الأخبار

2024-09-01

اختبار تقنيات ذكية قابلة للارتداء في المملكة المتحدة

لتعزيز أداء وقدرات الجنود العملياتية
أعلنت القوات البريطانية عن إجراء اختبارات متقدمة على تقنيات عسكرية حديثة صالحة للارتداء، تمنح الجنود مزايا استثنائية في ساحات المعارك في ظل التحول الذكي اللافت. ويتضمن ذلك، رصد قدرة تلك التكنولوجيات على التكيف مع احتياجات الجنود، بما يزيد من مستويات وعيهم وإحاطتهم بساحات المعارك بصورة لحظية، وقدرتهم على اتخاذ القرارات السليمة.
وينسجم هذا الإعلان مع تعهد الحكومة على جمع قدرات وتقنيات دفاعية متطورة، وبما يدعم برنامج «الجندي المستقبلي» والذي يهدف إلى تكييف المعدات العسكرية بحث تلبي الاحتياجات الدفاعية المختلفة.

وتتضمن أبرز الأنظمة الذكية التي بدأت القوات البريطانية اختبارها في الآونة الأخيرة: أنظمة الكشف بالليزر للتحذير في حالة استهداف الأعداء للأفراد، وأنظمة الكشف الحراري للطائرات المسيرة وتحديد الخصوم، وأنظمة الرادارات لاكتشاف تحركات العدو من خلال التنبيهات المرسلة إلى أنظمة يمكن ارتداؤها على الجسم، علماً أن النظام الرقمي المتبع في تلك التقنيات تم توحيده قياسياً ويضمن أن يكون التحكم مخصصاً ويتناسب تصميمه مع كل مهمة محددة.

أنظمة متطورة
وتفصيلاً، اختبرت الكتيبة الثانية في ليسترشاير، التابعة للفوج الملكي الأنجليكاني، نظاماً متطوراً يتضمن تقنيات تصوير متطورة، وأنظمة استشعار متكاملة، وأجهزة استخباراتية مباشرة.
كما أثبتت تجارب مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية(Dstl)، التابع لوزارة الدفاع في المملكة المتحدة، أن التغييرات الطفيفة في تكتيكات المشاة باستخدام أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات والحوسبة وأنظمة المعلومات يمكن أن تحسن النتائج العملياتية بشكل واضح.

وكشفت النتائج عن إمكانية تعزيز مستويات الفهم والوعي الظرفي لدى الجنود بالاعتماد على البيانات، مثل الصور ومقاطع الفيديو المتحركة، بما يساعدهم على اتخاذ القرارات الفاعلة، ويحسن من عملية اتخاذ القرارات استنادًا إلى البيانات الآنية عن المواقع الصديقة والمعادية.
من جانبها، أكدت وزيرة المشتريات والصناعة الدفاعية في المملكة المتحدة، ماريا إيجل، حرص الحكومة بتطوير التكنولوجيا للقوات المسلحة البريطانية، ونوهت بأن تلك التقنيات ستعزز من القدرات العملياتية الفتاكة والوعي بساحة المعركة.

الجندي المتنقل
ومن جانب آخر، يُجري علماء مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية أبحاثاً متخصصة كجزء من دراستها حول «رؤية الجندي المتنقل المتكامل المستقبلي«FIDSV”، تتضمن البحث المتعلق بتقنيات الجندي المتصل رقميًا، وذلك بهدف تحسين القدرات والمزايا التشغيلية.
ومن بين التقنيات الأخرى التي جرى اختبارها حتى الآن: نظام تنبيه ضوئي مثبتاً على الخوذة لتمييز الصديق من العدو، ونظاماً إلكترونياً يصدر إشارة ضوئية يمكن تمييزها عند اكتشاف أشعة ليزرية واردة، ونظام ليزرياً للتحذير في حالة استهداف الأفراد، ونظاماً يكتشف أطوال موجات الليزر الواردة وينبه المستخدم.
وكذلك، تشمل التقنيات التي يتم اختبارها حالياً، أنظمة التحكم في الطائرات المسيرة وأنظمة الاكتشاف الحراري لتلك والتي تسهم في رصد الأعداء، بالإضافة إلى اختبار أجهزة تحديد المدى بالليزر المثبتة على الأسلحة، والرادارات الليلية والنهارية متقدمة.

ومن جانب آخر، تعد شبكة الاتصال الذكية في تلك التقنيات الحديثة بمثابة دماغ لإمداد جميع الأجهزة الرقمية بالطاقة والبيانات المتكاملة، بينما تسمح الشبكة اللاسلكية المتداخلة بالقفز بالإشارة اللاسلكية من جهاز لاسلكي لأحد الجنود إلى آخر لتعزيز المدى، بينما تمتلك الأجهزة الاستشعارية الأرضية المتطورة القدرة على رصد التحركات وإرسال التنبيهات إلى الأنظمة التي يتم ارتداؤها على الجسم.

دمج التكنولوجيات
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية(Dstl)، الدكتور بول هولينشيد، أن المختبر يتعاون مع الجهات الصناعية لتطوير ودمج تقنيات وتكنولوجيات من شأنها تعزيز قدرات القوات المسلحة وفاعليتها. وأشار إلى أن هذا العمل يستند إلى عشرات السنين من الخبرة لضمان نجاح المهام وحماية الوطن.
ومن جهته، قال جون راسل، كبير الخبراء الرئيسيين في مجال الأبحاث بمختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية: «من المؤكد أن تسهم تلك التكنولوجيات في حماية أرواح قواتنا المسلحة من خلال تحسين القدرات العملياتية بمنحها ميزة تتفوق بها على العدو. ومن الرائع أن نرى «رؤية الجندي المتكامل المستقبلي» تثبت كيف يسهم نظام الجندي - الذي يحتوي على قدرات معرفية متعددة مصممة لدمج البيانات الحاسمة - في تحسين الميزة العملياتية».

بيانات فاعلة
ستسهم البيانات المستقاة من التجارب الحالية في بلورة الشكل العام للجيل القادم من المعدات الدفاعية، ولهذا يعمل مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية مع الصناعة على تطبيق نتائج الاختبارات في منطقة التدريب العسكري في سالزبوري بلين من أجل تعزيز المعدات الدفاعية المستقبلية. كما أنه من المخطط أن يتم اختبار المزيد من التقنيات بما في ذلك الأنظمة المثبتة على المركبات.

وتخطط المملكة المتحدة أيضاً للتعاون مع حلفائها لتطوير نظام موحد لتطبيقه على الجنود، بما يسهم في تعزيز التوافــق العملياتي ويزيـد من فاعليته. ومن المقــرر أن يتطــور المشـــروع خــلال الأعــوام الخمســة المقـبلة، من خـــلال الاســــتمرار في إدمــاج أحــدث التطــورات التكنولوجيــة للاحتفــاظ بمــيزة تنافسيـة على الساحة العالميــة.

تعليق () مشاهدات (496 ) طباعة

ارسل لصديق