2023-11-05
تطبيق التنمية المستدامة في وزارة الدفاع
تعمل أجهزة الدولة ومن ضمنها القوات المسلحة على تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات البيئية والمناخية الهائلة، وإذا حدث تقاعس في اتخاذ الإجراءات اللازمة الآن فقد يعاني الجميع من عواقب لا يمكن مواجهتها، وهناك ضرورة ملحة لإيجاد حلول عاجلة للحد من تأثيرات التغيرات المناخية والبيئية وانعكاساتها على الأمن بمختلف أبعاده. والقوات المسلحة معنية بالعمل إلى جانب الجهات الحكومية الأخرى لتحقيق الاستدامة.
إعداد: كلية القيادة والأركان المشتركة
تستهدف التنمية تحسين معيشة الناس عن طريق استغلال الموارد المتاحة، وترتبط التنمية بالتغيرات الجذرية في بنية وهيكل المؤسسات. وتستطيع القوات المسلحة القيام بالعديد من الإجراءات التي تساهم في الحفاظ على البيئة ومواجهة التهديدات والكوارث الطبيعية والقيام بالواجبات الإنسانية في هذا المجال، حيث يتزايد دور الجيوش التنموي من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية، وتعتبر المهارات الفنية والإدارية التي يتمتع بها العسكريون أدوات في خدمة أهداف ومصالح الدولة.
يجيب هذا الفصل على التساؤل الرئيس لهذه الدراسة وهو “كيف يمكن لوزارة الدفاع تنفيذ ما جاء في مبادرات ونشاطات عام الاستدامة لتحقيق الأهداف والمصالح الوطنية؟”، فيناقش دور الوزارة في كيفية تنفيذ ما جاء في مبادرات ونشاطات عام الاستدامة لتحقيق الأهداف والمصالح الوطنية، وكيف يمكن أن تؤدي الوزارة دوراً كبيراً في مجال التنمية المستدامة.
دور وزارة الدفاع في مواكبة تنمية التفكير المستدام والتوازن المعرفي والاتجاهات المستدامة
عند الحديث عن أدوار مؤسسات الدولة في تحقيق الاستدامة، فإن أول من يشار له بالبنان هو المؤسسة العسكرية، لما تقوم به من أدوار تنموية كبيرة وفاعلة في مختلف المجالات الحياتية، لمسها القاصي والداني وأشاد بها الكبير والصغير، وعاشت في ظلالها مختلف شرائح المجتمع، وما هي إلا غيض من فيض لما تقوم به قواتنا المسلحة، في سبيل الحفاظ على الوطن ورفعته. فقد أسهمت القوات المسلحة بدور كبير في بناء وتنمية الدولة جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة كافة الحكومية والأهلية، فكان الاعتماد الكبير على القوات المسلحة في العديد من المجالات كالزراعة والأمن الغذائي والمائي ومجالات الطاقة. الملحق “د” أمثلة على مساهمة الجيوش في التنمية المستدامة.
إن مساهمة المؤسسة العسكرية في عملية التنمية هي واقع تشترك فيه الدول المتقدمة مع الدول النامية بأشكال ودرجات مختلفة، فقد أصبح الدور الاقتصادي والاجتماعي للمؤسسة العسكرية مرتبطاً بوجودها وتطورها، وبخاصة مع تراجع الحروب التقليدية والتغير النسبي في مفهوم الوظائف الدفاعية. وتستعد الدولة لاستضافة مؤتمر المناخ (كوب 28) في هذا العام 2023، حيث سيتم تسليط الضوء على جهود الدولة بشأن الاستدامة.
على وزارة الدفاع الالتزام بالجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في الدولة، والقيام بالتالي:
أ. رفع الوعي بقضايا الاستدامة. يشكل التعليم عنصراً جوهرياً في إدراك مفاهيم الاستدامة وبالتالي إيجاد وعي مجتمعي ومساهمة فاعلة في كل المسائل المتعلقة بها كالبيئة والمناخ وغيرهما. ويتم ذلك من خلال تدريس الطلبة في المدارس والجامعات والمعاهد والكليات العسكرية، وتشجيعهم على تغيير مواقفهم وسلوكهم واتخاذ القرارات المناسبة.
ب. تطوير الفكر العسكري في مواجهة قضايا التغير المناخي والاستدامة. تعمل أفضل الجيوش في العالم على مواجهة التحدي المستقبلي لتغير المناخ من خلال تطوير الاستراتيجيات العسكرية لمواجهة تلك التغيرات وتقليل آثارها السلبية على القوات المسلحة، فهناك ارتباط وثيق بين التغير المناخي وأسباب حدوث الصراعات الدامية في المستقبل، ومن هذا المنطلق يجب رفع جاهزية وكفاءة كافة الأجهزة الأمنية لمواجهة ظروف بيئة العمليات المستقبلية.
التفكير المستدام.
هناك حاجة إلى إعادة تصميم التعليم من حيث الاستدامة، بمعنى إعداد المناهج الدراسية التي تعزز التفكير المستدام، من خلال دمج مفاهيم الاستدامة ومكوناتها في المناهج، ويعتبر التعليم حجر الزاوية ومتطلب رئيس لتحقيق التنمية المستدامة، فالتعليم هو المصدر الرئيس للحصول على المعلومات المرتبطة بالجانب البيئي والاجتماعي والاقتصادي للتنمية المستدامة، كما يعد عنصر رئيس لرفع مستوى وعي الأفراد بالتنمية المستدامة وتحقيق مستقبل مستدام.
فالتفكير المستدام هو السلوكيات والاتجاهات والمهارات العقلية التي ينبغي أن تنظم تفكير الفرد لكي يتخذ القرارات الأخلاقية ويتصرف على نحو مستدام، أي القدرة على تقييم تأثير التهديدات والفرص في أي إجراءات يتم اتخاذها، وعدم أخذ الربح فقط بعين الاعتبار عند اتخاذ القرار، ولكن يجب مراعاة فائدته للبشر ولكوكب الأرض، أي أن يكون الأفراد قادرين ومستعدين لتقييم الآثار المترتبة على أفعالهم وسلوكياتهم.
الاتجاهات المستدامة.
الاتجاهات المستدامة هي مواقف الأفراد ورغبتهم فيما يتعلق بتطبيق مفهوم التنمية المستدامة ومبادئها وظهور ذلك في سلوكياتهم. وتعتبر الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية الجوانب الرئيسة الثلاثة للاتجاهات المستدامة.
الاتجاه هو استجابة الفرد تجاه قضية محددة يهتم بها، ويتحدد الاتجاه بثلاثة مكونات هي المكون المعرفي والمكون الوجداني والمكون السلوكي، ومعنى ذلك أن الاتجاه يتكون في ضوء معلومات ومعارف يكتسبها الفرد، ومن ثم فالاتجاهات المستدامة يتم اكتسابها نتيجة لمعلومات مرتبطة بالاستدامة.
إعداد برنامج مقترح لتدريب التنمية المستدامة. على الوزارة إعداد برنامج مقترح لتدريب التنمية المستدامة لمنتسبيها، يستند هذا البرنامج التدريبي على الأسس النظرية للتنمية المستدامة وذلك من خلال مراجعة وثائق التنمية المستدامة 2030 والبحوث والدراسات السابقة المرتبطة بهذا المجال، وتركز موضوعات البرنامج على الأفكار التالية:
-
تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها.
-
تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
-
تأهيل القوى البشرية من خلال العلم والمعرفة المرتبطة بمستقبل العالم.
-
للقوات المسلحة دور كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
-
محتوى البرنامج التدريبي المقترح. يمكن تقسيم البرنامج المقترح على النحو التالي:
-
مفهوم التنمية المستدامة وأبعادها.
-
أهداف الاستدامة والتحديات والمعوقات التي تواجه تحقيقها.
-
التعريف بالدور الريادي للقيادة الإماراتية في تحقيق التنمية المستدامة.
-
الاستدامة على المستوى الوطني وملامح عام الاستدامة.
-
الوعي المجتمعي بقضايا وأبعاد الاستدامة.
-
أبرز المبادرات والمنجزات الوطنية في مجال التنمية المستدامة.
-
التغير المناخي وآثاره على قدرات القوات المسلحة.
-
مجالات تطبيق التنمية المستدامة في وزارة الدفاع.
-
مجالات تطبيق التنمية المستدامة في وزارة الدفاع
-
التعاون بين وزارة الدفاع والجهات الحكومية.
تهتم الكثير من الدول حاليا بالبحث عن وسائل لخفض نسبة انبعاث الغازات في الغلاف الجوي، ومنها تعديل تشريعات البناء وتحسين وسائل النقل واستغلال مصادر الطاقة المتجددة، واستخدام تقنيات صديقة للبيئة وتقليل النشاط الصناعي، وزيادة الرقعة الزراعية، والحد من حركة السيارات، وتدوير المواد بصورة صديقة للبيئة، والاستغناء قدر الإمكان عن المنتجات التي تستهلك الكثير من الطاقة لإنتاجها، ورغم أن هذه الإجراءات تبدو بسيطة، إلا أنها ذات تأثير فاعل في خفض البصمة الكربونية في المدن والمنشآت العسكرية.
إن العلاقات المدنية - العسكرية تقوم على التشارك ومواجهة التحديات وبناء الدولة، فالمؤسسة العسكرية وكما هو الحال في الدول التي خطت بعيداً في هذا الأمر واستقر فيها نمط العلاقات بين المؤسسة العسكرية والمؤسسات المدنية، تقوم بأدوارها التنموية في ظل قواعد وحدود واضحة، وكونها أحد أهم مؤسسات الدولة تقوم بدورها كأي مؤسسة أخرى، في معادلة متوازنة دون بسط نفوذها أو تقليص قدراتها، وضمن معايير من الشفافية.
دور وزارة الدفاع في الحفاظ على المكتسبات الوطنية. تستطيع وزارة الدفاع وبالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة الحفاظ على المكتسبات الوطنية. فدورها يتجاوز بكثير المهام العسكرية والدفاعية إلى المهام الإنمائية والإنسانية، بما تمتلكه من مؤسسات وخطط وأكاديميات متطورة تسهم في بناء الكوادر المواطنة وتأهيلها، كي تكون قادرة على قيادة مسيرة التنمية والدفاع عنها وتوفير ما تحتاجه من خبرات بشرية وإدارية وتخطيطية، بحكم أن المؤسسة العسكرية قائمة بالأساس على مقومات وركائز وعوامل تؤهلها للعب هذه الأدوار وأداء هذه المهام الوطنية.
دعم مشاريع الاستدامة التي يتم إنجازها داخل الدولة. يمكن لوزارة الدفاع دعم جميع أهداف الاستدامة الـ 17 في الدولة وعلى النحو التالي:
الهدف 1: القضاء على الفقر. يمكن لوزارة الدفاع المساهمة في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة، ويجب ألا يتداخل مع المهام الرئيسة لها المتعلقة بالدفاع وحماية الأمن، كما أنها لا يجب أن تحل على المدى الطويل محل الاقتصاد المدني. وقد أصبحت المؤسسة العسكرية الداعم الرئيس لبعض المشروعات الاقتصادية والخدمية، بما أسهم في تعزيز العلاقة بين الدولة والمواطنين واختفاء النظرة التقليدية للمؤسسة العسكرية.
الهدف 2: الأمن الغذائي.من الممكن حدوث اضطرابات في سلاسل التوريد وتعطل استيراد الغذاء بسبب الصراعات الدولية أو أي عرقلة في مضيق هرمز، وبالتالي يجب التركيز على استراتيجيات أمن غذائي تزيد من المخزونات الفعلية الموجودة بالقرب من المراكز السكانية الرئيسة كإمدادات للطوارئ وتأمين الحماية لتلك المراكز.
تستطيع وزارة الدفاع المشاركة في استصلاح الأراضي الزراعية والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وتعظيم الاستفادة من الأراضي الزراعية، مع ترشيد استخدام مياه الري واستخدام البيوت البلاستيكية لتوفير الخضراوات والفواكه الطازجة.
الهدف 3: الصحة الجيدة والرفاه. تقدم وزارة الدفاع التوعية والرعاية الصحية وتوفر الأدوية واللقاحات الجيّدة والفاعلة للحد بدرجة كبيرة من عدد الوفيات والأمراض الناجمة عن التعرّض للمواد الكيميائية الخطرة وتلوّث الهواء والماء والتربة، وتقوم بمكافحة التدخين وتدعم البحث والتطوير وتعمل على تطوير وتدريب القطاع الصحي.
الهدف 4: التعليم الجيد. تعمل وزارة الدفاع على تعزيز التغيير الثقافي من خلال رفع الوعي ومشاركة الأفراد والتعاون مع الجهات المعنية (المستوى الوطني والدولي)، وتحقيق نتائج تعليمية ملائمة وفاعلة وضمان اكتساب المتعلّمين المعارف والمهارات اللازمة لدعم التنمية المستدامة، وبناء المرافق التعليمية وتهيئة بيئة تعليمية فاعلة ومأمونة، والزيادة في عدد المنح للالتحاق بالتعليم العالي، بما في ذلك منح التدريب المهني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبرامج التقنية والهندسية والعلمية في البلدان المتقدمة.
الهدف 5: المساواة بين الجنسين. على وزارة الدفاع تعزيز التشريعات التي تشجع على تقلد النساء للمناصب القيادية، وتعزيز سيادة القانون وضمان تكافؤ فرص وصول الجميع إلى العدالة، والحد من الفساد والرشوة بجميع أشكالهما، وضمان اتخاذ القرارات على نحو مستجيب للاحتياجات وشامل للجميع، وتشاركي وتمثيلي على جميع المستويات.
الهدف 6: المياه النظيفة والصرف الصحي. على وزارة الدفاع توفير مياه الشرب الصحية وخدمات الصرف الصحي والحد من التلوث ووقف إلقاء النفايات والمواد الكيميائية الخطرة وتقليل تسرّبها إلى أدنى حد، وزيادة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام المأمونة. إن اختلال معادلة التوازن ما بين الطلب على المياه والمتاح منها والحاجة إلى رفع كفاءة الاستخدام وترشيد الاستهلاك المائي للمحافظة على كل نقطة ماء يعتبر تحدي يواجه الاستراتيجية المائية، لهذا من الضروري التوعية بواقع الوضع المائي وطرق وأدوات الترشيد المتوفرة والمحافظة على موارد المياه خالية من مصادر التلوث. ويمكن إعادة استخدام المياه لري الحدائق كوسيلة من وسائل الحفاظ على المياه. ويجب العمل على تجميع مياه الأمطار وعمل محطات تنقية لتقليل المياه الملوثة.
الهدف 7: طاقة نظيفة وميسورة التكلفة. يمكن لوزارة الدفاع استغلال مصادر الطاقة المستدامة واستخدام العقود الشرائية لدفع الموردين والمتعاقدين نحو استخدام مصادر الطاقة المستدامة. وأكثر مصادر الطاقة المتجددة انتشارا هي الكتلة الحيوية، والمياه، والطاقة الحرارية الأرضية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية. ومن الضروري تشجيع بحوث وتكنولوجيا الطاقة النظيفة، بما في تلك المتعلّقة بالطاقة المتجددة، والكفاءة في استخدام الطاقة وتكنولوجيا الوقود الأحفوري المتقدمة والأنظف، وتشجيع الاستثمار في البنى التحتية للطاقة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة. يمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتخطيط مهام العمليات بحيث يتم تغطية نفس المجموعة من الأهداف بموارد أقل، والحصول على الأسلحة والمعدات الحديثة، واستخدام الخلايا الكهروضوئية والمحركات الهجينة.
الهدف 8: العمل اللائق والنمو الاقتصادي. توفر وزارة الدفاع فرص العمل اللائقة، وتساهم في تحقيق النمو الاقتصادي من خلال العديد من المشروعات ومن الأمثلة جمعيات القوات المسلحة وغيرها.
الهدف 9: الصناعة والابتكار والبنية التحتية. على وزارة الدفاع الاهتمام بشكل أكبر بالبحث والتطوير والبنية التحتية التي تخدم الاستدامة، بتنفيذ التالي:
تنفيذ البحوث والدراسات المتعلقة بالاستدامة. من الضروري الاستمرار في البحث والتطوير فيما يتعلق بالمواد وتصميم المعدات، وإيجاد وسائل جديدة للتأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة، وتعزيز خدمات الأرصاد الجوية، واستعمال برمجيات قادرة على وضع تحديثات الطقس في متناول الجنود في الميدان، واختبار الأسلحة والمعدات في كافة الظروف المناخية لمعرفة مكان وكيفية حدوث الإخفاقات، وبالتالي تحسين القدرة العملياتية في البيئات ذات المخاطر المناخية. ومن الضروري تشجيع منتسبيها من العسكريين والمدنيين على البحث والابتكار في مجال الطاقة البديلة، وتقديم الحوافز والدعم والتسهيلات المناسبة لتلك المشاريع.
توظيف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي. على وزارة الدفاع توظيف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في منشآتها، فالتقنيات الرقمية الجديدة والذكاء الاصطناعي يعتبرا من أبرز سمات المدن المستدامة الحديثة. وتهدف لتعزيز جودة وأداء الخدمات الحضرية المستدامة مثل النقل والطاقة وإدارة النفايات. ويعتبر توظيف التكنولوجيا في وزارة الدفاع حجر الزاوية في التنمية المستدامة، فالمدن الذكية تعتمد على البيانات للتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة، فهي تتيح تخطيطاً أفضل للمدينة وتحدد مستويات الأداء المستقبلية اللازمة لتلبية احتياجات مجتمعاتنا.
الهدف 10: الحد من أوجه عدم المساواة. هذا الهدف تم تطبيقه في وزارة الدفاع من حيث الفرص المتوفرة والدخل الشهري وبما يتناسب مع الرتبة والمنصب والأقدمية والتأهيل الأكاديمي لمنتسبيها.
الهدف 11: المدن والمجتمعات المستدامة.
يمكن تبنّي الطُرق الحديثة ومشروعات التنمية البيئية وتطبيق معايير الاستدامة على مباني القوات المسلحة وفي جميع المشاريع المستقبلية مثل: توظيف الطاقة المتجددة في المباني، والامتثال لمعايير المباني الخضراء المعمول بها في الدولة والحصول على تصنيف بدرجة لؤلؤتين فأعلى أو شهادة ليدز العالمية (Leads).
يمكن إنشاء المباني باستخدام المواد المستدامة وبحيث تكون قريبة من الخدمات الأساسية كالمحلات، والمدارس، والمراكز الصحية، وموقع العمل، أو النقل العام. ويتم ربط البنايات بمحطة توليد الكهرباء التي تستخدم مصادر طاقة مستدامة. وتتم مراعاة اعتبارات عزل الحرارة واستخدام طاقة الشمس للإنارة والتدفئة، وزراعة المساحات الخضراء وإنشاء المتنزهات والحدائق، مما يساعد على الإنتاج الغذائي ويحفز على المشي وممارسة اللياقة البدنية وبالتالي تحسين جودة الحياة.
تجمع المباني الخضراء بين نظم تكييف الهواء والتسخين بالطاقة الشمسية والإضاءة التي تعتمد على ضوء الشمس. ويتم طلاء المباني بلون فاتح وزراعة النباتات والحد من الانبعاثات الضارة. ويساعد تخطيط المباني وتصميم النوافذ في اكتساب طاقة حرارية من الشمس وبالتالي التقليل من صرف الطاقة الحرارية من مصادر الكهرباء أو الوقود. إن التوزيع الذكي للنوافذ واستخدام الزجاج العاكس والعازل للحرارة والأبواب والجدران العازلة واعتماد التقنيات الحديثة للتدفئة والتكييف، يوفر من استهلاك الطاقة، واستخدام مصابيح التوفير يقلل من مصروف الطاقة المستخدمة في الإنارة.
يجب أن تكون البنية التحتية للمعسكرات والقواعد قادرة على مواجهة الكوارث، ويمكن الاعتماد على الطاقة الطبيعية والمتجددة من الطاقة، مثل تحويل طاقة الرياح والشمس إلى طاقة كهربائية، وطاقة “البيوجاز” الناتجة عن تحلل النفايات العضوية، والبعد عن الحلول الميكانيكية في التبريد والتسخين، والاعتماد على مواد بناء تستلزم طاقة أقل أثناء التصنيع، وتقليل استخدام المواد الكيماوية الضارة إضافة إلى إعادة تدوير مواد البناء.
الهدف 12: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان.
ترشيد الاستهلاك. تعتبر عملية ترشيد استهلاك الطاقة بمثابة توفير مصدر جديد للطاقة والتقليل من هدرها، فالكمية التي يجرى توفيرها اليوم يمكن استغلالها غداً، وترشيد الاستهلاك مبدأ اقتصادي معروف ويمكن إيجاد الحوافز لتفعيله، كما يمكن إجبار المستهلكين إتباع أسلوب الترشيد عن طريق فرض تعرفة تصاعدية تتناسب طردياً مع كمية الاستهلاك لأن هدر مصادر الطاقة يصاحبه هدر في الموارد المالية من العملة الصعبة.
تقليل استهلاك الوقود خلال العمليات العسكرية. قد يكون من الصعب تقليص العمليات، ولكن يمكن زيادة تأثير الطاقة التي نستخدمها، أي الكفاءة في الاستخدام، من خلال زيادة القدرات وتقليل استهلاك الوقود وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتخطيط مهام العمليات بحيث يتم تغطية نفس المجموعة من الأهداف بموارد أقل، من خلال الاستخدام الأفضل للمعلومات الاستخبارية والموارد المتوفرة، والحصول على الأسلحة والمعدات الحديثة، واستخدام الخلايا الكهروضوئية والمحركات الهجينة، وتحويل النفايات إلى أنواع جديدة من الوقود، وتجربة أنواع وقود جديدة للوصول إلى بصمة كربونية صفرية.
تسعى وزارة الدفاع إلى توحيد وتنظيم آلية إدارة النفايات وتدويرها، من خلال تطبيق أفضل الممارسات البيئية لإدارة النفايات بجميع أنواعها، واتباع الطرق الآمنة للتخلص منها أو معالجتها من خلال إعداد الخطط والإجراءات المناسبة وفق القوانين والتشريعات، ووضع آلية لإدارة النفايات واستبدال النفايات الخطرة وغير القابلة لإعادة التدوير ببدائل أكثر استدامة (مثل المبردات المسببة لانبعاث مركبات الكربون الكلورية الفلورية).
يمكن لوزارة الدفاع تقليل حجم النفايات وإدارتها بطريقة مسؤولة، ويشمل ذلك أي عتاد أو معدات فائضة، فالذخائر التي يتم تدميرها بالتفجير أو الحرق في الهواء الطلق، قد تتسبب في تلويث الأرض والهواء وإطلاق غازات الاحتباس الحراري، فالتخلص من النفايات باستخدام وسائل بدائية كالحرق والدفن يؤدي إلى عدم كفاية الضمانات البيئية والتي قد تصل إلى درجة الإضرار بصحة الجنود.
الهدف 13: العمل المناخي. إن التغيرات المناخية تعتبر ذات ارتباط وثيق باستراتيجيات وزارة الدفاع، فمن الضروري اعتبار التغيرات المناخية خطراً قائماً يهدد الأمن والسلام، حيث تؤدي الى متغيرات استراتيجية جديدة. لذا يجب على القوات المسلحة وضع خطط مستقبلية لمواجهة التحديات التي ستنتج عن التغير المناخي المستمر ومدى تأثير هذه الظاهرة على أنشطتها العسكرية، ومشاركتها في عمليات التخفيف (تقليل تأثير العمليات العسكرية والتدريب على البيئة والتكيف توقع الآثار على المدى الطويل التي سُيحدثها تغير المناخ على العمليات).
الهدف 14: الحياة تحت الماء. يمكن لوزارة الدفاع المساهمة في الحفاظ على الموارد البحرية، ومنع التلوث البحري والحد منه بدرجة كبيرة، وإنهاء الصيد المفرط والصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم وممارسات الصيد المدمرة، وتنفيذ خطط إدارة قائمة على العلم، من أجل إعادة الأرصدة السمكية إلى ما كانت عليه في أقرب وقت ممكن.
الهدف 15: الحياة في البر.
تستطيع وزارة الدفاع زيادة المساحات الخضراء في المعسكرات من خلال تخصيص يوم للتشجير بمشاركة الوحدات. ويمكن تقليل الانبعاثات وإعادة تأهيل الأراضي من خلال تشجيع الزراعة وانشاء الغابات والمزارع والحدائق، مما يساعد في توفير مواد غذائية محلية آمنة وعالية الجودة، والحفاظ على توازن المياه واستعادة التنوع البيولوجي. وهذا سيؤدي إلى منع تآكل التربة والتصدي لظاهرة التصحر.
من الضروري تأمين الحراسة للمحميات الطبيعية والنباتات المحلية التي توفر الغذاء والمأوى للأحياء البرية، إضافة إلى حماية الحياة البحرية، وزيادة الرقعة الزراعية، والحفاظ على مصادر المياه العذبة، ووقف إزالة الغابات، ومكافحة التصحر، والحفاظ على المحميات الطبيعية والتنوع الحيوي وحماية الأنواع المهدَّدة ومنع انقراضها.
الهدف 16: السلام والعدالة والمؤسسات القوية.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله): “ إن نهج دولة الإمارات الدائم والثابت هو العمل من أجل السلام والاستقرار، ودعم كل ما يحقق مصالح الشعوب في التنمية والرخاء على المستويين الإقليمي والدولي “.
لا تتحقق التنمية المستدامة دون السلام والاستقرار وحقوق الإنسان. فالمستويات المرتفعة من العنف المسلح وانعدام الأمن لها آثار مدمرة على التنمية، وتسعى التنمية المستدامة إلى الحد من جميع أشكال العنف، وإيجاد حلول دائمة للصراع وانعدام الأمن من خلال عمليات الاستقرار وإزالة الألغام وخفض تدفق الأسلحة غير المشروعة، ومكافحة الجرائم العابرة للحدود والإرهاب والمخدرات.
الهدف 17: الشراكة من أجل الأهداف.
مسؤولية الشركات الصانعة. يجب على الشركات، وخاصة الشركات التي تستخدم الوقود الأحفوري، أن تتخذ تدابير لتقلل إلى أدنى الحدود الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، وتحويل اهتمامها التجاري نحو الطاقة المتجددة، وأن توفر للناس المعلومات المتعلقة بكمية الانبعاثات الغازية وعما تبذله من مجهودات لتخفيف شدتها، ويجب أن يشمل ذلك الشركات المتفرعة عنها، والشركات التي تتبعها، والكيانات الموجودة في سلسلة التزويد والتوريد كلها. ويمكن الحد من الانبعاثات مستقبلاً باستخدام وقود مستخرج من النباتات والذي قد يكون أكثر فاعلية من حيث التكلفة والحد من البصمة الكربونية من الوقود الأحفوري.
المعدات العسكرية وسلسلة التوريد. يمكن إدراج الاستدامة في سلاسل التوريد (مثل تطبيق سياسة تفرض على الموردين استخدام مواد تغليف مستدامة) والحد من انبعاثات الكربون في جميع مراحل سلسلة التوريد، وعلى الرغم من كل التحديات، تعتبر عملية إزالة الكربون أمرًا من الممكن تحقيقه ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، مثل سهولة الوصول إلى الطاقة المتجددة، والمواد الأولية، والبنية التحتية، وإمكانات تخزين الكربون، والطلب على الموارد، وتوافر الحوافز المالية والتنظيمية. يجب أن تستبدل الصناعة العسكرية الوقود الأحفوري بمصادر طاقة ومواد أولية منخفضة الكربون، والالتزام بالمصادر المستدامة والمصادر المتجددة كطاقة الرياح والشمس والحرارة.
لا يوجد تعليقات