مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2024-04-03

توجهات‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمية‭ ‬الجديدة

تشير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الرصينة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬المياه‭ ‬مورداً‭ ‬جيوسياسياً‭ ‬ذو‭ ‬أهمية‭ ‬تفوق‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬الطلب‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬تفاقم‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسب‭ ‬الاستهلاك‭ ‬للمياه‭ ‬وعوامل‭ ‬الجفاف‭ ‬وقلة‭ ‬إمدادات‭ ‬المياه،‭ ‬فإن‭ ‬خطر‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المورد‭ ‬الحيوي‭ ‬يتزايد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭.‬
 
 
في‭ ‬حقبة‭ ‬حافلة‭ ‬بتحديات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬يسلط‭ ‬تقرير‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمية‭ ‬2024‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬المتغيرة‭ ‬للمخاطر‭ ‬العالمية،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تهديدات‭ ‬وانعكاسات‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬العالمية‭. ‬ويعتمد‭ ‬التقرير‭ ‬على‭ ‬الرؤى‭ ‬التي‭ ‬أبداها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭,‬400‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمية‭ ‬وصنّاع‭ ‬السياسات‭ ‬وروّاد‭ ‬الصناعة،‭ ‬حيث‭ ‬يكشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬تسود‭ ‬فيه‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬والمضللة‭ ‬وتلوح‭ ‬فيه‭ ‬التهديدات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬الأفق‭.‬
 
 
وفي‭ ‬طليعة‭ ‬المخاطر‭ ‬قصيرة‭ ‬الأمد،‭ ‬تبرز‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬والمضللة،‭ ‬التي‭ ‬تتفاقم‭ ‬بسبب‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬تحرزه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الموجهة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬ويعزز‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬الاستقطابَ‭ ‬المجتمعي،‭ ‬ويشكل‭ ‬تحدياً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالمي،‭ ‬إذ‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬محوري‭ ‬نحو‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للدفاع‭ ‬السيبراني‭ ‬وسلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭.‬
وسيكتسب‭ ‬تطوير‭ ‬حلول‭ ‬وأدوات‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬المتقدمة‭ ‬لمحاربة‭ ‬الأخبار‭ ‬الزائفة‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬لحماية‭ ‬عمليات‭ ‬الحوكمة‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تصاعد‭ ‬الصراعات‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التهديد‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬الذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والأحوال‭ ‬الجوية‭ ‬القاسية‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭. ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬أن‭ ‬تتغلب‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬الاستجابية‭ ‬للكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬وفاعليتها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المهام‭ ‬الإنسانية‭.‬
 
 
وللحد‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية،‭ ‬يتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬الخضراء‭ ‬والممارسات‭ ‬المستدامة‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والمواد‭ ‬الصديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬في‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬البصمة‭ ‬الكربونية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬بحيث‭ ‬تنسجم‭ ‬الأنشطة‭ ‬الدفاعية‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬الاستدامة‭ ‬العالمية‭.‬
 
 
نظام‭ ‬عالمي‭ ‬مشتَّت
يشير‭ ‬استشراف‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬أو‭ ‬مشتت‭ ‬إلى‭ ‬مشهد‭ ‬جيوسياسي‭ ‬معقَّد‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬المتوسطة‭ ‬والعظمى،‭ ‬تواجه‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬مشكلة‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬بيئة‭ ‬جيوسياسية‭ ‬ديناميكية،‭ ‬لذا،‭ ‬فإن‭ ‬تعزيز‭ ‬التحالفات‭ ‬وتكثيف‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬سيكون‭ ‬أمراً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬للتصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬العالمية‭. ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬بالمرونة‭ ‬والجاهزية‭ ‬للاستجابة‭ ‬للتحالفات‭ ‬المتغيرة‭ ‬والتهديدات‭ ‬الناشئة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬مشتت‭ ‬ومفكك‭ ‬للغاية‭.‬
 
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬قالت‭ ‬سعدية‭ ‬زاهدي،‭ ‬المديرة‭ ‬العامة‭ ‬للمنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭: ‬‮«‬إن‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬غير‭ ‬مستقر‭ ‬يتسم‭ ‬بالاضطراب‭ ‬وغياب‭ ‬الأمن،‭ ‬والآثار‭ ‬المتفاقمة‭ ‬لأحوال‭ ‬الطقس‭ ‬المتغيرة‭ ‬وحالة‭ ‬الغموض‭ ‬وعدم‭ ‬اليقين‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬تتسبب‭ ‬جميعها‭ ‬بتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬انتشار‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬والمضللة‮»‬‭.‬
وتمثل‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستمرة‭ ‬والانقسامات‭ ‬المتزايدة‭ ‬مستوى‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬التعقيد‭. ‬ومن‭ ‬منظور‭ ‬شركات‭ ‬الدفاع،‭ ‬يُترجَم‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المضيّ‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬يتّسم‭ ‬بالتقلبات‭ ‬في‭ ‬ميزانيات‭ ‬الدفاع‭ ‬وأولويات‭ ‬الاستثمار‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬وفاعلية‭ ‬التكلفة‭ ‬سيكون‭ ‬أمراً‭ ‬ضرورياً‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬وتلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬الحروب‭ ‬الحديثة‭.‬
وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬يمكن‭ ‬للمشاريع‭ ‬الصناعية‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيجاد‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬وإحداث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬تكنولوجية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬عرضة‭ ‬للصراعات‭ ‬المستمرة‭ ‬أو‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‭. ‬
 
 
وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬يدعو‭ ‬تقرير‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمية‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬المتعددة،‭ ‬كما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تبني‭ ‬مقاربة‭ ‬مزدوجة‭ ‬للصناعات‭ ‬الدفاعية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭: ‬الابتكار‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الجديدة‭ ‬والتعاون‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭. ‬
 
 
ويؤكد‭ ‬التقرير‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬ومساهمة‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التحديات،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬إدماج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬بشأن‭ ‬النزاعات‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بتطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬النمذجة‭ ‬المناخية‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تعدّ‭ ‬الشراكات‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬أمراً‭ ‬أساسياً‭ ‬لبناء‭ ‬القدرات‭ ‬والصمود‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬مشهد‭ ‬المخاطر‭ ‬سريع‭ ‬التطور‭.‬
 
 
وتشير‭ ‬الرؤى‭ ‬والتصورات‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬تقرير‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمية‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬مليء‭ ‬بالتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬اتخاذ‭ ‬الاجراءات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التكيف‭ ‬معها‭ ‬وتعزيز‭ ‬الابتكار‭ ‬والتعاون‭ ‬سوياً‭ ‬بهدف‭ ‬التصدي‭ ‬بشكل‭ ‬استباقي‭ ‬لتلك‭ ‬المخاطر،‭ ‬ولتمكين‭ ‬قطاع‭ ‬الدفاع‭ ‬من‭ ‬الإسهام‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنا‭ ‬واستدامة‭ ‬ومرونة،‭ ‬ولاجتياز‭ ‬تعقيدات‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭.‬
وبحسب‭ ‬التقرير،‭ ‬فإن‭ ‬المعلومات‭ ‬المزيفة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقييد‭ ‬وهدم‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬وتتسبب‭ ‬في‭ ‬زعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬الحكومات،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬وتواجه‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬طلباً‭ ‬متزايداً‭ ‬على‭ ‬حلول‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬المتطورة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أدوات‭ ‬اكتشاف‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬وحملات‭ ‬التضليل‭ ‬ومكافحتها‭. ‬ولذلك‭ ‬يغدو‭ ‬تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حرب‭ ‬المعلومات‭ ‬أمراً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬لحماية‭ ‬البيانات‭ ‬وحماية‭ ‬سلامة‭ ‬مساحات‭ ‬المعلومات‭.‬
 
 
وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تنامي‭ ‬تهديدات‭ ‬الحرب‭ ‬السيبرانية‭ ‬وحرب‭ ‬المعلومات،‭ ‬تحرص‭ ‬بعض‭ ‬الحكومات‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانيات‭ ‬جديدة‭ ‬لتحديد‭ ‬أولويات‭ ‬المجالات‭ ‬الدفاعية،‭ ‬وقد‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬وحدات‭ ‬الدفاع‭ ‬السيبراني،‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المراقبة‭ ‬المتقدمة،‭ ‬والأدوات‭ ‬التحليلية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والمصممة‭ ‬لاحتواء‭ ‬آثار‭ ‬المعلومات‭ ‬المزيفة‭ ‬والتصدي‭ ‬لها‭. ‬وقد‭ ‬تشهد‭ ‬قطاعات‭ ‬الدفاع‭ ‬التقليدية‭ ‬تخصيص‭ ‬موارد‭ ‬جديدة،‭ ‬بحيث‭ ‬يحدو‭ ‬ذلك‭ ‬بالشركات‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬عروض‭ ‬منتجاتها‭ ‬وخدماتها‭.‬
 
 
صراعات‭ ‬جديدة
ويمكن‭ ‬لاستخدام‭ ‬المعلومات‭ ‬المزيفة‭ ‬أن‭ ‬يأجج‭ ‬الاضطرابات‭ ‬المجتمعية‭ ‬ويزعزع‭ ‬استقرار‭ ‬المناطق‭ ‬المختلفة‭ ‬وأن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬صراعات‭ ‬ومعارك‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الرقمية‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬تتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬المادية‭. ‬ولابد‭ ‬لصناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬أن‭ ‬تَبتكر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وتقنيات‭ ‬متطورة‭ ‬تُعالج‭ ‬الخطوط‭ ‬غير‭ ‬الواضحة‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬الحروب‭ ‬التقليدية‭ ‬والعمليات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العمليات‭ ‬النفسية‭ ‬والحملات‭ ‬التأثيرية‭.‬
 
 
ولمحاربة‭ ‬انتشار‭ ‬المعلومات‭ ‬المزيفة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال،‭ ‬قد‭ ‬تحتاج‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬القطاعات‭ ‬المدنية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬ومنصات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الأكاديمية؛‭ ‬إذْ‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬شراكات‭ ‬كهذه‭ ‬في‭ ‬تيسير‭ ‬تطوير‭ ‬حلول‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬لتحديد‭ ‬حملات‭ ‬التضليل‭ ‬والمعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬وتتبعها‭ ‬وتحييدها‭.‬
كذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬دوراً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البرامج‭ ‬والتقنيات‭ ‬التعليمية‭ ‬لتحسين‭ ‬المعرفة‭ ‬الرقمية،‭ ‬ومهارات‭ ‬التفكير‭ ‬الناقد،‭ ‬والوعي‭ ‬العام،‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭. ‬وتتطلب‭ ‬الطبيعة‭ ‬العالمية‭ ‬لحرب‭ ‬المعلومات‭ ‬وجود‭ ‬تعاون‭ ‬دولي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬القواعد‭ ‬واللوائح‭ ‬وحشد‭ ‬الجهود‭ ‬المشتركة‭ ‬لمكافحة‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭. ‬ولعل‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬تتصدر‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬والتعاون،‭ ‬وتطوير‭ ‬التقنيات‭ ‬المشتركة،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬التدريبات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬المعلومات‭ ‬والدفاع‭ ‬السيبراني‭.‬
 
 
إن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المعلومات‭ ‬المزيفة‭ ‬والاضطرابات‭ ‬المجتمعية‭ ‬تشكل‭ ‬تحدياً‭ ‬أمام‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬العالمية‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬المشهد‭ ‬الأمني‭ ‬سريع‭ ‬التغير‭. ‬ويستلزم‭ ‬ذلك‭ ‬تحول‭ ‬التركيز‭ ‬إلى‭ ‬قدرات‭ ‬الحرب‭ ‬السيبرانية‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬وزيادة‭ ‬التعاون‭ ‬عبر‭ ‬القطاعات‭. ‬ويمكن‭ ‬لصناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬رقمي‭ ‬متزايد‭ ‬الترابط‭.‬
وساهم‭ ‬تقرير‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬مخاوف‭ ‬أخرى،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬أزمة‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬أيضاً‭ ‬آثاراً‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬العالمية،‭ ‬فيما‭ ‬تعيد‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬المتشابكة‭ ‬تشكيل‭ ‬المشهد‭ ‬الأمني،‭ ‬وتتطلب‭ ‬تحولات‭ ‬استراتيجية‭ ‬داخل‭ ‬قطاع‭ ‬الدفاع،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬أزمة‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة‭ ‬المستمرة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التكاليف‭ ‬التشغيلية‭ ‬لشركات‭ ‬الدفاع،‭ ‬نتيجة‭ ‬لارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬وحتى‭ ‬دخل‭ ‬العمالة‭.‬
 
 
من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬ضغوطًا‭ ‬اقتصادية‭ ‬على‭ ‬تعديل‭ ‬ميزانياتها‭ ‬الدفاعية،‭ ‬كما‭ ‬تعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬للاحتياجات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الفورية‭ ‬مقابل‭ ‬المشاريع‭ ‬الدفاعية‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭. ‬وقد‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تأخير‭ ‬العقود،‭ ‬وانخفاض‭ ‬الطلبيات،‭ ‬والدفع‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬كفاءة‭ ‬التكاليف‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬الحكومات‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬أولوياتها‭ ‬الدفاعية‭.‬
ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تركيز‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬تدابير‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي،‭ ‬وتقنيات‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الحشود،‭ ‬وأنظمة‭ ‬المراقبة‭ ‬لرصد‭ ‬الاضطرابات‭ ‬المجتمعية‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬حدتها‭. ‬كما‭ ‬ستحتاج‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬إلى‭ ‬تكييف‭ ‬عروضها‭ ‬لتلبية‭ ‬هذه‭ ‬الأولويات‭ ‬المتغيرة،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬حلول‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬وأنظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬التقليدية‭.‬
 
 
إن‭ ‬المخاطر‭ ‬المتشابكة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة،‭ ‬والانقسامات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬تُبرِز‭ ‬أهمية‭ ‬المرونة‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭. ‬لذا‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬شركات‭ ‬الدفاع‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬دفاعاتها‭ ‬السيبرانية‭ ‬ضد‭ ‬حملات‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬عملياتها‭ ‬وسلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭. ‬كما‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬حيوي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أنظمة‭ ‬مرنة‭ ‬للحكومات‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬للصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الصدمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬والتعافي‭ ‬منها‭.‬
 
 
وتؤكد‭ ‬الطبيعة‭ ‬العالمية‭ ‬لهذه‭ ‬التحديات‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬والتنظيم‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وسلامة‭ ‬المعلومات‭. ‬ولعلّ‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬منخرطة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬المبادرات‭ ‬العالمية‭ ‬لإرساء‭ ‬مبادئ‭ ‬ومعايير‭ ‬للاستخدام‭ ‬الأخلاقي‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ومكافحة‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭. ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المنتديات‭ ‬الدولية‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭ ‬أكثر‭ ‬شيوعاً‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬استراتيجية‭ ‬أوسع‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المخاطر‭ ‬البارزة‭ ‬تشكل‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة،‭ ‬فإنها‭ ‬تفتح‭ ‬أيضاً‭ ‬فرصاً‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والحلول‭ ‬المبتكرة‭ ‬لمواجهة‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المرونة‭ ‬السيبرانية،‭ ‬ومعالجة‭ ‬التأجيج‭ ‬المجتمعي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الابتكار‭ ‬وتعزيز‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى،‭ ‬تتضمن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وتحليلات‭ ‬البيانات،‭ ‬والتقنيات‭ ‬الأمنية‭ ‬غير‭ ‬الفتاكة،‭ ‬وربما‭ ‬تجد‭ ‬شركات‭ ‬الدفاع‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬اجتياز‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬بفاعلية‭ ‬سبلاً‭ ‬مثمرة‭ ‬وجديدة‭ ‬للتوسع‭.‬
 
 
وتطرح‭ ‬المخاطر‭ ‬المتشابكة‭ ‬تحديات‭ ‬معقدة‭ ‬لصناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬العالمية،‭ ‬ويقتضي‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬مقاربة‭ ‬استراتيجية‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬والمرونة،‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تلبية‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الناشئة،‭ ‬يمكن‭ ‬لصناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والعالمي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يمر‭ ‬بتغيرات‭ ‬متزايدة‭ ‬أثناء‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الضغوط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والديناميات‭ ‬المجتمعية‭.‬
وتمر‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬بلحظة‭ ‬محورية؛‭ ‬حيث‭ ‬يستدعي‭ ‬مشهد‭ ‬المخاطر،‭ ‬وتعقيدات‭ ‬النظام‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬المشتت،‭ ‬وأحوال‭ ‬الغموض‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬استجابة‭ ‬دقيقة‭ ‬واستباقية‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬الدفاع؛‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬حتمية‭ ‬التكيف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والابتكار‭ ‬بهذا‭ ‬الوضوح‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الصناعة‭ ‬بإرساء‭ ‬تدابير‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬المتطورة‭ ‬وممارسات‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية،‭ ‬وترسيخ‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬هياكل‭ ‬الأمن‭ ‬العالمية‭.‬
 
 
ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬والتصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬المتشابكة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة،‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والتوترات‭ ‬الجيوسياسية‭. ‬ولصناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬دور‭ ‬مميز‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المعرضة‭ ‬للصراعات‭ ‬أو‭ ‬مَواطن‭ ‬الضعف‭ ‬البيئية‭. ‬وبوسع‭ ‬قطاع‭ ‬الدفاع‭ ‬أن‭ ‬يبني‭ ‬مجتمعات‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة،‭ ‬ونقلة‭ ‬نوعية‭ ‬تكنولوجيا،‭ ‬وممارسات‭ ‬مستدامة‭.‬
 
 
وتهدف‭ ‬الدعوات‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬اتباع‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬عبر‭ ‬القطاعات،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالمعايير‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وسلامة‭ ‬المعلومات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرة‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬على‭ ‬التأقلم‭ ‬والابتكار‭ ‬لمواجهة‭ ‬المخاطر‭ ‬متعددة‭ ‬الأوجه‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬بلورة‭ ‬مسارها‭ ‬المستقبلي‭ ‬ومساهمتها‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬العالميين‭.‬
وتعتبر‭ ‬الرؤى‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمية‭ ‬2024‭ ‬بمثابة‭ ‬تحذير‭ ‬ودليل‭ ‬إرشادي‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭. ‬وبإمكان‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬أهميته‭ ‬وفاعليته‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عالمي‭ ‬متسارع،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصدي‭ ‬بشكل‭ ‬استباقي‭ ‬للتحديات‭ ‬المبينة‭ ‬في‭ ‬التقرير،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬يتطلب‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬متضافرة‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬تعقيدات‭ ‬الحقبة‭ ‬المعاصرة‭. ‬
 
 
ومن‭ ‬خلال‭ ‬الارتقاء‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬يمكن‭ ‬لصناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أماناً‭ ‬واستدامة‭ ‬ومرونة،‭ ‬كما‭ ‬سيعزز‭ ‬تجسيد‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستشرافية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمية‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭.‬
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره