مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-02-01

أساليب استخدام الآلات الموسيقية في الفرق العسكرية

ألحان حماسية في المعارك والاحتفالات والمناسبات الوطنية
 
تلعب فرق الموسيقى العسكرية دوراً هاماً في ازدهار الدول، إذ كان الغرض من بداية إنشاء فرق الموسيقى العسكرية مصاحبة الجنود في أرض المعركة لإصدار نغمات معينة بمثابة إشارات أو تنبيهات للجنود أثناء سير المعارك، ثم أصبحت موسيقى الفرق العسكرية تقوم بأداء المراسم الرسمية عند استقبال ضيوف الدولة من ملوك ورؤساء وأمراء، كما أنها تصاحب تدريب الجنود عند قيامهم في تنفيذ تشكيلات عسكرية مختلفة ومتنوعة، وعلى صعيد آخر لعبت فرق الموسيقى العسكرية – ولا زالت – دوراً اجتماعياً لا يمكن إغفاله، حينما تقوم بأداء العديد من الحفلات الموسيقية في الحدائق العامة خلال العطلات والمناسبات الرسمية، مما كان له أكبر الأثر في تثقيف وإمتاع العامة من الجماهير.
 
 
بقلم:المقدم/ باسل فهد الخرجي
من دولة الكويت
 
آلات الموسيقى العسكرية
تتكون آلات الموسيقى العسكرية من بعض آلات النفخ الخشبية، ومن الآلات النحاسية ومن الآلات الإيقاعية.
 
أنواع الفرق العسكرية
والواقع أن عدد عازفي الفرق العسكرية يختلف وفقاً للحاجة إليها، لذلك يوجد نوعان من الفرق أحداهما يطلق عليها الفرقة العسكرية الصغيرة، والأخرى الفرقة العسكرية الكبيرة، ومن ثم فإن العدد التقريبي لعازفي الفرق الصغيرة يصل إلى ستين عازفاً، بينما يصل في الفرق الكبيرة إلى مئة وعشرين عازفاً تقريباً، وعلى ما سبق يتبين الاختلاف والتنوع في الآلات السابقة، من حيث الاستخدام في العزف واللون الصوتي الصادر من الآلة، والمساحة الصوتية لكل آلة، فضلاً عن الانسجام المطلوب في عزفهم الجماعي.
 
تطوير المهارات
دائماً ما تحتاج الفرق إلى مزيد من الاهتمام والتنظيم العلمي، والتعرف والتدريب على الوسائل الفنية الموسيقية والتي من شأنها النهوض بمستوى أداء عزفها لكل من السلامات الوطنية المختلفة للدول، والأناشيد، والمارشات العسكرية حتى تصل إلى أفضل طريقة أداء ممكنة، ومن تلك الوسائل، التعرف على عناصر الموسيقى الرئيسية (الإيقاع – اللحن – النسيج الموسيقى)، ومن ثم فإن دراسة كل تلك العناصر الموسيقية السابقة بشكل علمي والتدريب عليها، سوف يؤدي إلى نتائج إيجابية تساهم في تطوير المهارات الفنية لعازفي الفرق الموسيقية العسكرية، أما من الناحية الثقافية فإن دراية عازف الفرق العسكرية وتعرفه بتاريخ آلته الموسيقية، ومراحل تطورها وإمكاناتها الصوتية ومكوناتها من شأنه أن يحدث نوعاً من التفاهم في طريقة تعامله مع آلته وكيفية قيامه بصيانتها والحفاظ عليها بشكل علمي، كما أن تعرفه على أساليب العزف المختلفة على الآلة والتمكن من تلك الأساليب يؤدي إلى أداء رفيع المستوى.
 
التكوين الآلي للفرقة الموسيقية العسكرية
التكوين الآلي للفرقة الموسيقية العسكرية والذي هو بالضرورة يتكون من آلات نفخ خشبية، وأخرى نحاسية، وآلات إيقاعية. آلات النفخ الخشبية Wood Winds Instruments وتتكون من عدد: 2 فلوت Flutes  - 1بيكولو Piccolo، أربع كلارنيت سي b / ميb Eb, Bb 4 Clarinets، 4 ساكس منهما أثنين ساكس الطو ميb Eb Sax 2 Alto،2 ساكس تينور سيb  Bb 2 Tenor Sax2. وأما آلات النفخ النحاسية Instruments Brass Winds وتتكون من عدد: 2 ترومبيت سيb Bb 2Trombet، 4 آلات باريتون سيb Bb 4 Biriton، 2 يوفينيوم 2 Enphonium،4 آلات ترومبون 4 Trombon، 2 باص توبا 2Bass Tuba. وأخيرا الآلات الإيقاعية Instruments Precussion وتتكون من عدد: 2 طبل كبير 2 Bass Drum، 4 آلات طبل جانبي 4 Side Drum، 1 كاس 1 Cymbal.
 
وتتمثل أساليب الأداء في قدرة الفرقة العسكرية الموسيقية على الالتزام الدقيق بكل المصطلحات والإرشادات الموسيقية، والتي من بينها مثلاً السرعة المطلوبة لأداء المقطوعة الموسيقية سواء كانت سلام دولة، أو مارش، أو نشيداً وطنياً، فقد اتسمت سرعة كل من السلامين والمارشين، والنشيدين بالسرعة المتوسطة Moderato.
 
كما يتمثل مصطلحات التظليل أهمية شديدة حينما يستخدم الصوت الخافت (p)، ومتوسطة القوة (mf)، والصوت القوي (F)، والقوى جداً (FF)، وكذلك التدرج الصوتي من الخفوت إلى القوة (Crescendo)، والتدرج الصوتي من القوة إلى الخفوت (Diminuendo).
 
السلام الوطني وموسيقى المارش
يعتبر السلام الوطني أو الجمهوري هو في حقيقة أمره مجرد مقطوعة موسيقية شديدة الخصوصية تبوأت المكانة الهامة لدى الدولة، فقد تخيرها المسئولون لأن هناك ألحان موسيقية تتخذ كرمز ومرآة تعبر عن ثقافة وفنون وآداب الدولة، لذلك كان عزفها يعطي معنى عميق الأثر سواءً في الاستقبالات الرسمية الدولية، أو في المناسبات القومية وبحضور رئيس الدولة أو رئيس الجمهورية، كما أن عزفها يشير أيضاً إلى معنى آخر حينما يحصل أحد أبناء الدولة على جائزة دولية رفيعة المستوى سواء في مجال العلوم، أو الفنون، أو الآداب، أو على ميدالية ذهبية في أحد الألعاب الرياضية، ويصاحب أداء السلام في كل مما سبق رفع علم الدولة، ولعل ما هو جدير بالملاحظة أنه حينما يعزف السلام الوطني أو السلام الجمهوري، لابد من الوقوف احتراماً وتقديراً لذلك الرمز، هكذا يكشف كل ما سبق على أن أداء موسيقى السلام ينبغي وبالضرورة أن يرتقي إلى أعلى درجات الدقة والإتقان من قبل الفرقة الموسيقية العسكرية حينما تقوم بعزفه. ولا شك أنه من الضروري تعليم عازفي الفرق الموسيقية العسكرية وتعريفهم على الأدوات الفنية والمصطلحات والإرشادات الموسيقية، فضلاً عن إحساس عازف الفرقة حينما يعزف اللحن الأساسي، أو أداء النغمات الهارمونية المصاحبة للحن.
 
أما موسيقى المارش – مثل مارش الجيش ومارش السعادة – فلها عدة وظائف وأهداف مختلفة، فهي موسيقى تتميز بالقوة والطابع الحماسي النشط، وتقوم تلك الموسيقى بدور أساسي في تنظيم وتوحيد الخطوة في عرض التشكيلات العسكرية المختلفة. كما تساهم وتكشف بشكل أو بآخر عن مدى انضباط الخطوة العسكرية للجنود الذين يقومون بأداء عدة تشكيلات متنوعة ومتداخلة ومعقدة، ويتسلل طابع موسيقى المارش إلى مشاعر جنود التشكيلات من أجل إشعال روح الحماسة واستمرار النشاط والتفاعل الذهني والعضلي في ميدان العرض، وتبرز ما يتمتع به الجنود من نظام ودقة وحيوية ونشاط. ولا شك أن ما سبق يعبر عن أحد ضروب القيم الجمالية عندما تتوحد موسيقى المارش مع الخطوة العسكرية والتشكيلات المتداخلة ترسمها خطوات الجنود، فيتلقاها ويستمتع بها كل من يشاهد العرض العسكري.
 
وأما موسيقى الأناشيد الوطنية – مثل نشيد القسم، ونشيد حماة الوطن العرين – فهي تتمتع أيضاً في أدائها بطابع الحماسة والقوة، ويلعب الأداء الموسيقي للأناشيد الوطنية دوراً مزدوجاً فهي أولاً: تساهم في مصاحبة عروض التشكيلات العسكرية، فموسيقاها تتناوب مع موسيقى المارش في عرض التشكيلات، وذلك على سبيل تنوع الموسيقى المصاحبة للتشكيل، إذ أن كلاً من موسيقى المارش والأناشيد الوطنية لهما نفس الطابع النشط القوى.
ثانياً: تلعب موسيقى الأناشيد الوطنية دوراً رئيسياً وبارزاً في الاحتفالات القومية والوطنية، حيث يحتوي برنامج الاحتفال عدداً وفيراً من الأناشيد الوطنية المتنوعة، ولعل أهم ما يمكن أن تفرزه موسيقى الأناشيد الوطنية خلال عرض تلك الاحتفالات القومية، أنها تعضد مشاعر أفراد المجتمع بإحساس الانتماء للوطن، والتمسك والحفاظ على كرامة الوطن وعزته وقيمه وعاداته وعدم المساس بهويته، ومن جهة أخرى تكشف موسيقى الأناشيد الوطنية عن شجاعة وإقدام جيش البلاد من خلال عرض الألحان القوية والإيقاع المنتظم، وهي السمات والخصائص التي تتسم بها موسيقى الأناشيد الوطنية.
 
التوصيات والمقترحات
1. الإهتمام والتنظيم العلمي والتعرف على الوسائل الفنية للموسيقى في الفرق العسكرية.
2. ضرورة الإلمام والتعرف على الأساليب العزفية المختلفة للآلات الموسيقية والتي تساعد على الإرتقاء بمستوى العازفين الموسيقيين.
3. جمع وتدويين العديد من المارشات والسلامات للعديد من الدول لكي تصبح مرجعاً للباحثين.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره