مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-03-31

شهداؤنا الأبرار خالدون في نفوسنا

مؤلف كتاب «شهداؤنا.. مشاعل النور» لـ "الخليج":
شهداؤنا الأبرار خالدون في نفوسنا
 
أكد الباحث المقدم الركن يوسف جمعة الحداد مؤلف كتاب «شهداؤنا.. مشاعل النور» - (درع الوطن) أن التلاحم بين القيادة والشعب في دولة الإمارات العربية المتحدة ليس أمراً طارئاً ولا عابراً على السياسة الإماراتية، وأن الإماراتيين يعيشون مع قيادتهم أجواء الأسرة الواحدة، ويعلمون أن قرار المشاركة في معركة إعادة الأمل إلى جانب قوات التحالف العربي هو قرار صائب تماماً، لأنه يأتي استجابة لأخ شقيق استجار بنا أولاً، ولأنه في الوقت نفسه يمثل خط دفاع عن أمننا الوطني والقومي.
 
جاء ذلك خلال لقائه مع «الخليج» لإلقاء الضوء على الكتاب، وقال: لعل خير ما أبتدئ به حديثي هو الترحم على أرواح شهدائنا البررة الذين تنحني هاماتنا إجلالاً لبطولاتهم وتضحياتهم، ونسأل الله عز وجل أن يتقبلهم عنده ويحشرهم مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، وكانت مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، باعتماد الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني يوماً للشهيد الملهم الأول لي في تأليف هذا الكتاب، وجعلت الكتاب في مقدمة وأربعة فصول وملحقين. 
 
عرض الباحث في المقدمة الموجزة الأطروحة المركزية للكتاب، فيما جاء الفصل الأول، بعنوان «الشهادة: قيمة وطنية ومكانة دينية»، وقد بين من خلاله مفهوم الشهادة وأهميتها في بناء الأوطان وصنع النصر، والمكانة الدينية العظيمة التي أسبغتها الأديان السماوية المختلفة على الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل نصرة الدين الحق ورفعة أوطانهم، مع التركيز على مكانة الشهيد في الإسلام، الذي أولى مفهوم الشهادة اهتماماً كبيراً، وأعلى من منزلة الشهيد ومكانته في الدنيا والآخرة،. كما يعرض هذا الفصل صوراً ونماذج من تكريم دول العالم المختلفة لشهدائها وكيفية تقديرها لتضحياتهم العظيمة وتخليد ذكراهم في وجدان شعوبها وأجيالها المتعاقبة.
 
أما الفصل الثاني فكان بعنوان «يوم الشهيد: قيادة رشيدة وشعب وفيّ» وهو يستعرض مظاهر التقدير والاحتفاء من قبل قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الرشيدة وشعبها الوفي بشهداء الإمارات البواسل، مبيناً الخطوات الفعلية التي أقرتها الدولة لتكريم الشهداء وأسرهم وتخليد تضحياتهم، وما تعكسه هذه الخطوات والإجراءات من دلالات مهمة تعكس تماسك دولة الإمارات العربية المتحدة ووفاء شعبها العظيم لقيادته الرشيدة وحرص شبابها وأبنائها على تقديم أرواحهم في سبيل الوطن والحق والواجب.
 
وانطلق الفصل الثالث الذي حمل عنوان «يوم الشهيد تقدير لدور القوات المسلحة في حماية المكتسبات وإعلاء المبادئ» من فكرة مضمونها أن الاحتفاء بالشهداء والعمل على تخليدهم إنما يعكس الاعتزاز بالدور الذي تؤديه القوات المسلحة الإماراتية في الحفاظ على مكتسبات الشعب الإماراتي على المستويات المختلفة، كما يتناول هذا الفصل الدوافع والعوامل التي تقف وراء مشاركة الإمارات في التحالف العربي ضد الحوثيين، ثم التركيز على البعد السياسي للمشاركات الخارجية للقوات المسلحة ضمن قوات حفظ السلام الدولية وغير ذلك، من مهام تترجم مبادئ وأهداف السياسة الخارجية الإماراتية تجاه القضايا والملفات الإقليمية والدولية.
 
أما الفصل الرابع والأخير من الكتاب فكان بعنوان «يوم الشهيد.. ترسيخ للروح الوطنية وتأكيد على قوة البنيان الاتحادي». أوضح الحداد في هذا الفصل الدلالات والمعاني المختلفة ليوم الشهيد، وما يعنيه من توهج الروح الوطنية لدى أبناء الوطن، وما يجسده من قيم ومعان إيجابية كالولاء والانتماء والتضحية والعطاء والمثابرة.
 
كلمات وصور وأسماء
وختم الكتاب بملحقين، تضمن الأول منهما كلمات عدة في هذه المناسبة، في مقدمتها كلمة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وكلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وكلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إضافة إلى كلمات عدد من الشيوخ، ورئيس المجلس الوطني الاتحادي، ورئيس أركان القوات المسلحة وعدد من قادة القوات المسلحة ووزارة الدفاع.
 
أما الملحق الثاني فضم أسماء وصور شهداء القوات المسلحة الإماراتية الذين سطروا ببطولاتهم صفحات خالدة من تاريخ دولتنا الحبيبة.
 
وحول الأسباب الذي دفعت المقدم إلى تأليف هذا الكتاب، قال: «إن مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتماد الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني يوماً للشهيد كانت الملهم الأول لي في تأليف هذا الكتاب، فضلاً عن أن هناك دوافع ذاتية كانت تشدني إلى القيام بهذا العمل كمواطن إماراتي ينبض قلبه بحب وطنه ويعتز ببطولات إخوة له في السلاح فاضت أرواحهم دفاعاً عن دولتنا الحبيبة وقضاياها العادلة، وثمة عامل ثالث هو أني بحكم عملي في الإعلام العسكري، أجد أن هذا أقل ما يقوم به الإعلام العسكري بحق هؤلاء الأبطال الذين يستحقون أن تُسجّل بطولاتهم وتحفظ لتظل منارة تهتدي بها الأجيال».
 
الأهداف والرسائل الموجهة
وحول الأهداف والرسائل التي يريد كتاب «شهداؤنا.. مشاعل النور» إيصالها، أوضح: بداية تجدر الإشارة إلى أن للشهيد مكانة عظيمة في الفكر الإنساني تقدرها كافة الشعوب، وتخلدها ثقافات الأمم، لأن الشهداء هم الذين يحملون مبادئ الأمم وقيمها، ويقدمون الدليل الحقيقي على صدق إيمان الشعوب بمعتقداتها ومبادئها، وهم الذين يضحون بأرواحهم من أجل حماية الأمم ورفع رايتها ورد المعتدين وإعلاء كلمة الحق، لذلك استحقوا على الدوام التكريم والتخليد في ذاكرة الشعوب والأمم تقديراً لدمائهم الزكية التي خطوا بها صفحات خالدة في تاريخ أوطانهم، ووهبوا بها الحياة والعزة والرفعة لشعوبهم.
 
إن لهذا الكتاب رسائل عدة، فالرسالة الأولى لأرواح شهدائنا الأبرار، وهي أنهم خالدون في نفوسنا وضمائرنا، وأن بطولاتهم ستظل نبراساً لنا وللأجيال المقبلة التي ستهتدي بنورهم وتقتدي بتضحياتهم، والرسالة الثانية هي لأسر شهدائنا وأبنائهم وذويهم، وهي أن هؤلاء الشهداء هم أبناء الوطن كله، وأن أسر الشهداء وأبناءهم، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هم «عظم رقبة» وهم أمانة في أعناق الوطن كله قيادة وشعباً، والرسالة الثالثة هي لدولتنا الحبيبة وقيادتها الرشيدة، مضمونها أن أبناء الإمارات كلهم على استعداد للتضحية بأرواحهم في سبيل الدفاع عن دولتهم وأرضها ومصالحها. والرسالة الأخيرة، لكل من يطمع بنا أو تسول له نفسه المساس أو الاعتداء على دولة الإمارات العربية المتحدة وأمنها القومي، فليعلم هؤلاء جميعاً أن أبناء الإمارات يقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم الرشيدة مدافعين عن دولتنا الحبيبة، وإذا كانوا قد لمسوا بأسنا وقوتنا ونحن ندافع عن دولة شقيقة استجارت بنا فإنهم سيلقون أضعاف هذا إذا ما سولت لهم أنفسهم الاعتداء على أي شبر من أراضينا.
 
حرب الحق والحرية وإعادة الأمل
إن التلاحم بين القيادة والشعب في دولة الإمارات العربية المتحدة ليس أمراً طارئاً ولا عابراً على السياسة الإماراتية، فهذه القناعة راسخة في ضمير السياسة الإماراتية، فكل إماراتي نشأ وترعرع على حب الوطن والولاء لقيادته وطاعة ولي الأمر، لأنه يدرك تماماً أن قيادته لا تتخذ قراراً إلا بعد دراسة وتأنٍ، والإماراتيون يعلمون جميعاً أنهم يعيشون مع قيادتهم أجواء الأسرة الواحدة، وهم يعلمون أيضاً أن قرار المشاركة في معركة إعادة الأمل إلى جانب قوات التحالف العربي هو قرار صائب تماماً لأنه يأتي استجابة لأخ شقيق استجار بنا أولاً، ولأنه في الوقت نفسه يمثل خط دفاع عن أمننا الوطني والقومي، ولاسيما في ظل وجود قوى إقليمية تسعى إلى زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة كلها، وتابعنا جميعاً ردود أفعال المواطنين الذين طلبوا من القيادة السماح لهم بالالتحاق بإخوتهم في اليمن ليقوموا بواجبهم تجاه وطنهم من جهة وأشقائهم في اليمن الشقيق من جهة أخرى، إنها روح الوحدة التي وضع بذرتها الطيبة المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه مؤسسو دولة الاتحاد، وهذه الروح تكتسب كل يوم زخماً جديداً في قلوب المواطنين وعقولهم. وهذا ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حين قال «البيت متوحد».
 
اهتمام بالجرحى والمصابين
في الوقت الذي اهتمت فيه قيادتنا الرشيدة بأسر الشهداء الأبطال وحرصت على تكريم أرواحهم، إلا أنها منحت الجرحى والمصابين اهتماماً كبيراً قل نظيره وذلك تقديراً لتضحياتهم وبطولاتهم في ميادين القتال، فقد فقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارتهم في مختلف المستشفيات التي يتلقون فيها العلاج مؤكداً أن الإمارات ولله الحمد بخير طالما فيها أمثال هؤلاء الأبطال الشجعان الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل وطنهم.
 
كما أننا نذكر بالفخر والاعتزاز ذلك البطل الذي تعالى على جراحه الشديدة وطلب من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، السماح له من جديد بالعودة إلى ساحات المعركة ليقاتل صفاً إلى صف مع إخوانه من أبطال قواتنا المسلحة، مؤكداً أن هذا هو غرس الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهؤلاء هم أبناء دولة الإمارات التي تأسست وقامت وصمدت في وجه التحديات عبر توحد أبنائها وانتمائهم لها وتضحياتهم من أجلها.
 
تلاحم الشعب وقيادته
أكد يوسف جمعة الحداد أن تلاحم الشعب ووقوفه إلي جانب قيادته يؤكد صفاء ونقاء معدنه الأصيل قائلاً: لقد أدهش الإماراتيون الجميع بما أبدوه من تلاحم مع قيادتهم وتفاعلهم مع كل ما جرى، كما أن ردود الأفعال التي ظهرت عقب سماع الإماراتيين استشهاد كوكبة من أبنائهم كانت محط إعجاب الجميع وتقديرهم، بل إنها شكلت صدمة لكل طامع ومتربص بنا، فمنذ اللحظة الأولى لسماع نبأ استشهاد أبطالنا في اليمن ووجود عدد من الجرحى اندفع عدد كبير من المواطنين، إضافة إلى عدد كبير من الإخوة العرب المقيمين على أرضنا، إلى بنوك الدم والمستشفيات للتبرع بدمائهم، كما كان لافتاً للنظر المشاركة الرسمية والشعبية الكبيرة في تشييع الشهداء وخيم العزاء التي تحولات إلى منصات لإعلان الولاء وتجديد العهد لقيادتنا.
 
وجاء الإعلان عن يوم الشهيد وتكريمه الذي أمر به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ليمثل خطوة رائدة في تكريم الشهداء والاعتراف بفضلهم وتضحياتهم.
 
أسرة واحدة متماسكة ومتلاحمة
المقدم الركن يوسف جمعة الحداد أكد أن القيادة الرشيدة ضربت على الدوام أروع الأمثلة في التفاعل مع المواطنين وتقديم الرعاية لهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، وهذا ما ظهر بجلاء بعد استشهاد عدد من جنودنا البواسل، وهم يقومون بواجبهم المقدس دفاعاً عن الحق والشرعية وصونا للأمن القومي العربي من التهديد والعبث، وبدت الدولة كلها أسرة واحدة متماسكة متلاحمة لم يزدها استشهاد جنودها إلا قوة وتماسكاً وإصراراً على إكمال المهمة والعودة بالنصر. 
واختتم قائلاً: لا يسعني إلا أن أسأل الله مجدداً الرحمة لشهدائنا البررة الذين سيظلون حاضرين في وجداننا أبداً، ولا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى كل من شجعني على عمل هذا الكتاب، وإلى القيادة العامة للقوات المسلحة التي بادرت إلى إنجاز هذا العمل الوثائقي، لأن مثل هذه الأعمال المهمة توفر لأجيالنا الحالية والمقبلة ما تحتاجه من مخزون وإدراك معرفي، يسهم في تعزيز الوعي الوطني، وتعميق قيم الولاء والانتماء للقيادة الرشيدة والوطن الغالي.
 
الإصرار على النصر
حول تلقي القيادة نبأ استشهاد الجنود البواسل قال يوسف جمعة الحداد: بالرغم من حزن قيادتنا الرشيدة الشديد إلا أنها قابلت استشهاد جنودنا الأبطال بالإصرار على المضي قدماً في إكمال المهمة حتى تحقيق النصر، حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أننا ثابتون على الحق ولا تزيدنا الأيام إلا عزيمة وقوة وإصراراً على النصر.
 
وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إن تطهير اليمن من الميليشيات الانقلابية والعدوانية التي عاثت فساداً وتخريباً هدف لن نحيد عنه.
إن الذين هدفوا من وراء استهداف جنودنا البواسل في اليمن التأثير على معنوياتنا أو هز ثقتنا بأنفسنا، ودفعنا إلى التراجع خطوة إلى الوراء، لم يدركوا قوة الإمارات وقوة شعبها، وفاتهم أن قيادتنا الرشيدة لم تتراجع قط عن مسار بدأته أو هدف سعت إلى إنجازه، لأنها لا تتخذ قراراتها إلا على أسس صحيحة، وبوصلتها في كل قرار مهما كان نوعه أو حجمه مصلحة الوطن والمواطن أولاً وأخيراً.
 
وحول زيارة قيادات الدولة إلى كل مجالس العزاء بشهداء الدولة في كل إمارة من إمارات الدولة قال: يعجز اللسان عن التعبير عن ذلك، فقد حرصت قيادتنا الرشيدة على القيام بزيارات إلى كل مجالس العزاء في مختلف مناطق وإمارات الدولة، والجميع رأى بأم عينه المشاعر الأبوية لأصحاب السمو الشيوخ مع أبناء وذوي الشهداء وحنوهم عليهم وتأكيدهم أنهم أبناء الإمارات التي لم ولن تتخلى عنهم أبداً، وإصرارهم على تقبيل أيدي ورؤوس أبناء وأمهات الشهداء، وهو في الحقيقة ترك أثراً كبيراً لدى ذوي الشهداء وأقاربهم وكافة مواطني الدولة والمقيمين على أرضها، وجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم، وأن وطنهم يقدر تضحيات أبنائهم.
 
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره