مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-12-03

الدعم الإماراتي للقضية والشعب الفلسطيني: المبادىء والثوابت

حرص الإمارات على دعم القضايا العادلة
تقف دولة الإمارات دومًا إلى جانب القضايا العادلة بما يتفق مع المبادئ والقيم الراسخة والأصيلة التي تحكم سياستها الخارجية منذ تأسيسها، حيث تحرص الدولة على المساهمة في تخفيف معاناة الشعوب في مناطق الصراعات حول العالم ومدّ يد العون والمساعدة والمساندة لهم بصرف النظر عن الدين أو اللغة أو العِرق، مؤكدة نهجها الفريد في تعزيز قيم التعاضد العالمي ووحدة المصير الإنساني، وعلى رأس هذه القضايا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وصولاً إلى حصوله على دولته المستقلة.
 
بقلم العقيد الركن/ يوسف جمعه الحداد
 
وهي السياسة التي بدأت منذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى اليوم في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، الذي يؤكد فعلًا وقولًا أن موقف الإمارات ثابت وراسخ في دعمه للموقف العربي الداعي لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وأن الإمارات مستمرة في دعم القضية الفلسطينية، وهو موقف نابع من قناعة متجذرة، تضع الإمارات في مقدمة الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي أو المالي، ويكتسب الدعم الإماراتي للقضية الفلسطينية مصداقية حقيقية لكونه موجه إلى الشعب الفلسطيني، وليس إلى تيار أو فصيل معين، كما أنه يركز على القطاعات التنموية التي تتصل مباشرة بحياة الفلسطينيين، بغرض تحسين حياتهم والنهوض بمستقبلهم.
 
الحرص على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي
تسير دولة الإمارات على مبدأ تعزيز الأمن والسلم الاقليمي والدولي، والدفع باتجاه التنمية المستدامة بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، حيث تجعل من العمل على صون السلم والاستقرار هدفًا أساسيًا لسياستها الخارجية، ومواقفها وتحركاتها وسياساتها تحرص على المساهمة الفاعلة في كل ما من شأنه تعزيز التفاعل والحوار بين الثقافات والأديان والحضارات وإزالة أسباب الصراع والتوتر فيما بينها.إذ تدرك الدولة وقيادتها الرشيدة خطورة انزلاق المجتمعات والدول إلى صراعات قد تكون شديدة الخطورة على الأمن والسلم.
 
وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد آمن على الدوام بأن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على أسس التعاون والاحترام المتبادل بين جميع الدول، ودعا إلى اعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل جميع القضايا والمشاكل بعيدًا عن لغة الحرب، وهو ما تسير عليه الدولة بقيادتها الرشيدة، إذ تشارك في كافة الجهود الرامية إلى الاستجابة لتخفيف أثر الاضطراب المتزايد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والأزمات الإنسانية التي ترتبت عنه، وهو ما تجلى في سعيها الدؤوب وتحركاتها الدبلوماسية النشطة من اتصالات ولقاءات وقمة مع قادة ومسؤولين أممين ودوليين منذ اندلاع أحداث غزة من أجل وقف التصعيد، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل. 
 
دور إماراتي إقليمي ودولي لإحلال السلام والاستقرار
تشغل دولة الامارات العربية المتحدة مقعدها في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022 ـ 2023» وتواصل جهودها في إحلال السلام والاستقرار من خلال أداء المسؤوليات الكبيرة المنوطة بعضويتها خلال هذين العامين. وقالت لانا نسيبة مندوبة دولة الامارات لدى المنظمة الدولية في تغريدة عبر موقع «تويتر» في الأول من يناير 2022، إن امتيازات عضوية الدولة في المجلس ترافقها مسؤوليات كبيرة، حيث سنواصل جهودنا نحو إحلال السلام والاستقرار والتعددية في جميع أنحاء العالم.  
 
وقد انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، دولة الامارات، للمرة الثانية في تاريخها، عضواً غير دائم بالمجلس عن مجموعة آسيا والمحيط الهادىء، بإجماع 179 صوتاً، من بين 193 عضواً، وعندما اُنتخبت دولة الامارات في يونيو 2021، عضواً غير دائم بمجلس الأمن، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ أن «انتخاب دولة الإمارات اليوم لعضوية مجلس ‏الأمن الدولي للفترة من 2022-2023 يجسد ثقة العالم في السياسة الإماراتية، ‏وكفاءة منظومتها الدبلوماسية وفاعليتها‎»‎، وأضاف سموه أنه «انطلاقاً من المبادئ والقيم التي تأسست عليها، ستواصل ‏الإمارات مسؤوليتها من أجل ترسيخ السلام والتعاون والتنمية على الساحة الدولية»‏‎.‎ 
 
تستند ثقة المجتمع الدولي، ممثلاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي صوتت بالثقة بعدد أصوات كبير، إلى عوامل واعتبارات عدة أولها أن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، هي المبادئ ذاتها التي ترتكز عليها السياسة الخارجية لدولة الإمارات، حيث تؤمن الإمارات بأن لا قوة من دون تعاون مشترك، مما يجعل الانضمام إلى مجلس الأمن بالنسبة لها فرصة كبيرة لمعالجة القضايا العالمية، على أعلى مستويات العمل متعدد الأطراف. ثاني هذه العوامل أن الامارات باتت تجسد نموذجاً يحتذى به للدول التي تضع التنمية ورفاع الشعوب في صدارة أولوياتها، فمجمل الخطط الاستراتيجية الاماراتية تستهدف رفع معدلات السعادة للمواطنين والمقيمين على أرض الامارات، كما تحولت الامارات إلى الوجهة المفضلة للعيش لمعظم شباب المنطقة والعالم، لما توفره من نموذج تعايش تعددي فريد، فضلاً عن التزام الدولة بقيم التسامح والانفتاح وحرصها على تطوير أسس نموذجها التنموي بما يواكب تطلعات سكانها ويعزز خططها للصعود إلى قمة التنافسية العالمية في مختلف مؤشرات التنمية البشرية.
 
وبجانب ماسبق، تحظى الامارات بتقدير واحترام دولي واسع نظراً لنشاطها الدبلوماسي الواسع في السنوات الأخيرة لنزع فتيل التوترات وتحقيق الأمن والاستقرار بين الدول كافة، فضلاً عن سعي الامارات لقيادة جهود تبريد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط من خلال دبلوماسية تستهدف انهاء التوترات القائمة من خلال اعادة بناء الجسور، والدفع باتجاه عودة سوريا إلى حاضنتها العربية ودعم جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا واليمن والعراق وغيرها، فضلاً عن محاولاتها الحثيثة استئناف مسيرة السلام العربي ـ الاسرائيلي بتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع اسرائيل في منتصف أغسطس عام 2020، ومحاولة البحث عن خيارات ومسارات بديلة لمعالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في ظل انسداد أفق الحلول السياسية التي تشهد جموداً مزمناً لا يخدم سوى تنظيمات التطرف والارهاب والمتاجرون بالقضية واختزالها في شعارات دعائية تعمل في اتجاه مضاد للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة.
 
ثوابت لا مزايدات 
كلما اندلعت أزمة بين إسرائيل والفلسطينيين، دأبت بعض وسائل الاعلام العربية الموجهة معروفة التمويل والتوجه الأيديولوجي على كيل الانتقادات للمواقف والسياسات الإماراتية، وقد تكرر هذا الموقف على خلفية الأزمة الراهنة في قطاع غزة، حيث يروج البعض لمزاعم بشأن موقف دولة الإمارات تجاه الأحداث الدائرة في القطاع، ومحاولة التشكيك في الدعم الإماراتي للشعب الفلسطيني. ونجد من بين هؤلاء من ينكر على الإمارات كل مواقفها التاريخية ودعمها القوي الراسخ لهذه القضية العادلة، وحيث لا تزال القضية أولوية قصوى للعرب جميعاً حتى وإن اختلفت المقاربات التكتيكية بحثاً عن مخارج وبدائل تؤدي إلى تسوية سياسية بعيداً عن الشعارات والمزايدات والتهويل والتهوين.
 
لا أحد يختلف على التضحيات التي قدمها، ولا يزال الشعب الفلسطيني، من أجل الدفاع عن قضيته، ولا أحد كذلك يزايد على التضحيات التي قدمتها شعوب عربية عدة خاضت مراحل مختلفة من الكفاح إلى جانب الشعب الفلسطيني، كما لا يستطيع أحد أيضاً المزايدة على دور قادة ودول عربية عدة في دعم الشعب الفلسطيني ومساندته من أجل نيل حقوقه المشروعة، واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفي مقدمة هؤلاء القادة وهذه الدول تأتي دولة الامارات منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ وحتى الآن.
 
خاتمة
اتسمت جهود دولة الإمارات منذ تأسيسها، في دعم الفلسطينيين بكافة أشكال الدعم السياسي والإنساني والاقتصادي، بالثبات والاستمرارية عاكسة مبادىء وثوابت السياسة الخارجية الإماراتية، التي تشغل القضية الفلسطينية ضمنها أهمية استثنائية باعتبارها قضية مركزية للعرب جميعاً.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-09-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره