مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-08-03

الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تنافسية‭ ‬النموذج‭ ‬الإماراتي‭ ‬وضمان‭ ‬جاذبيته

اتجاهات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الاماراتية
 
رغم‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬اشتهرت‭ ‬اقليمياً‭ ‬ودولياً‭ ‬بالتميز‭ ‬والابتكار‭ ‬والتنافسية‭ ‬والتفوق‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬التنموي‭ ‬وفقاً‭ ‬لمؤشرات‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمية،‭ ‬فإن‭ ‬طموحات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬لمواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬الصعود‭ ‬الاماراتي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬وقطاعات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬تنافسية‭ ‬النموذج‭ ‬الاماراتي‭ ‬وضمان‭ ‬جاذبيته‭.‬
 
بقلم‭: ‬العقيد‭ ‬الركن‭/ ‬يوسف‭ ‬جمعه‭ ‬الحداد
 
 
 
‭ ‬تطلبت‭ ‬هذه‭ ‬الطموحات‭ ‬رسم‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬جديدة‭ ‬تخدم‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬اتجهت‭ ‬الامارات‭ ‬إلى‭ ‬الامساك‭ ‬بزمام‭ ‬مبادرة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬ومواصلة‭ ‬خطواتها‭ ‬الاختراقية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بفتح‭ ‬مسار‭ ‬عربي‭ ‬جديد‭ ‬للسلام‭ ‬مع‭ ‬اسرائيل،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يمكن‭ ‬الاشارة‭ ‬إلى‭ ‬تحركات‭ ‬عدة‭ ‬وصفت‭ ‬بأنها‭ ‬تستهدف‭ ‬‮«‬تصفير‭ ‬المشاكل‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬وصفها‭ ‬آخرون‭ ‬بسياسة‭ ‬بناء‭ ‬الجسور‭ ‬وردم‭ ‬الفجوات،‭ ‬واعتبرها‭ ‬فريق‭ ‬ثالث‭ ‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‭ ‬يعكس‭ ‬التحولات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬توازنات‭ ‬القوى‭ ‬الاقليمية،‭ ‬ولكن‭ ‬الواقع‭ ‬يقول‭ ‬أنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مزيجاً‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الرؤى‭ ‬والتصورات‭ ‬التحليلية‭.
 
 
‬وقد‭ ‬وضعت‭ ‬الامارات‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬الخمسينية‭ ‬الجديدة‭ ‬استراتيجية‭ ‬طموحة‭ ‬للمستقبل،‭ ‬تضمنتها‭ ‬وثيقة‭ ‬الخمسين،‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬عشر‭ ‬مبادئ‭ ‬ترسم‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬خطوات‭ ‬الامارات‭ ‬في‭ ‬سنواتها‭ ‬المقبلة،‭ ‬وتعد‭ ‬بمنزلة‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وتنموية‭ ‬للمستقبل‭ ‬المنظور،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬فهم‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬التحركات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الإماراتية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬دقيقة‭ ‬لهذه‭ ‬المبادئ،‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬ـ‭ ‬بحسب‭ ‬نص‭ ‬المبدأ‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الوثيقة‭ ‬ـ‭ ‬‮«‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأفضل‭ ‬والأنشط‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬
 
التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للدولة‭ ‬هي‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأعلى،‭ ‬وجميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬تخصصاتها‭ ‬وعبر‭ ‬مستوياتها‭ ‬الاتحادية‭ ‬والمحلية‭ ‬ستكون‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬بناء‭ ‬أفضل‭ ‬بيئة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحقيقها‭ ‬خلال‭ ‬الخمسين‭ ‬عاما‭ ‬السابقة‮»‬،‭ ‬والمعنى‭ ‬هنا‭ ‬واضح‭ ‬تمام‭ ‬الوضوح‭ ‬ويعني‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬والدولة‭ ‬الاماراتية‭ ‬سينصب‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬كامل‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأفضل‭ ‬والأنشط‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للدولة‭ ‬هي‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأعلى‮»‬،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬بأولوية‭ ‬مطلقة‭ ‬في‭ ‬تخطيط‭ ‬ورؤية‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬الوثيقة‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬الآليات‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الاشارة‭ ‬إلى‭ ‬المبدأ‭ ‬الثالث‭ ‬بالوثيقة،‭ ‬والذي‭ ‬يكمل‭ ‬ما‭ ‬قبله‭ ‬وينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬هي‭ ‬أداة‭ ‬لخدمة‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬هدف‭ ‬السياسة‭ ‬هو‭ ‬خدمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وهدف‭ ‬الاقتصاد‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬أفضل‭ ‬حياة‭ ‬لشعب‭ ‬الإمارات‮»‬،‭ ‬وهنا‭ ‬تبدو‭ ‬الأمور‭ ‬واضحة‭ ‬حيث‭ ‬يؤطر‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬لدور‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الاماراتية‭ ‬ويضعها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬مشيراً‭ ‬بمنتهى‭ ‬الوضوح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬السياسة‭ ‬هو‭ ‬خدمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬حياة‮»‬‭ ‬لشعب‭ ‬الامارات،‭ ‬أو‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمؤشرات‭ ‬السعادة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬ثمرة‭ ‬أو‭ ‬حصاداً‭ ‬لمجمل‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭. ‬
 
ووقد‭ ‬اتجهت‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬نهج‭ ‬تشاركي‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬الامارات‭ ‬وميلها‭ ‬الدائم‭ ‬نحو‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين،‭ ‬فالإمارات‭ ‬لا‭ ‬تسعى‭ ‬للجمع‭ ‬بين‭ ‬المتناقضين‭ ‬كما‭ ‬يتصور‭ ‬البعض،‭ ‬بل‭ ‬تريد‭ ‬تشاركاً‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬تحقق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬قفزاً‭ ‬على‭ ‬التناقضات‭ ‬والتباينات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعظيم‭ ‬المشتركات‭ ‬والبناء‭ ‬عليها‭ ‬واقصاء‭ ‬الاختلافات‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تأثيرها،‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وليس‭ ‬مفاجئاً‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬أهداف‭ ‬طموحة،‭ ‬كالتي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬الخمسين،‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تعلنها‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬بأن‭ ‬الطموحات‭ ‬لا‭ ‬سقف‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬السماء،‭ ‬تطرق‭ ‬أبواب‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أينما‭ ‬كانت،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بمكاسب‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية،‭ ‬بل‭ ‬برغبة‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬لذا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المنطق‭ ‬أن‭ ‬تُبذل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وثيقة‭ ‬الأخوة‭ ‬الانسانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬ـ‭ ‬التي‭ ‬وقعها‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬والبابا‭ ‬فرانسيس‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2019‭ ‬في‭ ‬أبوظبي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬اختراق‭ ‬الحواجز‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬الثنائية‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬اقليمية‭ ‬مثل‭ ‬اسرائيل‭ ‬أو‭ ‬تركيا‭ ‬أو‭ ‬إيران‭.‬
 
وتعكس‭ ‬زيارات‭ ‬أو‭ ‬استقبالات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬لمختلف‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬للتنمية‭ ‬والهجرة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الايطالية‭ ‬روما‭ ‬تطور‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للدولة‭ ‬بتطور‭ ‬المعطيات‭ ‬الدولية،‭ ‬مع‭ ‬احتفاظها‭ ‬بسماتها‭ ‬الأساسية‭ ‬المميزة‭ ‬والمتفردة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الفاعلية‭ ‬والدينامكية‭ ‬والهدوء،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬السمات‭ ‬الشخصية‭ ‬القيادية‭ ‬والكاريزما‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وهي‭ ‬سمات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الجسور‭ ‬وتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬وإنجاح‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬وتسوية‭ ‬الأزمات،‭ ‬ولا‭ ‬ينفك‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الاماراتية‭ ‬بالاضطلاع‭ ‬بمسؤولياتها‭ ‬الدولية‭ ‬باعتبارها‭ ‬عضو‭ ‬غير‭ ‬دائم‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬لمدة‭ ‬عامين،‭ ‬للفترة‭ ‬2022‭-‬2023؛‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وقتذاك،‭ ‬إن‭ ‬انتخاب‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬لعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬يجسد‭ ‬ثقة‭ ‬العالم‭ ‬بالسياسة‭ ‬الإماراتية،‭ ‬وكفاءة‭ ‬منظومتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وفاعليتها،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬ستواصل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترسيخ‭ ‬السلام‭ ‬والتعاون‭ ‬والتنمية‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭. ‬
 
وفي‭ ‬المجمل‭  ‬فإن‭ ‬عضوية‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ (‬كانت‭ ‬الامارات‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬1986‭ ‬–‭ ‬1987‭) ‬لمدة‭ ‬عامين،‭ ‬تمثل‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬لتعزيز‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬ومكانتها‭ ‬وتحقيق‭ ‬رسالتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترسيخ‭ ‬السلام‭ ‬والتعاون‭ ‬والتنمية‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭. ‬وهنا‭ ‬يبدو‭ ‬تحرك‭ ‬الامارات‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬انعكاساً‭ ‬لرؤيتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬التزمت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بالعمل‭ ‬المتعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬وستستمر‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬التمسك‭ ‬بهذه‭ ‬المبادئ‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭. ‬وإنني‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تاريخنا‭ ‬ودورنا‭ ‬كشريك‭ ‬ووسيط‭ ‬موثوق‭ ‬به،‭ ‬سيمكننا‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬مساهمة‭ ‬فاعلة‭ ‬خلال‭ ‬السنتين‭ ‬اللتين‭ ‬سنعمل‭ ‬فيهما‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭. ‬وإننا‭ ‬ندرك‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكبيرة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالعضوية‭ ‬وأهمية‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجها‭ ‬المجلس،‭ ‬وبكل‭ ‬عزم‭ ‬ومثابرة،‭ ‬ستحرص‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‮»‬‭. ‬
 
تحرك‭ ‬الامارات‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬انعكاساً‭ ‬لرؤيتها‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬فهي‭ ‬رسالة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬تؤكد‭ ‬تمسك‭ ‬الامارات‭ ‬برؤيتها‭ ‬الخاصة‭ ‬بأن‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬هي‭ ‬الركيزة‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وكذلك‭ ‬استشعارها‭ ‬لأهمية‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬قدراتها‭ ‬وامكانياتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬لمصلحة‭ ‬تنفيذ‭ ‬التزاماتها‭ ‬ومسؤولياتها‭ ‬كعضو‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كما‭ ‬تأتي‭ ‬تلك‭ ‬التحركات‭ ‬نتاج‭ ‬رغبة‭ ‬الامارات‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬بشأن‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬تطلعات‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬والازدهار،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالإنسان‭ ‬وضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬مزهر‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره