مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-04-01

دور القــوات المسلحة في إدارة الأزمـات والكــوارث

الأزمات والكوارث بأنواعها المختلفة، قديمة قدم التاريخ، وهي جزء من نسيج الحياة الإنسانية في أي مجتمع، وسمة من سمات الحياة المعاصرة، وقد ازدادت خطورتها في العصر الحالي، الذي يطلق عليه البعض أحياناً "عصر الأزمات والكوارث"، فأصبح مصطلح الأزمة أو الكارثة من المصطلحات الشائعة في لغتنا اليومية.
 
إعداد: عميد (م) علي حلمي علواني
 
الأزمة تعني تهديداً خطيراً متوقعاً أو غير متوقع لأهداف وقيم ومعتقدات وممتلكات الأفراد والمنظمات والدول، والتي تحد من عملية اتخاذ القرار، وهي موقف يتضمن قدراً من الخطورة والتهديد وضيق الوقت والمفاجأة، ويتطلب استخدام أساليب إدارية مبتكرة وسريعة لإعادة التوازن، وغالباً ما تتزامن الأزمة مع عنصر المفاجأة، مما يتطلب مهارة عالية لإدارتها والتصدي لها، ومن سمات الأزمة فقدان أو ضعف السيطرة على الأحداث، وضغط عامل الوقت، والشعور بالضبابية والاضطراب، ونقص المعلومات والتعقد والتشابك في الأمور أثناء حدوثها.
 
أما الكارثة فهي حدث يسبب دماراً واسعاً ومعاناة عميقة، وقد تعددت تعريفاتها من قبل العديد من الكتاب والباحثين، وكذلك المؤسسات الدولية ومنظمات الاغاثة، ويتضح من استعراض هذه التعريفات أن هناك عناصر مشتركة تشكل في مجموعها ملامح الكارثة، ومن هذه العناصر: فجائية الحدوث، وأنها تحدث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، والكارثة قد تكون طبيعية، وقد تكون بفعل الإنسان، عمداً أو إهمالاً، وتتطلب الكارثة دعماً وطنياً وإقليمياً، وأحياناً مساعدات دولية.
 
ورغم أهمية علم إدارة الأزمات والكوارث Crisis and Disaster Management إلا أن الباحثين لم ينتبهوا إلى أهمية هذا الحقل المعرفي إلا في العصر الحديث كأسلوب للتكيف مع المتغيرات المفاجئة وغير القابلة للتوقع المسبق، حيث يمثل هذا العلم العملية الإدارية المستمرة التي تهتم بالتنبؤ بالأزمات والكوارث المحتملة عن طريق الاستشعار، ورصد المتغيرات البيئية الداخلية أو الخارجية، المولدة لها، وتعبئة الموارد والامكانات المتاحة لمنع أو الإعداد للتعامل معها بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والفاعلية، وبما يحقق أقل قدر ممكن من الأضرار، مع ضمان العودة للأوضاع الطبيعية في أسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة، وأخيراً دراسة أسباب الأزمة أو الكارثة لاستخلاص النتائج لمنع حدوثها أو تحسين طرق التعامل معها مستقبلاً.
 
وللقوات المسلحة دور فاعل في التعامل مع سلسلة عريضة من الأزمات والكوارث، خصوصاً في الحالات التي ينجم عنها تدهور في الأوضاع، وفي سيناريوهات أخرى كثيرة، حتى ولو كانت من الفئة التي تنطوي على قدر محدود من المخاطرة، فإن القوات المسلحة هي التي توفر المحيط الأمني الأساسي اللازم لإطلاق سلسلة واسعة من المبادرات، حيث تمتلك القوات المسلحة عديداً من القدرات والمهارات التي تمكنها من الوجود والسيطرة على الأوضاع، والتعامل معها بأقصى سرعة، وبشكل منظم ومنضبط، كل ذلك إضافة إلى ما تمتلكه القوات المسلحة من مراكز الاستشعار عن بعد، وأنظمة التحكم والمراقبة، والتي يمكن من خلالها التنبؤ- إلى حد ما- بوقوع الكوارث، أو اتجاه تطورها بعد وقوعها، أو إمكانية حدوثها مرة أخرى.
 
ولقد سلطت كوارث وأزمات السنوات الأخيرة الضوء على مدى فاعلية دور قدرات عسكرية معينة عندما تجد الأجهزة المدنية نفسها عاجزة عن الاضطلاع بمهمة التصدي، وفي هذا الإطار تقوم القوات المسلحة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ دورها في إدارة الأزمات والكوارث وفقاً لقرارات القيادات العسكرية العليا في الدولة، لضمان التبادل السريع للمعلومات، وعمل  التحضيرات اللازمة التي تتضمن خطط انتشار واستخدام القوات للقيام بالمهام المختلفة، في ضوء الإمكانيات والقدرات المتاحة. 
 
وفي ظروف الأزمات والكوارث تتخذ القوات المسلحة الإجراءات المناسبة لتأمين الأهداف الحيوية، والجسور، والمخزون الإستراتيجي من مصادر الغذاء والطاقة، والطرق التي تشكل محاور مهمة وإستراتيجية، وتقديم الدعم والمساندة للدفاع المدني بالإمـداد، والتموين العسكـري حسب الإمكانات المتيسرة، وما تم تنسيق التعاون بشأنه، وفي أعمال الإنقاذ التي تتطلب معدات ثقيلة وآليات، وفرق المهندسين، والأفراد، والمساهمة في نقل فرق التدخل ومعداتها، بـراً أو جـواً أو بحراً، إلى منطقـة الكارثة، وتقوم بعمليات الإمداد بالمساعدات الفنية، والمعـدات، والإمدادات المتيسرة لإعــادة تشغيل المرافق العـامة، وإصلاح الأضـرار التي لحقت بالطــرق والجسور بفعل الكارثة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
 
مساندة الجهات المدنية
نظراً لضخامة بعض الكوارث وصعوبة السيطرة عليها من قبل الجهات المدنية بمفردها، كان هناك أهمية كبرى لتضافر جهود هذه الجهات مع القوات المسلحة، والعمل على إزالة الحدود الفاصلة بينهما من أجل مواجهة هذه الكوارث، حيث تستخدم القوات المسلحة آلية عملها المناسبة والضرورية بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة المعنية في الدولة وفقاً لخطة معدة مسبقاً يجرى التنسيق والتفاهم وعمل التجارب على تنفيذها من أجل ضمان فعالية وانسجام كافة الأجهزة المشاركة. وفي هذا الإطار تقوم الطائرات والسفن والمركبات البرية بنقل الأشخاص والمعدات، كما تشارك الطائرات في مهام التصوير والمسح، وتشارك القوات البرية في المهام الأمنية، ويتم تحريك القوات والتجهيزات في هذه الحالات حسب نوع المهمة وبناءاً على أوامر محددة من الجهات العليا ذات الصلاحية، ويتضمن ذلك تأمين المعلومات والبيانات الدقيقة عن الكارثة، واتجاهات تطورها، وحجم الخسائر الناجمة عنها، وذلك للمساهمة في اتخاذ القرارات السليمة اللازمة للتعامل السريع مع الكارثة، وعلى سبيل المثال، فإن طائرات الإطفاء مجهزة بالمعدات المناسبة لإطفاء الحرائق في المباني المرتفعة أو الأماكن المزدحمة التي لا تصل إليها فرق الاطفاء الأرضية، وكذلك تستخدم الطائرات أيضاً لنقل كبار المسؤولين إلى المناطق النائية.
 
وتقوم القوات المسلحة بإنشاء المستشفيات الميدانية المجهزة بالأطقـم الطبية، والمعــدات، والأدوية لإسعاف الضحايا بموقع الكارثة، وكذلك تقوم بإمداد شبكات الكهرباء والماء بالإمكانات المتاحة من وحدات الإضاءة المتنقلة، ومولدات الكهرباء المخصصة للطوارئ، والفنيين المختصين، وتضع الخطط المناسبة لرفـع كفاءة المستشفيات العسكـرية، وزيـادة قدرتها الاستيعابية لاستقبال الحالات المصابة، وإقامة المستشفيات الميدانية، ودعمها بالأطقم، والمستلزمات الطبية. 
 
وأيضاً، تساعد القوات المسلحة في المحافظة على الأمن، وتأمين المواطنين من أعمال السرقة، والسلب، والفوضى التي قد يقوم بها ضعاف النفوس، والخارجون عن النظام أثناء الأزمة أو الكارثة، وإرشاد وتوجيه لجان الإغاثة والمنكوبين إلى الأماكن الآمنة، والقيام بأعمال التوعية، والتثقيف، والإرشاد للابتعاد عن الأوبئة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وإعداد الخرائط والخطط اللازمة التي تساعد على تقدير الموقف في المنطقة المنكوبة، للخروج بقرارات سليمة، وسريعة تلبي احتياجات السكان، والمساهمة في إعادة البناء لما خلفته الكوارث من حيث إعادة البنية التحتية للطرق والكباري مرة أخرى.
 
المراقبة
الطائرات العسكرية والسفن مجهزة بكافة المعدات الفنية اللازمة لمراقبة مسرح الأزمة من الجو أو البحر، كما أن مستشعراتها تستخدم في مسح وتصوير المناطق المتضررة في حالات الكوارث الطبيعية، وعلى سبيل المثال، فإن الطائرة E-2C Hawkeye الأمريكية صممت أصلاً لتستعملها البحرية الأمريكية كناقلة جوية، لكن معظم الذين اعتمدوها، ما عدا فرنسا، يستعملونها في دور حماية الشواطئ والحدود والمجالات الجوية والوطنية بعد تركيب المعدات الالكترونية عليها، وقد تولت هذه الطائرة في السنوات الأخيرة مهاماً إضافية، شملت مراقبة الحركة الجوية الطارئة بعد كوارث وأزمات طبيعية، ودعم عمليات مواجهة القرصنة على الوحدات البحرية.
 
وأثبتت طائرات الانذار المبكر أنها استثمار كبير، ليس فقط في العمليات القتالية، بل أيضاً في العمليات إبان السلام، وهذه تشمل مهام الإنقاذ بعد الكوارث الطبيعية، والأمن الداخلي في البلاد، وعمليات أخرى، وقد ظهر ذلك بعد أن ضرب إعصار "كاترينا" مدينة "نيو أورليانز" الأمريكية في أواخر أغسطس 2005، والذي بلغت فيه سرعة الرياح أكثر من 140 كلم في الساعة، وكانت طائرات "هوك آي" بين الطائرات الأولى فوق الموقع، والتي اعتمدت عليها البحرية الأمريكية وسلاح الطيران ومؤسسات حكومية أخرى للدعم، وقد استعمل رادار هذه الطائرات ومجموعة الاتصالات فيها لمراقبة المجال الجوي، وتحديد مواقع الضحايا المحتجزين، وتوجيه أعمال الانقاذ، وتحديد مواقع الأبنية القائمة، ومواقع الهبوط الآمنة، وتوفير الاتجاه لنشاط الطائرات في المنطقة، ونسقت هذه الطائرات مع طيران البحرية الجهود لإنقاذ المعزولين والمهددين بمياه الفيضان، وساعدت على اخلاء الضحايا من الأبنية، ومن فوق الطرق العامة وسطوح المنازل، ونسقت أطقمها أيضاً إلقاء الطعام على المباني والمحلات الكبرى التي تجمع فيها السكان الجوعى، وكانت هذه الطائرات تحلق في الجو على مدار الساعة، على مدى أسبوع تقريباً بعد الإعصار، وتتحكم بجهود الإنقاذ الجوية، التي شملت الإنقاذ بالعموديات، وباتت صورها عادية في تغطية أخبار الكارثة.
 
البحث والإنقاذ
يسهل استخدام القوات المسلحة في أعمال البحث والإنقاذ والوصول الى أماكن صعبة التضاريس، مثل الوديان والشقوق الصخرية والصحاري أو الأراضي المغطاة بالثلوج، أو مناطق الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والفيضانات، وطائرات وسفن البحث والإنقاذ مجهزة بالمعدات الخاصة اللازمة لإتمام عمليات البحث والإنقاذ والإخلاء في المهام التي تصعب على رجال الدفاع المدني إنجازها، وتقوم في هذه الحالات الطائرات العمودية بعمليات البحث عن المفقودين في البر والبحر لمساندة الفرق الأرضية أو البحرية للعثور عليهم، ومن ثم نقلهم. 
 
وتقوم الطائرات العمودية بالهبوط في الأماكن المنكوبة، حيث تحمل المتضررين إلى أماكن أكثر أمناً وسلاماً، ويتم أيضاً إنقاذ المحتجزين في حالات حرائق المباني العالية، وإنقاذ الغرقى باستخدام ونش الإنقاذ مع النقالة أو حزام الإنقاذ لانتشالهم من البحر، ثم نقلهم إلى أقرب مستشفى، أو إلى قاعدة جوية، والبحث عن المفقودين في الأماكن الواسعة، مثل الصحاري والجبال أو خلافه، وذلك بالتعاون مع الجهات الأمنية الأخرى.
 
الإخلاء
تساهم القوات المسلحة بأعمال النقل، والإخلاء، وإقامة معسكرات الإيواء للمشردين، وتقديم المساندة الجوية أو البحرية المناسبة في حالات صدور أمر بإخلاء الجزر البحرية إذا دعت الضرورة لذلك. وقد اعتمد إخلاء المصابين في الكوارث على مدى قرون عديدة على الإخلاء البرى في مختلف أنواع المركبات، وكان المرضى عادة لا يتلقون أي علاج في أثناء عملية الإخلاء، حتى يتم نقلهم إلى المستشفيات الميدانية، ولكن مع بداية عصر الطيران، ظهرت فكرة استخدام الطائرات في اخلاء المصابين، واقتصر ذلك في بداية الأمر على إخلاء الطيارين والمصابين في حوادث سقوط الطائرات فقط، ثم تطور الأمر مع مرور الوقت ليصبح الاخلاء الجوي أهم الأساليب لنقل المصابين في الكوارث، وأصبحت الخدمات الطبية المقدمة على متن بعض الطائرات المتخصصة في عمليات الإخلاء الطبي تضارع، وفي بعض الأحيان تتفوق، على أعلى مستويات الخدمات الطبية في المستشفيات الرئيسية المتقدمة، واستخدمت الطائرات في أعمال الإسعاف والإخلاء الطبي والإنقاذ أول الأمر للأغراض العسكرية فقط، وفيما بعد دخلت القطاعات المدنية عند حصول حوادث الطرقات وأثناء الكوارث والحرائق وللبحث عن المفقودين وإنقاذهم.
 
نقل إمدادات الإغاثة
تقدم القوات المسلحة المساندة البحرية المناسبة في حالة تفاقم كارثة السيول والأعاصير في المناطق الساحلية، والمساعدة في نقل فرق التدخل الأخرى ومعداتهم بحـراً إلى مواقع الأحداث عندما يتطلب الموقف ذلك.
 
ومن بين الإمكانات والقدرات التي تمتلكها القوات المسلحة، وتمكنها من القيام بدور مهم في مجال نقل الإمدادات والإغاثة وسائل النقل الجوي السريعة وغير المتاحة للأجهزة المدنية، حيث أثبتت العموديات دورها المهم في المراحل الأولى لعمليات الإغاثة في الدول التي وقعت بها الكوارث، وذلك في حالة تضرر الطرق، سواءً من جراء السيول، أو الزلازل أو البراكين، أما وسائل النقل البحري التى تمتلكها القوات المسلحة فيمكنها أن تعزز جهود الإغاثة، حيث إنها تعتبر أكثر فاعلية من النقل الجوي والبري، وخاصة للمناطق القريبة من المسطحات المائية، أو في حالة كوارث غرق العبارات.
 
وتقوم القوات المسلحة بإقامة جسر جوي، أو بري، أو بحري للإسراع بعمليات الإغاثة، يتم من خلاله توفير عدد كاف من العموديات، ووسائل النقل السريعة، والإسعاف الطائر، وعمليات الإنقاذ والإغاثة لمنكوبي الكوارث، من خلال الوصول السريع للمناطق المعزولة أو الموبوءة، أو الواقعة تحت تهديد الكارثة، وتوفير المأوى البديل، ونصب وإقامة الخيام، وتوفير الأغطية، وذلك لاستيعاب المشردين، والمهجرين، والنازحين بسبب الكارثة.
 
أن الأزمات والكوارث لن تتوقف، ولا يمكن لأي جهة في العالم أن تمنع حدوثها، ولكن هناك كثير من الآليات والجهات التي يمكن أن يكون لها دور بارز في تخفيف حدتها، وتقليل الخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها، ومن بين هذه الجهات القوات المسلحة، وذلك لما يتوافر لديها من معدات وأفراد مدربين، وبما تتمتع به من سرعة انتشار، وانضباط، وقدرة على التعامل مع الظروف الاستثنائية، وهو ما أثبتته تجارب كثير من دول العالم.
 
ولكي تقوم القوات المسلحة بهذا الدور يجب أن يكون لديها خطة مسبقة لكيفية التعامل مع الأزمات والكوارث بأنواعها، ومراحلها المختلفة، ويتطلب ذلك وجود عناصر مدربة للقيام بعمليات الإغاثة، والإنقاذ، والإمداد، والتموين في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية، مع توافر مراكز لادارة الأزمات والكوارث تكون مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية، التي يمكن من خلالها تلقي البلاغات السريعة، وتحريك القوات المعنية، ومتابعة سير الأحداث أولاً بأول .
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2025-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره