مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-07-01

الاتصالات العسكرية بالأقمار الصناعية

أثرت الاتصالات عبر الأقمار الصناعية على العمليات العسكرية من خلال تأمين مستويات غير مسبوقة من الاتصال في المواقع البعيدة، ولفترة طويلة. ويستمر تطوير هذه الاتصالات قدماً لتقديم منافع عديدة للقادة العسكريين الذين زاد اعتمادهم عليها منذ عملية عاصفة الصحراء عندما وجدت القوات الدولية المنتشرة في الشرق الأوسط أنها تفتقر إلى القدرة الكافية لقنوات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وبدأت باستئجار موجات إضافية من أقمار تجارية، ومنذ ذلك الحين، تعاظم استخدام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وأصبحت تشكل عنصراً أساسياً لكل عملية عسكرية كبيرة.
 
إعداد: د. سامية محمد عزت
 
 
ويرجع الفضل في النمو الهائل لنظم الاتصالات بالأقمار الصناعية إلى عدد من التطورات التكنولوجية الأساسية، التي ساعدت على التخفيض المتتالي لكلفة الدائرة الهاتفية عبر هذه الأقمار. ومن هذه التطورات يبرز بوضوح التطور في مركبات الفضاء وفي معدات الاتصالات. ومع الانتشار التدريجي للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ينكمش حجم ووزن المعدات المطلوبة لإرسال واستقبال الرسائل والبيانات من كافة أرجاء الأرض عن طريق هذه الأقمار، حتى أصبحت وحدة الاتصال الطرفية عن طريق القمر الصناعي في حجم حقيبة اليد. وفي الماضي، كان إنشاء مثل هذه الوحدة يتطلب استثمارات كبيرة لشراء المعدات والأجهزة. فمثلاً، محطة استقبال أرضية عالية القدرة كانت تتطلب تركيب هوائي طبقي  بقطر 18.2متر. وحتى استعمال شبكة أقمار مثل Inmarsat A على متن قطعة بحرية، كان يتطلب هوائي بطول 90 سنتيمتراً، محاطاً بقبة يبلغ قطرها 1.5 متر.
 
وأمام الاحتياج المتزايد لأجهزة استقبال وإرسال أرضية أصغر حجماً، وأسهل في النقل للمستخدمين على المستوى التكتيكي، ومع التطور التكنولوجي السريع، بدأ تطوير هوائيات أصغر مما سمح بتركيب هذه الأجهزة على مركبات أرضية. ومع ظهور أجهزة الاتصال التجارية الصغيرة بشكل فعلي في الأسواق، بدأ العسكريون في التفكير في استخدامات أخرى تمكنهم من تسخير هذه التكنولوجيا من أجل ربط أفراد المشاة في المعركة بشبكة اتصالات عبر الأقمار الصناعية.
 
أحدث البرامج
تمتلك وزارة الدفاع الأمريكية قمرين صناعيين من أقمار Milstar مخصصين للاتصالات المؤمنة. وكان انقطاع الاتصال وفقد القمر الثالث الذي أطلق في عام 1999 قد أحدث فجوة في تغطية الاتصالات العسكرية الأمريكية. وسيتم سد هذه الفجوة من خلال الإسراع بتطوير الجيل التالي من الأقمار، التي ستعمل بنظام متطور يستخدم الموجات فائقة التردد EHF. وستشكل أربعة أقمار منها شبكة عملياتية، توفر تغطية كاملة للأرض، ابتداء من دائرة عرض 65 شمالاً إلى دائرة عرض 65 جنوباً. وأنظمة الاتصال المساعدة سوف تسمح لهذه الأقمار بتبادل الإشارات، بشكل مباشر، دون الحاجة إلى محطة اتصال أرضية.
 
وتشكل سلسلة الأقمار UHF Follow On: UFO أساس شبكة الاتصالات بعيدة المدى للبحرية الأمريكية، وهي بديلة عن شبكة الأقمار الأقدم FLTSatcom، وأقمار Leasat الخاصة باتصالات الأساطيل البحرية. وقد أطلق عاشر قمر من سلسلة UFO، والمسمى F-10، في نوفمبر 1999، والقمر الحادي عشر والأخير من هذه السلسلة أطلق في عام 2003. 
 
وبعد الخروج من برنامج أقمار الاتصالات العسكرية متعدد الجنسيات Multinational Trimilsatcom Program، قررت وزارة الدفاع البريطانية دراسة مدى جدوى استخدام شبكة Skynet 5، وهي الشبكة المستقبلية لبريطانيا، كشبكة خاصة مملوكة للوزارة، أو كشبكة للاستخدامات المدنية، بالإضافة للاستخدامات الخاصة بوزارة الدفاع. وفي نوفمبر عام 1999، وقعت كل من فرنسا وألمانيا على اتفاق يسمح لألمانيا باستئجار نسبة تصل إلى ربع قدرة أول قمر في برنامج Syracuse. وتحديد هذه النسبة يعتمد على الظروف التقنية والمادية، كما سيتيح هذا الاتفاق المزيد من التعاون الفرنسي / الألماني فيما يتعلق بباقي برنامج Syracuse III، وهذا الاتفاق سيشجع دولاً أوروبية أخرى على إجراء اتفاقات مماثلة، فبلجيكا وهولندا أظهرتا اهتماماً واضحاً تجاه استخدام الاتصالات بالأقمار الصناعية في الأغراض العسكرية. 
 
ويحتاج حلف شمال الأطلسي NATO إلى تغيير نظامه الحالي للاتصالات عبر الأقمار الصناعية Nato IV، والذي تم إطلاق آخر قمرين فيه في عامي 1991 و1993 على التوالي. والنظام البديل سوف يعتمد غالباً على أحد النظم قيد التطوير حالياً، مثل Suracuse الفرنسي، أو Skynet البريطاني، أو Milstar الأمريكي.
 
شبكات الاتصال المدنية
بالنسبة للدول التي لا تستطيع تحمل تكلفة إطلاق قمر مخصص للاتصالات العسكرية، أو تأجير جزء من قمر لتخصيصه لهذا الغرض، فيمكنها أن تستخدم شبكة اتصالات مدنية عبر الأقمار الصناعية. وفي هذا الإطار، وقعت وكالة الدفاع الأوروبية عام 2012 اتفاقية لتأمين خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية التجارية وذلك لصالح جيوش خمس دول أعضاء في هذه الوكالة (الجيوش الفرنسية، والبولندية الايطالية، الرومانية والبريطانية) لتحقيق اتصالات عبر الأقمار الصناعية للجيوش الخمسة المذكورة حسب حاجاتها.
 
ولسنوات طويلة كانت الشركة الوحيدة القادرة على توفير مثل هذه الخدمة، وبتغطية كاملة للعالم، هي شركة Inmarsat. ولكن مع أواسط التسعينات من القرن العشرين بدأت عدة شركات أخرى تقديم خدماتها في هذا المجال. وفي ذلك الوقت، ظلت شركة Inmarsat تحتفظ بالريادة والتميز في هذا المجال، وخاصة فيما يتعلق بسرعة نقل البيانات.
 
وبزيادة بسيطة على طول هوائي الوحدة الطرفية، واستخدام نظم تشفير أكثر تعقيداً، أمكن إنشاء خدمة جديدة وهي Global Area Network: GAN، التي أطلقت أواخر عام 1999، بعد برنامج تطوير استمر عشر سنوات، وهي توفر خدمات الشبكة الرقمية المتكاملة Integrated Services Digital Network: ISDN المتحركة، بسرعة نقل بيانات 64 كيلوبايت/ ثانية، والقدرة على الدخول إلى الانترنت بتكلفة اقتصادية، وذلك باستخدام وحدة اتصال لا يزيد حجمها عن الحاسب المحمول، وتزن أقل من خمسة كيلوجرامات.
 
وأطلقت شركة Inmarsat قمرين جديدين من سلسلة I-4 من الجيل الرابع من الأقمار الصناعية، يعملان في النطاق الترددي L- band، أحدهما يحلق فوق المحيط الأطلسي، في حين يحلق الآخر فوق المحيط الهندي، وسيظل قمر ثالث على الأرض، كاحتياطي، وتغطي هذه الأقمار الأرض ومعظم الطرق الملاحية الجوية والبحرية، وتوفر القدرة على الاتصال بالوسائط المتعددة للأشخاص. وأسلوب التغطية يسمح بتوفير خدمات لـ 90 % من العملاء المتوقعين، ووحدة الاتصال الطرفية تمكن العملاء من الاتصال باستخدام شبكة الأقمار الجيل الثالث I-3 إذا ما خرجوا عن نطاق التغطية الخاص بالشبكة الجديدة.
 
وتسمح الأقمار I-4 لـ Inmarsat بتوفير الشبكة الجديدة، التي يمكن من خلالها توفير خدمات بالانترنت والفيديو، ومؤتمرات الفيديو، والفاكس، والبريد الالكتروني، والاتصال التليفوني، والاتصال المباشر بالحاسبات، وذلك بسرعة 432 كيلوبايت/ ثانية، عن طرق جهاز حاسب محمول أو حاسب اليد.
 
وتستخدم البحرية الأمريكية نظم Inmarsat وبشكل متزايد منذ عام 1991، وذلك نظراً لتغطيتها الممتازة للمحيطات، مما يوفر القدرة على الاتصال عبر الأقمار الصناعية للوحدات البحرية الصغيرة، التي لا تستطيع حمل وحدات الاتصال الطرفية العسكرية الحالية. وسيستخدم نصف النطاق الترددي للرسائل العسكرية، في حين سيستخدم أفراد الطاقم النصف الثاني للاتصالات العائلية. وتستخدم البحرية الأمريكية أيضا أقمار Inmarsat في برنامج القمر الصناعي التجاري Commercial Wideband Satellite Program الذي يوفر خدمات الاتصال التي تحتاج إلى سرعة عالية في نقل البيانات، مثل، مؤتمرات الفيديو، والاستشارات الطبية عن بعد، ونقل الصور. وهذا البرنامج يستخدم حالياً مع عدد متزايد من القطع البحرية الكبيرة.
 
وعلى الرغم من أن استخدام الشبكات المدنية للاتصال عبر الأقمار يعد الخيار الوحيد أمام العديد من الدول لتقوية قدراتها على الربط بين قواتها، نظراً للتكاليف الباهظة للشبكات العسكرية المتخصصة، إلا أنه يجب توخي الحذر في استخدامها، نظراً لسهولة تعرضها للإعاقة والتخريب، خاصة في حالة استخدامها على المستوى التكتيكي في ميدان المعركة. فعلى سبيل المثال، خدمات الاتصالات عبر الأقمار التي توفرها الشركات المدنية للبحرية الأمريكية ليست محمية ضد التشويش أو الإعاقة، ويمكن التصنت عليها. وكذلك، تعتبر الاستعانة بخدمات شركة دولية، غير وطنية، في الاتصالات العسكرية مشكلة، لأن الشركة الأم يمكنها وضع أية قيود، أو وقف عمليات الاتصال في أي وقت.
 
وحدات الاتصال الطرفية
القوات البرية تتطلب أجهزة طرفية نقالة، خاصة تلك القادرة على العمل في كل من البيئات المدنية والأراضي الصعبة والوعرة مثل الأدغال. وتمر هذه الأجهزة الطرفية بعمليات تطوير مستمرة، لتقليل وزنها وحجمها، ويمكن لبعضها استخدام عدة هوائيات ذات أقطار مختلفة. فعلى سبيل المثال، وحدة الاتصال الطرفية التي يمكن إسقاطها جواً Forced Entry Air-droppable Satellite Terminal: FEAST تستخدم هوائيات طبقية بأقطار تتراوح بين 1.2 متر و3 متر. وعلى الرغم من اعتمادها على التقنيات المدنية، فقد روعي في تصميمها تحملها للصدمات الناتجة عن الإسقاط المظلي من الطائرات. أما وحدة الاتصالات الطرفية AN/PSC-5، العاملة في حيز الترددات فوق العالي UHF، فتزن 5.3 كجم فقط بدون بطاريات الطاقة.
 
كما أعلن عن نموذج جديد مطور، يتضمن إجراءات مضادة للإعاقة، وخيارات عديدة، مثل التحكم المتقدم في البيانات، والدخول إلى الانترنت، ونقل البيانات بسرعات عالية، والاتصالات الصوتية المؤمنة. وصغر حجم الوحدات الطرفية يجعلها أكثر سلاسة في النقل والاستخدام، ويسمح بتزويد القوات الخاصة بها، كما يسمح باستخدامها في مهام حساسة خلف خطوط العدو، دون اكتشافها.
 
ويعد جهاز الراديو التكتيكي الأرضي المحمول Single Channel Anti-jam Man Portable: SCAMP أول جهاز يستطيع استغلال مميزات شبكة أقمار Milstar، حيث يمكنه الاتصال بهذه الأقمار أو أي أقمار متوافقة مع معايير نقل البيانات.
 
وقد مرت وحدات الاتصال الطرفية بعمليات تطوير مشابهة في بعض الدول الأخرى، بخلاف الولايات المتحدة، وخاصة فرنسا وبريطانيا. فالوحدة الطرفية Marmoset كانت تحمل على عربة ذات عجلات، مثل "لاندروفر"، وقطر الهوائي الخاص بها يصل إلى 1.7 متر ويمكن تجهيزها للعمل في 15 دقيقة، وهي تسمح بقناتي اتصال في حيز الترددات من 7 إلى 8 جيجاهرتز، وسرعة أحدهما تبلغ 16 كيلوبت/ ثانية عند استخدام الاتصالات المؤمنة، و24 كيلوبت/ ثانية باستخدام الاتصالات عالية السرعة.
 
أما وحدة الاتصال الجديدة Mansat 2000 فيبلغ قطر هوائيها 60 سنتيمتراً فقط، ووزنها يزيد قليلاً عن 9 كجم، مما يسمح بحملها مضمومة في حقيبة شخصية. وتسمح البطارية الداخلية بـ 16 ساعة من استقبال البيانات، أو ساعتين من الإرسال، وقد أنتجت هذه الوحدة في كل من فرنسا وانجلترا وإيطاليا وأسبانيا.
 
وطلبت وزارة الدفاع البريطانية وحدات اتصال فرعية جديدة تزن كل منها أقل من 12 كجم، ويمكنها نقل البيانات والاتصالات الصوتية عن طريق الأقمار العسكرية البريطانية والأمريكية والأقمار التابعة لحلف "الناتو". وتخطط وزارة الدفاع البريطانية لشراء نموذجين، أحدهما لأفراد الدوريات، والآخر لوحدات القيادة، ويمكن تجهيز وحدة الاتصال للعمل في خمس دقائق، وفكها في دقيقة واحدة.
وبالنسبة لمحطة الاتصالات Sicile، فإنها تستخدم لاتصالات الوسائط المتعددة بين وزارة الدفاع الفرنسية وقيادة الوحدات الفرنسية خارج البلاد، في مهام حفظ السلام، أو أي مهام مؤقتة أخرى، وتستخدم أقمار Telecom 2، كما يمكنها الاتصال بشبكات الراديو الأرضية العاملة في حيزات التردد HF، وVHF، وUHF.
 
أما محطة الاتصالات التكتيكية Tanit، فيوجد منها نموذجان: النموذج الأول يعمل بهوائي قطره 2.4 متر، ووزنه 250 كجــم، ويجمــع في 4 حقـائب للتخزين. أما النموذج الثـاني، فيعمـل بهـوائي قطـره 2.6 متر، ووزنه 140 كجم، ويجمـع في ثـلاث حقــائب فقــط. وكلا المحطتان يمكنـهــما استخـدام أقمـــار Telecom 2، وSkynet، وNato Comsats، وUS DSCS.
 
وقد دخلت محطات Tanit الخدمة في تسعينات القرن العشرين، وتلاها إنتاج وحدة اتصال فرعية، تعرف باسم Spartacus، محمولة لفرد واحد، وتستخدم هذه الوحدة في الاتصالات الصوتية ونقل البيانات، وتزن أقل من 20 كجم. وزودت وزارة الدفاع الفرنسية بالوحدات الطرفية TRC 846، التي تزن 20 كجم، وتعمل في حيز الترددات X-band.
 
وأحد مشاكل استخدام نظم الاتصال المدنية عبر الأقمار الصناعية في نقل البيانات والاتصالات غير السرية لتفادي زيادة الضغط على أقمار الاتصالات العسكرية المتخصصة، هي حاجة المستخدمين العسكريين لنظم اتصالات تستطيع الصمود أمام إجراءات الإعاقة الالكترونية، وأيضاً عدم القدرة على شراء أو تحمل تكاليف تشغيل وصيانة أكثر من نوع واحد من وحدات الاتصال الطرفية، في حين أن الوحدات الطرفية الخاصة بالشبكات العسكرية لا تستطيع، في الوقت الحالي، الاتصال بالشبكات المدنية، وبالتالي، يلزم لاستخدام أحد شبكات الأقمار المدنية، مثل Inmarsat، وحدة فرعية أخرى تناسب معايير شركة Inmarsat، بخلاف وحدة الاتصال العسكرية. ولكن كل هذا سيتغير في المستقبل. حيث تدرس وزارتا الدفاع الأمريكية والبريطانية، وكذلك العديد من المؤسسات العسكرية الأخرى، إضافة بعض المكونات الالكترونية للجيل القادم من وحدات الاتصال الطرفية العسكرية، بحيث يمكنها الاتصال بشبكات الأقمار المدنية. 
 
الاتصالات المتحركة عبر الأقمار الصناعية
يتوفر الاتصال في القيادات الثابتة المجهزة بهوائيات للأقمار الصناعية الضخمة والصعبة التحريك، ولا يحب القادة العسكريون أن يرتبطوا بمقرات القيادة بسبب حاجتهم إلى الإدراك الحقيقي لكيفية تطور المعركة وحقيقة إحساس جنودهم. ومع تعزيز الشبكات الرقمية بشكل متزايد للشكل الذي يجري عليه تطور الحرب البرية، يتطلب واقع القيادة والسيطرة نظماً تعتمد على تحديث دائم من خلال اتصالات بيانية عالية القدرة على مستويات قيادة أدنى متزايدة.
 
وإذا أقحم القادة في عمليات متحركة وأصبحوا يفتقرون إلى فرصة التوقف وإنشاء وصلة ثابتة، فأنهم سيضطرون إلى الاعتماد على جهاز بري شبكي قتالي لا يتمتع بالقدرة الكاملة، وبذلك يمكن لشبكة القيادة والسيطرة البدء بالانحلال.
 
وقد اكتشف القادة الأمريكيون خلال الاندفاع السريع إلى بغداد عام 2003 أنهم تجاوزوا قدرات اتصالاتهم، وبذلك نشأ طلب على نظام "قدرة القيادة أثناء الحركة" Command on - the – Move: COTM لإجراء اتصالات بيانية عالية القدرة، عريضة الموجة، لما وراء خط البصر على منصة قيادة مدمجة. ويعني هذا الأمر، بشكل أساسي، تأمين قدرة اتصالات عبر الأقمار الصناعية التي يمكن لها الإبقاء على الاتصال بالقمر الصناعي عند الانتقال عبر البلاد، ويعرف هذا الأمر بـ"الاتصالات عبر الأقمار الصناعية أثناء الحركة" Satcom-On-the Move: SOTM، وهذا الطلب مشابه لذلك المطلوب للهوائيات على المنصات البحرية والخاصة بالاتصال عبر الأقمار الصناعية، ويكمن الفرق في الوزن والطاقة بالنسبة للمركبات البرية. ومن المستحسن تخفيض شكل الهوائي، لأن هوائي الاتصالات عبر الأقمار الصناعية يحدد المنصة الحاملة له كمركبة قيادة تعتبر هدفاً قيماً للغاية، كما أن الهوائي ذا الشكل الضخم يفرض قيوداً كبيرة على شحن المركبة في الطائرة.
 
ويمكن للهوائيات الخاصة بالاتصالات عبر الأقمار الصناعية أثناء الحركة أن تكون من النوع التقليدي، بحيث يمكن تحريكها لتؤمن حركة دائرية تسمح ببقاء الاتصال مع الأقمار الصناعية قائماً في كل الأوقات مهما كانت حركة المنصة. ويعد برنامج Mounted Battle COTM: MBCOTM مركزياً للتطور الأمريكي في هذا المجال.
 
ويمكن تحقيق اتصالات عبر الأقمار الصناعية أثناء الحركة في إطار نظم عاملة على ترددات UHF وعلى الموجتين L-band وKu-band التجاريتين، وذلك من خلال نظام الاتصالات التكتيكي للحملات Expeditionary Tactical Communication System الخاصة بمشاة البحرية الأمريكية، والذي يستخدم نظام Iridium ونظام التعقب النقال Mobile Tracking System ونظام تعقب القوى الزرقاء Blue Force Tracking الخاصين بالجيش الأمريكي.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره