرية في المملكة الأردنية الهاشمية، وتخرجت منها لأعود إلى قوة الساحل المتصالح، وما لبثت حتى التحقت بكلية مونز الحربية البريطانية لأتخرج منها عام 1960، وبعد تولي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم بإمارة أبوظبي، عينت رئيساً لديوان سمو ولي عهد أبوظبي، وحين تشكلت قوة دفاع أبوظبي شغلت منصب وكيل وزارة الدفاع.
 
هل لكم أن تخبرنا عن القوات المسلحة في السابق؟ وما التغيرات التي طرأت عليها بعد التوحيد؟
 في البداية كان لكل إمارة قوة مستقلة تتمثل في عدد قليل من الأفراد والضباط، الأمر الذي تطلب منا الاستعانة بأهل الخبرة من الأقطار العربية والإسلامية المختلفة والذين قدموا لنا الخبرة اللازمة في مجال القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية والدفاع الجوي، وهو الأمر الذي يعكس الرؤية الحكيمة للشيخ زايد "طيب الله ثراه" وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حيث كان لهم هدف وغاية في استقطاب هذه الخبرات، وهو إعداد قوات مسلحة على أسس ومنهجية صحيحة.
 
بعد قيام الاتحاد وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة كان لابد من وجود جيش موحد يضم كل قوات الإمارات، وهو الأمر الذي تحقق بفضل جهود الشيخ زايد بن سلطان "رحمه الله" والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم "رحمه الله"، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات في عام 1976 حيث صدر القرار بتوحيد القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد، وبعد هذه الخطوة كانت أول مشاركة للقوات المسلحة ضمن قوات الردع العربية في لبنان والتي استمرت حتى عام 1979 لتتلوها مشاركات أخرى إقليمياً وعالمياً.
 
أعمالكم ومناصبكم التي توليتموها تميزت بالعمل مع الشيخ زايد بن سلطان "طيب الله ثراه"، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله" فما هي أهم المواقف التي صادفتكم وظلت في الذاكرة؟
كان الشيخ زايد "رحمه الله" على إطلاع دائم بكل ما يخص القوات المسلحة، فكان دائماً يسألني عن التطورات التي تطرأ في القوات المسلحة وعن عدد الضباط والأفراد وعن أنواع الأسلحة المستخدمة في التدريبات، حتى أنني أصبحت أصطحب قائمة الموازنة اليومية للقوات المسلحة كل ما ذهبت لمجلسه رحمه الله، كذلك لا أنسى دور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد "حفظه الله" رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة والذي كان لا يتردد عن تقديم الدعم لنا في القوات المسلحة بكل ما نحتاجه، حيث كان سموه يحرص على أن تؤسس القوات المسلحة بكل ما هو جديد من أسلحة وآليات ومعدات تواكب متطلبات القيادات والوحدات العسكرية المختلفة.
 
سيدي..ماذا عن مرحلة الإنشاء والتأسيس؟
كان إنشاء كلية عسكرية هو الهدف الذي سعى له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» في السبعينات، فقمنا آنذاك باستشارة الخبراء البريطانيين الذين أكدوا لنا أن إنشاء كلية عسكرية لجيش يتكون من 3000 فرد  هو أمر شبه مستحيل، لكنه رحمه الله لم ييأس، وقام سموه بتسليمي رسالة خطية للملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية "رحمه الله" والذي أمر بإرسال عدد من الضباط الأردنيين، وقامت الكلية العسكرية تحت مسمى "كلية زايد الثاني العسكرية" وبقيادة العميد الركن صالح مصطفى حسين أبو الهيجاء والذي تولى القيادة من 1972 إلى 1975، وتناوب بعده على قيادة الكلية كل من المشير عبد الحافظ مرعي فلاح الكعابنة والفريق الركن سالم محمد الترك، والفريق الركن عارف محمد فاضل، والعميد الركن أحمد محمود عبد الهادي والذين كان لهم الفضل الكبير في تأسيس الكلية وكذلك تطوير الكلية عبر السنوات الأولى من إنشائها ليتسلمها قادة مواطنون من بعدهم.
 
كما أذكر حين أمر الشيخ زايد "رحمه الله" بأن تبنى مدينة مصفح، حيث كانت عبارة عن سبخة لا يسكنها أحد، وكان الكثير لا يعلمون ما يسعى له الشيخ زايد في ذلك الوقت، واليوم أصبحت منطقة مصفح مدينة كبيرة يسكنها عدد كبير من السكان وتقدم خدمات مختلفة، وهذا الأمر يعكس بعد نظره "رحمه الله" حيث كان يتطلع للصورة التي ستكون عليها أبوظبي في المستقبل.
 
سيدي..ما هي الصعوبات التي واجهتموها في الماضي؟ وكيف استطعتم التغلب عليها؟
من المشكلات التي واجهناها في ذلك الحين هو إيجاد العدد الكافي من الطلاب المؤهلين لكي يكونوا مرشحين للكلية، نظراً لقلة الأشخاص المتعلمين أو الحاصلين على شهادات تخولهم للالتحاق بالكلية في تلك الفترة، حيث كانت الثقافة قليلة أو شبه معدومة، ولكن بدعم من الشيخ زايد "رحمه الله" وبتضافر الجهود استطعنا أن نجمع عدداً لا بأس به من الطلاب  الذين انضموا للكلية وتخرجوا ليصبحوا أول دفعة من الضباط تغذي مختلف قيادات ووحدات القوات المسلحة.
 
كذلك واجهنا بعض الصعوبات في مرحة إنشاء وتكوين وحدات القوات المسلحة والتي تحتاج إلى كوادر مؤهلة تستطيع أن تنجز واجباتها وتنظم سير العمل، كما كانت هناك بعض الصعوبات في إيجاد كادر إداري يتمتع بالقدرة على إنجاز الأمور الإدارية التي تخص مختلف وحدات القوات المسلحة، فبالإضافة إلى المهام الموكلة إلى العسكري كان عليه تأمين قوته اليومي، وتوفير ما يلزمه من ماء للشرب، وهو أمر ليس بالبسيط في ضوء شح المياه نظراً لقلة الآبار الارتوازية في تلك الفترة، كما كنا ننتقل من منطقة إلى أخرى في الصحراء بواسطة آليات بدائية، بدون طرق معبدة أو إنارة في الليل، فيتحتم على الجندي العيش في ظروف صعبة تتطلب منه عملاً شاقاً وجهداً بدنياً عالياً، أما اليوم بفضل الله تعالى وجهود الشيخ زايد "رحمه الله" وبفضل قيادتنا الرشيدة، أصبحت القوات المسلحة أحد المؤسسات الرائدة في الدولة تتيح للعسكري فرصة التعلم في كلياتها ومعاهدها المختلفة، بالإضافة إلى الجامعات والكليات والمعاهد في داخل وخارج الدولة لينهل العسكري من مختلف العلوم والتي تساعده في أداء واجبه تجاه القوات المسلحة وبالتالي تجاه وطنه.
 
أذكر أنني كلفت بإيجاد مبنى مناسب بأن يكون مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة آنذاك، لم تكن أبوظبي مثل ما هي عليه الآن، فقد كان هناك عدد قليل من المباني في منطقة صحراوية مبنية على  بنية تحتية بسيطة، وبعد البحث استطعت إيجاد بناية صغيرة قد  تكون مناسبة، وبالفعل تم توسيع البناية وإضافة التعديلات اللازمة لها لتكون أول مقر للقيادة العامة للقوات المسلحة.
 
احتفلت كلية زايد الثاني العسكرية في الفترة الماضية بالذكرى الأربعين على تأسيسها، ماذا تحب أن تقول بهذه المناسبة؟
أنتهز الفرصة بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس كلية زايد الثاني العسكرية لأوجه كلمة شكر لأخواني وأبنائي العاملين في القوات المسلحة على ما قدموه من جهد، وأهنئهم على الإنجازات التي حققتها القوات المسلحة في ظل القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله" وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى القوات المسلحة، كما أدعو أبناء القوات المسلحة لمواصلة العمل بجد واجتهاد وهو الأمر الذي أوصانا به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفقكم الله في أعمالكم ولكم مني كل الشكر والتقدير.
 
سيدي شهدتم المرحلة الأولى لإصدار مجلة "درع الوطن"، فكيف نشأت الفكرة؟ وما هي العوامل التي ساعدت على استمراريتها؟
في السابق لم تكن هناك أي مجلات عسكرية في الدولة، فأتت فكرة إنشاء مجلة عسكرية لقوة دفاع أبوظبي وعرضنا الفكرة على صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" ولي عهـــد أبوظبي ورئيس دائرة الدفـــاع في ذلـــك الوقت، وأبدى موافقتـــه عليها، ثم قمنا بعرض لائحـــة بالأسماء المقترحة لتسمية المجلة، وتم اختيار اســـم "درع الوطن" من بـــين تلك الأسماء. 
 
في بداية إصدار المجلة واجهنا بعض الصعوبات والتي تمثلت في عدم توافر الكوادر المتخصصة إلى جانب الموقع الذي يمكن إصدار المجلة منه، وعدم توافر مطابع لطباعة المجلة، ولكن بالعزم والإصرار استطعنا أن نقوم بطباعة المجلة خارج الدولة ومن بعدها استطعنا طباعتها داخل الدولة بعد أن توفرت إمكانيات الطباعة، فمع الوقت تطور كل شي وتغير حتى وصلت لما هي عليه الآن، وفي المقابل فإن المجلة تعدّ من أبرز المجلات العسكرية الموجودة في المنطقة، وكنا ندعمها لتتواجد في جميع المناسبات والمعارض العسكرية ولتكون ملمّة بالأحداث والمعدات العسكرية الحديثة.
 
ماذا تعني لكم مجلة "درع الوطن"؟
لاشك في أن المجلة كان يترقبها أفراد القوات المسلحة وخصوصاً في سنواتها الأولى كون لا منافس لها في ذلك الوقت، فمجلة "درع الوطن" تعني لي بمعنى اسمها، أن تكون صادة  للرياح العاتية من الأفكار المستوردة والهدامة التي تغزو عقول السذج من الشباب، وتنير طريق الحق للقارئ، وتحمل في طياتها محبة الوطن والقائد والخدمة العسكرية الشريفة، متمنياً لها الاستمرار بخطى ثابتة في الأعوام القادمة، وكل النجاح والتوفيق والصدارة، وبأن تكون مصدر عزٍ وافتخارٍ بين مثيلاتها من المجلات .
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-10-02 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره