مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2018-10-24

البواردي يفتتح مؤتمر الدفاع الوطني في عصر الابتكار التكنولوجي بأبوظبي

افتتح معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع اليوم أعمال المؤتمر السنوي لوزارة الدفاع " القادة لحروب القرن الواحد والعشرين " الذي يعقد تحت شعار " الدفاع الوطني في عصر الابتكار التكنولوجي" وتستمر أعماله لمدة يومين حيث عقدت جلسات اليوم الأول للمؤتمر في مقر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بينما تعقد جلسات اليوم الثاني غدا بمقر أكاديمية ربدان في أبوظبي.
 
حضر افتتاح المؤتمر .. معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الإصطناعي ومعالي الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة وسعادة الفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية وأكثر من 700 من كبار القادة والخبراء والمتخصصين والأكاديميين المدنيين والعسكريين على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
 
وقال معالي محمد بن أحمد البواردي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر : " سيرا على خطى المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " تعمل القيادة الحكيمة في دولة الإمارات اليوم على ترسيخ ثقافة الابتكار في المجتمع وتحث على إطلاق العنان للطاقات الإبداعية لدى أجيال المستقبل في مختلف مجالات الحياة بما فيها العلمية والتقنية والإدارية " .
 
وأضاف معاليه " أصبح هذا الأمر جزءا أساسيا من الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بإدارة الموارد البشرية حيث تؤمن القيادة بأن هذا هو الأسلوب الصحيح لتحويل تحديات المستقبل إلى فرص وهو كذلك الوسيلة المثلى لتحقيق الأهداف والغايات الاستراتيجية الوطنية المتمثلة بحماية وجود الدولة في المدى البعيد وتحقيق أمنها واستقرارها ومواصلة مسيرة تقدمها وازدهارها باستغلال قدراتها الذاتية ".
 
وأكد أنه تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية تواصل وزارة الدفاع في دولة الإمارات مسيرة تطورها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية بثبات وثقة فهي تهدف إلى تعزيز الكفاءة المهنية للضباط والجنود في القوات المسلحة وكذلك إلى تطوير طاقات الابداع وقدرات الابتكار لديهم فضلا عن تزويدهم بأحدث منظومات الأسلحة والتكنولوجيا الحديثة وبالتالي فإنها تهدف إلى ضمان قيام القوات المسلحة بواجباتها في الدفاع عن الدولة وحماية مصالحها الوطنية من أي تهديد بكفاءة عالية " .
 
وقال معاليه " في الوقت ذاته تلتزم وزارة الدفاع بالمعايير السياسية التي استندت إليها الدولة منذ إنشائها وهي القيم المتجذرة بالرغبة في السلام والحرص على الأمن والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي فضلا عن الالتزام بالمعاهدات الدولية ومبادئ القانون الدولي والحرص على رعاية علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وكذلك رغبتها في التعاون لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة".
 
وأضاف معاليه " إننا نشهد اليوم الثورة الصناعية الرابعة حيث تعتبر الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي من أبرز ملامحها فقد ظهر العديد من الطفرات التكنولوجية المتسارعة وغير المسبوقة في مختلف المجالات والتي كان لها عميق الأثر في تغيير الكثير من المفاهيم والممارسات التي تعارفنا عليها طوال العقود الماضية حيث أدى ذلك أيضا إلى تطور أنماط جديدة وخطيرة من الحروب بمسميات مختلفة "كحروب الفضاء السيبراني" والتي أصبحت تشكل تهديدا أمنيا شاملا للدول حيث غدت هذه الحروب أكثر تعقيدا وأعمق أثرا حيث أصبح تحديد العدو بما في ذلك هويته وأماكن وجوده وقدراته وأساليبه أكثر صعوبة " .
 
وذكر معاليه أن " التقدم التكنولوجي في الدول المتقدمة أوجد منظومة إلكترونية متطورة وفاعلة لإدارة شؤونها ومرافقها الحيوية ليصبح هذا الأمر مقياسا لتطور هذه الدول ويمدها بمصادر القوة ومن جهة أخرى أصبحت المنظومات الإلكترونية تشكل مصدر ضعف لكونها هدفا مغريا للأعداء الذين قد يسعون إلى استهدافها وتدميرها ".
 
ولفت إلى أن القيام بالهجمات الإلكترونية على هذه المنظومات اصبح أمرا شائعا وسهلا إلى حد ما وذلك بغرض التأثير على كفاءتها أو تدمير وظائفها ومرافقها الحيوية وتعطيل عجلة التنمية الوطنية في تلك الدول حيث استدعى هذا الأمر قيام العديد من دول العالم بإنشاء قوات متخصصة للدفاع عن "الفضاء الإلكتروني" إلى جانب أفرع القوات المسلحة الأخرى مما تتطلب وجود بشر متخصصين ولديهم القدرة على الابتكار والإبداع".
 
وأكد أنه في عصر الذكاء الاصطناعي إذا لم يكن البشر مستعدين بمهاراتهم الابتكارية والإبداعية بشكل جيد فإن الآلات الذكية والروبوتات قد تتفوق على ذكائهم وإمكانياتهم، موضحا أن تطور الذكاء الاصطناعي مكن الآلات الذكية من الاتصال والتعاون فيما بينها واتخاذ قرارات مستقلة وتنفيذها بشكل سريع ويعتقد البعض أن هذه الآلات قد تشكل خطرا حقيقيا على حياة البشر إذا ما تآمرت ضدهم وقررت القضاء عليهم في المستقبل".
 
وقال معاليه : " إن مثل هذه التطورات اليوم تستدعي انتباهنا وتتطلب منا استباق الوضع من خلال تطوير قدرات الابتكار والإبداع ليبقى البشر مسيطرين على مسار التطور التكنولوجي المتسارع وبنفس الدرجة من الأهمية يتطلب الأمر كذلك تطوير الأطر القانونية والأخلاقية الموازية لتطور الذكاء الاصطناعي".
 
وأكد معالي محمد بن أحمد البواردي أن دولة الإمارات تولي اهتماما خاصا في اختيارها للمجالات العلمية المتقدمة وتكنولوجيا المستقبل المتطورة والتي ترى أهمية للاستثمار فيها لتلبية الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى ومن ثم تقوم بتوفير التعليم والتدريب والتأهيل الاحترافي لأبنائها في هذه المجالات بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والدول الشقيقة والصديقة وتتبادل معهم الخبرات العلمية والعملية بغرض مواكبة المتغيرات المتسارعة في التقنيات المدنية والعسكرية على حد سواء كما تعمل على تطوير قدرات الابتكار والإبداع لدى أبنائها.
 
وأضاف معاليه " في هذا الإطار تخطط وزارة الدفاع من أجل تمكين العناصر الوطنية للقيام بمهام ومسئولية الدفاع عن الدولة والحفاظ على أمنها واستقرارها وحماية سيادتها واستقلالها ورعاية مصالحها الوطنية باستغلال قدراتها الذاتية، مؤكدا أنه على مدار تاريخ الدولة أثبت المواطنون بقدراتهم البدنية القوية وإمكاناتهم الذهنية للابتكار والإبداع إلى جانب مهاراتهم القتالية وإخلاصهم لبلادهم وولائهم لقيادتهم الرشيدة قدرتهم في الدفاع عن وطنهم بكفاءة عالية".
 
وتابع معاليه " في سياق ترسيخ ثقافة الابتكار في دولة الإمارات يناقش مؤتمرنا اليوم القضايا المتعلقة بالإبداع والابتكار التكنولوجي من خلال الأطر المؤسسية والممارسات المهنية وهذا أمر جوهري يتعلق برؤيتنا الاستراتيجية وبرعاية مصالحنا الوطنية".
 
وأشار معاليه إلى أن استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها في أكتوبر 2017 والتي تزامنت مع إطلاق مشروع مسبار الأمل على المريخ بحلول عام 2022 تؤكد أن دولة الإمارات تعمل على مواكبة التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات وهكذا يأتي استحداث منصب وزير الدولة لشؤون الذكاء الاصطناعي منسجما مع رؤية الإمارات الاستراتيجية.
 
وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر التي عقدت تحت عنوان "الدفاع عن الدول في حروب المستقبل" .. أكد مايكل دي غريفن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للبحوث والهندسة أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن حروب المستقبل لا يمكن ربحها إلا من خلال التفوق التكنولوجي.
 
وقال إن التعاون الأمريكي مع دولة الإمارات يعد تعاونا شاملا وقديما ومتنوعا ويضم العديد من الأنشطة الدفاعية والعسكرية بما في ذلك تحديد شكل حروب المستقبل .. موجها الشكر إلى دولة الإمارات على استضافتها في هذا المؤتمر الهام الذي يتناول محور غاية في الأهمية وهو " الدفاع الوطني في عصر الابتكار التكنولوجي".
 
وفي الجلسة الثانية للمؤتمر تحدث معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الإصطناعي عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الدفاع والأمن الوطني، مؤكدا أن هناك سباق تسلح عالمي من نوع جديد يدور حول الذكاء الاصطناعي مشيرا إلى أنه يمكن للابتكار التكنولوجي في مجال الدفاع أن يثمر عن تطبيقات ذات طابع مدني.
 
وأشار إلى أن الابتكار التكنولوجي سيواجه تحديات أهمها الأخلاقيات المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وإمكانية حصول إرهابيين على تكنولوجيات متطورة.
 
وأضاف معاليه أنه لمواجهة تحديات الابتكار التكنولوجي يتعين وضع تشريعات دولية موحدة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وتدريب الكفاءات الوطنية وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ووضع اليات لتعطيل أنظمة الذكاء الاصطناعي في حال استخدامها بشكل خاطئ.
 
من جانبه أكد الجنرال السير ريتشارد بارونز - المملكة المتحدة - في ورقته العلمية التي تناولت موضوع " مسارات الابتكار " أن أشكال الحرب تستمر في التغير ففي العقود القادمة يمكننا رؤية بعض الدول تستخدم القوة الصلبة مع قدر أقل من ضبط النفس كجزء من الأساليب الهجينة للمواجهة والصراع، مضيفا أن التكنولوجيا التي تنتج لأغراض تجاربه لها تأثير كبير على الدفاع والأمن لاسيما البيانات وقوة المعالجة والاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي.
 
وفي نهاية جلسات اليوم الأول قدم سعادة اللواء الركن طيار فلاح القحطاني الوكيل المساعد للسياسات وللشؤون الاستراتيجية بوزارة الدفاع الملاحظات الختامية للمؤتمر، مؤكدا أن الوزارة حرصت على أن يخرج بالصورة المميزة التي اعتدنا عليها خلال تنظيم مختلف الفعاليات في دولة الإمارات.
 
واستعرض ما جاء في كلمة معالي محمد بن أحمد البواردي الذي أكد فيها على اهتمام قيادة الدولة الرشيدة بترسيخ ثقافة الابتكار في المجتمع كما أشار معاليه إلى أن الحروب المستقبلية ستكون أكثر تعقيدا وستستخدم فيها أحدث ما توصلت لها التكنولوجيا الحديثة.
 
كما تناول ما عرضه المتحدثون المشاركون في المؤتمر من موضوعات عدة ومنها التحديات والفرص التي يشكلها الابتكار والتكنولوجيا في مجال الأمن والدفاع.
 
وفي ختام جلسات اليوم الأول .. كرم معالي محمد بن أحمد البواردي المتحدثين في جلسات المؤتمر والشركاء الاستراتيجيين للوزارة وعددا من المبتكرين من مجندي الخدمة الوطنية.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره