مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-07-01

أنظمة مراقبة وحماية الحدود والطـوق الخارجى والبنى التحتية

أصبحت حماية الحدود البرية والبحرية وأمنها، وحتى حماية القواعد العسكرية والمباني والمنشآت الحكومية والمرافق المدنية من مطارات وطرق وجسور وسدود، أو غير ذلك من تجهيزات البنى التحتية الهم الأساسي للدول، وتعززت هذه المتطلبات بحيث لم يعد هنالك غنى عنها.
 
إعداد: د. علي محمد علي
 
تطور شركات الصناعات الدفاعية أنظمة متعددة لتلبية هذه الاحتياجات الأمنية، تعتمد على توفير ربط فعال ومتكامل بين الأجهزة المختصة في الدولة، لاسيما الأجهزة الأمنية المعنية بمراقبة الحدود، وكشف محاولات التسلل أو الاختراق، سواء أكانت هذه المحاولات من مجموعات معادية، أو مجموعات متسللين، يحاولون الدخول إلى البلاد بطريقة غير مشروعة، والأنظمة الجديدة تعتمد على نشر مجسات وأنظمة استشعار يتم توزيعها بحسب احتياجات الجهات المعنية، وتقسيم الحدود المراد مراقبتها إلى قطاعات صغيرة، بحيث يجري تركيز الجهد عليها، مع سرعة الوصول إلى الهدف والرد عليه في أقصر وقت ممكن، عن طريق اختصار العديد من الخطوات على صعيد العامل الزمني، من أجل شل الهدف المعادي، وحرمانه من الاستفادة من الظروف العادية، التي كان يعتمد فيها على بطء تحرك الأجهزة والدوريات.
 
تأتي التهديدات عبر الطوق الخارجي المحيط بالمنشآت بواسطة الانتحاريين الذين يحاولون اقتحام المنشأة بواسطة شاحنات معبأة بالمتفجرات، ولمحاربة هذه الظاهرة، طورت حواجز مادية بعضها يتألف من سلسلة من الألواح الفولاذية الجاهزة المموجة، ولمواجهة التهديدات الأخرى غير الهجمات الانتحارية بالمتفجرات، تستخدم تقنيات وتكنولوجيات أخرى، مثل استخدام كبل استشعار يمكن أن يربط بسياجات جديدة أو موجودة لتوفير إنذار فوري عندما يمس. 
وبسبب العدد الكبير للمواقع المدنية، التي تحتاج إلى الحماية من الهجمات الإرهابية، من الأجدى إيجاد حل ذا تكلفة مجزية لحماية الطوق الخارجي، وفي معظم الحالات، ليس المطلوب منع الدخول، بل مراقبته بالنسبة للمراكز الثابتة، فينبغي أن يكون هناك نظام يتيح دخول المتعاقدين والموظفين إلى المباني الحكومية أوالأشخاص الداخلين الى المطارات، مثلاً، مع القدرة على كشف الأسلحة، والمتفجرات وجزئيات حرب الدمار الشامل المحمولة بشكل مقصود أو بلا دراية.
 
ويجب على أي نظام أمن فعال كشف التهديدات والتعرف إليها، ومن ثم إبطال مفعولها وتدميرها بالاشتباك معها، وفي حال الاخفاق، منع الأضرار عن الأشخاص وحماية البنية التحتية ضمن المحيط المدافع عنه، ولتنفيذ تلك المهام، يتم اعتماد مفهوم دفاعي متعدد المستويات، وهو الأكثر شمولية ونجاحاً، وذلك من خلال التركيز على مجموعة من المستشعرات، مثل الرادار، وجهاز كشف الهزات الأرضية، والمراقبة التلفزيونية للمنطقة المقفلة، وأنظمة التسجيل الفيديوي التي تؤمن تغطية التهديدات البرية، والجوية والبحرية، ويكون الرد المناسب أفضل عندما تبلغ قدرة عمل شبكة المستشعرات مسافة أبعد من المحيط الذي من مهمتها حمايته وحين تكشف التهديدات بدقة. 
 
إن القوات العسكرية التي تتولى حماية الطوق الخارجي تستطيع المباشرة الفورية في استخدام الأنظمة المتوفرة لديها لمراقبة ميدان المعركة، والتى تتضمن وسائل للرصد الصوتي والاهتزازي والمغناطيسي وبالأشعة تحت الحمراء والكهروبصري لحماية القوات المنتشرة. وفي مجال تأمين قدرة شاملة، يقدم عدد من الشركات الرئيسية مستشعرات لنقاط التفتيش، ومستشعرات للحماية من المتسللين، ومستشعرات مراقبة قصيرة ومتوسطة المدى، وحزمة كاملة من المستشعرات تكشف أيضا عوامل الدمار الشامل، وعلى هذه الأنظمة أن تكون أكثر قدرة واعتمادية، وأقل كلفة، وأن تنشر بأعداد أكبر من الأنظمة السابقة، وتتزايد أهمية المراقبة التي تتخطى الأفق، ويلاحظ أن معظم المستشعرات الرادارية محدودة بالأفق، مما يتطلب العديد من المستشعرات المنفصلة لتوفير تغطية فعالة للشواطىء البحرية الطويلة، وذلك يزيد من تكاليف الشراء والصيانة وحماية القوات، وتتزايد أهمية المراقبة التي تتخطى الأفق لأنها تتيح حجما أكبر من التغطية. 
 
المستشعرات الرادارية
يمكن أن تكون التكنولوجيا الرادارية وسيلة فعالة في توفير المراقبة للمناطق الواسعة. فالرادارات البرية قادرة على تغطية قطاعات شاسعة من الأراضي، في حال أتاحت ذلك التضاريس الأرضية. ومعظم الرادارات محدودة بالأفق، وتتطلب لتوفير تغطية فعالة للشواطيء البحرية الطويلة تجهيزها بالعديد من المستشعرات المنفردة. ويجري العمل على تطوير جيل جديد من مركبات الكشف في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يتضمن تزويد هذه المركبات بمجموعات مستشعرات مركبة على سارية مدمجة، تسمح لمستخدميها بالتحول بسهولة من الرادار إلى المستشعرات الكهروبصرية والمرئية. 
 
ويؤمن الرادار مصدراً مهماً للتعقب وتغطية المناطق الواسعة، وهو يصنف الدخلاء الراجلين والذين يستخدمون المركبات، ومن أنظمة الرادار المستخدمة للمراقبة الحدودية الرادار الأمريكي  STS-12000 البعيد المدى، والرادار الأوروبي BUR البعيد المدى الذي يستخدم تكنولوجيا المسح الالكتروني النشط.
 
ويوفر الرادار قدرة رصد مستمرة في كل أحوال الطقس، تلبي الحاجات العاجلة للقوات المنتشرة. وأحد الأمثلة لذلك الرادار المحمول فردياً للمراقبة واكتساب الأهدافMSTAR، وهو مستخدم أيضاً على متن المركبة HMMWV، وقد تم تصميمه أصلاً للقيام بكشف وتحديد الموقع وتصنيف الأشخاص أو المركبات المتحركة أو العموديات المحلقة على ارتفاع منخفض حتى 42 ميلاً. وابتداء من عام 2002، استخدمت الولايات المتحدة الرادار MSTAR دعماً لأمن قواعد سلاح الجـــو الأمريكي، ينضــم إلى أنظمة الرادار الأخرى مـن طــــرازات Squire، وARS-2000 وARS-2001 وASKARAD كأمثلة على الأنظمة الجاهزة المتوفرة.
 
ومن الرادارات المستخدمة لهذا الغرض رادار المراقبة الأرضية PPS-5، المطور من قبل الجيش الأمريكي، والذى يركب إما على مركبة، أو يثبت على سارية، أو على حامل خاص، ويعمل على النطاق الترددي Ku-band لكشف المركبات حتى مسافة 30 كلم، والأشخاص حتى مسافة 10 كلم، مع دقة في المدى تبلغ 10 متر، ويبلغ وزنه 2.81 كجم وقد تم تحديثه إلى النظام Hawk.
أما الرادار M2140 NG فيوفر قدرة مراقبة فعالة بعيدة المدى حتى مسافة 60 كلم للمركبات، و14 كلم للأشخاص، والرادار الرقمي المصغر المتقدم لكشف التحركات ADMIR يبلغ مداه 200 متر فقط في كشف الأشخاص، وهو مصمم لتوفير امكانية الكشف المحلي في المناطق العالية المجازفة، حيث هناك احتياج إلى مراقبة أكثر استمرارية. 
 
وفي بريطانيا، توفر سلسلة رادارات Blighter مجموعة من الهوائيات، حسب الاحتياج، يزن تصميمها الأساسي أقل من 10 كجم، وتكشف الأشخاص على مدى أكثر من 8 كلم، ويستخدم النظام الأمريكي Cerberus المحمول لمراقبة شاملة بتكلفة منخفضة للمراقبة، ويضم تصميمه رادار كشف مع جهاز مراقبة بصرية في النهار أو الليل، ونظام للمراقبة من بعد ووضع الخرائط، ويمثل النظام، الذي يمكن نشره في أقل من 15 دقيقة، أحد أسرع الوسائل المتقدمة لتوفير أمن المساحات المحيطة للعاملين في أماكن بعيدة محفوفة بمجازفة عالية، والبنى التحتية الحساسة وغير الآمنة، مثل خطوط أنابيب الغاز والبترول وشبكات الاتصالات ليمنح انذاراً بالقدر الممكن من الدقة عن هجوم إرهابي وشيك، ويحدد الرادار مواقع الأشخاص، ويكشف حركتهم على بعد 2.5 كلم، والمركبات على بعد خمسة كيلومترات، في حين يمكن من المراقبة المتواصلة من نقطة تحكم بجهاز حاسب شخصي لغاية 3 كيلومترات من مستشعرات النظام، ويعرض النظام أيضاً مواقع الأشخاص والمركبات الصديقة بسرعة، مما يتيح تمييز الصديق من العدو، والنظام يمكن قطره بسهولة، أو نقله بشاحنة، ويمكن دمجه أيضاً في سلسلة واسعة من المركبات. 
 
وتستخدم الولايات المتحدة الرادار ROTHR للكشف فيما وراء الأفق وفي دور مكافحة الاتجار بالمخدرات في البحر الكاريبي، وتصل تغطيته إلى 2500 ميل بحري، ويستطيع مراقبة منطقة مساحتها 2.5 مليون ميل مربع، كما اختارت الولايات المتحدة عدة رادارات أجنبية المصدر لحماية المحيط الأمني الخارجي، ومن ضمنها الرادار الدانماركي SCANTER 2001 لنظام سلامة المرافئ والقنوات المائية.
 
منصات استشعار غير مأهولة
تستخدم المستشعرات التي لا تتطلب ملازمة بشرية من قبل القوات العسكرية لدعم المراقبة والأمن للمحيط الخارجي، فيتم اختيار طائرات بدون طيار قادرة على التجوال لفترة طويلة في الجو، وقد اختبر خفر السواحل الأمريكي طائرات Predator لهذا الدور في ألاسكا، ونظام المراقبة المحمول جواً لحماية القوات FPASS الذي تستخدمه القوات الأمريكية والبريطانية يستند إلى الطائرة بدون طيار Desert Hawk التي تحلق بسرعة تصل إلى 80 كلم/ ساعة، وعلى ارتفاع  150-100 متراً، لمدة ساعة تقريباً، وذلك حول مسار طيران مخطط مسبقاً، ويستخدم سلاح المارينز الأمريكي قدرة مماثلة من خلال الطائرة بدون طيار Dragon Eye. 
 
لقد كان الوجود المادي على الحدود أو حولها يعني دوريات منتظمة راجلة أو في مركبات تكتيكية، ويجري استبدال ذلك بمركبات برية غير مأهولة روبوتية، مجهزة بمستشعرات عوضاً عن الأسلحة، للقيام بهذه المهمة المتكررة، وتستخدم المركبة Guardium UGV غير المأهولة لتأدية هذا الدور، وبالإضافة إلى المركبات البرية غير المأهولة الحاملة للمستشعرات، يتم نشر حلول مسلحة أيضاً، حيث نشرت الولايات المتحدة نظام SWORDS، وهو نموذج من مركبة مجهزة بمجموعة من الأسلحة الخفيفة حتى بندقية قناصة من عيار 12.7 ملم. 
 
وتعتبر المستشعرات البرية غير المأهولة عتاداً يعمل آلياً لتوفير الأمن، وخاصة على الحدود الممتدة على مسافات طويلة، وتؤمن تلك المستشعرات بيانات مراقبة أساسية على مدار الساعة، وذلك بواسطة مكونات تعمل على ترشيح وفصل الانذارات الكاذبة، كتحرك الحيوانات، فقد زودت الولايات المتحدة مركبات Stryker وغيرها من القوات المنتشرة عبر البحار بالنظام REMBASS II ليستخدم في حماية القوات عوضاً عن دوره القتالي التقليدي، ويستطيع هذا النظام البقاء قيد العمل لفترة قد تمتد إلى 45 يوماً في الميدان، ويستعمل مستشعرات الرصد الاهتزازي/السمعي والمستشعرات العاملة بالأشعة تحت الحمراء والمغناطيسية لكشف الأشخاص والمركبات المجنزرة والمدولبة حتى مسافة 350 مترا بالنسبة لبعض المركبات، لكن هذه المسافة تكون أقصر بكثير بالنسبة للأفراد الراجلين. 
 
أنظمة الرؤية الليلية
إن إحدى ميزات الحرب الحديثة هي انتشار أنظمة الرؤية الليلية في ساحة المعركة، فالقوات المنتشرة تميل إلى الاعتماد على هذه الأنظمة لتنفيذ عمليات الانتشار، لكن يمكن استخدام إمكانات من هذا النوع لأمن الطوق الخارجي للاستخدام شبه العسكري والمدني. ويعني انخفاض سعر أنظمة الرؤية الليلية توفر هذه القدرات كتكنولوجيا جاهزة. وبذلك فإنه يمكن إضافة نسبة أكبر من إمكانات الرؤية الليلية إلى كل من عتاد الأمن الحدودي وكاميرات المراقبة النهارية الثابتة.
 
لكن أنظمة الرؤية الليلية ذات المواصفات العسكرية تبقى أداة هامة للكشف. وقد برهن أحد أنظمة الرؤية الليلية عن القدرة على التعرف إلى إنسان على بعد 5 كلم، وتصنيف مركبة ما على مسافة أكثر من 10 كلم، كما أظهر النظام القدرة على تلبية مواصفات قراءة الحروف البالغ ارتفاعها 38 سم على مسافة 4.8 كلم وفي رطوبة نسبية 80 % وظلام تام.
 
تنوع المستشعرات
تؤمن المستشعرات المختلفة مهام مختلفة من خلال قدرات تكميلية، وعلى سبيل المثال، فقد تم دمج مستشعرات التصوير الحراري SAFIRE III في أنظمة المراقبة والتهديف الرئيسية، في حين أن نظام Thermo Vision Sentry يستخدم لأمن محيط القواعد الجوية من خلال دمجه في نظام الأمن المؤتمت التابع لسلاح الجو الأمريكى، ويستخدم سلاح مشاة البحرية الأمريكي نفس المستشعر كجزء من برنامج نظام المراقبة البصري البري الخاص بهم. 
 
وتعرض شركات متخصصة أنظمة مماثلة، كنظام الاستشعار البري BSA، ونظام Commander Terrain، وتطور شركة بريطانية نظام معالجة مؤتمت، حيث يتولى جهاز كمبيوتر مراقبة المستشعرات، ويكون مع الوقت صورة عن الأداء الطبيعي. ولدى تغير الأداء (عند كشف شخص قريب من منطقة حساسة، مثلاً)، ينبه النظام المشغل البشري لهذا التغيير لأخذ الاجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
 
وأنتجت شركة كندية البرج MX-10GS الذى يتضمن أحدث قدرات التصوير المتقدمة وقدرة تحليلية عالية وموقع مناسب يتيح الرؤية على 360 درجة للأهداف بعيدة المدى، سواء كانت الأطقم متوقفة أو متحركة. ويمكن تصميم البرج بستة مستشعرات تصوير ومستشعرات ليزرية، وتمنح تكنولوجيا التقريب السريع في النظام منظرا واسع المدى وقدرة على معرفة التهديدات غير المتناسقة. 
 
ومع توقع أن تتخطى الطلقات مجال المحيط المطلوب حمايته، ولمواجهة ذلك، تستخدم أنظمة Phalanx البرية البريطانية والأمريكية لتسقط الطلقات المقتربة بعد أن يعالجها نظام كشف قذائف المدفعية المعادية.
ويستخدم نظام VACIS الذى يبث أشعة جاما لتفتيش محتويات الشاحنات والحاويات والبضائع، للتثبت من مضمون بيان الشحن، واعتراض عمليات التهريب، وكشف المتفجرات والأسلحة والتهديدات الأخرى. 
 
مراقبة الحدود البحرية
لعل أكثر الحدود الخارجية تحدياً من ناحية الحماية هي في البيئة البحرية، فبسبب اتساع المنطقة المطلوب حمايتها، تكون كلفة المنصات الجوية والسطحية المكلفة بهذه المراقبة مرتفعة، ولا يمكن أن تكون متوفرة في كل مكان في وقت واحد، ورغم أن تحديث طائرات الدورية البحرية يلقى اهتماماً متزايداً في المراقبة البحرية، فهناك حل أقل كلفة بكثير يتم السعي إليه، وهو التصوير عبر الأقمار الصناعية، وهذا جدير بتوفير التغطية المستمرة لمنطقة ما بإرسال الصور مباشرة إلى محطات المراقبة لتحليلها. 
 
وقد أدخلت الولايات المتحدة نظام كشف الهوية المؤتمت AIS الذي يبث معلومات عن موقع ووجهة وحمولة أي سفينة في المياه الأمريكية، فعلى السفن التي تتعدى حمولتها 300 طن أن تحمل نظام AIS، لكن يتوقع أن يطلب لاحقاً من السفن الأصغر حجماً أن تحمل هذا الجهاز، واختارت الولايات المتحدة رادارات عدة أجنبية المصدر لدور أمن الطوق الخا رجي، ومن ضمنها الرادار SCANTER 2001 الدانماركي، لنظام سلامة المرافئ والقنوات المائية ضمن برنامج حماية الأراضى الأمريكية.
 
وقد أظهر الهجوم على السفينة الأمريكية "كول" عام 2000 مدى هشاشة السفن الحربية بالنسبة للهجوم الإرهابي على سطح البحر، وحيث أن الكثير من الحماية قد أضيف فوق السطح، فإن جهوداً هامة تبذل لكشف الهجوم الإرهابي من تحت الماء، من خلال الغطاسين، مثلاً، وتمت تجربة النظام الأمريكي Centorion كحل لهذه المشكلة، وهو يستطيع المراقبة فوق سطح الماء وتحته، ويستخدم مجموعة متنوعة من المستشعرات الصوتية والسونارات لمهام الكشف تحت الماء، وهو يستخدم إمكانيات أخرى، مثل الأنظمة المحمولة على السفن لكشف الأهداف فوق السطح والتعرف إليها، وذلك لدمج هذه الأنظمة ضمن إطار واحد من نشاط مراقبة المواقع.
 
القيادة والسيطرة
إن الوسيلة الفعالة لمراقبة الأحداث لا يمكن أن تعتمد على شخص واحد، يراقب شاشة واحدة، ويعرض الصور من مستشعر واحد، وذلك باستمرار على مدى 24 ساعة يوميا، فهذا المستوى من التدقيق يتحدى ويستنفد قدرة انتباه أكثر الاختصاصيين التزاماً، ونشر المستشعرات لمراقبة الطوق الخارجي يكون فعالاً فقط عند دمج معطياتها في صورة سهلة المشاهدة، أو مرفقة بالتحليل المؤتمت، ويتيح توحيد الاستخبارات من خلال دمج أنظمة التحكم والرؤية التي توفرها مجموعة المستشعرات المنتشرة تعزيز التعرف على الهدف بصورة أسرع، كما أن هذا الدمج يمنع الوقوع ضحية النيران الصديقة والإصابات في صفوف المدنيين، وينبغي أن تؤمن أنظمة القيادة والمعلومات مجموعة من القرارات تساعد العناصر البشرية في مهمة المراقبة، وتتضمن الانذارات، والتحذير من الأخطار، وعرضاً مشتركاً للوضع الميداني، وبيانات التعقّب، وصور عن المسرح القتالي، والصور الفيديوية المعالجة، والخرائط الثنائية والثلاثية الأبعاد، والتقارير الاستخبارية، وعروض على الشاشة عن الوضع الطارىء. 
 
وكانت إحدى صفات رادار ساحة المعركة العسكري الحاجة إلى الاتصال عبر أجهزة الاتصال العسكرية الغالية التكلفة من حيث الاستخدام والصيانة، ويجب بعدها نقل المعلومات التي تجمعها هذه الأجهزة إلى مراكز القيادة، وحيث يعتبر هذا الإجراء كافياً على المدى القصير، فإن هناك حاجة لحلول جديدة بعيدة المدى في المجال المدني. وفيما يتعلق بالمنشآت الهامة، فإن انتشار النطاق الترددي العريض يتيح نقل المعلومات عبر الشبكات الثابتة المدنية، وتستطيع كاميرات المراقبة العادية الموصولة على هذه الشبكات إجراء الاتصال بمراكز القيادة، باستخدام مراسم الانترنت الشائعة.
 
ويؤمن عدد من الشركات أنظمة القيادة والسيطرة C2 للقيام بهذه المهام، فقد استعملت احدى الشركات مزيجا من الخدمات التجارية الجاهزة الخاصة بها وكونت مركز عمليات الشبكة Network Operations Centre الذي يدير عدة معطيات بيانية، ويستخدم كأساس له مراسم الانترنت، كما ويعمل مع الأجهزة اللاسلكية العسكرية، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية والأجهزة اللاسلكية النقالة والهاتف الخلوي، بالاضافة الى الألياف البصرية وتكنولوجيا تشتيت الإشارات اللاسلكية في طبقات الجو العليا. 
 
لقد أدت الحاجة لتحقيق الحماية والأمن في النزاعات العسكرية الى أن أصبح الهم الأول للجيوش وقوات الأمن هو حماية القوات التي تنشر في مسارح العمليات في ما وراء البحار، وحماية البنى التحتية الهامة في أرض الوطن، واستدعى ذلك مراقبة الأهداف باستمرار وتحديد هويتها، ودراسة وسائل عدة لتوفير المعلومات عن الأهداف وأدى ذلك الى ظهور تقنيات جديدة لحماية المحيط الأمني، من خلال أنظمة أكثر قدرة واعتمادية، والحاجة اليها سوف تؤدي إلى انتشارها بأعداد كبيرة أكثر من الأنظمة السابقة، مما سيساهم في خفض كلفتها، وزيادة فعاليتها. وتستخدم لهذه المهام الأنظمة التي تتضمن وسائل للرصد الصوتي والاهتزازي والمغناطيسي، ووسائل تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وأجهزة كهروبصرية.
 
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره