مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-03-09

آيدكس ونافدكس2021 نجاح استثنائي وحضور متميز للصناعات العسكرية الإماراتية

النجاح الذي حققته الدورة الخامسة عشر لمعرض الدفاع الدولي «آيدكس» والدورة السادسة لمعرض الدفاع البحري»نافدكس» 2021 لا يؤكد فقط ريادة دولة الإمارات في تنظيم المعارض والفعاليات، وتحويلها إلى صناعة تدعم الاقتصاد الوطني، وإنما أيضاً يعد شهادة دولية على الثقة في نهجها الخاص بإدارة جائحة كورونا»كوفيد-19»، فحجم المشاركة الكبير في هذه الدورة الاستثنائية جاء في توقيت مهم كان العالم يحتاج فيه مثل هذا النجاح لاستعادة التعافي المستدام من هذه الجائحة.
 
بقلم: داليا السيد أحمد
 
ولعل ما يضاعف من أهمية نجاح الدورة الحالية للمعرضين أنها تتزامن مع  احتفال الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها، لتشكل إنجازاً نوعياً يضاف إلى مسيرة الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في الآونة الأخيرة، وفي مقدمتها وصول مسبار الأمل إلى مداره في الكوكب الأحمر في شهر فبراير 2021 ومن قبل تشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية، وغيرها العديد من الإنجازات التي تتوج رحلة خمسين عاماً من العمل والطموح ، وتدشن لمرحلة تنموية جديدة للخمسين عاماً المقبلة.
 
«آيدكس ونافدكس» 2021 .. مكانة متقدمة على خارطة المعارض الدفاعية الدولية
 لا شك أن النجاح الكبير لمعرضي «آيدكس» و»نافدكس» 2021 رسخت من مكانتهما على خارطة المعارض الدفاعية والعسكرية العالمية؛ باعتبارهما من أهم المعارض التي  تتيح منصة دولية للاطلاع على آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالصناعات الدفاعية، وأهم الحلول الابتكارية والمشروعات المستقبلية التي يتم تنفيذها في أنظمة الدفاع من ناحية، وتوفير منصة هائلة للمصنعين، وشركات الأنظمة الدفاعية والتكنولوجية الكبرى لعرض أحدث منتجاتها، والتعريف بمنتجاتها وابتكاراتها من ناحية ثانية.
 
في الوقت ذاته، فإن حجم الحضور ومستوى المشاركين في المعرضين يعكس الجهد الذي بذلته اللجنة العليا المنظمة، لكي تكون هذه النسخة بحق «استثنائية»، فإجمالي الدول المشاركة في المعرضين والمؤتمر وصل إلى 60 دولة، كان أبرزها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والصين وفرنسا وهي الدول راعية أكبر الأجنحة بجانب مشاركة 5 دول جديدة للمرة الأولى هي إسرائيل ومقدونيا الشمالية، وأذربيجان، ولوكسمبورغ والبرتغال. 
 
ويضاف إلى ذلك مشاركة أكثر من 77 وزير دفاع و79 شخصية عسكرية مهمة من رئيس أركان وقادة القوات البحرية إضافة إلى وفود عسكرية من 82 دولة على كافة المستويات القيادية. أما على مستوى عدد الشركات فإنه قد تجاوز 900 شركة من كبريات شركات الدفاع العالمية، أبرزها لوكهيد مارتن ورايثيون تكنولوجيز وليوناردو الإيطالية ومجموعة نافال الفرنسية ومجموعة باراماونت بجنوب أفريقيا وغيرها.. فيما تتوزع المعروضات على 38 جناحا على مساحة عرض صافية تصل إلى 133000 متر مربع، بينها للإمارات أكبر جناح يضم أكثر من 140 شركة وطنية، وهذه كلها مؤشرات تعكس تزايد حجم الثقة الدولية في الإمارات وقدرتها على تنظيم هذه المعارض بكفاءة واحترافية عالية.
 
 كما أصبح معرض»آيدكس» يصنف باعتباره المعرض الأول عالمياً في حجم الصفقات المعلنة خلال المعرض، فقد بلغت إجمالي صفقات «آيدكس»، منذ انطلاق دورته الأولى في عام 1993، وحتى  دورته الخامسة عشر في فبراير 2021 ما يزيد على 195 مليار درهم، وبذلك يعتبر المعرض الأول عالمياً في حجم الصفقات المعلنة خلال المعرض، والأول في الشرق الأوسط والثاني عالمياً في الحجم والتنظيم.
 
هذا وقد بلغ حجم الصفقات المبرمة مع الشركات الخارجية والمحلية خلال الدورة الخامسة عشر  لمعرض آيدكس والدورة السادسة لنافدكس حوالي  20.957 مليار درهم (نحو 5.7 مليار دولار) ، وهذا يعد مؤشر بالغ الدلالة على نجاح هذه الدورة التي انعقدت في ظل ظروف استثنائية، وهذا ما أكده اللواء الركن طيار إسحاق صالح البلوشي الوكيل المساعد للصناعات وتطوير القدرات الدفاعية في وزارة الدفاع، ونائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض، والذي أشار إلى أن «هذه الدورة شهدت تسجيل أعلى قيمة صفقات للقوات المسلحة الإماراتية في تاريخ المعرض، حيث ستلعب دوراً محورياً لتصميم الخطط بعيدة المدى، وتطبيق الاستراتيجيات الدفاعية والأمنية في للمستقبل، عبر تبني أفضل الحلول والممارسات لمواجهة الأزمات والتحديات المستقبلية في ظل الثورة الصناعية الرابعة».
 
في الوقت ذاته، فإن مؤتمر الدفاع الدولي المصاحب لمعرضي «آيدكس» و»نافدكس» تحول إلى نافذة دولية مهمة لمناقشة القضايا الأمنية والدفاعية، ليس فقط لأنه نجح في استقطاب نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين في نظم الدفاع وتكنولوجيا الأسلحة، وإنما أيضاً لأنه أصبح  منتدى عالمي يتم خلاله مناقشة أهم القضايا والتحديات في العالم من منظور استراتيجي شامل، ويتم فيه التطرق إلى آفاق تطور الصناعات العسكرية وتحدياتها، فضلاً عن متابعة التطورات في النظريات الدفاعية والأمنية، وتسليط الضوء عليها.  وقد ناقش مؤتمر الدفاع الدولي 2021 أحد الموضوعات المهمة التي تستحوذ على اهتمام العالم في السنوات القليلة الماضية، وهو كيفية حماية الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتفوقة وتطورهما في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
 
ولا شك في أن المشاركة الدولية الكبيرة في هذا المؤتمر والاهتمام الإعلامي الدولي المصاحب له إنما يعكسان التقدير الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة والثقة بتوجهاتها ومواقفها التي تتسم بالحكمة والاعتدال والتوازن، حيث ينظر إليها باعتبارها عاملاً رئيسياً في تعزيز أسس الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
 
حضور متميز للصناعات الدفاعية الإماراتية في “آيدكس” 2021  
  شاركت أكثر من 144 شركة وطنية في معرضي «آيدكس» و»نافدكس» 2021 تحت مظلة جناح الإمارات الذي يعد الأكبر من حيث المساحة، لاستعراض إمكاناتها وقدراتها والأنظمة الحديثة والمتطورة في هذا القطاع الحيوي والتي ستكون متاحة. وقد سجلت هذه الشركات حضوراً متميزاً وحظيت منتجاتها بالإشادة من جميع الوفود المشاركة بما تتسم به من كفاءة ونوعية وجودة تضاهي نظيراتها العالمية، ولعل أبرز هذه المنتجات:
 
* إنتاج أول صاروخ إماراتي كروز مضاد للسفن: كشفت «هالكن»، الشركة الإقليمية المتخصصة في إنتاج وتوريد الصواريخ الموجهة بدقة خلال «آيدكس» عن منظومة Sky Night ، التي تعد أول منظومة صاروخية مضادة للصواريخ وقذائف المدفعية وقذائف الهاون تُصمّم وتُصنّع في الإمارات. ولا شك في أن SkyNight  الذي يعد أول صاروخ إماراتي للدفاع الجوي من صنع هالكن، يعزز قدرات الإمارات الدفاعية في مواجهة المخاطر والتهديدات المختلفة، خاصة أن تصميم هذه المنظومة الصاروخية تم بالشكل الذي يسهم في التصدى لكل المخاطر الحديثة، كما توفر هذه المنظومة إشارات إنذار مبكر وإمكانات اعتراض دقيق من السطح إلى الجو، وتستهدف الطائرات ذات الأجنحة الدوارة وصواريخ المركبات الجوية دون طيار وقذائف المدفعية وقذائف الهاون وغيرها من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة ضمن نطاق يصل إلى 10 كيلومترات.
 
*في مجال صناعة الطائرات: واصلت الشركات الدفاعية الوطنية تميزها في هذا المجال، وخاصة الطائرات المسيرة، فقد عرضت شركة «أداسي» الإماراتية مجموعة من الطائرات المسيّرة الحوامة على الأهداف، تم تصميمها بكوادر إماراتية وباستخدام تكنولوجيا إماراتية. وتتميز هذه النوعية من الطائرات بقدرتها على التعامل مع الأهداف والأخطار التي قد تواجه الجنود المشاة والعمليات الخاصة، حيث الطائرات ذات مراوح متعددة، بالإضافة إلى أنها تتميز بسهولة الاستخدام والنقل والتجهيز، بالإضافة إلى قدرتها العالية على تلبية جميع المتطلبات العملياتية، وذلك لما توفره من خيارات صواعق تفجير متعددة، حيث تتوافر فيها خاصية البث الحي للفيديو من على متن الطائرة، وسرعة طيران عالية أثناء الهجوم، ومدى تشغيل يصل إلى 10 كيلومترات. كما تتميز بقدرتها على نقل وإطلاق الذخائر الموجهة بدقة، كما يمكن توافرها بإعداد «الاصطدام المباشر»، مما يضمن مرونة مطلقة عند تنفيذ مختلف السيناريوهات العملياتية، حيث يبلغ الوزن الأقصى لإقلاع الطائرة 8 كيلوجرامات، مما يتيح القدرة على تزويد الطائرة بنظام مراقبة كهروبصري نهاري وليلي لجمع المعلومات قبل وبعد الهجوم بالإضافة إلى الحمولة المسلحة.
 
*في مجال الأنظمة الدفاعية: عرضت شركة «إي أو إس» للأنظمة الدفاعية، والتابعة لـ»توازن» في منصتها لأول مرة نظاماً متكاملاً للتصدي للطائرات من دون طيار، ويشمل هذا النظام أسلحة مختلفة، منها سلاح الليزر المتطور والذي يعتبر الأحدث حول العالم، ويتميز النظام بالدقة الكبيرة والقدرة العالية على تدمير طائرات الدرونز مختلفة الأحجام على مسافات تصل إلى ثمانية كيلومترات. كما عرضت خمسة  أنظمة برية للتحكم بالأسلحة من نوع «R150» و«R400» على 5 آليات برية مختلفة، اثنان منها على آليات غير مأهولة، إلى جانب عرض أربعة أنظمة بحرية من نوع «R400S» على ثلاث زوارق بحرية محلية تم تصنيعها في الإمارات . وقامت الشركة أيضاً بعرض نظام التحكم الآلي «R800» وذلك لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعتبر النظام من الجيل الجديد من أنظمة التحكم الآلي للأسلحة، ويشمل النظام سلاح «MK 44» الأميركي «والسلاح المحوري» 7.62 ملم، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع ويتميز بخفة الوزن حيث لا يتعدى وزن النظام مع الأسلحة 800 كجم.
 
*في مجال صناعة السفن الحربية: شهد معرض «نافدكس» 2021 تدشين سفينة «السعديات»، بالإضافة لزورق مرور حرس السواحل «شجاع»، الذي يعتبر إضافة متميزة لصرح جهاز حماية المنشآت والسواحل في الدولة.
 
*في مجال المركبات: شهد معرض آيدكس 2021 إنتاج الشركات الوطنية مركبات مدرعة جديدة،  فقد قدمت شركة الجسور التابعة لمجموعة “إيدج”، والمتخصّصة في تصنيع المركبات المدرعة أحدث المركبات المدرعة التي تمتلكها، والتي تم تطويرها لتوفير قدرات هجومية ودفاعية متقدمة للقوات الميدانية، وتزويدها بالمرونة والقدرة الفائقتين على التنقل والحركة، وهي المركبة القتالية المدرعة من طراز “ربدان 8X8 “ التي تتمتع بمزايا تشغيلية فريدة على التضاريس البرية والمائية، كما تتوافر مركبات ربدان بإعدادات متنوعة، وتصل سعتها القصوى إلى طاقم يضم 11 فرداً في الخطوط الأمامية، وتصل سرعة مركبات ربدان إلى 100 كم/ساعة، ويمكن تزويدها بدروع حماية مختلفة، ودمج أنظمة أسلحة من العيار الثقيل مع المنصّة “مدفع يصل عياره إلى 105 ملم”، وتوفر مركبات ربدان حماية من المستوى الرابع ضد القذائف الباليستية والألغام، وتم تصميم الدرع الخارجي المتطور لمركبة ربدان لحماية القوات بداخلها من الانفجارات والمقذوفات النارية والصدمات، مما يضمن نجاح المهمة، وتعتمد في تصميمها على المعايير الدولية.
 
كما كشفت “نمر”، الشركة الرائدة في إنتاج الآليات العسكرية المدولبة الخفيفة والمتوسطة عن الجيل الثاني من آليات “عجبان 4 x4 و حفيت 6x6 ، خلال معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2021» في خطوة تؤكد التطور في التميز التقني والأداء الديناميكي والتصميم الهيكلي النموذجي. وتتميز الآليات الجديدة بمواصفات متقدمة في تخفيف أثر الانفجارات والحماية من القذائف البالستية، وتوفر مستويات عالية من الحماية في أقسى البيئات. وبفضل تصميمها وهندستها الرامية إلى تلبية أكثر متطلبات المهام صعوبة. 
 
آفاق واعدة أمام الصناعات الدفاعية الإماراتية
لا شك أن المستوى المتقدم الذي ظهرت به الصناعات الدفاعية والعسكرية الإماراتية في معرضي آيدكس ونافدكس 2021، يفتح آفاقاً واعدة أمامها ويعزز من تنافسيتها في الأسواق العالمية، خاصة أنها تمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها لذلك، لعل أبرزها:
 
1 - الخبرات المواطنة المؤهلة:  لعل أهم ما يميز الصناعات الدفاعية في الإمارات أنها ترتكز على قاعدة كبيرة من الخبرات المواطنة التي تمتلك قدرات فنية عالية بالمعايير العالمية، وقد أثبتت هذه الكوادر كفاءتها في عرض منتجات الشركات الوطنية، وحظيت بإشادة الوفود وممثلي الشركات الدفاعية العالمية. 
 
2 - القدرة على مواكبة التكنولوجيا الحديثة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي: تمتلك الشركات الوطنية الدفاعية القدرة العالية على مواكبة التكنولوجيات العسكرية الصاعدة وتوظيفها بكفاءة عالية في الارتقاء بجودة منتجاتها وتعزيز تنافسيتها في الأسواق العالمية. فعلى سبيل المثال فإن المركبات التي تنتجها شركة «الجسور» مزودة بأجهزة الاستشعار والكمبيوتر وأنظمة الاستهداف العاملة بالذكاء الاصطناعي والتي بدورها تقوم بمعالجة المعلومات وتنظيمها بسرعة أكبر، بما يتيح وضع معايير متطورة للتحكم الذاتي المستقل بصورة متواصلة. كما أن شركة «إيرث» التي تتميز بأكثر من عقد من الخبرة المحلية والعالمية في أنظمة الدفاع، والتصوير والبصريات والليزر، والأنظمة ذاتية التحكم، والروبوتات، ونظم الاتصالات والمعلومات، تولي اهتماماً بالاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، كما تحرص على تطوير ابتكارات عسكرية متكاملة في مختبرات البحث والتطوير، يشرف عليها ويقودها فريق يضم أفراداً سابقين في القوات المسلحة الإماراتية. 
 
3 -  تزايد الثقة الدولية في المنتجات الدفاعية والعسكرية للشركات الإماراتية، وليس أدل على ذلك من أن الشركات الوطنية الدفاعية التي شاركت في معرضي آيدكس ونافدكس 2021 حظيت منتجاتها بالإشادة من  الوفود المشاركة وممثلي كبرى الشركات العالمية، لما تتسم به من جودة هائلة.  
 
4 - تعزيز الشراكات مع كبرى الشركات العالمية يتيح فرصاً للشركات الدفاعية الوطنية لمواكبة كل ما هو جديد في تكنولوجيا الصناعات الدفاعية في العالم. وقد شهد معرضي آيدكس ونافدكس 2021 توقيع العديد من الشركات الإماراتية لاتفاقيات شراكة مع شركات عالمية في خطوة ستسهم في تطوير الصناعات الدفاعية العسكرية، وتجعلها أكثر انفتاحاً على التكنولوجيات المتقدمة في هذا المجال. ومن أهم هذه الشراكات، توقيع شركتا كيبلكورب وأطلسلل اتصالات –عضوا مجلس الإمارات للشركات الدفاعية- مذكرة تفاهم مع شركة ساسموس الهندية المتخصصة في تصنيع أنظمة كوابل التوصيل الكهربائي والمرئي. وتمهد مذكرة التفاهم الطريق أمام تطوير القدرات الوطنية لتصنيع الأحزمة التقليدية والكوابل بالمواصفات العسكرية، وذلك من أجل توفير أجود أنواع المنتجات المستخدمة في الآليات المدرعة وصناعات الطيران والفضاء والقطاعات البحرية.
 
كما وقّعت “نمر”، الشركة المتخصصة في إنتاج الآليات العسكرية المدولبة الخفيفة والمتوسطة، مذكرة تفاهم مع شركة ST Engineering، المجموعة العالمية المتخصصة في التكنولوجيا والدفاع والهندسة، بهدف بناء أنظمة المحركات الكهربائية الهجينة وتعزيز التزام الشركة بتكنولوجيا المحركات الكهربائية الهجينة لكي تصبح أول شركة مصنّعة في الشرق الأوسط تقوم بدمج أنظمة الطاقة الحديثة، الأمر الذي يعزز مكانتها الريادية في قطاع الآليات المدرعة. كما وقع مجلس التوازن الاقتصادي – والذي يضطلع بدور أساسي في تمكين قطاع الصناعات الدفاعية والأمنية بدولة الإمارات - وشركة تروس سيز السويسرية الهندسية مذكرة للتفاهم تهدف لدعم خطط الشركة لتطوير تقنيات انتاج الماء من الهواء بغرض استخدامها في المجالات العسكرية والمدنية. وتتميز هذه التقنية لشركة سيز السويسرية – والحاصلة على أكثر من أربع براءات اختراع - بتطورها التكنولوجي واستخدامها أحدث التقنيات الهندسية لإنتاج المياه من الهواء.
 
“آيدكس” و”نافدكس” 2021 .. مردودات نوعية
إن النجاح الاستثنائي الذي تحقق في دورة معرضي «آيدكس» و»نافدكس» 2021 ينطوي على العديد من المردودات النوعية، لعل أهمها:
 
1 -تأكيد ريادة الإمارات في تنظيم وصناعة المعارض على الصعيد الدولي:  فتزايد مستوى المشاركة في المعرضين من جانب المسئولين العسكريين والشركات الدفاعية والتكنولوجية الكبرى من أكثر من 60 من دولة إنما يرسخ صورة الإمارات باعتبارها واحدة من أهم دول العالم في تنظيم هذه النوعية من المعارض الدفاعية والعسكرية والتكنولوجية التي تحظى باهتمام عالمي غير مسبوق. كما أنه يعكس في الوقت ذاته الثقة الدولية في الإمارات وقدرتها على مواصلة تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى والمهمة حتى في ظل أوقات الطوارئ والأزمات التي يشهدها العالم كله بسبب تداعيات جائحة «كوفيد- 19» والتي أجبرت غالبية دول العالم على تبني تدابير الإغلاق لمواجهة الجائحة. 
 
وهذه الثقة لم تأت من فراغ، وإنما من تقديم تجربة متميزة في إدارة فعاليات هذه الدورة بكفاءة عالية، بداية من اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية لضمان صحة وسلامة العارضين والمشاركين والزوار، وذلك وفق أفضل المعايير العالمية، ومروراً بوضع الخطط التي تسهم في تسهيل الإجراءات الخاصة بالوفود الدولية والعارضين والإعلاميين والزوار والمشاركين للمعرضين، ونهاية بتوفير بيئة مثالية لإقامة الوفود والزوار الدوليين المشاركين، تجسد الوجه الحضاري لدولة الإمارات، وما تشهده من نهضة شاملة على الصعد كافة.
 
لقد كانت دورة آيدكس ونافدكس 2021 شاهداً على مستوى التطور النوعي والمتقدم للكفاءات المواطنة التي قادت فرق العمل المختلفة، والبرامج التسويقية للترويج للمعرضين في مختلف المحافل الدولية، والتي أقنعت كبرى الشركات الدولية في المشاركة رغم قيود الإغلاق التي تفرضها العديد من دول العالم بسبب جائحة كورونا.  
 
2 - المردود التنموي والاقتصادي: لا شك أن أهمية معرضي «أيدكس» و»نافدكس» لا تقتصر فقط على الجوانب العسكرية والتكنولوجية، وإنما تتضمن أيضاً مردودات تنموية واقتصادية، تنعكس بشكل إيجابي على دعم خطط التنمية الاقتصادية الطموحة للإمارات في المستقبل، خاصة بعد أن نجحت الإمارات في وضع صناعة المعارض ضمن خططها التنموية، باعتبارها أهم روافد دعم الاقتصاد الوطني، إذ يندرج المعرضان والعديد من المعارض التي تنظمها وتستضيفها الدولة ضمن توجه استراتيجي يستهدف تنويع الاقتصاد، وإضافة محركات نمو قوية إليه، وتعزيز مفهوم الاقتصاد المبني على المعرفة.  في الوقت ذاته، فإن معرض «آيدكس» يسهم بدرجة كبيرة في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، سواء من خلال نجاح الشركات الدفاعية الوطنية في إبرام اتفاقيات شراكة مع شركات عالمية شهيرة تتمكن من خلالها من جذب رؤوس أموال جديدة، أو من خلال نقل أحدث التكنولوجيا في قطاع الصناعات الدفاعية للإمارات وتطويرها، وهذا يمثل إضافة نوعية للاقتصاد الوطني.
 
في الوقت ذاته، يمثل معرض «آيدكس»، وبما يتيحه من اتصال مباشر مع كبرى الشركات الدفاعية والعسكرية في العالم منصة مهمة لتطوير قاعدة الصناعات الدفاعية في الإمارات، كما أنه يسهم في توفير الظروف للنهوض بالصناعات الدفاعية، وجعلها أحد القطاعات الواعدة للاقتصاد الوطني، وبما يواكب «رؤية أبوظبي الاقتصادية « التي تعتبر قطاع الدفاع من الركائز الأساسية التي تقوم عليها. 
 
3 – المردود التكنولوجي : لا شك أن معرضي آيدكس ونافدكس يسهمان في نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة، فهما يتيحان الفرص لإقامة شراكات مع كبرى الشركات العالمية في قطاع التكنولوجية الدفاعية والعسكرية، وهذا يجعل الشركات الوطنية أكثر مواكبة على التكنولوجيا العسكرية وامتلاك أدواتها المختلفة؛ وهذا أمر ينطوي على قدر كبير من الأهمية، خاصة بعد أصبح الابتكار التكنولوجي محوراً مهماً في السياسات التنموية بالنسبة لمعظم الدول وللاقتصادات الأكثر تقدماً، وهذا ما تدركه دولة الإمارات التي  تعمل على بناء اقتصاد وطني قائم على الابتكار والمعرفة والتكنولوجيات الصاعدة.
 
في الوقت ذاته، فإن الفعاليات المصاحبة لمعرضي «آيدكس» ونافدكس»، تتيح منصة للنقاش وتبادل الأفكار المتعلقة بالتقدم التكنولوجي والتكنولوجيات الصاعدة، وتوفر أيضاً نافذة لاستكشاف السبل التي يمكن من خلالها أن يسهم تبني التكنولوجيا في مواجهة التحديات العالمية.  وإضافة إلى ما سبق، فإن المعرضين يواكبان التطور في استخدامات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تطوير الصناعات الدفاعية والعسكرية في العالم، في ظل الحديث المتزايد في الآونة الأخيرة عن «أسلحه الذكاء الإصطناعي»، التي تتجاوز بكثير في قدراتها الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، وينظر إليها من جانب خبراء الدفاع والأمن على أنها ستكون العامل الرئيسي في حسم التفوق العسكري في حروب وصراعات المستقبل. 
 
4 - المردود السياسي: لا شك أن الفعاليات المختلفة التي صاحبت معرض الدفاع الدولي «آيدكس» ومعرض الدفاع البحري»نافدكس» 2021  كانت مناسبة مهمة لإبراز الدور المحوري الذي تقوم به دولة الإمارات في تعزيز أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، فالمؤتمر الدولي المصاحب لهذين المعرضين  قد أتاح نافذة دولية للحوار بين العديد من المسئولين والخبراء في شئون الدفاع والأمن حول قضايا الدفاع والصناعات العسكرية، وتبادل الآراء حول أفضل السبل لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. 
 
في الوقت ذاته، فإن معرض الدفاع الدولي «آيدكس» بات يمثل مدخلاً مهماً لتعزيز شراكات الإمارات الخارجية مع العديد من دول العالم المتقدم، حيث أتاح المعرض فرصاً عديدة للدولة كي تقيم شبكة علاقات تعاونية متميزة مع الدول الرائدة في مجال التصنيع العسكري، فضلاً عن علاقات التعاون القوية التي تربطها بدول أخرى متفوقة تكنولوجياً.   كما يجسد معرض الدفاع الدولي آيدكس دبلوماسية الإمارات الفاعلة، ودورها في تعزيز أسس الأمن والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ أن مشاركة العديد من دول العالم في آيدكس يتيح  للدبلوماسية الإماراتية هوامش حركة في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ويؤهلها للقيام بدور مميز على الساحة الدولية، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، كما يجعل منها طرفاً محورياً في مختلف الحوارات الجارية حول الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
 
في الوقت ذاته، فإن نجاح دورة معرضي آيدكس ونافدكس 2021 يعبر في أحد جوانبه أجواء الأمن والاستقرار التي تنعم بها دولة الإمارات العربية المتحدة ومدى قدراتها وإمكانياتها وجاهزيتها وما تتمتع به من بنية تحتية قوية، خاصة في ظل ظروف وتحديات استثنائية فرضتها جائحة كورونا على جميع دول العالم.
 
خاتمة
النجاح الاستثنائي لدورة معرضي «آيدكس» ونافدكس» 2021 والذي أبهر الوفود المشاركة وحظي بإشادة وسائل الإعلام الدولية أكد بوضوح أن دولة الإمارات باتت بحق رائدة تنظيم المعارض الدفاعية في العالم، وأنها استطاعت أن تحولها إلى صناعة متكاملة لها مردوداتها الإيجابية على الصعد كافة، التنموية والسياسية والتكنولوجية والاقتصادية. في الوقت ذاته، فإن «آيدكس» بات عنواناً لقوة الإمارات الناعمة ووجهها الحضاري، ومؤشراً لما تشهده من نهضة شاملة. 
   
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره