مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2024-06-02

الذكاء الاصطناعي يعيد صياغة قواعد سباق التسلح العالمي

أحدث ثورة في أنظمة التسلح
 
في عام 2017 قال الرئيس الروسي فلاديمير ان الدولة التي ستقود تطوير الذكاء الإصتناعي ستصبح هي الدولة التي تحكم العالم.
وعندما بدأت الحرب في غزة سرعان ما اتضح ان اسرائيل تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتكوين بنك أهداف بالمواقع التي يتعين قصفها... وعلى بعد أميال قليلة كانت القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الاهداف التي يتعين قصفها في اليمن لإثناء الحوثيين عن عرقلة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وعلى بعد مئات الالف من الاميال كانت روسيا تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد مرافق البنية التحتية الحيوية التي يتعين قصفها في اوكرانيا لخلخلة الدفاعات المدعومة بأحدث تقنيات ترسانة الأسلحة الغربية.. وهذه مجرد عينة بسيطة على التحولات الجذرية والثورية التي يحدثها الذكاء الاصطناعي ليس فقط في انظمة التسلح وإنما أيضا في  الطريقة التي سيخوض بها العالم حروب المستقبل. 
 
 
ورغم ان الصراعات العسكرية خلال العقدين المقبلين  ستظل مدفوعة بنفس مجموعة العوامل التي ادت تاريخيا الى اندلاع الحروب، والتي كانت تتراوح عادة ما بين الرغبة في حماية الموارد الطبيعية والسعي لتحقيق العدالة الاقتصادية وتصاعد حدة الاختلافات الايديولوجية والسعي الى السيطرة وامتلاك القوة والنفوذ إلا أن الطرق التي سيتم من خلالها شن الحروب في المستقبل ستتغير بصورة جذرية نتيجة ظهور تقنيات وتطبيقات جديدة في مقدمتها الذكاء الاصطناعي والتحسن الكبير في قدرات الحساسات وأجهزة  الاستشعار وعمليات الاتمتة وتطوير انظمة التسلح الفرط صوتية، وستمنح هذه العوامل مجتمعة انظمة التسلح مزيدا من الدقة والقدرة على تحقيق الترابط بين انظمة التسلح المختلفة  والتي ستصبح نتيجة لذلك اكثر سرعة وأطول مدى وأكثر تدميرا.
 
 
ورغم ان هذه الاسلحة ستكون متاحة بالطبع للدول العسكرية المتقدمة عسكريا إلا انها  ستكون ايضا ستكون في متناول دول اصغر بل وحتى في متناول جماعات  ومنظمات لا تلتزم بالقوانين الدولية لإدارة الحروب.
 
 
ومع مرور الوقت فان تفشي وانتشار هذا النوع من أنظمة التسلح سيعرض الاصول العسكرية التقليدية إلى خطر شديد ويحمل في طياته مخاطر توسع رقعة الحروب وسيجعل عمليات القتال اكثر دمارا وأكثر فتكا دون ان يعني ذلك بالضرورة ان يصبح سيكون اكثر حسما.
 
 
ويقول الخبراء العسكريين انه عندما يتعلق الامر بمستقبل الحروب فان التطبيقات وخليط التكنولوجيات الجديدة لا يقل اهمية عن التكنولوجيات نفسها وعلي سبيل المثال فانه بحلول عام 1917 لم يكن من الصعب التنبؤ بان الطائرات وحاملات الطائرات والدبابات والغواصات والتي كانت جميعها متاحة في العالمية الأولى ستستخدم في اي حرب عالمية اخرى قادمة، والخلاف كان دائما في كيفية استخدام استخدامها هذه الانظمة من جانب الاطراف المتحاربة. فكل طرف من الاطراف له خبراته العسكرية وله تصوراته وله تقاليده وتوقعاته للتكنولوجيا التي يمكن ان تسود على غيرها من التقنيات.
 
 
ويقول الخبراء العسكريين انه بحلول عام 2040 سيلا من التكنولوجيات الثورية المحتملة والاستخدامات الجديدة للأسلحة سيؤدي الى تغير في طبيعة الحروب وفي طريقة شنها وبالتالي في الاسلحة المستخدمة.
 
 
ووفقا لدراسة نشرها المجلس الوطني الامريكي للاستخبارات مطلع عام 2021 بعنوان “نظرة معمقة على مستقبل ساحات القتال”  يمكن رصد هذه التغيرات في اربع دوائر محددة هي:تأثير انظمة التسلح والتكنولوجيات الجديدة على شبكات الاتصال العسكرية (Connectivity، والقدرة التدميرية الهائلة الناتجة عنها Lethality)(، وقدرة الجيل الجديد من انظمة التسلح المعتمدة على الذكاء الاصطناعي عل العمل بصورة ذاتية بعيد عن تحكم صناع القرار العسكري (Autonomous والاستمرارية او بمعنى ادق الطرق التي ستتمكن من خلالها الجيوش من تزويد العتاد الحربي ومساندة انتشار قواتهم (Sustainability).
 
 
قوة المعلومات
عندما يتعلق الأمر بقدرة شبكات الاتصال العسكري فان حروب المستقبل لن تركز كثيرا على قوة النيران بل سيركز اكثر على قوة المعلومات وقدرتها على تحقيق التشابك والانسجام ما بين الافرع المختلفة للجيوش. 
 
 
وبرغم ان أهمية مراكز السيطرة والتحكم والاتصالات والاستخبارات والاستطلاع والمراقبة ستزيد في حروب المستقبل بالمقارنة مع اي وقت مضى، إلا أن التفوق سيكون من نصيب الطرف المتحارب الذي يستطيع ان يجمع اكبر كم من المعلومات الحيوية بدقة وسرعة ويقوم بتحليلها بسرعة ويقوم ببثها بطريقة امنة وتحويلها الى تعليمات وأوامر قتالية للوحدات في ساحات المعركة.
 
 
ويعزي الخبراء العسكريين تصاعد أهمية شبكات الاتصال الي مجموعة من العوامل في مقدمتها ظهور اجيال متطورة من اجهزة الاستشعار والحساسات sensors  رخيصة الثمن ومحطات تحليل البيانات والتي تبشر بثورة حقيقية في قدرات الرصد ومعالجة البيانات بصورة لحظية بحلول عام 2040.
والكثير من الجيوش في العالم تدرك الان بالفعل أهمية هذه التطورات وتعمل على استثمار قوة المعلومات لزيادة قدراتها القتالية وتعظيم الاستفادة من اصولها ومواردها العسكرية واستكشاف سبل الاستفادة من هذه التقنيات الناشئة ولاسيما الذكاء لتدشين عصر جديد من المراقبة المستمرة وتحسين قدراتهم على صناعة القرارات العسكرية.
 
 
وعلى سبيل المثال فان مسرح العمليات البحرية سيتغير بصورة جذرية خلال العقدين المقبلين نتيجة تطوير حساسات رخيصة الثمن فائقة القدرة وظهور أجيال جديدة   متطورة من اجهزة توليد الطاقة وهذا الخليط يعني ان سلاح الغواصات وهو اول اه سلاح في العالم يتمتع قدرات التخفي  سيكون معرضا على نحو متزايد للرصد والإعطاب والإخراج من الخدمة ولو بصورة مؤقتة.
ونتيجـة لهذه التطــورات يتوقـع الخـبراء العسكــريين ان نصبــح مراكــز المعلومات والتقنيات التي تغذيها هدفا لهجمات العدو في صراعات المستقبل التي سيسعى فيها كل طرف إلى عرقلة او اعطاب او الحد من المزايا التنافسية الحاسمة التي توفرها شبكات الاصال الحديثة للخصوم.
 
 
الموت الخاطف
الموت الخاطف هو النتيجة الطبيعية للقوة التدميرية الهائلة لأنظمة التسلح المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والتي تتميز بالقدرة التدميرية الهائلة والوصول إلى أهدافها بسرعة شديدة وإصابتها بدقة متناهية من مسافات تبعد ألاف الاميال عن ساحات القتال فضلا عن قدرتها على المناورة والإفلات من أنظمة الرصد والتتبع والاعتراض.
 
 
ويقول الخبراء أن دقة أنظمة التسلح ستشهد نقلة نوعية هائلة بحلول عام 2040 بسبب التكامل ما بين صور الاقمار الصناعية وأنظمة التموضع الجغرافي والقدرة على احتساب الفروق الزمنية والمعلومات الملاحية. وهذه التطورات مجتمعة ستؤدي الى تحسين كبير في تطوير انظمة تسلح عابرة للقارات وقذائف موجهة بالطاقة والصواريخ البالستية لصواريخ الفرط صوتية وبالتالي ستشكل تهديد كبير لمرافق الاتصالات العسكرية ومراكز السيطرة والتحكم ومدرجات الاقلاع والهبوط والبنية التحتية اللوجستية وغيرها من الاهداف الحيوية.
 
 
ثورة  دفاعية
بالرغم من ان ذلك لم يثبت بعد في ساحات المعارك إلا ان الاسلحة الموجهة بالطاقة واللي تتضمن مدافع الليزر ومدافع الميكروويف عالية القوة قد تكون علامة مميزة من لساحات القتال بحلول عام 2040 .
وعلى سبيل المثال فان انظمة التسلح الموجهة بالطاقة يمكن ان توفر وسائل فعالة لمواجهة السرعة العالية والقدرة الفائقة على المناورة اللي تتمتع بها الاسلحة الفرط صوتية. 
 
 
وبالرغم من المستقبل الواعد الي تبشر به أنظمة التسلح الموجهة بالطاقة إلا انها تعاني في الوقت الحالي من عدد من المشكلات التي تحد من فاعليتها في مقدمتها اعتماد المفرط على الطاقة والحاجة الى إعادة تزويدها بالوقود بصورة مستمرة. ورغم أن هذه الصعوبات يمكن بطبيعة الحال التغلب عليها في المستقبل المنظور على الاقل من  منظور التكلفة المرتفعة.
 
 
ويقول الخبراء انه حتى ولو افترضنا نشر هذه الأنظمة وبإعداد كبيرة خلال العقدين المقبلين فان هناك نوع من القصور الذاتي الموروث في هذا النوع من انظمة لتسلح التي تعمل بالطاقة وعلى سبيل المثال فان فاعلية مدافع الليزر محكومة بما يسمى خط الابصار او خط الافق، وبالتالي يمكن ان تكون قليلة او حتى عديمة الفاعلية اذا كانت الظروف الجوية سيئة وتعيق عمل الاشعة وتؤدي الى تشتيتها او ان تكون المواقع المستهدفة مغطاة عبارة  بأسطح عاكسة او مواد متخصصة كما أن انظمة التسلح الميكروويف عالية الطاقة يمكن ان تكون قليلة الفاعلية اذا ما تم مضاعفة تدريع هياكل الاهداف العسكرية المستهدفة من خلال استخدام مواد ذات طبيعة خاصة 
 
 
دمار شامل 
يجمع الخبراء العسكريين على ان اسلحة الدمار الشامل ستحتفظ بقدرتها على احداث دمار هائل بالرغم من التغيرات الكبيرة التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي بل ان    وتيرة تطوير اسلحة الدمار الشامل ستتسارع نتيجة التطورات التكنولوجيا والانتشار الواسع النطاق للمعارف والمهارات وما يحدث في الصين وكوريا الشمالية وروسيا هو ير دليل على ان  استخدام هذا النوع من الاسلحة سيظل هو القاعدة وليس الاستثناء.
 
 
اما فيما يتعلق بالأسلحة النووية فمن المؤكد ان الدول النووية ستواصل تحديث ترسانتها من الاسلحة النووية باعتبارها مكون اساسي من مكونات استراتيجية الردع و توفر القدرة على التحوط ضد الاعداء المحتملين لها،وعلى سبيل المثال فان روسيا تكثف جهودها الان لتحديث قوتها النووية الاستراتيجية بما في ذلك الصواريخ العابرة للقارات المحملة برؤوس نووية، بالإضافة الى تسليح الغواصات الروسية بأنظمة صواريخ عابرة للقارات و تطوير أجيال جديدة من القاذفات الثقيلة القادرة على حمل اسلحة فرط صوتية.
 
 
وفي المقابل تواصل الصين أيضا جهودها المستمرة منذ سنوات لتحديث قوتها الصاروخية النووية بما في ذلك نشر اسلحة  نووية في الاسطول الصيني وتحسين قدرات الصواريخ العابرة للقارات وتطوير عربات عسكرية منزلقة تحمل انظمة صواريخ صوتية. 
وتستهدف الصين من وراء هذه القدرات الجديدة زيادة فعالية وقدرة استراتيجية الردع الصينية من خلال توفير  خيار الرد عبر توجيه ضربة مضادة إذا ما تعرضت الصين لهجوم بأسلحة دمار شامل.
 
 
أنظمة التسلح الذاتية 
ستلعب انظمة الاسلحة الذاتية التي تعمل بصورة مستقلة عن البشر ستلعب دور كبير في حسم مستقبل الصراعات في ساحات القتال نتيجة تطبيقاتها في العديد من الوظائف والمهام العسكرية. ورغم أن هذا النوع من الاسلحة ليس جديد تمام إلا التقنيات الجديدة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي جعلت هذه المنصات تعمل بدرجات عالية من  الدقة دون تدخل بشري لمدد طويلة جدا وفي بيئات شديدة الخطورة والمسيرات او الدرونز اللي تستطيع حمل قدرات تسليح عالية جدا وتطير لساعات طويلة وربما لأيام  هي خير مثال على ذلك كما انها توفر حلا بديلا يوفر على الجيوش تعرض طياريها لخطر النيران المعادية.
 
 
ويتوقع الخبراء أن يشهد العقدين المقبلين تطوير مزيدا من أنظمة التسلح المستقلة او الذاتية لي فقط في صورة مسيرات دون طيار وإنما ايضا في صورة غواصات ذاتية القيادة وعربت مدرعة ذاتية القيادة، وهذه المنصات ستكون بطبيعة الحال منصات مثالية القيام بمهام عديدة متكررة مثل اعادة تزود انظمة التسلح بالذخائر وأداء المهام الخطرة مثل  التعرف على تحصينات العدو ووضع ونشر الالغام برا او بحرا والقيام عمليات البحث عن الغواصات.
 
 
عصابات الدرونز
مفهوم استخدام اسراب من طائرات الدرونز او المسيرات دون طيار من أبرز إفرازات ثورة الذكاء الإصتناعي حيث اصبحت هذا المفهوم مستخدما على نطاق واسع نتيجة انخفاض تكلفة انتاج وتشغيل الطائرات بدون طيار وزيادة القوى التدميرية الناتجة عن استخدام اسراب من  الطائرات المسيرة مقارنة بالقوة التدميرية الناتجة عن استخدام طائرة منفردة.
 
 
ويقول الخبراء ان أن قدرة اسراب الطائرات بدون طيار ليست مجرد حصيلة جمع القوة التدميرية لكل طائرة في السرب على حدة، حيث يمكنها بالاتصال بين بعضها البعض وتعديل تكتيكاتها وتعديل الاهداف للتأقلم مع تغير الظروف، مشيرين إلى أن الهجمات باستخدام اسراب المسيرات لعبت بالفعل دورا مهما جدا في قيام قوات العمليات الخاصة الامريكية بإعادة احتلال مدينة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق في عام 2012 فقد تم مهاجمتهم على الاقل بواسطة 12 طائرة بدون طيار قامت بإلقاء القنابل والأجهزة المتفجرات. 
 
 
ويؤكد الخبراء العسكريين ان تطوير قدرات انظمة التسلح الذاتية وإضافة مميزات جديدة لها سيرتبط بشدة بالتطورات التي تحدث في مجال الذكاء الإصتناعي. والذي يستخدم بالفعل على نطاق واسع في تحسين اداء طيف واسع من انظمة التسلح الموجودة بالفعل مثل التعرف على الاهداف واستهدافها برؤوس حربية شديدة الدقة ويمكن ايضا ان يستخدم في مساعدة العمليات القتالية التي يقوم بها المقاتلون بما في ذلك اتخاذ القرارات وتوفير وسائل سريعة لتبادل المعلومات. 
وبحلول عام 2040 من المتوقع أن تصبح عملية صنع القرار  أكثر استنادا إلى معلومات مستمدة من الذكاء الإصتناعي نتيجة دمج البيانات المستمدة من الاقمار الصناعية في عملية تجميع البيانات اللحظية وتحليلها لدعم عملية اتخاذ القرارات، وعلى سبيل المثال فان الصين تقوم بمساعي لاستخدام الذكاء الاصتناعي في طيف واسع من التطبيقات بما في ذلك المعلومات وتحليل البيانات وألعاب الحرب وأجهزة المحاكاة وأجهزة التدريب ومراكز صنع القرار والاتصالات. 
 
 
ولكن على اية حال فان استخدام تقنيات الذكاء الإصتناعي يواجه سلسلة من التحديات وأوجه القصور التي يتعين التغلب عليها من اجل تحقيق الاستفادة الكاملة منها في ساحات المعركة، حيث أن الذكاء الاصطناعي وتعلم الالة من خلال اللوغاريتمات يحدد قدرتها على القيام بمهام محددة ولكنه يحمل في طياته في الوقت نفسه امكانية ان تسير الامور على نحو خاطئ اذا ما كانت المعلومات التي  تغذي نظم الاسلحة التي تعمل بالذكاء الاصتناعي. بمعلومات خاطئة او متعارضة او بمعلومات غير لحظية، ومن الممكن تخيل سيناريو تكون فيه الاسلحة الذاتية  المميتة التي تدار بالذكاء الإصتناعي مصابة بالشلل نتيجة تعارض البيانات التي تتحكم في عملها.
 
 
رغم ان الروبوتات موجودة بالفعل في ساحات القتال وتقوم بعدد من المهام العسكرية مثل تطهير الالغام والتخلص من المتفجرات و تفكيكها المتفجرات إلا أنه من المتوقع أن تشهد قدرات الروبوتات والأدوار المساعدة التي تقوم بها طفرة هائلة ما يفرض الاستعانة بها على نطاق واسع في ساحات المعارك. 
وعلى سبيل المثال يخطط الجيش الامريكي لنشر نوع من الاحصنة الروبوتية (SMET) وهي بحجم سيارة صغيرة مصممة لنقل المعدات والذخائر والأسلحة وغيرها من الامدادات الحربية لوحدات المشاة ومثل هذه المركبات ستقوم بدور الامداد والتموين التقليدي الذي كانت تقوم به عناصر بشرية وتتعرض لمخاطر شديدة .
 
 
ثورة لوجيستية
مفهوم الاستدامة العسكرية  (Military Sustainability) من ابرز التحديات التي فرضها الذكاء الاصطناعي على نظم الاسلحة وبصفة خاصة مع تنامي استخدام الروبوتات والتصنيع بالإضافة (Additive Manufacturing) وهو مفهوم يقوم على التصنيع من خلال بناء طبقات مختلفة من المواد باستخدام الطابعات ثلاثية الابعاد فضلا عن التقنيات الحيوية وتقنيات الطاقة ما سيؤدي الى تحسينات هائلة في العمليات اللوجيستية العسكرية حيث يمكن استخدام السيارات ذاتية القيادة لمساندة الجهد اللوجستي ما يجعل الامدادات العسكرية اللي يقوم بها الجنود عادة اقل مخاطرة.
ويبشر التصنيع بالإضافة من خلال الطابعات الثلاثية الابعاد التي تستخدم مواد جديدة وسبائك معدنية خاصة  بثورة عسكرية في العمليات اللوجستية من خلال انتاج قطع غيار وأجهزة بسرعة وبطريقة غير مكلفة في ساحات القتال عندما تكون الحاجة لها ماسة ولا تحتمل الانتظار لحين نقلها بالطرق التقليدية ما يحسن من قدرة الجنود على القتال وعلى النجاة في ساحات القتال حيث يمكن للجنود استخدام معدات طبية داخل او خارج اجسادهم لمراقبة حالتهم الصحية وقدراتهم البدنية وهذه الاجهزة يمكن ان تستخدم في تشخيص المشكلات الصحية والإصابات بل وحقن العقاقير الطبية في الجنود حتى وهم في حالة اشتباك في ساحات  القتال.
 
 
الحرب الخاطفة
بحسب مجلة فورين بولسي الامريكية فان انظمة التسلح الجديدة التي افرزه الذكاء لاصطناعي ستقود إلى عدد من التغيرات في العقائد القتالية في مقدمتها مفهوم الهجوم السريع الذي سيكون المشهد الافتتاحي في اي حرب من خلال استخدام دفعات من الاسلحة الفرط صوتية سواء كان بصورة منفردة او عن طريق المزاوجة بين الاسلحة فرط الصوتية والأسلحة التقليدية المتقدمة لاستهداف البنية التحتية العسكرية والمدنية للعدو بصورة متزامنة قبل ان يتمكن المدافعون من القيام بأي نوع من الرد او الاستجابة لان مدى ودقة الهجوم يجعل فرصة الرد على هذه الهجمات شبه منعدمة بسبب تقلص فترة التحذير قبل وقوع الهجوم.
وإذا كان الهجوم السريع هو احد ابرز ملامح العقائد القتالية الجديدة بفضل الاسلحة الفرط صوتية فان هناك مفهوم موازي بفضل انظمة التسلح الذاتية التي توفر مفهوم منطقة الدفاع. وهذا المفهوم يكتسب اهمية خاصة للدول صغيرة التي تضع في رأس اولوياتها الحفاظ على المساحة الارض الصغيرة التي بحوزتها من خلال الحفاظ على الوعي بطبيعة المستجدات في المعركة والدفاع عن المجال الجوي والحقوق البحرية او التراب الوطني 
 
 
ومن جانبها تري مجلة الفورين افيررز الامريكية أن الهجمات السيبرانية المعتمدة على الذكاء لاصطناعي يمكنها ان تخفض او تمنع المعدات العسكرية وتعطل استخدام القوات العسكرية الحديثة وتجعلها غير قادرة على القيام بمهامها على الاقل بصورة مؤقتة.
 
 
وخلال العقدين المقبلين فان عدد من اللاعبين الدوليين  سيكون بمقدورهم شن الهجمات السيبرانية بالتزامن مع العمليات العسكرية التقليدية نتيجة انخفاض تكلفتها ما يجعلها وسيلة فعالة لمنع العدو من القيام بوظائفه.
 
 
وبحسب المجلة فان الهجمات السيبرانية ستكون متكاملة مع منهج انظمة التسلح المتعددة والمندمجة لتحقيق التفوق المعلوماتي في الصراعات المستقبلية.
وبعض الدول مثل الصين وروسيا تنظر بالفعل الى العمليات  السيبرانية خلال الصراعات على انها جزء من حملات الحرب المعلوماتية المتكاملة التي تستهدف الى تعطيل قوى الخصوم وأنظمة التسلح الذي في حوزتهم وتعطيل عملياتهم من خلال عمليات القرصنة لتعطيل انظمة الارشاد وأنظمة المراقبة ومراكز القيادة والسيطرة والنقاط العصبية الحساسة في الشبكات اللوجستية. 
 
 
ويحذر الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الامريكي تشارلز وولد من ان البنية التحتية الدول المدنية يمكن ان تواجه هجمات سيبرانية تهدف الى تعطيل الحياة اليومية وتقويض دعم المدنيين للعمليات الحربية من خلال احداث انشقاقات اجتماعية وبث روح الشك والفوضى، مشيرا إلي أن قائمة المرافق المدنية المستهدفة بالهجمات السيبرانية  قد تشمل كل من محطات الطاقة ومحطات الاتصالات بالإضافة الى وسائل الاعلام.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-07-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره