مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2020-06-09

استخدام الذكاء الاصطناعي للتعامل مع الأوبئة: كوفيد 19 نموذج

مركز تريندز للبحوث والاستشارات
اكد علماء وباحثون ان استخدام الذكاء الاصطناعي  يعجّل باكتشاف أدوية جديدة بتكلفة قليلة، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي، يساعد في توقع الأوبئة التي قد تنتشر في المستقبل، ويمكن أن يسهم في ابتكار أنواع جديدة من العلاج، وتطوير ما هو قائم منها.
 
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية نظمها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات -عن بُعد - تحت عنوان: «استخدام الذكاء الاصطناعي لمواجهة الأوبئة: كوفيد 19 نموذجاً»، وشارك فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين الدوليين في المجال الطبي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تناولوا خلالها طبيعة الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في مواجهة وباء «كورونا» المستجد، بالتشخيص والوقاية، والبحوث، والعلاج.
 
وأكد الدكتور خالد الكوفحي رئيس قسم البحوث والتطوير بمركز الذكاء الاصطناعي والحوسبة المصرفية بكندا، في كلمته، أن الذكاء الاصطناعي يتيح العديد من الفرص، التي تعزز التصدي لوباء «كورونا»، والأوبئة بوجه عام.
 
دور الذكاء الاصطناعي في الأبحاث ومعالجة مرضى كوفيد- 19
قال منير نزال، إجازة وماجستير ودكتوراه في الطب، وزميل جمعية الجراحين الأمريكيين، وأستاذ جامعي، في قسم الجراحة في جامعة توليدو، أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية إن الذكاء الاصطناعي وفّر لنا الوسائل الأولى للتنبؤ الدقيق حول الانتشار المحتمل لفيروس كوفيد- 19. وهذا كان بفضل عمل مراكز الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الولايات المتحدة وكندا. هذه المراكز كانت من بين أوائل المؤسسات التي قدّرت بدقة مدى ضراوة فيروس كوفيد- 19، وتنبأت بسرعة انتشار الإنتان حول العالم. 
 
بناء على المعلومات التي تم إدخالها في الكمبيوترات لإعداد نماذج التنبؤات، فإن الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يساعدنا في اتخاذ القرار ومعرفة الأدوية المناسبة، وكيف يمكن استخدام هذه الأدوية بدرجة أكبر من الفعالية. إن هذه الطرق يمكن أن تقلل من الزمن اللازم والتكاليف المطلوبة لطرح الأدوية الصحيحة في الأسواق. إضافة إلى ذلك، فإن المعلومات المأخوذة من الأوبئة السابقة يمكن إدخالها في الكمبيوترات لمعرفة نموذج الجائحة الجديدة وتأثيراتها المحتملة، وبالتالي يمكن تقييم هذه المعلومات بسرعة أكبر. 
 
إن العقبة الرئيسية في استخدام الذكاء الاصطناعي تكمن في التحقق من صحة النتائج، وتطبيقها في البحوث عن العلاجات واللقاح. هناك عدد من الأدوية تم التعرف عليها من خلال الذكاء الاصطناعي، وقد تم اختبارها لتقييم فعاليتها وإمكانيات استخدامها. ومع أن المعلومات المؤكدة عن تفاعل الدواء يمكن إدخالها إلى الكمبيوتر، فإن الأدوية المضادة للفيروسات يجب أن تخضع للاختبار: لقد ظهرت بعض النتائج المشجعة والواعدة مؤخراً، ولكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الإجراءات الإضافية للتحقق من فعاليتها وجدواها.
 
يجب أن نبقي في أذهاننا فكرة أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي مطالبة بمعالجة كمية هائلة من المعلومات. والكثير من هذه المعلومات هي بيانات “صاخبة” مأخوذة من وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر المفتوحة الأخرى. والتحدي الأكبر الذي يواجهنا هو صعوبة فلترة هذه البيانات بشكل فعال. وإضافة إلى ذلك، فإن مخاوف الحفاظ على الخصوصية تُعتبر قضية مهمة، سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الشركة. 
 
على الرغم من هذه التحفظات، فإن الذكاء الاصطناعي يؤدي دوراً مهماً في تضييق عدد الخيارات بشأن تحديد العلاج المناسب. ويمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا في تطوير اللقاح من خلال فحص مكونات الفيروس. وهذا يمكن أن يساعد المتخصصين بتسريع عمليات البحث ويمكّنهم من التوصل إلى فهم أساسي وتطوير العلاجات المناسبة التي يجب أن تخضع لاختبارات ما قبل السريرية. وسوف نشهد نمواً سريعاً في تجمّعات المؤسسات البحثية العالمية ، التي ستبني “محطات توليد الذكاء الاصطناعي”، وتسرّع وتنقّي استخدام البيانات الضخمة واللوغاريتمات، بهدف التوصل إلى نتائج أفضل. 
 
برامج تشاتبوتس (المحادثة عبر الإنترنت) 
يمكن أن تساعد برامج تشاتبوتس (المحادثة عبر الإنترنت) في تخفيــــف الضغط عن الطواقم الطبية في المستشفيات، من خـلال إنجـاز التشخيص الأولي لحـــالات المرضـى عن بُعـد، لمساعـدة الأطبــــــاء في تحديد إذا ما كــــــان الشخص مصاباً بالإنتـان، وما هي العـلاجـــات المناسبة. 
برامـــج تشاتبوتس يمكــن أن تساعد في جمع بيانات قيّمة وموثوق بها، والتي يمكن أن تُستخــــدم في المساعـــــدة لنمذجــة (إعـــداد نماذج) أشكال انتشــار فيروس كوفيد- 19 وتطوره.
 
 
أجهزة التصوير المقطعي (CT)
في ألمانيا، هناك أجهزة التصوير المقطعي (CT) لجمع البيانات بكميات ضخمة تعتمد على التعلم العميق، وقد أعطت نتائج واعدة في مجموعة واسعة من التطبيقات. إن العمل الذي تم إنجازه مؤخراً أشار إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي وبرنامج تعلم الآلة بالتأكيد يمكن أن تساعد في كبح ضراوة جائحة كوفيد- 19. ونظراً إلى أن هناك مجموعة جديدة من المشكلات المعقدة تتطلب حلولاً جديدة، فإن التكنولوجيا المتقدمة يمكن أن تساعد في التعامل مع الأوبئة في المستقبل.
 
«تطبيق الذكاء الاصطناعي في عملية التنبؤ بالفيروس والسيطرة على مجموعات تفشي الفيروس»، المتحدث: الدكتور سابان إس. ديساي، إجازة في الطب، وماجستير ودكتوراه في الطب، وزميل جمعية الجراحين الأمريكيين، والمدير التنفيذي الأول لشركة سيرجيسفير، الولايات المتحدة.
 
شركة سيرجيسفير شبكة أبحاث عالمية
تقدم شركة سيرجيسفير شبكة أبحاث عالمية في الوقت الحقيقي، وهذه الشبكة تعمل مع أكثر من 1,200 شريك في حقل الرعاية الصحية، لتحسين جودة البحث السريري وتحسين صحة المرضى في أنحاء العالم كله، من خلال استخدام البيانات وتطبيق تعلم الآلة (ML) والتحليلات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي مجتمعةً مع بعض مصادر البيانات الغنية جداً. وتسعى شركة سيرجيسفير إلى التوصل إلى نتائج سريرية أفضل مع بقاء الهدف الإجمالي مكرساً لتحسين مستوى السلامة، والكفاءة، وفعالية التكلفة للتجهيزات الطبية المستخدمة في المواد الصيدلانية وممارسات المعالجة السريرية. 
 
سيرجيسفير هي عبارة منظومة تحليل بيانات معتمدة على السحابة الإلكترونية (لحماية البيانات وسرعة الوصول إليها). ومن خلال شراكاتها مع أطراف أخرى، فإن الشركة تمتلك بيانات، وسجلات صحية إلكترونية، وتُعتبر مصدراً فريداً للبيانات، تتيح الوصول إلى المعلومة الدقيقة حول الإجراءات المناسبة. وباستخدام توليفة من برنامج تعلم الآلة والتحويلات الأوتوماتيكية، فإن المعلومات يتم تحويلها، بالتعاون مع مصادر أخرى للبيانات، للحصول على كميات كبيرة من المعلومات المرتبطة بالرعاية الصحية.
 
تمتلك الشركة معلومات غنية جداً عن الأوضاع الديموغرافية للمرضى وأعداد الوفيات، والأدوية التي يستخدمها المرضى. ومنذ عام 2010 تواصل شركة سيرجيسفير جمع بيانات تفصيلية في قاعدة بيانات ضخمة. ومن خلال جمع البيانات في الوقت الحقيقي بالتعاون مع شبكة أبحاث عالمية، أدركت الشركة أنها تمتلك معلومات تفصيلية عن 169,000 مريض مصاب بفيروس كوفيد- 19. وفي مجال البحث السريري، هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات عن الأوضاع الديموغرافية للمرضى، وأعداد الوفيات، وتاريخهم المرضي، وعوامل أخرى متعلقة بدخولهم المستشفيات. 
 
هذه البيانات كلها تُعتبر من الجيل المقبل للمعلوماتية. وعندما يتم دمجها مع الذكاء الاصطناعي، وقدرات تعلم الآلة، فإن النتائج المتوقعة في حقل الرعاية الصحية يمكن أن تكون تحولاً نوعياً نحو الأفضل. ويمكن استخدام تقنية تعلم الآلة واللوغاريتمات لتحليل كميات ضخمة من البيانات. ومن خلال تحليل البيانات الكبيرة، تبيّن أن الأدوية وحالة المرضى ليست مرتبطة بمعدل الوفيات. وهناك طريقة أخرى تم تطويرها من أجل أزمة كوفيد-19 حيث تم استخدام منظومة جمع بيانات وقامت الشركة بجمع بيانات عن 56,000 مريض بفيروس كوفيد- 19. وكانت النتيجة متطورة جداً، وبجودة عالية، واتضح أن هذه الطريقة ملائمة ودقيقة. وقد أصبحت مستخدمة في أنحاء العالم. 
 
من خلال تطوير تطبيقات فعالة بتكلفة معقولة، تثبت شركة سيرجيسفير أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تُستخدم بشكل فعال لدعم الأطباء والمجتمعات. ومن أجل التعامل مع أزمة كوفيد- 19، تسعى الشركة إلى طرح أسلوب فعال معتمد على البيانات، يمكن أن يوفر رعاية حقيقية وحلولاً علاجية تحقق الفائدة للناس في أنحاء العالم كله.
 
استخدام الروبوتات لتطبيق التباعد الاجتماعي 
أوضح الدكتور المهندس بارتلوميج ستانزيك وهو مهندس روبوتات مع شركة هندسة ACCREA في ألمانيا أن الروبوتات تشمل مجموعة متنوعة من الاستخدامات المتعلقة بالرعاية الصحية، مثل تطهير المناطق التي لا يمكن الدخول إليها في المستشفيات. كما يمكن استخدام الروبوتات في عملية الاقتراب اللصيق من البشر من خلال تنفيذ عملية عن بُعد لحاسة اللمس بالاعتماد على أجهزة استشعار/قياس القوة والحركة. 
 
الروبوت الأصلي تم تطويره عام 2003، ويُطلق عليه اسم “الوجود عن بُعد والبث عن بُعد عالي الدقة” (HFTT). ويمكن لهذا الروبوت نظرياً أن يعمل في البيئات الخطيرة المرافقة للأوبئة، والكوارث الطبيعية، ومناطق الصراع. ويمكن للشخص الذي يقوم بتشغيل الروبوت أن يستخدم هذه الآلة بالاعتماد على التغذية الارتجاعية (المعلومات المرسلة من الروبوت) السمعية والبصرية، وبالاعتماد على جهاز استشعار الحركة والقوة. 
 
فإن الأبحاث الحالية تركز على إنتاج روبوتات متخصصة لدعم المهن الطبية، وهي قادرة على إنجاز تشخيص الأمراض عن بُعد. 
 
هناك روبوت يُطلق عليه اسم “استخدام الأمواج فوق الصوتية عن بُعد لأغراض علاجية” (ReMedi-Remote Ultra Sound). هذه الروبوت يتيح للطبيب المحافظة على مسافة آمنة بينه وبين المرضى الذين يشكون من إنتانات فيروسية أو يحملون أشعة ضارة بأجسامهم، أو لديهم أشكال أخرى من التلوث. وهذا الروبوت يتيح للمرضى والأطباء التواصل فيما بينهم أيضاً. ويتم تشغيل الروبوت والتحكم فيه عن بُعد باستخدام مسبار USG (التصوير بالأمواج فوق الصوتية) لتحديد الحركات، وامتلاك القوة، والتقاط الصور. وهذه الآلة تستخدم محرك الذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يساعد المهنيين العاملين في قطاع الصحة على الاستفادة من التشخيصات الذاتية المستقلة ومن ثم المعالجة. 
 
في الختام، إن الروبوتات يمكن أن تساعد الأطباء في المحافظة على مسافة آمنة بينهم وبين المرضى، باستخدام مسبار أو معدات طبية أخرى يمكن تشغيلها عن بُعد، عندما يعالجون مرضى مصابين بفيروسات خطيرة. 
 
في المستقبل، ستهدف الأبحاث إلى تصميم وبناء روبوتات يمكن أن تنجز التشخيص الذاتي بشكل كامل. وبالتالي سيتم نقل المهــارات من الطبيــــب البشري إلى الآلة التي تنجز المعالجة. ونظراً إلى توفير التواصل بين الطبيب والمريض، فإن الروبوت يمكن أن ينجز جميع عمليات التشخيص والمعالجة. 
 
الخاتمــــة
تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة العديد من الاستخدامات في قطاع الرعاية الصحية. إن إمكانيات هذه التقنيات تتنوع بين التنبؤ بالأوبئة واقتفاء آثارها، وتمكين المهنيين العاملين في الرعاية الصحية من تقديم العلاج الفعال للمرضى. 
 
ولكن لكي نتمكن من الاستفادة بشكل فعال من تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة، يجب أن يكون هناك تنسيق أفضل بين المتخصصين في الحقل الطبي والمؤسسات العامة. وكانت هذه السمة واضحة في الجائحة الأخيرة كوفيد- 19، حيث انتشر الفيروس بسرعة فائقة وشكّل تحديات كبيرة للمنظمات الدولية، والمؤسسات الحكومية، والسلطات المحلية التي تسعى لتخفيف ضراوة الوباء واحتوائه. 
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره