2024-02-01
المروحيات التدريبية: طيور فولاذية تعلم التحليق
تلعب المروحيات التدريبية دوراً حيوياً في تدريب الطيارين؛ إذ توفر بيئة آمنة ومنضبطة للمتدربين المبتدئين والمتقدمين على حد سواء. وتساهم هذه الطائرات المصممة خصيصاً لهذا الغرض إلى حد كبير في تنمية مهارات طياري المروحيات وخبراتهم.
تعدّ مثل هذه المروحيات عاملاً أساسيّاً في تأهيل الطيارين العسكريين الجدد لمواجهة مختلف أنواع التحديات التي تنطوي عليها عمليات المروحيات. وبما أنها مصممة ومجهزة خصيصاً لهذا الغرض فهي تيسّر عملية التعليم، حيث تساعد الطيارين الطموحين على تنمية المهارات اللازمة لأداء مهامهم المُسندة إليهم.
انضموا إلينا ريثما نستكشف الدور الأساسي الذي تؤديه هذه المروحيات في بلورة مهارات طياري المستقبل وخبراتهم، مع إضافة عنصر حاسم إلى فهمنا الشامل لعمليات المروحيات العسكرية.
وفيما يلي الجوانب الأساسية في مروحيات التدريب العسكرية:
أنظمة التحكم المزدوجة: توجد في مروحيات التدريب عادةً أنظمة تحكم مزدوجة تساعد كلّاً من المدرِّب والطيار المتدرب على التعامل مع أنظمة التحكم بطيران الطائرة، وهذا يعمل على تسهيل التدريب العملي، ويسمح للمدرب بالتحكم إن لزم الأمر.
مناورات الطيران الأساسية: تستخدم مروحيات التدريب العسكرية للتدريب على مناورات الطيران الأساسية، مثل عمليات الإقلاع والهبوط والصعود والنزول والالتفاف والدوران الآلي. ويتعلم الطلبة التعامل مع الطائرات في أحوال وسيناريوهات مختلفة.
التدريب على الأجهزة: يخضع الطيارون العسكريون الطموحون للتدريب على الأجهزة لتشغيل المروحيات في أحوال الطقس السيئة وأوضاع انخفاض الرؤية. ويكتسب هذا التدريب أهمية للمهام التي قد تتطلب الطيران في بيئات صعبة.
التدريب التكتيكي: يشمل التدريب على المروحيات العسكرية عناصر تكتيكية، لتعليم الطلاب كيف ينفذون العمليات في السيناريوهات القتالية. ويشمل ذلك رحلات الطيران منخفضة المستوى، ومناورات المراوغة، وفهم مبادئ التخفي لتفادي اكتشاف الأعداء لهم.
التدريب على نظارات الرؤية الليلية: غالباً ما تكون مروحيات التدريب مجهزة ومستخدمة للتدريب على نظارات الرؤية الليلية. ويتم تدريب الطيارين على تشغيل المروحية باستخدام نظارات الرؤية الليلية تعزيزاً للرؤية في ظروف انخفاض الرؤية.
التدريب على الأنظمة المتقدمة: قد تكون مروحيات التدريب مجهزة بأنظمة إلكترونيات طيران ومستشعرات متقدمة لتعريف الطيارين بالتكنولوجيا التي سيواجهونها في المروحيات العملياتية، ويشمل ذلك أنظمة الملاحة، وأجهزة الاتصال، والأدوات الخاصة بالمهام.
إجراءات الطوارئ: يركز التدريب على المروحيات العسكرية على إجراءات الطوارئ؛ بما في ذلك أعطال المحركات، وأعطال النظام الهيدروليكي، وبقية السيناريوهات الحرجة. ويتم تدريب الطيارين على الرد بسرعة وفاعلية ضماناً لسلامة الطائرة والطاقم.
التدريب الخاص بالمهمة: بالاستناد إلى الفرع العسكري والدور العملياتي المقصود لطياري المروحيات، يمكن أن يتضمن التدريب عناصر خاصة بالمهمة؛ مثل الحرب ضد الغواصات، أو نقل الجنود، أو الاستطلاع، أو الإخلاء الطبي.
وفيما يلي أمثلة على مروحيات التدريب العسكرية:
مدرسة الطيران TH-67
TH-67 Creek هي مروحية خدمات خفيفة، تم تطويرها في البداية من طائرة Bell 206 Jet Ranger حيث طورها الجيش الأمريكي كطائرة تدريب ذات مراوح، لاستعراض خصائص الطيران وإجراءات الاختبار. وتمثل TH-67 تصاميم المروحيات القديمة ذات المراوح القابلة لتغيير الاتجاه.
مروحية TH-67 Creek ثنائية الشفرات أحادية المحرك، معروفة بتنوع استخداماتها وموثوقيتها.
وتتميز TH-67 Creek بميزات أساسية، مثل نظام الدوارات المفصلية بالكامل، ونظام الهبوط من النوع الانزلاقي بغرض البساطة، ومقصورة واسعة تتسع للمدرب والمتدرب على السواء. وتعدّ هذه المروحية مفيدة في تعليم مهارات الطيران الأساسية والمتقدمة، لتحضير الطيارين العسكريين للطائرات العمودية المعقدة.
تقاعدت مروحية TH-67 Creek لدى الجيش الأمريكي في فبراير 2021، حيث كانت تشكل أسطولاً مؤلفاً من 181 طائرة استُخدمت من 1993 إلى 2020. وقد جمعت أكثر من 1.9 مليون ساعة طيران، حيث تدرب عليها 25,000 طالب. وقد حلت محلها على نحو تدريجي مروحية UH-72A Lakota، وقد واجه هذا الاستبدال جدلاً، غير أن الجيش دافع عنه مؤكداً على الفوائد، مثل تكامل نظام المحاكاة، والتدريب طويل الأمد على هيكل الطائرة نفسه، وإعداد معزز لتوائم مطورة مثل UH-60 Blackhawk و AH-64 Apache و CH-47 Chinook.
طائرة الدفاع خفيفة الحركة UH-72
UH-72 Lakota مروحية خدمات خفيفة يستخدمها بصورة أساسية الجيش الأمريكي، وهي من إنتاج قسم “إيرباص هليكوبتر” من شركة Airbus North America، وهي نسخة عسكرية من الطائرة التجارية EC145.
وتتميز UH-72 بهيكل تقليدي انسيابي الشكل، من مواد خفيفة الوزن، ونظام دوار مفصلي ذي أربع شفرات، لتعزيز الاستقرار والقدرة على المناورة. وهي مجهزة بمحركين من نوع Turbomeca Arriel 1E2، مما يضمن الموثوقية في جميع المهام.
تتسع مقصورتها الواسعة لتسعة ركاب، وهي قابلة للتعديل والتكيف لنقل الجنود والإخلاء الطبي. كما أن إلكترونيات الطيران الحديثة، بما فيها قمرة طيار زجاجية مزودة بشاشات رقمية، وأجهزة اتصال لاسلكي، وأنظمة ملاحية، تعمل على دعم المهام الملاحية والخاصة بالمهمة.
واستناداً إلى نوع المهمة، يمكن تجهيز UH-72 بمختلف المعدات الخاصة بالمهام.
TH-73A تعدد الاستخدامات الدقيقة:
تعتبر TH-73A جزءاً من نظام التدريب على المروحيات المتقدمة التابعة للبحرية الأمريكية، وهي أحد الأنواع العسكرية لمروحية Leonardo AW119T التي تم إطلاقها في أغسطس 2021. وباعتبار أنها مصممة لتدريب طياري المروحيات، فهي تتفوق من خلال إلكترونيات الطيران الحديثة، وقدرات الرؤية الليلية المعزَّزة، ما يضمن تنوع الاستخدامات ودقة التعامل.
تتميز المروحية بمقصورة فسيحة تتسع لطيارَين اثنين وما يصل إلى أربع ركاب، بما في ذلك مقعد لمراقب موجود في الوسط، ومن ثم فهي تضاعف فرص التعلم. وبالنظر إلى تصميمها لتنفيذ أدوار مختلفة فهي تتم المهام بكفاءة من خلال ميزات مثل رافعة الإنقاذ وخطاف الشحن.
تساهم سرعة الطيران العالية وطول مدى الطيران في تعزيز كفاءة التدريب، وفي تسهيل الانتقال إلى أنواع أخرى من المروحيات. إن مروحية TH-73A، بقدرتها على الدوران التلقائي وهوامش القوة العالية، توفر بيئة متساهلة للطيارين الجدد.
من المتوقع أن تستمر في الخدمة لمدة 30 عاماً تقريباً، وبذلك فهي تحل محل المروحتين القديمتين TH-57B و TH-57C، اللتين تصلان إلى مرحلة التوقف التام بحلول السنة المالية 2025.
التفوق التكنولوجي لمروحة Jupiter
توفر مروحية Jupiter HT Mk.1 -H145)، من إنتاج شركة Airbus Helicopters، تدريباً متقدماً على الطيران بالمروحيات العمودية للقوات الجوية الملكية بالمملكة المتحدة.
لقد أدخلت مروحيةJupiter HT Mk.1 ، كما كان الحال مع مروحية Junto HT Mk.1 (H135)، التكنولوجيا الرقمية في برنامج التدريب على المروحيات. فقمرة القيادة في كل من Junto و Jupiter تتضمن الأحدث في إلكترونيات طيران مروحيات إيرباص التي تضمن تعزيز السلامة وتحسين الوعي الظرفي. يخدم هذا النوع في السرب 202 في محطة RAF Valley التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، التي توفر التدريب البحري والجبلي والبحث والإنقاذ لطاقم الطائرات المروحية.
مروحية Ace Bell 505 متعددة الاستخدامات
يتم استخدام طائرة Bell 505 ، المروحية الأحادية القصيرة والخفيفة، متنوعة الاستخدامات، عبر العالم، حيث يوجد منها أكثر من 400 طائرة في الخدمة منذ إطلاقها عام 2017. وتشتهر باستخدامها في مهام متنوعة، ومن ثم فهي طائرة تدريب مفضلة للتطبيقات التجارية والعسكرية على حد سواء.
تسهم Bell 505 في تعزيز قدرات الطيارين من خلال التكنولوجيا المتطورة التي زُوّدت بها؛ مثل قمرة القيادة الزجاجية من نوع Garmin G1000NXi، ونظام التحكم الرقمي الكامل الموثوقية في المحرك. ومما يجعلها الخيار الرئيسي لتحديث الأساطيل العسكرية توافرها بأسعار مقبولة وبراعتها التقنية. وقد وقع اختيار جمهورية كوريا مؤخراً عليها لتكون طائرة التدريب العسكرية لديهم، ومن المتوقع أن يصل عددها إلى 40 طائرة بحلول عام 2025.
يتم بالفعل استخدام مروحية Bell 505 من قبل البحرية الإندونيسية، وقوات الدفاع الجامايكية، والقوات المسلحة في الجبل الأسود، وخفر السواحل الياباني، حيث تستمر في تعزيز سمعتها كطائرة تدريب عسكري موثوق بها.
القوة الهادئة لمروحية Cabri G2
Guimbal Cabri G2 هي مروحية تدريب خفيفة ذات مقعدين، تم تصميمها وتصنيعها لدى شركة Hélicoptères Guimbal، شركة تصنيع المروحيات الفرنسية. وهي مصممة لأغراض التدريب، وغالباً ما تستخدم في مدارس التدريب على الطيران ومؤسسات التدريب الخاصة والمشغلين العسكريين والمدنيين.
وتتميز بمقاعدها الترادفية، بمعنى أن المقاعد مرتبة بعضها خلف بعض. ويسمح ترتيب المقاعد هذا برؤية أفضل لكل من المدرب والمتدرب. والمروحية مصممة بشكل أساسي من مواد مركبة، ما يساهم في تصميمها خفيف الوزن وأدائها.
وبدلاً من دوار الذيل التقليدي، تشتمل مروحية Cabri G2 على دوار ذيل مغلف. يعزز هذا التصميم السلامة من خلال حماية دوار الذيل من العوائق الأرضية وتقليل الضوضاء. وهذه المروحية مجهزة بمقصورة قيادة زجاجية حديثة، بحيث تتضمن إلكترونيات طيران وأجهزة متطورة للطيار؛ ويشمل ذلك شاشات العرض الرقمية، وأنظمة الاتصالات، ومعدات الملاحة.
مروحية Squirrel الأعجوبة ذات المحرك الواحد
طائرة Airbus H125 Squirrel HT.1، مروحية للتدريب الخفيف ذات محرك واحد، ويستخدمها سلاح الجو الملكي البريطاني لتدريب الطيارين.
يتم تشغيلها لدى مدرسة طيران طائرات الهليكوبتر الدفاعية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في شوبري، وهي بمثابة خطوة حيوية للطيارين الذين ينتقلون من الطيران بأجنحة ثابتة إلى الطيران بالطائرات المروحية.
يتم تدريب طياري سلاح الجو بالجيش على نسخة المروحية HT2، المتمركزة في ميدل والوب، مع اختلافات طفيفة في الأجهزة وإضاءة قمرة القيادة المتوافقة مع نظارات الرؤية الليلية.
ويتم تشغيل نسختي المروحية كلتيهما بواسطة محرك Arriel التوربيني الغازي. تم إدخال مروحية Sqirrel في أبريل 2020 في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني شوبري، لتحل محل مروحية Gazelle وهي مروحية تدريب أساسية للسرب رقم 660.
يتم تدريب طاقم المروحيات المؤهلين ليصبحوا مدرِّبين على نسخة HT1، الموجودة أيضاً في قاعدة شوبري التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، مع التركيز على المقصورة الواسعة ونوافذ قمرة القيادة.
مروحية Mi-28UB التدريبية والهجومية
تعتبر مروحية Mi-28UB، نسخة ذات تحكم مزدوج، من المروحية الأصلية Mi-28 Havoc، وهي مروحية تدريب قتالية صممتها Mil Moscow لوزارة الدفاع الروسية وعملاء التصدير.
يستند تصميمها إلى المروحية الهجومية Mi-28NE Night Hunter، وتقوم بالمهام التدريبية والهجومية، وتتميز بدوار رئيسي بخمس شفرات، ومحركين مزدوجين.
وتضمن المروحية، المجهزة بمعدات هبوط ثلاثية العجلات وغير قابلة للسحب، حماية الطاقم أثناء عمليات السقوط على ارتفاعات منخفضة. يبلغ طولها 17.01 متراً وطول جناحيها 4.88 متراً (باستثناء الدوار) وارتفاعها 3.82 متراً، ووزنها الفارغ 8590 كغ، والحد الأقصى لوزن الإقلاع 11500 كغ.
NH90 متعددة المهام
NH90 هي مروحية متعددة الاستخدامات، وتستخدم في مهام مختلفة، وعليه فقد تم إدخالها في برامج التدريب لكل من الجيش الألماني والبحرية الألمانية.
وهي طائرة مروحية متعددة الأدوار، ومصممة لتلبية متطلبات العمليات البحرية والبرية على حد سواء. كما يمكن تهيئتها للقيام بمهام مختلفة مثل نقل القوات والبحث والإنقاذ والإخلاء الطبي والحرب المضادة للغواصات.
في سياق التدريب العسكري، يمكن استخدام NH90 لتدريب الطيارين وأطقم الطائرات في بيئة واقعية. وقد تشتمل تكوينات التدريب على سيناريوهات قتالية تشبيهية، وتدابير الطوارئ، وتمرينات خاصة بالمهام.
إن قدرات هذه المروحية تجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من الأغراض التدريبية، ما يساهم في تطوير مهارات الأفراد العسكريين.
مروحية الخدمات Ansat-U
Ansat-U هي مروحية خدمات خفيفة حديثة تستخدم لأغراض التدريب والعمليات في روسيا، طورتها شركة Kazan Helicopters كنسخة خاصة بالتدريب لصالح القوات الجوية الروسية، وهي تلبي الاحتياجات التدريبية للطلاب والطيارين، وتوفر التدريب للطيارين في مرحلة مبكرة، وإعادة تدريب مدرّبي الطيران.
تتميز Ansat-U بدوار رئيسي واحد تقليدي ودوار خلفي، وتضم محركين توربينيين وأنظمة تحكم طيران إضافية، ما يضمن مستوى عالياً من الأمان في المهام التدريبية. ويشتمل التصميم المميز للمروحية على رأس دوار من الألياف الزجاجية بدون مفصلات، مع نوابض مرنة، وقضبان التواء، مع نظام تحكم رقمي رباعي بتقنية الطيران بنظام الأسلاك (fly-by-wire control system).
والمروحية مجهزة بهيكل سفلي بعجلات لضمان سهولة تدريب أفراد القوات الجوية، حيث تستوعب نظام تحكم مزدوج ومقاعد لستة طلاب.
وهي مجهزة بمحركين توربينيين PW207K، ينتج كل منهما قوة مستمرة تبلغ 561 حصاناً، وقوة قصوى تبلغ 630 حصاناً، حيث يمكّن ذلك الطيارين من ممارسة سيناريوهات تعطل المحرك المختلفة. وهي مجهزة بمعدات هبوط ذات عجلات، حيث يمكنها التحليق بأقصى ارتفاع يبلغ 5,700 متر، وسقف تحويم يصل إلى 3,300 متر، ومعدل صعود أقصى يبلغ 21.5 متر في الثانية، وقدرة حمولة تبلغ 1,300 كغ.
الدور المزدوج لمروحية أباتشي
تُستخدم هذه المروحيات في المقام الأول في المهام العملياتية، لكنها تستخدم أيضاً في توفير الإمكانيات التدريبية لمراحل متقدمة.
تم تصميم الطائرة المروحية Boeing AH-64 Apache واستخدامها في الأساس كمروحية هجومية وليس كمنصة تدريب. وهي مروحية مسلحة تسليحاً ثقيلاً، تستخدمها مختلف القوات العسكرية حول العالم لتقديم الدعم الجوي القريب، والحرب المضادة للدبابات، ومهام الاستطلاع.
يتضمن تدريب الطيارين على طائرة AH-64 Apache عادةً برامج تدريب متخصصة، تركز على القدرات القتالية للمروحية، وأنظمة الأسلحة، والاستخدام التكتيكي. وقد يشمل التدريب تمرينات تشبيهية، ومناورات طيران، وتمرينات بالذخيرة الحية، لإعداد الطيارين للطبيعة المعقدة والصعبة لتشغيل طائرة مروحية هجومية في مواقف قتالية.
تستخدم القوات العسكرية المروحيات التدريبية المتخصصة وأجهزة محاكاة الطيران خلال المراحل الأولية لتدريب طياري الطائرات المروحية، وإعداد الطيارين للانتقال إلى المروحيات المتقدمة والمتخصصة مثل الأباتشي. تم تصميم هذه الطائرات المروحية التدريبية هذه عن قصد بحيث تكون أقل تعقيداً، وتتضمن ميزات تسهل تعليم مهارات الطيران الأساسية للطيارين الجدد.
على الرغم من أن AH-64 Apache نفسها ليست في الأساس منصة للتدريب الأساسي للطيارين، فهي تلعب دوراً حاسماً في برامج التدريب المتقدمة للطيارين المتخصصين في عمليات طائرات الهليكوبتر الهجومية. وعادةً ما يتم إجراء التدريب الأولي لطياري المروحيات على أنواع أخرى من طائرات الهليكوبتر قبل أن ينتقل الطيارون للتدريب على منصات أكثر تقدماً، ومخصصة لتنفيذ المهام مثل مروحيات أباتشي.
قوة التخفي لمروحيات H125M
تم تغيير اسم المروحية AS555 Fennec إلى H125M، وهي بمثابة منصة تدريب متقدمة للقوات الجوية الفرنسية على الطائرات المروحية.
تم تكييف H125M بحيث تكون مؤهلة لأداء أدوار مختلفة، بما في ذلك التدريب، والنقل التكتيكي، والاستخبارات والمراقبة وتحديد الأهداف والاستطلاع (ISTAR)، والاستطلاع المسلح أو مهام الهجوم الخفيف، وهي بذلك تتفوق من حيث القوة والبساطة واستقرار إطلاق النار والتخفي. كما أنها توفر إمكانية تنوع الاستخدامات لتنفيذ المهام الصعبة من خلال القدرة على اعتماد تكوينات مختلفة وتجهيز أنظمة أسلحة متنوعة.
بما أن H125M طائرة مروحية ذات محرك واحد، فهي تتوافق مع العديد من البرامج التدريبية، مما يوفر للطيارين خبرة قيّمة في التعامل مع طائرة ذات محرك واحد. وتعرف هذه الطائرة بأدائها العالي، حيث تعمل في ظروف متنوعة، وتسهم في تسهيل مناورات التدريب المتقدمة على الطيران.
وتضمن طائرة H125M، المجهزة بأنظمة إلكترونيات الطيران الحديثة، تدريب الطيارين على أحدث التقنيات والأنظمة الملاحية. كما أن تصميمها الذي يتضمن استخدام عناصر تحكم مزدوجة يجعلها ملائمة تماماً للأغراض التعليمية.
تشتهر الطائرات المروحية التي تنتجها شركة إيرباص، بما في ذلك H125M، بموثوقيتها، وهو عامل في غاية الأهمية في التدريب على الطيران، حيث تكون السلامة ذات أهمية قصوى. إن البصمة الرادارية المنخفضة للطائرة H125M، والتي تم تحقيقها من خلال المواد المركبة والطلاء العاكس للأشعة تحت الحمراء، تسمح بتنفيذ عمليات سرية في ساحة المعركة.
يعتمد تصميم الطائرة المروحية H125M على التعامل الممتاز مع عائلة Ecureuil ذات المحرك الواحد من إيرباص، حيث تعمل بكامل طاقتها في البيئات المرتفعة والحارة، وتحمل الرقم القياسي العالمي للارتفاع من خلال عملية هبوط على جبل إيفرست على ارتفاع 8,848 متراً.
مروحية Saab 105 خفيفة الحركة
Saab 105 طائرة تدريب نفاثة ذات محركين وطائرة هجومية خفيفة طورتها شركة الطيران السويدية Saab. وهي ذات محرك توربيني مزدوج، ومقاعد ترادفية.
يتمثل الدور الأساسي للطائرة Saab 105 في كونها بمثابة طائرة تدريب، حيث توفر التدريب للطيارين العسكريين. تتمتع الطائرة بخفة حركة جيدة وأداء مناسب لأغراض التدريب، وهي مجهزة بمحركين توربينيين، مما يضمن فاعلية التشغيل وموثوقيته. يسمح ترتيب المقاعد الترادفي للمدرب والمتدرب بالجلوس في صف واحد، مما يسهل التواصل والمراقبة أثناء المهام التدريبية.
وبالإضافة إلى دور Saab 105 كطائرة تدريب، يمكن تعديل تصميمها لتمكينها من تنفيذ مهام هجومية خفيفة، وحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة. تم إنتاج الطائرة في عدة إصدارات، بما في ذلك نسخة مخصصة للتدريب ونسخة مسلحة لمهام الهجوم الخفيف. وقد تم استخدامها من قبل القوات الجوية السويدية وكذلك قوات جوية أخرى، كما تم تصديرها إلى العديد من الدول.
وقعت شركة Saab، في عام 2020، اتفاقية خدمة جديدة مع القوات المسلحة السويدية لتقديم الدعم لـلمروحية Saab 105 حتى عام 2025، مع خيار التمديد لمدة عام واحد حتى عام 2026.
وفي مايو 2021، تم اختيار طائرة Grob G 120TP لتكون مروحية التدريب الأساسي الجديدة للقوات الجوية السويدية.
رفع مستوى طياري المستقبل
باختصار، تعتبر المروحيات التدريبية عناصر لا غنى عنها ضمن برامج التدريب الشاملة على الطائرات المروحية، حيث يتم إدماج المدارس الأرضية وجلسات التشبيه وتمارين الطيران الحية بسلاسة. تم تصميم هذه المبادرات الشاملة بشكل هادف لتمكين الطيارين العسكريين وتزويدهم بمجموعة مهارات شاملة، وتأهيلهم بشكل فعال لمواجهة التحديات متعددة الأوجه التي تحدد أدوارهم الوشيكة.
تلعب هذه المروحيات التدريبية دوراً محورياً في تطوير طيارين متعددي المواهب والمهارات، وذلك من خلال الإعداد المشترك للمعرفة النظرية والسيناريوهات التشبيهية وتجارب الطيران العملية.
لا تسهم هذه المقاربة الشاملة في ضمان جاهزية الطيارين الطموحين تماماً فحسب، بل أيضاً في اتصافهم بالمرونة والثبات اللازمين للتعامل مع المتطلبات المعقدة لأداء مهامهم المستقبلية في مجال الطيران العسكري.
المراجع:
www.raf.mod.uk, www.usa.gov
www.navy.mil, www.rhc.aero
www.leonardo.com, www.airbus.com
www.saabgroup.com
لا يوجد تعليقات