مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-09-01

التخطيط الإستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة من التنظير إلى التطبيق

إن التخطيط الإستراتيجي له أهمية بالغة في عالم الإدارة والقيادة اليوم، فهو الطريق لمعرفة أفضل طرق العمل للوصول إلى الأهداف والمصالح الوطنية بما يتناسب مع الموارد والإمكانات المتوفرة، مع دراسة البيئة الإستراتيجية السائدة المحلية والإقليمية والدولية والمتغيرات، وتحليل كل ما يدور في هذه البيئة التي تعمل عليها الإستراتيجية، وهي هدف التخطيط الإستراتيجي.
 
بقلم: العقيد ركن بحري 
طيار محمد حمد خليفة الكعبي
 
من هنا أخذت القيادة على عاتقها تحقيق الإستراتيجية لدولة الإمارات بكافة مكوناتها، وعلى رأس هذه القيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وتطبيق المفهوم الإستراتيجي التنفيذي لتحقيق المطالب والمصالح والغايات الوطنية التي تسعى لها هذه القيادة الحكيمة ضمن مفاهيم التخطيط الإستراتيجي الممنهج والشامل، حيث شكل الإنسان محور الاهتمام الأول والمطلب الحيوي للقيادة ليكون الشعب الإماراتي من أكثر شعوب العالم أمناً ورفاهاً، وتعايشت القيادة مع الشعب فكانوا ولا زالوا الأكثر قرباً لطموحات وأحلام واحتياجات المكون البشري على أرض الإمارات العربية المتحدة.
 
وللدلالة على هذا الاهتمام عندما نقرأ رؤية الإمارات 2021 والتي تحتوي على أربعة بنود رئيسة كان الاهتمام بالعنصر البشري هو المحور الأساس، حيث تطمح دولة الإمارات من خلال هذه الرؤية إلى تكون من أفضل دول العالم بحلول عام 2021 الذي سيكمل فيه اتحاد الإمارات السبع عامه الخمسين، وستحتفل فيه الدولة باليوبيل الذهبي، فكان الوطن والإنسان بأمنه واستقراره ورغد عيشه هو الرؤية، فوظفت جميع وسائل القوة الوطنية الدبلوماسية والمعلوماتية والعسكرية والاقتصادية إلى تحقيق هذه الرؤية العظيمة، فمن ينظر إلى العراق النازف وبلدان ما يسمى الربيع العربي بدءاً من تونس التي لم تعرف معنى الاستقرار بعد، إلى أرض الكنانة التي لولا تدخل العناية الإلهية وبعض حكماء العرب لما زال ذلك الورم الخبيث ينتشر في أعضائها حتى يستفحل، ثم غرباً إلى ليبيا حيث الانحلال الأمني وفشل الدولة، وصولاً إلى سوريا البلد الذي يمر بمرحلة مخاض وولادة عسيرة، يدرك كيف استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تتصدر قائمة الدول الأكثر أمناً والأسعد شعباً، وهذا لا يأتي من فراغ وأحلام ليل، وإنما من سهر القيادة وتكاتف وتصميم الشعب، وهذه هي الحقيقة التي تجرنا إلى سؤال في غاية الأهمية: كيف استطاعت دولة الإمارات اعتلاء قائمة أسعد شعوب الأرض؟ إنه المفهوم الإستراتيجي لإدارة مكونات الدولة للوصول إلى الغايات الوطنية.
 
الغاية الوطنية
الغاية الوطنية تأتي في رأس هرم الإستراتيجية الوطنية الشاملة National Strategy، وهي كما عرفتها بعض الكتب «رغبة الشعب في تنظيم أموره الحياتية حسب معتقداته، وتعتبر الدولة وسيلة لتلبية هذه الرغبات»، المقصود بالمعتقدات هنا هو ما يعتقد الإنسان بأنه صواب، أما الرغبات فهي حتماً ستختلف من إنسان إلى آخر، يعتمد ذلك كثيراً على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ونوع الطبقة والفئة العمرية التي يمثلها ذلك الإنسان، هذه الرغبات يجب أن تصل إلى الحكومة أو الدولة بغض النظر عن إمكانية تحقيقها من عدمه، إن سياسة الحكومة في دولة الإمارات متمثلة في قيادتها الرشيدة ألغت جميع الحواجز بينها وبين الشعب، وهي من تبادر باستمرار لمتابعة أحوال الشعب للإطلاع على رغباتهم، وتفقد أحوالهم في مناطقهم المختلفة. ناهيك عن دور المجلس الوطني الاتحادي، والذي يعتبر حلقة الوصل بين الشعب والحكومة في تحقيق مصالح الدولة العليا والتي تمحورت حول الوطن والإنسان والتاريخ.
 
سيكون مخطئاً من يربط مفهوم السعادة في الإمارات بدخل الفرد السنوي، وما يتمتع به الإنسان في دولة الإمارات من مزايا عديدة لا تتوفر في معظم دول العالم نظراً للثروات النفطية فقط،  ولكن في الواقع إن أحد الأسباب الرئيسة في سر هذه السعادة هو ذلك الشعور بالأمن والطمأنينة والاستقرار، ليس داخل أعماق المواطنين فقط بل يتجاوز ذلك بكثير ليشمل أغلب من يقطن على أرض هذه الدولة التي تعتبر واحة أمن وأمان.
فنظرية الثالوث الذي تطرق لها المؤرخ البلاروسي كارل فون كلاوزفيتز في كتابه الشهير «عن الحرب» وهو أضلاع المثلث المتمثل في «الحكومة، الشعب، الجيش» لتحقيق النصر يجب أن تكون هذه الأضلاع الثلاثة متوازنة ومترابطة، ولو ربطنا هذه النظرية بالإستراتيجية الوطنية التي تنتهجها دولة الإمارات، لاكتشفنا بأن المسافة بين الحكومة والشعب تكاد تكون معدومة، أي أنه لا يوجد فراغ بين الحكومة والشعب، ولو قارنا هذا الواقع بالأحداث التي تجري في بعض دول الربيع العربي لأدركنا معنى الفجوة بين الحكومة والشعب والتي أدت إلى انهيار الدول وفشلها.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره