مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2024-05-01

هل‭ ‬يمكن‭ ‬الوثوق‭ ‬بتطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي؟

نظرة‭ ‬تحليلية‭ ‬حول‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬والمخاطر
 
في‭ ‬البداية،‭ ‬ساد‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ (‬AI‭) ‬مجرد‭ ‬خيال‭ ‬علمي،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬أدرك‭ ‬الكثيرون‭ ‬حجم‭ ‬قدراته‭ ‬وإمكانيته‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظهور‭ ‬نماذج‭ ‬تعلم‭ ‬الآلة‭ (‬LLMs‭) ‬مثل‭ ‬ChatGPT‭ ‬وGoogle PaLM‭ ‬وMeta’s LLaMA‭. ‬فهل‭ ‬يشكل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مستقبل‭ ‬إنشاء‭ ‬المحتوى‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬كابوس‭ ‬ينجم‭ ‬عن‭ ‬‮«‬التزييف‭ ‬العميق»؟‭ ‬
 
ويتميز‭ ‬‮«‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‮»‬‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭. ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يوجدها‭ ‬ويمكنه‭ ‬محاكاة‭ ‬الأنماط‭ ‬والهياكل‭ ‬وكذلك‭ ‬الأصوات‭ ‬عبر‭ ‬التعلم‭ ‬من‭ ‬مجموعات‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة،‭ ‬ويستطيع‭ ‬أن‭ ‬يؤلف‭ ‬النصوص‭ ‬والأنغام‭ ‬الموسيقية‭ ‬ويتمكن‭ ‬من‭ ‬تصميم‭ ‬الصور‭ ‬ومقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬الواقعية‭.‬
كما‭ ‬أحدث‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬من‭ ‬“الذكاء‭ ‬الاصطناعي”‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬المحتوى‮»‬،‭ ‬تتفاوت‭ ‬بين‭ ‬صياغة‭ ‬وكتابة‭ ‬المقالات‭ ‬والتزييف‭ ‬العميق،‭ ‬فيما‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬آلية‭ ‬عمل‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬الذكية‭ ‬واستخداماتها،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬استشراف‭ ‬مستقبل‭ ‬صناعة‭ ‬المحتوى‭ ‬ورصد‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭.‬
 
من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬تعتمد‭ ‬آلية‭ ‬عمل‭ ‬برامج‭ ‬وأنظمة‭ ‬“الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‮»‬‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يدعى‭ ‬بـ‭ ‬“النصوص‭ ‬الفورية”‭ (‬prompt‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬محتوى‭ ‬جديد‭ ‬استجابةً‭ ‬للنص‭ ‬الفوري،‭ ‬فيما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬المحتوى‭ ‬مقالات‭ ‬أو‭ ‬حلولاً‭ ‬للمشكلات‭ ‬أو‭ ‬تزييفاً‭ ‬واقعياً‭ ‬يتم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬أو‭ ‬صوت‭ ‬لشخص‭ ‬ما‭.‬
 
ومن‭ ‬اللافت‭ ‬للنظر،‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق؛‭ ‬إذ‭ ‬ظهر‭ ‬‮«‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‮»‬‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬عبر‭ ‬برامج‭ ‬الدردشة‭ ‬الآلية،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬صور‭ ‬ومقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬وصوت‭ ‬أصلية‭ ‬بشكل‭ ‬مقْنع‭ ‬لأشخاص‭ ‬حقيقيين‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬شبكات‭ ‬توليدية‭ ‬تنافسية‭ ‬تدعى‭ (‬GANs‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬خوارزمية‭ ‬التعلم‭ ‬الآلي‭.‬
ويجمع‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‭ ‬بين‭ ‬الخوارزميات‭ ‬ونماذج‭ ‬اللغات‭ ‬الحاسوبية‭ ‬الكبيرة‭ ‬وتقنيات‭ ‬الشبكات‭ ‬العصبونية‭ ‬لإنشاء‭ ‬محتوى‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الأنماط‭ ‬التي‭ ‬يلاحظها‭ ‬في‭ ‬محتوى‭ ‬آخر‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مخرجات‭ ‬نظام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬“أصلية”‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السطحي،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬تعتبر‭ ‬“مُقلدة”،‭ ‬فيما‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعلم‭ ‬الآلي‭ ‬عبر‭ ‬المحتوى‭ ‬المتاح‭ ‬الذي‭ ‬ليعكس‭ ‬مستوى‭ ‬الإبداع‭ ‬البشري‭. ‬لذا،‭ ‬تخيل‭ ‬أن‭ ‬لديك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬واستخدام‭ ‬محتوى‭ ‬الإنترنت‭ ‬بالكامل‭ ‬لإنتاج‭ ‬نصوص‭ ‬وصور‭ ‬ومقاطع‭ ‬فيديو،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬جعلها‭ ‬مألوفة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬وهذا‭ ‬يثير‭ ‬أسئلة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬للمختصين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأمني‭. ‬
 
إنّ‭ ‬فهم‭ ‬قدرات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬وحدود‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ترفاً،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭. ‬فالبقاء‭ ‬في‭ ‬الصدارة‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬الإبحار‭ ‬عبر‭ ‬المشهد‭ ‬الأمني‭ ‬المتطور‭.‬
 
الدفاع‭ ‬الاستباقي
تواجه‭ ‬الفرق‭ ‬الأمنية‭ ‬ضغوطًا‭ ‬متزايدة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يقدم‭ ‬لها‭ ‬الحل‭. ‬فمع‭ ‬تفاقم‭ ‬تعقيد‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الأساليب‭ ‬التقليدية‭ ‬كافياً‭. ‬وقد‭ ‬سلّط‭ ‬تقرير‭ ‬“سونيك‭ ‬وول”‭ (‬SonicWall‭) ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الضرورة‭ ‬الملحة‭.‬
وتكمن‭ ‬الإجابة‭ ‬في‭ ‬مزودي‭ ‬الخدمات‭ ‬المُدارة‭ (‬MSPs‭) ‬الذين‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬المتطورة،‭ ‬إذ‭ ‬توفر‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬المدارة‭ ‬طبقة‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬البشرية،‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬التعب‭ ‬من‭ ‬الإنذارات،‭ ‬وفي‭ ‬توفير‭ ‬موارد‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭. ‬
 
كما‭ ‬صرح‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬سونيك‭ ‬وول‮»‬‭ (‬SonicWall‭)‬،‭ ‬بوب‭ ‬فانكيرك،‭ ‬“إن‭ ‬مشهد‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬يتطلب‭ ‬حلولاً‭ ‬استباقية،‭ ‬وتعد‭ ‬الخدمات‭ ‬المدارة‭ (‬MSPs‭) ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بمثابة‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬لذلك‭.‬‮»‬
ويشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬ارتفعت‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬محاولة‭ ‬هجوم‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬واحد‭. ‬وارتفع‭ ‬حجم‭ ‬عمليات‭ ‬‮«‬التعدين‭ ‬الرقمي‭ ‬الخبيث‮»‬‭ ‬بنسبة‭ ‬659‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬كما‭ ‬ارتفع‭ ‬حجم‭ ‬التهديدات‭ ‬المشفرة‭ ‬بنسبة‭ ‬117‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬الأنشطة‭ ‬الخبيثة‭ ‬الأكثر‭ ‬سرية‭.‬
 
ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية
من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬توجد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التوقعات‭ ‬بأن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬في‭ ‬النمو،‭ ‬إذ‭ ‬يتوقع‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬المقبلين‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬تكاليف‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬23‭.‬84‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2027،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬11‭.‬50‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬
 
ومع‭ ‬تزايد‭ ‬حجم‭ ‬الهجمات،‭ ‬تطغى‭ ‬التنبيهات‭ ‬والتحديات‭ ‬على‭ ‬المحللين‭. ‬وتضيف‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬كالتزييف‭ ‬العميق‭ ‬مثلًا،‭ ‬التعقيد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬ينتحل‭ ‬شخصية‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‭ ‬وهو‭ ‬يحث‭ ‬على‭ ‬الاستسلام‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لاستنساخ‭ ‬صوت‭ ‬مدير‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات،‭ ‬ونتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬سرقة‭ ‬35‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬البنوك‭.‬
ومع‭ ‬استمرار‭ ‬تزايد‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬يحركها‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬زيادة‭ ‬محاولات‭ ‬الاحتيال‭ ‬العميق‭ ‬التي‭ ‬ارتفعت‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬يواجه‭ ‬المتخصصون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬تحدي‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬بالمقدمة‭.‬
 
تنامي‭ ‬الوعي‭ ‬
وفي‭ ‬استطلاع‭ ‬شمل‭ ‬205‭ ‬مسؤول‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أمن‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬أقر‭ ‬59‭% ‬منهم‭ ‬بدور‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬تصعيد‭ ‬الهجمات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬بينما‭ ‬أعرب‭ ‬61‭% ‬عن‭ ‬مخاوفهم‭ ‬بشأن‭ ‬تنامي‭ ‬دور‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭. ‬وتعكس‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬تصاعد‭ ‬“الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الهجومي”‭ ‬الذي‭ ‬لوحظ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكتيكات‭ ‬مثل‭ ‬التصيد‭ ‬الاحتيالي‭ ‬العميق‭ ‬والبرامج‭ ‬الضارة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تزايد‭ ‬الوعي‭ ‬بتأثير‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬فهناك‭ ‬فهم‭ ‬محدود‭ ‬لتعقيداته‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭.‬
 
تكتيكات‭ ‬هجومية
وتتيح‭ ‬تكتيكات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الهجومية‭ ‬أساليب‭ ‬هجوم‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬التصيد‭ ‬الاحتيالي‭ ‬العميق‭ ‬الموجّه‭ ‬وانتحال‭ ‬صفة‭ ‬الوجوه‭ ‬والأصوات‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬للبرامج‭ ‬الضارة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أن‭ ‬تصيب‭ ‬الشبكات‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬فرص‭ ‬اكتشافها‭. ‬ويساعد‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬مواطن‭ ‬الضعف‭ ‬في‭ ‬البرمجيات،‭ ‬وأتمتة‭ ‬الهندسة‭ ‬العكسية،‭ ‬وإنشاء‭ ‬هويات‭ ‬مزيفة‭ ‬واقعية‭ ‬للأنشطة‭ ‬الضارة‭.‬
 
سيف‭ ‬ذو‭ ‬حدين
وبإمكان‭ ‬الخصوم‭ ‬التلاعب‭ ‬بنماذج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬خبيثة،‭ ‬مثل‭ ‬الدخول‭ ‬من‭ ‬أبواب‭ ‬خلفية‭ ‬أو‭ ‬تجاوز‭ ‬أنظمة‭ ‬الكشف‭ ‬الأمنية،‭ ‬وهذا‭ ‬مدعاة‭ ‬للقلق‭ ‬بصورة‭ ‬خاصة؛‭ ‬لأن‭ ‬المؤسسات‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لإدارة‭ ‬أنظمتها‭.‬
 
وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬فيه‭ ‬شن‭ ‬بعض‭ ‬الهجمات‭ ‬الضارّة‭ ‬بدون‭ ‬استخدام‭ ‬أنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تشغيلها‭ ‬تلقائياً،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬أسرع‭ ‬وأكثر‭ ‬قابلية‭ ‬للتطوير‭. ‬ويساهم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬السماح‭ ‬بشنّ‭ ‬هجمات‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬استنساخ‭ ‬الصوت‭ ‬لأغراض‭ ‬الهندسة‭ ‬الاجتماعية‭.‬
ومما‭ ‬يثير‭ ‬القلق‭ ‬أن‭ ‬دراسة‭ ‬حول‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬يدركون‭ ‬حجم‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬لأنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الوعي‭ ‬يعيق‭ ‬الدفاع‭ ‬الاستباقي‭ ‬ويحد‭ ‬من‭ ‬تثقيف‭ ‬المستخدمين‭.‬
 
ولحسن‭ ‬الحظ،‭ ‬يدرك‭ ‬متخصصو‭ ‬الأمن‭ ‬حجم‭ ‬إمكانات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬إذ‭ ‬يرون‭ ‬أنه‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬أتمتة‭ ‬المهام،‭ ‬ويحسن‭ ‬الاستجابة‭ ‬للحوادث،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬التهديدات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الفعلي‭.‬
ويتعين‭ ‬على‭ ‬فرق‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬المهاجمين،‭ ‬إذ‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتزايد‭ ‬التعقيدات‭ ‬في‭ ‬الهجمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسب‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
 
وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬يمكن‭ ‬للمختصين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأمني‭ ‬التصدي‭ ‬لتلك‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬للدفاع‭ ‬والأنظمة‭ ‬الهجومية‭ ‬معاً‭. ‬فعلى‭ ‬صعيد‭ ‬الدفاع،‭ ‬يمكن‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تسريع‭ ‬الاستجابة‭ ‬للحوادث‭ ‬وتحسين‭ ‬دقتها‭. ‬أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الهجومية،‭ ‬فيمكن‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تعزيز‭ ‬اختبار‭ ‬إمكانية‭ ‬الاختراق‭ ‬لتحديد‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬في‭ ‬الشبكة‭ ‬ونقطة‭ ‬النهاية‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬التأثير‭ ‬الكامل‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬فإن‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن،‭ ‬ولاسيما‭ ‬كبار‭ ‬القادة،‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬فهمهم‭ ‬وتحسين‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الاستجابة‭ ‬لديهم‭.‬
 
وقود‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي
وينبغي‭ ‬لأية‭ ‬مؤسسة‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬أنظمتها‭ ‬الذكية‭ ‬للتصدي‭ ‬للمخاطر‭ ‬الأمنية،‭ ‬ولكن‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬أن‭ ‬البيانات‭ ‬غير‭ ‬المحمية‭ ‬تغدو‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‭ ‬عندما‭ ‬يتفاعل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬معها،‭ ‬فيما‭ ‬يتمثل‭ ‬‮«‬الاستعداد‭ ‬الحقيقي‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬التقنيات‭ ‬ومواءمة‭ ‬ثقافة‭ ‬المنظمة‭ ‬واستراتيجيتها‭ ‬ومواردها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أقصى‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الفائدة‭ ‬من‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
ويعد‭ ‬تقييم‭ ‬المشهد‭ ‬الحالي‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬بل‭ ‬يتعداه‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬مجالات‭ ‬التحسين‭ ‬لتسخير‭ ‬إمكانات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭. ‬ومن‭ ‬المؤشرات‭ ‬الرئيسية‭ ‬على‭ ‬نضج‭ ‬أنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭: ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬البيانات‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬الموظفين،‭ ‬ودمجه‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬التجارية‭ ‬الحالية،‭ ‬ومبادرات‭ ‬التدريب‭ ‬والتعليم‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
 
ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بطاقة‭ ‬أداء‭ ‬الجاهزية‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بمثابة‭ ‬أداة‭ ‬قيّمة‭ ‬لتقييم‭ ‬الأوجه‭ ‬المختلفة‭ ‬لقدراته‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬تسجيل‭ ‬عناصر‭ ‬مثل‭ ‬جاهزية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للبيانات،‭ ‬وتوافر‭ ‬المواهب،‭ ‬والميل‭ ‬الثقافي‭ ‬للتغيير‭ ‬لتوفير‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لاستعداد‭ ‬المؤسسة‭ ‬لاعتماد‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
وتعتبر‭ ‬البيانات‭ ‬بمثابة‭ ‬الوقود‭ ‬لتطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬ويساعد‭ ‬الأساس‭ ‬الجيد‭ ‬الإعداد‭ ‬لإدارة‭ ‬البيانات‭ ‬أمراً‭ ‬أساسياً‭. ‬ويتضمن‭ ‬ذلك‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬صارمة‭ ‬لإدارة‭ ‬البيانات،‭ ‬وضمان‭ ‬جودة‭ ‬البيانات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬إطار‭ ‬سليم‭ ‬لتخزين‭ ‬البيانات‭ ‬ومعالجتها،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تواجه‭ ‬المؤسسات‭ ‬مشكلة‭ ‬البيانات‭ ‬المنعزلة‭ ‬وعدم‭ ‬التوحيد‭ ‬القياسي‭ ‬للبيانات،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيق‭ ‬فعالية‭ ‬أنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
 
التآزر‭ ‬الاستراتيجي
ويتطلب‭ ‬تكامل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬حوكمة‭ ‬قوية‭ ‬لتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬لتتواءم‭ ‬مع‭ ‬السياسات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬الاستدامة‭ ‬وقابلية‭ ‬التطوير‭. ‬ويكمن‭ ‬التحدي‭ ‬في‭ ‬تكييف‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مع‭ ‬أطر‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬التقليدية‭ ‬والمتطورة‭. ‬ويتعين‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬احتياجات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لتطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وقيود‭ ‬الميزانية‭ ‬ومعايير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭ ‬لإنشاء‭ ‬أنظمة‭ ‬مستقبلية‭.‬
ويعد‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬ذو‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة،‭ ‬وتساعد‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬المؤهلة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أفضل‭ ‬إمكانات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬وتحتاج‭ ‬المؤسسات‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬المهارات‭ ‬المطلوبة،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬التدريب،‭ ‬ورعاية‭ ‬المواهب‭ ‬الماهرة‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬البيانات،‭ ‬والتعلم‭ ‬الآلي،‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬وينطوي‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬برامج‭ ‬تدريب‭ ‬قابلة‭ ‬للتطوير‭ ‬لمواكبة‭ ‬تطورات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬المؤسسات‭ ‬قيمة‭ ‬جذابة‭ ‬وأجوراً‭ ‬تنافسية‭ ‬وأدواراً‭ ‬تتميز‭ ‬بأعمال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬المؤثرة‭ ‬لجذب‭ ‬أفضل‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بهم‭.‬
 
الامتثال‭ ‬القانوني
ويمثل‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التجريبية‭ ‬إلى‭ ‬الإنتاج‭ ‬خطوة‭ ‬محورية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الجاهزية‭ ‬لاستخدام‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬ويتطلب‭ ‬التوسع‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة‭ ‬وموارد‭ ‬لإدارة‭ ‬التغيير‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬قوية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مؤسسات‭ ‬عديدة‭ ‬تواجهها‭ ‬عوائق‭ ‬فنية‭ ‬وتنظيمية‭ ‬وثقافية‭ ‬تعيق‭ ‬التبني‭ ‬الكامل‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
وتعتبر‭ ‬المواءمة‭ ‬والتنفيذ‭ ‬الاستراتيجيين‭ ‬عمليتان‭ ‬مستمرتان‭ ‬تتطلبان‭ ‬استمرار‭ ‬الاهتمام‭ ‬والتحسين،‭ ‬وحينما‭ ‬تنضج‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬مع‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تتوافر‭ ‬المرونة‭ ‬والالتزام‭ ‬بالتحسين‭.‬
 
ويعد‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أخلاقيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والاعتبارات‭ ‬القانونية‭ ‬أمراً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية؛‭ ‬لذا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تلتزم‭ ‬المؤسسات‭ ‬بتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬أخلاقية‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والامتثال‭ ‬للوائح‭ ‬المتغيرة‭ ‬لبناء‭ ‬الثقة‭ ‬وتجنب‭ ‬التداعيات‭ ‬القانونية‭. ‬فممارسات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الأخلاقية‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الخصوصية‭ ‬والعدالة‭ ‬والمساءلة‭ ‬والشفافية،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬عمليات‭ ‬تفعيل‭ ‬معقدة‭ ‬داخل‭ ‬أنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
ويعتبر‭ ‬الامتثال‭ ‬القانوني‭ ‬إلزامياً‭. ‬ومع‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬تأثير‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬تتطلب‭ ‬الأطر‭ ‬التنظيمية‭ - ‬مثل‭ ‬القانون‭ ‬العام‭ ‬لحماية‭ ‬البيانات‭ (‬GDPR‭) ‬وقانون‭ ‬حماية‭ ‬المعلومات‭ ‬الشخصية‭ ‬والوثائق‭ ‬الإلكترونية‭  (‬PIPEDA)- ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬استباقية‭ ‬وتفاعلية،‭ ‬كما‭ ‬يسهم‭ ‬الالتزام‭ ‬المستمر‭ ‬بالحوكمة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والامتثال‭ ‬في‭ ‬مواءمة‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مع‭ ‬القيم‭ ‬المجتمعية‭.‬
 
من‭ ‬بين‭ ‬التحديات‭ ‬الشائعة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬جاهزية‭ ‬استخدام‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭: ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وتجزئة‭ ‬البيانات،‭ ‬ونقص‭ ‬المواهب،‭ ‬ومنافسة‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة،‭ ‬لذا‭ ‬يعد‭ ‬إن‭ ‬التصدي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬استباقي‭ ‬لهذه‭ ‬المخاطر‭ ‬يضمن‭ ‬انتقالاً‭ ‬أكثر‭ ‬سلاسة‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬مدعوم‭ ‬بتطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
 
وتكتسب‭ ‬إدارة‭ ‬المخاطر‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬لاعتماد‭ ‬تطبيقات‭ ‬وأنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬المؤسسات‭ ‬خصوصية‭ ‬البيانات‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬وفقدان‭ ‬الوظائف‭ ‬وتطوير‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تخفيف‭ ‬شاملة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬فوائد‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والجوانب‭ ‬السلبية‭ ‬المحتملة‭.‬
ويتطلب‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬بشكل‭ ‬استباقي‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬يعتمدها‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬والكفاءة‭ ‬التشغيلية‭ ‬لتحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬المستدام‭.‬
 
‭‬النص‭ ‬المرجعي‭: ‬برايان‭ ‬مارتن،‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬المنتجات‭ ‬في‭ ‬“انتيجريتي‭ ‬(360”‭)
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره